صحيفة المثقف

صلاح حزام: أخطر الطرق الى المدرسة

صلاح حزامالفلبين بلد فقير ونفوسه ٨٠ مليون انسان، ولكن مستوى التعليم فيه يعتبر من بين الافضل عالمياً. يحتل التعليم في الفلبين المرتبة العاشرة عالمياً وهو يتقدم على الكثير من دول العالم المتقدم.

شاهدت فلماً وثائقياً يستعرض الصعوبات التي يعانيها الاطفال في المناطق المعزولة والبعيدة للوصول الى مدارسهم.

بعضهم يتسلق ممرات جبلية وعرة وخطيرة، وبعضهم يخوض في ممرات مائية وبعضهم يمشي في الغابات المليئة بالافاعي والحيوانات.

بعضهم يقضي ساعتين في المشي للوصول الى المدرسة ومثلها للعودة.

يتعرضون للسع الحشرات والسقوط من الجبال والسير تحت الامطار.

لكنهم يذهبون باصرار الى مدارسهم التي تشيدها الدولة في مناطق تتوسط القرى النائية وقليلة السكان حتى يصلها الجميع.

الأهل يشجعون الاولاد باعتبار التعليم هو الوسيلة الوحيدة للخروج من هذه الحياة الفقيرة والانتتقال الى مستويات حياة افضل.

صياد اسماك فقير كان يجلس في زورقه وهو يشير الى قمة جبل عالية ويقول: ابني يسير هناك في طريقه الى المدرسة وانا اشجعه لكل لايصبح مثلي صياد اسماك فقير.

ليست لديهم درجات اضافية لابناء الشهداء والرفاق والمجاهدين والسجناء السياسيين.

ليس لديهم دور ثالث ورابع وليس لديهم زحف ولابيع اسئلة.

ليست لديهم وزارات للتربية والتعليم تُعطى كحصة سياسية لاحد الأحزاب والذي يقوم بدوره ببيعها لمن يدفع اكثر!!

ليست لديهم مدارس يجلس طلابها على الارض ومدرستهم من الطين.

لا أحد يتاجر بطبع الكتب في الخارج، ولا أحد يتلاعب بالمناهج حسب هواه وعقيدته الفاسدة.

لا أحد يفرض طقوسه على التلاميذ.

مدارسهم بسيطة وجميلة ونظيفة  والاطفال يحبون مدارسهم ومدرسيهم.

المدرسون مؤهلون تربوياً وليسوا من اصحاب الشهادات المزورة.

ذلك كله جعل تعليمهم من بين الافضل في العالم.

نجاح وتطور التعليم يحتاج الى ثقافة رسمية وشعبية تؤمن بأهمية التعليم ودوره الحاسم في التنمية.

 

د. صلاح حزام

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم