صحيفة المثقف

محمود محمد علي: إبراهيم حجازي.. أيقونة النقاد الرياضيين في الصحافة المصرية

محمود محمد عليبالأمس غيّب الموت الكاتب الصحفي الكبير إبراهيم حجازي، عضو مجلس الشيوخ، الذي كان رمزا للوطنية والإخلاص لكل ما يتعلق بصالح مصر والمصريين وسخر قلمه وفكره وخبرته العريضة في تنمية وعي الأجيال ببطولات بلدهم، وحرص منذ مشاركته في حرب أكتوبر المجيدة على رصد أمجاد مصر في كل المجالات، وأحد أبرز النقاد الرياضيين وبطل من أبطال حرب أكتوبر، وأحد أبرز الكتاب في بلاط صاحبة الجلالة، وأحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، وأحد الأعضاء المعينين بمجلس الشيوخ المصري، وصاحب شعبية كبيرة وعلاقات طيبة في الوسط الرياضي والإعلامي، تشهد عليها كتابات مؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي على مدى الفترات الماضية من محبيه، يتحدثون عن صفاته النبيلة ومواقفه التي لا تحصى مع زملاء المهنة، ليرحل في صمت عن عالمنا الكاتب الصحفي إبراهيم حجازي، اليوم إثر إصابته بفيروس كورونا، بعد فترة مرض استمرت أشهر قليلة.

رحل الأستاذ إبراهيم حجازي تاركا خلفه تاريخ حافل في الصحافة المصرية فقد كان رحمه الله صاحب مدرسة صحفية خاصة به تعلم منها الكثير، علاوة علي أنه كان رجلا بحق شعاره المهنية والمصداقية وهمه الأول والأخير المواطن المصري البسيط المكافح فقد كان دائما "في دائرة الضوء" وهي الزاوية المخصصة له في صحيفة الأهرام بعدد يوم الجمعة، والتي قدم فيها نماذج مصرية أصيلة ومشرفة من كل ربوع ونجوع مصر، فضلا عن حرصه على إجراء حوار بناء مع كافة قراءه وطرحه لأفكاره ورؤاهم في مقالاته وكتاباته.

الكاتب الراحل إبراهيم حجازي الذي وافته المنية اليوم متأثرا بإصابته بفيروس كورونا، للشباب المصري، حتي وإن خرج منها بجسده، يبقي بإنجازاته، ونضاله، وإرثه في دائرة الضوء، ربما غيب الثري إبراهيم حجازي، لكن ما خطته يداه سيبقي النور لكل من سار على الدرب، خلطة مصرية وطنية فريدة.. رجل عاشق تراب هذا الوطن، وقاتل من أجل رفعته وسيادته والحفاظ على أرضه، وذلك خلال التحاقه بالجيش المصري في عام 1968م في القوات الخاصة – سلاح المظلات، وظل جنديا مدافعا عن بلده طيلة ثماني سنوات، حتى تكللت مصر بالنصر واسترد الجيش سيناء، أو كما  يسميها الأستاذ حجازي " جنة الله في الأرض"، وما أن أدي حق الوطن، راح الكاتب الكبير ليبدأ أولي خطوات أولي خطوات مستقبل لامع.

وقال رئيس مجلس الشيوخ المصري، في بيان، أصدره منذ قيل: "إننا فقدنا شخصية صحفية لامعة وإعلاميًا قديرًا وعضوًا بارزًا من أعضاء المجلس، ورجلًا وطنيًا محبًا لوطنه حتى آخر لحظات حياته»، داعيًا الله عز وجل أن يتغمد الفقيد الراحل بواسع رحمته وأن يدخله فسيح جناته، وأن يلهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان".

وقد تخرج الكاتب إبراهيم حجازي في المعهد العالي للتربية الرياضية بالهرم عام 1967، ثم التحق بمؤسسة الأهرام عام 1975، ثم فاز بجائزة مصطفى وعلى أمين للصحافة المكتوبة عام 1985، ونجح في تأسيس مجلة الأهرام الرياضي في يناير 1990 وأصبح رئيس تحرير المجلة لمدة 19 عامًا،  وكان لـ "حجازى" تجربة تلفزيونية متميزة من خلال تقديمه عدة برامج، كان أبرزها البرنامج الشهير "فى دائرة الضوء"، كما كان صاحب اهتمام دائم بالرياضة ويُنسب له الفضل فى تنظيم مؤسسة الأهرام بطولات رياضية في المناطق الأثرية والسياحية، فضلا عن مقاله بعنوان "خارج دائرة الضوء" في عدد الجمعة بجريدة الأهرام والذى واظب على كتابته لمدة 22 سنة.

وفي شخصية الكاتب الراحل إبراهيم حجازي، جوانب متعددة فهو يحفظ عن ظهر قلب بطولات الجيش المصري في الفترة ما بعد هزيمة 67، إذ عاش حرب الاستنزاف، وانتصار أكتوبر، وكان دائما يفتخر بأنه كان ضابطًا مقاتلًا في أكتوبر وتربطه علاقات قوية مع أبطال هذه الملحمة الخالدة.

والأستاذ إبراهيم حجازي علمنا في مدرسته الكثير والكثير وخاصة تاريخ مصر وعظمتها، حيث حرص على تقديم ورصد بطولات الجيش المصري سواء في مقالاته أو عبر برنامجه التليفزيوني "في دائرة الضوء" والذي وثق المئات من بطولات جيشنا العظيم من عام 1956 مرورا بنكسة يونيو 1967 وحرب الاستنزاف التي استمرت 500 يوما حتى ملحمة أكتوبر عام 1973م، ولم يكن إبراهيم حجازي مجرد صحفي يتناول التاريخ العسكري للجيش المصري بل هو أحد المقاتلين الذين شاركوا في ملحمة أكتوبر حيث خدم في الجيش المصري فقد نجح في تقديم شرف وافي لانتصار أكتوبر والذي يعتبره أحد أبرز الأحداث في تاريخ الأمة العربية والإسلامية.

حرص الأستاذ إبراهيم حجازي على تقديم كافة النماذج الرياضية الناجحة خاصة في الألعاب الفردية وتعامل مع فلسفة الرياضة بمفهومها الشامل فقد كان أول من حذر من "شيخوخة المجتمعات" بسبب عدم ممارستها للرياضة، وقد قاد حملات صحفية لترسيخ فكرة ممارسة المواطنين للرياضة باعتبارها أساس لصحة الإنسان وتقوية للمجتمعات الشابة التي تطمح نحو بناء مستقبل واعد لأبنائها.

ويحظى الكاتب الصحفى إبراهيم حجازى، بشعبية كبيرة وعلاقات طيبة فى الوسط الرياضى والإعلامى، حيث علم أجيال عديدة من الصحفيين الذين تتلمذوا على يديه، علاوة علي اهتماه بهموم البسطاء من الناس، وتبنى بحماس مشكلاتهم خلال تقديم برنامج «في دائرة الضوء»، إلى جانب اهتمامه الدائم بالمجال الرياضي الذي كان سببا في تنظيم مؤسسة الأهرام للبطولات الرياضية في المناطق الأثرية والسياحية.

وعن حبه وتعلقه بالصحافة ورؤيته لمستقبلها، كان يقول "حجازي": "الإعلام في مختلف صوره، الصحافة المكتوبة أو الإعلام المرئي والمسموع، أصبح له شريك أساسي هو السوشيال ميديا بما لها من تأثير كبير، حيث إنها ظهرت فى الوقت الذى حدث فيه تراجع للصحافة وارتفاع أسعار الورق والطباعة، والصحافة تعانى لأسباب كثيرة، ولا يمكن أن نلقى اللوم فقط على الصحفيين أو المشتغلين بالمهنة لأن ما حدث للصحافة أمور خارجة عن إرادة الصحفيين، والصحافة لن تندثر وقيمتها مستمرة، فهناك أزمة فى القراءة بشكل عام واللغة العربية فى خطر، ولو استمر الحال هكذا خلال عشرة  أعوام ستكون اللغة العربية تُسمع فقط ولا تُكتب".

وشجع الراحل الكبير على توسيع دائرة ممارسة الرياضة باعتبارها حقاً دستورياً، مؤكدا أن القيادة السياسية حريصة على الاهتمام بصحة الأطفال وتشجيعهم على ممارسة الرياضة بعد أن تلاحظ زيادة الوزن لكثير من الأطفال نتيجة العادات الغذائية الخاطئة.

مواقف عدة أثبتت أن هذا الرجل كان بحق محب لوطنه ولمهنته التي حرص خلال فترة توليه منصب وكيل نقابة الصحفيين على خدمة الجماعة الصحفية دون تردد، وحرصه على نقل خبراته الطويلة في مهنة الصحافة إلى جيل جديد من الشباب حريص على استكمال ما بدأه الأستاذ.

عدد كبير من الزملاء يعرف إبراهيم حجازي الصحفي والإعلامي الكبير لكنهم لا يعرفون إبراهيم حجازي الإنسان الذي لم يتوانى يوما واحدا عن مساعدة أيا من المواطنين البسطاء الذي يحرص على استقبال كافة اتصالاتهم عبر هاتفه الشخصي ويتابع مشكلاتهم من خلال التواصل مع المسؤولين لحلها وإدخال الفرحة والسرور على البسطاء الذين لم يلتقيهم يوما لكنه كان مؤمنا بأن مساعدة هؤلاء فرض وواجب علينا جميعا طالما كنا قادرين على مساعدتهم ونجدتهم.

وقدم إبراهيم حجازى برامج عدة كما قلت في التلفزيون، كان أبرزها البرنامج الشهير "فى دائرة الضوء"، وكان اهتمامه الدائم بالرياضة سببا في تنظيم مؤسسة الأهرام للبطولات الرياضية فى المناطق الأثرية والسياحية، كما له عدة مقالات أبرزها: "خارج دائرة الضوء" فى عدد الجمعة بالأهرام ولمدة 22 سنة.

كما استطاع إبراهيم حجازي أن يقدم خلال مسيرته الإعلامية، شرحا وافيا عن نصر أكتوبر العظيم من واقع مشاركته في الحرب، كونه أحد أبطال القوات المسلحة، حيث يرى أن حرب أكتوبر عام 1973، هي أعظم شئ في تاريخ الأمة العربية، وأن الشباب المصري الذى يرغب في الهجرة يجب أن يعلم أن مصر صنعت المعجزات.

وداعا يا أستاذ إبراهيم... ستظل سيرتك الطيبة حاضرة بيننا فقد تعلمنا منك الكثير والكثير وستكون حاضرا معنا بروحك وقلمك لأنك تستحق أنت تبقى دائما وأبدا "في دائرة الضوء".

رحم الله الأستاذ إبراهيم الشخص الطيب، الوطني.. رحم الله إبراهيم حجازي أحد فرسان الصحافة النبلاء الذي تربي علي يديه أجيال من الصحفيين والكتاب الرياضيين أصحاب الأقلام اللامعة.. فقد كان الراحل مدرسة في الإعلام الرياضي و من  جيل العظماء في الصحافة.. فقدنا كاتبا رائعا مهموما بالبسطاء ومحاربا عن قضايا وطنه ومقاتلا شجاعا من أبطال نصر أكتوبر العظيم.. إن لله وإن إليه راجعون … يارب اسكنه الفردوس الأعلى واجعل قبره روضة من رياض الجنة واربط قلب أهله وصبرهم علي فراقه.. خالص التعازي وصادق المواساة لأسرته الكريمة ومحبيه وللوسط الصحفي والإعلامي  - سائلين الله عز وجل أن يتغمده برحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.. وإِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ.

 

الأستاذ الدكتور محمود محمد علي

كلية الآداب – جامعة أسيوط

......................................

1- أحمد جمعة: وداعا إبراهيم حجازي.. ستظل دائما في دائرة الضوء، اليوم السابع، الإثنين، 03 يناير 2022 12:14 م

2- إسراء سليمان: إبراهيم حجازي.. رحيل كاتب كبير من جيل أكتوبر العظيم، الوطن المصرية، 03:52 م | الإثنين 03 يناير 2022.

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم