صحيفة المثقف

نهاد الحديثي: الشعراء في شبكات التواصل الاجتماعي.. يهيمون!!

كثيرة هي الكتابات الشعرية التي تنشر في شبكات التواصل الاجتماعي ويتداولها الناس، ليس لأنها جيدة بل لأنّ هناك سلطة نشر جديدة، اليوم هناك (شعراء) كثيرون يكتبون قصائدهم وينشرونها في وسائل التواصل، ويُكْتَب لها الذيوع والانتشار ومع الوقت تتحول لقصائد منشورة في دواوين شعرية، هذه الدواوين لا تستوقف القارئ الجيد للشعر ولا الذائقة الفنية التي تربّت على الشعر الجيد، لكنها تحظى بقبول المعززين في وسائل التواصل الاجتماعي.. فهل ذائقة المتلقي الجديد (المعزّز) أصدق من ذائقة المتذوق الحقيقي أم أنّ هناك لوثة شعرية خنقت فضاء الكتابة الشعرية وصار كلّ ناظم شاعراً وكل شويعر مشهوراً؟ واصبحنا نترحم على المعلقات والمتنبي والسياب والبياتي وعبد الرزاق عبد الواحد وغيرهم من خالدي الذكر،

الشعراء في شبكات التواصل الاجتماعي..يهيمون، بعضهم لا تستوقفنا قصائدهم ولا النقاد ، ولكنهم ينالون شهادات الابداع والتقدير!! ومنحت أصحابها ألقابا بل لا نخفي سرا حين نكشف ان شعراء التواصل جرى تم تلميعهم وتصديرهم إلى الواجهة بمباركة تشبه عصبية الجاهلية، فهم لا يطربون المتلقي، ولا سلطة للناقد عليهم، والذين يصفقون لهم ويهيلون عليهم (لايكات) الإعجاب فيظنون أنهم قد بلغوا الثريا فيما هم لم ينفضوا بعد عنهم أثار الثرى، فأصحاب الاعجابات وكتبة التعليقات هم جمهور الكاتب الذي هو لائحة أصدقائه في الفيسبوك، والشهرة السريعة التي اقتنصوها بضربة حظ في زمن انحطاط الوعي وشيوع النماذج الركيكة

سادتي الاكارم --الكتابة الإبداعية سواء الأدبية أو الصحافية أو كتابة المقال وغيرها، كانت أكثر ضبطاً قبل ظهور مواقع التواصل الاجتماعي. وكانت أكثر خضوعاً لمعايير القواعد والإملاء والتعبير والجودة وتوظيف المفردة والتجانس والترابط واللغة الشعرية. وذلك لأن ما كان ينشر ورقياً لا بدّ له وأن يمرّ تحت الرقابة والتحرير والتدقيق قبل الموافقة على نشره ،الشعر ككل الفنون مرده إلى الذائقة، فهناك من تطرب له ذائقتنا، وهناك من لا نطرب له ويطرب له غيرنا، ويحيل ذلك إلى ما نجده في أنفسنا مع الأغاني والموسيقى واللوحات الفنيّة، وللاسف حتى الكثير من المؤسسات اعلامية المعروفة عشعش بها جيش من الشحاذين والمرتزقة المأجورين.

 

نهاد الحديثي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم