صحيفة المثقف

جودت العاني: وسائد وجع..!!

هي ليست صوراً

هي في كل معانيها،

ريحٌ مجذومه..

تمطر باروداً

تحصد بشراً

خلف الأسوار المأزومه..

**

لم تترك بين نقيع الدم

غير الأشلاء مبعثرة

وأقلام الأطفال، وحقائبهم

ووريقات دفاترهم

فوق الأرض

مشبعة بالموت

وجثامين القتلى،

منهم ، لم يأخذ

عند الصبح فطوره..

والقاتل يعلن في كل الأوقات

وفي جوف الليل حبوره..

والعالم لا يملك غير الحزن

ويمضي ليمارس  دور القوادين

ويعلن في الأجواء فجوره..!

**

ما هذا القرف النازف

من أحشاء الليل..؟

ما هــــذا العهـر الطافح كالسيل..؟

الأمُ ، تأكل ثدييها

لا تدري كيف تلاشت ابنتها في غمضة عين..

لا تدري كيف تهاوت جدران البيت

لا تدري كيف تواجه غصات البين..

لا أحــدَ يرعيها

لا أحــدَ يشفيها

ولا سقف يحيمها

ما هذا القرف النازل  كالويل..؟

* *

لكن الصبح عنيد

والبأس شديد

وعلامات الفجر

تعلن أن البسمه تعود

ونسيمات الليل

سَتُغْرِقَ كل الشرفات..

وتملأ كل الساحات

وتعزف للأطفال النايات..

وإيقاع الملكوت

باجنحة سترفرف فوق

وسائد كل الأطفال

بأحلام الغد

سيفيقون بلا خوف

صوب مدارسهم

حلمٌ الاطفال كبير،

حلمٌ  يمرح،

وتحت وسائدهم

ضوء الفجر الغافي

في احضان الليل..!!

***

د. جودت العاني

23/10/2014

..................

* نص مستل من ديوان غدق البحر

(من وحي قذيفة سقطت على مدرسة للأطفال)

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم