صحيفة المثقف

لقاء محمد بشير: كسادا.. "دائما" توماس مورالس كاستيانو

لقاء محمد بشير حسنتوماس مورالس كاستيانو (مويا، 1884- لاس بالماس دي كران كانارياس، 1921 ) احد الشعراء الأكثر أهمية في عصر الحداثة الاسبانية. شغل منصب طبيب وسياسي، وصديق لساولو تورون والونسو كيسادا. بين اعماله تبرز ورود اركولس، وقصيدة (الأطلس).

درس مع كثير من الشخصيات المميزة في جزيرة كنارياس، في مدرسة سان اكوستين دي فكيتا في لاس بالماس، اذ كان معه الشاعر الونسو كيسيدا والرسام نستور. في بدايات القرن العشرين درس الطب في كاديث؛ لكي يواكب الاجواء الأدبية في مدينة مدريد، وهذا التقرب انبت موهبة الشعر لتوماس ومبكرا سمحت له فرصة لالقاء الشعر ومعرفة اشهر الشعراء في تلك المدة، منهم: دياث كنيدو، وسالفادور رويدا، وكونثالث بلانكو،...الخ. اذ تواصل مع الادب، ونظم الشعر وعقد الاحتفالات الشعرية، فلمع اسمه، وهو احد اشهر مقدمي الحداثة. عندما انتهى من الطب رجع الى جزر كران كنارياس وعمل بمهنة بلدية اكايت. واخر سنين عمره قضاها طبيباً في لاس بالماس دي كران كنارياس. في سنة 1921 اختير نائب رئيس مجلس الجزيرة، لكن مسيرته السياسية انقطعت مبكرا حيث توفى مبكرا في الخامس عشر من اب للسنة نفسها، وله من العمر ستة وثلاثون عاماً، وتاركاً ابنه ذات السنتين من زوجته ليونور.

كثير من الفنانين زاروا منزله مصدومين من وفاته المبكره، منهم نستور، وكلاوديو دي لاتور، وساولوا تورون، والونسو كيسادا، ورافائيل كابريرا، ونيكولاس ماسيو ولويس دورستر سيلفا. اذ رحل من كان مبدع الشعر الحديث لكنارياس. كلمات شعره الغنائي تبرز العنصر البلاغي، والحسي الملون للشعر. نشر عملين: قصائد المجد، والحب والبحر سنة (1908)، و ورود اركولس (1919-1922)، مشروعه الادبي الكبير حيث يعكس جمال حركه الحداثة اذ يروي فيه خبرات البحارة، ويدخل الخرافات وعمل على استخدام الرمزية والتطويق. وتبرز أيضا قصيدته الأطلس، حيث توماس يرفع الى نوع الرمزية موضوع البحر.

وفاته المبكرة، زادت الما لعائلته وأصدقائه. اذ خصص له صديقه كيسادا قصيدة "دائما".

دائما هي الكلمة الأخيرة:

الكلمة العميقة من الجذر الخالد.

انت من دخل في روحك ما هو دائم

مثل الحربة الحادة التي ثبتت في الأرض.

على الرغم من مساهمته في النثر النقدي، والترجمة والمسرح مثل عمله: عشاء بثانيا في 1910 يبقى عمله ورود اركولس القمه من بين اعماله، الذي يكشف تشابهاً تاماً لجمال حركة الحداثة. عباره عن المشروع الادبي الكبير وغير المكتمل للشاعر، وكان يحاول من خلاله تسجيل نظرته للعالم بالاتفاق مع البناء الذي فيه العناصر (بحر، وارض، وهواء، ونار) تشغل مكانة مهمة جدا.

الأساطير الكلاسيكية، انعكاسه حول الفن والشعر، واغاني البحر، نسخته عن الميناء وعن الاساطير ونظرته الحضرية والعالمية هي بعض من الموضوعات التي تناولها خلال اشعاره ذات الكمال الرسمي الكبير وبلغة من أصل رمزي. بعض قصائده او مجموعات قصائده الأكثر شهره هي "قصائد من البحر"، و"قصيدة الأطلس"، ومتأخرا في الغابة"، "الى روبن داريو في اخر رحله له"، "قصائد من المدينة الاقتصادية"،...الخ. حاليا يعرف كأحسن كاتب كناري في عصره واحد أفضل كتاب الحداثة في اسبانيا كلها.

منذ 1956، مجلدي العمل ورود اركولس تنشر معا، مع بعض الإضافات مثل "ترنيمة البركان"، التي يفترض انتماؤضها الى كتاب ثالث. وفي 2006 تظهر اول طبعه انتقاديه لعمله.

الونسو كسادا (1886 ولد في لاس بالماس دي كران كنارياس- توفي في 1925) اسمه الحقيقي هو رفائيل روميرو كسادا. كان كاتبا وشاعرا وقاصاً اسبانياً. الف فقط كتان الاحلام (1915)، اخبار المدينة والليل (1919)؛ البقية الكبيرة من اعماله نشرت بعد وفاته.

الونسو كسادا كتب في جميع الاجناس الأدبية، مبيناً فيها وجوده وتهكمه العميق. وكان ينتمي الى مجموعة مؤلفي الحداثة لكران كنارياس، المترأسة من توماس مورالس كاستيانو.

معظم اعمال كسادا كانت موجهة الى الموضوعات اليومية، وفي الوقت نفسه، كان يعكس من خلالها انتماءه الوجودي، فضلا عن توضيحه الفرق بين حقيقة الأشياء وما تحمل في داخلها.

وفاته المبكرة تركت فراغاً، في ادب كنارياس، وفي نفس الوقت خلق اثاراَ مؤثره داخل حركة الحداثة وما بعدها للقرن العشرين.

والده كان عسكرياً وتوفي عندما كان كسادا يبلغ من العمر عشرين عاما، مما اضطره الى اعالة امه واخواته وعمته، وجبرته الظروف على ترك دراسته، اذ كان يدرس مع زميله الشاعر توماس مورالس كاستيانو في نفس المدرسة في لاس بالماس، وعمل كسادا كصحفي، شغل منصب مساعد في البنك الاسباني، وبعدها بسنين عمل في مجلس عمال الميناء. على الرغم من الظروف التي اجبرته على عدم استمراره في الدراسة، استطاع تطوير موهبته في الكتابة والشعر. فمنذ وقت مبكر بدأ بقراءة اعمال مهمة، السبب الذي وسع معرفته الثقافية.

كان الونسو خبيرا في الادب والتاريخ الاسباني لكبار الكلاسيكيين، وأظهر اعجابه لأهم الكتاب في زمنه وحافظ على الصداقة مع مثقفين معروفين مثل اكوستين ميارس كارلو، لويس دورست سيلفا، وغيرهم.

كان تصرف كسادا امام الحياة دائما محبطاَ، وينتابه شعوربالياس، لكن شعاع الامل دخل عليه عام 1915 عندما نشر عمله كتان الاحلام. واستمرت سعادته اكثر عندما تعرف على حب حياته. دمره مرض السل الذي كان يعاني منه‘ واخذ أنفاسه في الرابع من تشرين الثاني لسنة 1925 في نفس المدينة التي ولد فيها.

كان أسلوب اعمال كسادا مرتبطه مع حياته والظروف التي فرضت عليه، لذلك في كثير من الاحيان كان يكتب حول الحياة اليومية، ويعطي نصوصه طابع التهكم، مع رقه فريده. اللغة التي استعملها الشاعر كانت بسيطة ومثقفه. وكان في تأليفاته دعابة سوداء معينة، ويدرك أيضا في اعماله درجه من الرقة التي تبين مزاجه.

كانت اللغة التي يستخدمها في كتابة اشعاره سهلة الفهم وكثير من الأحيان شعبيه، ومحدده في أطار حركة الحداثة، وتكشف صفاته مثل السخرية، والأيام، والطبيعة، والأصدقاء، والحزن. اتصال كسادا مع الصحافة منذ عمره الباكر، حوله الى مؤرخ كبير ذي أسلوب هجومي، لكن انيق، في الوقت نفسه تميز بامتلاكه حقد اً ومرونة.

كمؤلف للأعمال المسرحية، الونسو كسادا ادخل فيها الرمزية وطورها بالشخصيات التي واجهت المشاكلات لأسباب أخلاقية ونفسية؛ اذ كانت نصوصه مليئة بالصفات الواقعية للمدينة التي عاش فيها حياته.

 

ا.م. لقاء محمد بشير حسن

جامعة بغداد/ كلية اللغات/ قسم اللغة الاسبانية

........................

السيرة الذاتية للمترجمة لقاء محمد بشير حسن:

تدريسية في قسم اللغة الاسبانية منذ 1997ولحد الآن في كلية اللغات - جامعة بغداد، حاصلة على شهادة الماجستير في 2005 وعلى لقب أستاذ مساعد في 2014. لدي قرابة ال23 بحث و16 مقال و8 كتب مترجمة. وشاركت في عدة ندوات، ومؤتمرات، وورش عمل ، وحلقات نقاشية، ودورات.

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم