صحيفة المثقف

خالد الحلّي: ثلاثة أيّام

خالد الحليأمس

منذ حُلولِ اللّيلِ، حتّى مطلعِ النهارْ

كان الظلامُ يرتدي عباءةَ الأسرارْ

وفي فمي كانتْ تنامُ أغنيةْ

تغفو على رمادِ وقتي سفنٌ

مرّتْ شهورٌ  و سنينٌ،

و هي غافيةْ

أظلُّ بانتظارْ

حُلْمٍ جميلٍ يطردُ الهمومَ من دمي

و يُطلقُ الإنشادَ في فمي

لكنّني،

حين أنامُ لا أرى

إلاّ  سرابَ أمنيةْ

**

اليوم

منذ انبلاج النهارْ

حتّى انتصافِ اللّيلِ،

تغدو الدروبْ

متعبةً تجرُّ  أذيالَها

حزينةً تجترّ  آلامَها

لكنّني

لا حزن ينتابني

فأنتِ لي اِبتسامةٌ دائمةْ

مشرقةٌ في فمي

نابضةٌ في دمي

**

غدا

كُلُّنا نجهلُ ماذا سوفَ يأتي

في غدٍ، أو بعدِ غَدْ

فدعينا نتخيّلْ

قلتُ هذا، فأجِبْتِ:

لا أحدْ

ليسَ في مقدورنا أن نتخيّلْ

في زمانٍ بعثرتهُ الأخيلةْ

قلتُ: حقاً.

هل أقولْ: نتوهّمْ؟

قلتِ وهماً صارتِ الأيامُ

دعنا نتأملْ.

فتأمّلتُ طويلاً

لم أجدْ ما أرتجيهْ

عدتُ اسألْ

ما الذي سوف يجيء؟

ليس من يُعطي جواباً

لا أحدْ

***

شعر: خالد الحلّي - ملبورن

1/11/2021

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم