صحيفة المثقف

محمد جواد فارس: الصحافة العراقية ودورها المجتمعي والسياسي!

حرية الصحافة في الرأسمالية، تعني حرية الاثرياء، في رشوة الصحافة حرية أستخدام ثروتهم لتكيف وصياغة ما يدعي بالرأي العام . لينين لعبت الصحافة العراقية دورا مهما في الحياة السياسية والمجتمعية منذ أول صدور لجريدة (الزوراء) وهي أول صحيفة تصدر في عاصمة الرشيد بغداد، وذالك في 15 من حزيران عام 1869، وكان الوالي مدحت باشا قد جلب مطبعة من باريس وكانت الزوراء تصدر وتطبع بالغتين العربية والتركية، وكانت تصدر باربع صفحات من الحجم المتوسط، واستمرت بالصدور ما يقرب 50 عاما، وقد ساهم بتحريرها، أحمد عزت الفاروقي، وطه الشواف، ومحمود شكري الالوسي، وفهمي المدرس، وعبد المجيد الشاوي، وجميل صدقي الزهاوي، وبعد احتلال القوات البريطانية للموصل عام1918 تحولت إلى لسان حال السلطات البريطانية، وبعد ذلك صدرت صحف أخرى بأسم المدن مثل جريدة البصرة، وكذلك جريدة الموصل، ومن الجديد بالذكر، أن يوم الصحافة العراقية، أصبح يوم الخامس عشر من حزيران وهو يوم إصدار أول جريدة في العراق هي الزوراء، كانت الزوراء تنشر الأوامر والفرامين التي تصدر عن الادارة العثمانية، وكذلك المنجزات التي قام بها مدحت باشا من اعمال في بغداد، وبعد الحرب العالمية الأولى، وانهزام الدولة العثمانية على يد الحلفاء الانكليز والفرنسين، ومجيئ المحتل البريطاني للعراق بثقافة أخرى وبدء إنشاء ادارة الدولة واهتم بالمدارس وكذلك الصحة بنشاء مستشفيات ومستوصفات، ولكن كما قال شاعرنا معروف عبد الغني الرصافي : للانكليز مطامع في بلدنا لا تنتهي حتى تتبلشفوا، فعلا الانكليز كان جل تفكيرهم ينصب على على الثروات العراقية من النفط والمعادن واضافة لوادي الرافدين في الزراعة بوجود نهري دجلة والفرات وانهار اخرى، وكذلك معرفتهم التاريخية بحضارات أكد وسومر وبابل واشور، وجرى التنقيب في هذه الحضارات ونقلوا الكثير من التماثيل إلى متاحفهم التاريخية، وقد قدم لهم للعهد الملكي الكثير من متطلباتهم في محالات عدة ومنها القواعد العسكرية وكذلك التمثيل على النفط، ويتأثير ثورة اكتوبر الأشتراكية العظمى عام 1917 في روسيا ظهر مثقفين عراقيين تطلعوا على الفكر الاشتراكي، ووضعوا البنات الأولى لتأسيس أحزاب، وصحافة سرية منها الحزب الشيوعي العراقي وكذلك حزب الاستقلال، والوطني الديمقراطي، وحزب البعث العربي الأشتراكي والحزب الدينقراطي الكردستاني، وحركة القومين العرب .وهذه التنظيمات السرية منها والعلنية طرخت افكارها في صحفها لكسب الجماهير لعضوية هذه الأحزاب، ومن هنا كان للصحافة دورا هاما لما يجرب في كواليس النظام الملكي، ولعبت دورا مهما في تثوير الشارع العراقي ضد المعاهدات الطائرة وانتفاضات الشعب مثل وثبة كانون المجيدة وكذلك انتفاضة تشرين وتظاهرات الشعب دعم الشبقة مصر ضد العدوان الثلاثي ولا يمكن نسيان ماسمي بصورة رشيد عالي الميلانين وحركة مايس والضباط الأربعة . وقدم شعبنا الكثير من الشهداء والجرحى وزج المناضلين في السجون والمعتقلات . وكذلك كان للصحافة الأحزاب دورا في معارك فلسطين ضد الصهاينة مختصبي الأرض العربية . وبعد ذلك شكلت جبهة الاتحاد الوطني عام 1957من الأحزاب الوطنية الفاعلة في الساحة العراقية، الحزب الشيوعي العراقي، وحزب الاستقلال والحزب الوطني الديمقراطي وحزب البعث العربي الأشتراكي وكذلك علاقة ثنائية بين الحزب الشيوعي والحزب الديمقراطي الكردستاني لرفض القوى القومية لمشاركته في الجهة .ولعبت الجهة واحزابها زصحافتها دورا مهما في تشكيلة الضباط الاحرار والممهدة لثورة الرابع عشر من تموز المجيدة عام 1958 . وبعد الثورة ظهرت الصحافة في بغداد ومدن العراق منها اليومية والاسبوعية والشهرية فقد صدرت صحيفة الحزب الشيوعي العراقي (أتحاد الشعب) صاحب الامتياز عبد القادر البستاني وصوت الاحرار، وصحيفة البلاد، والثبات والرأي العام لمحمد مهدي الجواهري شاعر العرب الاكبر والذي أنتخب نقيب للصحفين العراقيين بعد ثورة تموز، وكذلك صحيفة ازادي وخابات الكرديتين، وصحيفة الانسانية للشاعر كاظم السماوي، والحرية لقاسم حمودي، وكذلك مجلة المثقف ومجلة 14 تموز والثقافة الجديدة، وصحيفة الثورة ليونس الطائي وهو قاسمي الانتماء، كان لهذه الصحف دورا مهما في الحياة السياسية حيث انحازت كل صحيفة إلى جهة حزبية في طرح ارائها الفكرية وكذلك مطاليب الشعب بما ينسجم ونهجها .وقد كتب الكثير عن تاريخ الصحافة العراقية ومن ما كتب كتاب فائق بطئ عن الصحافة ويعتبره الكثير مرجع تاريخي. وفي العههود الاحقة فرضت على الصحافة نهج الحزب الواحد وصيقة حرية الكتابة في مجالات متعددة من العمود السياسي وكذلك الشعر والقصة القصيرة والنقد . ان حرية الصحافة هودليل على ديمقراطية البلد والصحافة تأخذ على عاتقها طرح مشاكل المجتمع ومطاليبه.

 

  محمد جواد فارس

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم