صحيفة المثقف

محمود محمد علي: ريا وسكينة.. مجرمتان أم مناضلتان؟ (2)

محمود محمد عليبإعدام ريا وسكينة وعصابتها أسدل الستار على قضية العصر وعصابة خطف النساء في الإسكندرية، وعلى مدى العقود الأخيرة الماضية، اكتست القصة باهتمام وسائل الإعلام والكتاب، كما تم تنفيذ العديد من الأعمال الفنية عن القصة التي صبغت تارة بالإثارة والأكشن وتارة أخرى بالكوميديا، والتي لم تخل ككل من تجريم ريا وسكينة، باعتبارهم سفاحي القرن الماضي.

وانتقلت هذه القصة من واقع التاريخ الاجتماعي للجريمة وتحقيقات البوليس والنيابة إلى المتخيّل الفني والأدبي، فتناولت صحف هذه الأيام هذا الموضوع بالتحليل والتمحيص لفترة طويلة، ثم بدأت السينما والباحثون يتناولون موضوع "ريا وسكينة" لأهميته على واقع المجتمع والناس، فكتب صلاح عيسى عن قصة ريا وسكينة موضوعا مسلسلا نشر في مجلة كل الناس، وفي عام 1953 تم إنتاج فيلم "ريا وسكينة" بطولة أنور وجدي وشكري سرحان وقامت ببطولة ريا الفنانة نجمة إبراهيم ودور سكينة الفنانة زوزو حمدي الحكيم، كما قام النجم الكوميدى إسماعيل يس ببطولة فيلم "إسماعيل يس يقابل ريا وسكينة" شاركه فيها أيضا نفس نجوم الفيلم السابق، ثم قامت شريهان ويونس شلبي وحسن عابدين بالاشتراك في فيلم آخر عن ريا وسكينة عام 1983، وانتقلت ريا وسكينة إلى المسرح حينما قاسمت شادية وسهير البابلي عبدالمنعم مدبولى وأحمد بدير مسرحية "ريا وسكينة"، وانتقلت القصة إلى التليفزيون في مسلسل "ريا وسكينة" إنتاج 2005.

ولا تزال هذه القصة تلقى رواجا من الباحثين والكتاب والفنانين باعتبارها حادثة غير عادية حدثت في أماكن بعينها في مدينة الإسكندرية، وكلما نظرت من شرفة منزلي إلى الجانب الآخر من المشهد أرى أمامي برج سجن الحدراء الذي أعدمت فيه ريا وسكينة، فاستشعر بأن الله حق وأن الجريمة لا تفيد وأن العدل لا بد وأن يتحقق.

دخلت ريا وسكينة التاريخ من خلال الأعمال الفنية العديدة التى صدرت عنهما، سواء فى السينما والمسرح، استوحت من قصة ريا وسكينة الكثير من الكتب والأعمال الفنية وصلت إلى 12 عمل فني وهي (بالترتيب الزمني):

1- مسرحية ريا وسكينة: انتاج عام 1922 وهي أول عمل فني عن القصة وانتجت بعد شهور من تنفيذ حكم الإعدام، ومن بطولة وإخراج نجيب الريحاني وشاركته بديعة مصابني في المسرحية، ومن تأليف بديع خيري.

2- فيلم ريا وسكينة، إنتاج سنة 1953، بطولة نجمة إبراهيم وزوزو حمدي الحكيم وفريد شوقي وأنور وجدي وشكري سرحان.

3- فيلم إسماعيل يس يقابل ريا وسكينة، بطولة إسماعيل يس ومعه أيضا نجمة إبراهيم وزوزو حمدي وعبد الفتاح القصري ورياض القصبجى.

4- مسلسل إذاعي عودة ريا وسكينة 1972 من تأليف عبد الرحمن فهمي عن قصة مقتبسة عن شخص محتال يقوم بأعمال السرقة على طريقة ريا وسكينة ثم تنتشر شائعة عن وجود عفريت ريا وسكينة وأنه ليس شخصاً عادياً، شارك بالتمثيل يوسف شعبان ومديحة حمدي وآخرون.

5- فيلم ريا وسكينة، إنتاج سنة 1983، بطولة شريهان ويونس شلبي وحسن عابدين.

6- مسرحية ريا وسكينة، بطولة سهير البابلي وشادية وعبد المنعم مدبولي وأحمد بدير.

7- مسرحية ريا وسكينة في مارينا: أنتجت عام 2004 من تأليف سمير الطائر وبطولة عبد المنعم مدبولي وماجد المهندس ورامي عصام و نهلة سلامة، وإخراج أحمد البدري.

8- مسلسل ريا وسكينة، إنتاج سنة 2005، بطولة عبلة كامل وسمية الخشاب وسامي العدل وأحمد ماهر وصلاح عبد الله ورياض الخولي، وهو العمل الوحيد الذي تناول القصة الأصلية الحقيقية للشخصيات والأحداث والوقائع استناداً لكتاب (رجال ريا وسكينة) للكاتب صلاح عيسى الذي صدر عام 2002.

9- فيلم الحرب العالمية الثالثة انتج عام 2014، ظهرت في الفيلم شخصيتي ريا وسكينة في الفيلم كشخصيات ثانوية.

10- برنامج تلفزيوني بعنوان: ريا وسكينة تقديم هالة فاخر وغادة عبد الرازق.

11- وأخيرا مسلسل وردة شامية عام 2017 مستوحى من قصتهما لكن بتغيير أسماء الشخصيات والمكان مستوحى من البيئة الشامية، وهو من بطولة شكران مرتجى وسلافة معمار.

إلا أنه فى مفاجأة أخيرة أعلنت قناة بى بى سى البريطانية أن ريا وسكينة لم تكونا قاتلتين للنساء كما ذكر التاريخ، وإنما كانتا مناضلتين وطنيتين قامت عصابتهما بخطف الجنود الإنجليز الذين يحتلون مصر وقتلهم ودفنهم بعيدا عن الأنظار. وقد روجت البى بى سى لهذه الحكاية معتمدة على السيناريست المصرى أحمد عاشور الذى ذكر أنه أعد فيلما يؤكد هذه الحقيقة وأن الإنجليز تولوا تشويه ريا وسكينة وعدم جعلهما أبطالا وطنيين فى نظر المصريين يؤلفون عنهم الأغانى والحكايات ويجرى التشبه بهما فى قتل جنود الاحتلال.

وذكر عاشور لـ"بي بي سي"، أن ما رواه أحفاد العرابي وعبدالرازق المتهمين في القضية، وحفيد البوزباشي المسؤول عن القضية، دليل على ذلك. حيث قال إن اليوزباشي حين قرر أن يعلن أن القضية ملفقة تم قتله، ليمسك اليوزباشي إبراهيم حمدي القضية لأنه كان متعاونا مع الإنجليز.وأضاف عاشور أنه لم ينكر وجود الجثث في حجرة ريا وسكينة، لكن لم يعرف مَن قتلهم ودفنهم، لأن البلاغ جاء بعد تركهم المنزل، مؤكدًا أن هذه القضية الملفقة هدفها هو صنع قضية رأي عام تلهي الناس عن الثورة والاحتلال الإنجليزي، وبسبب خطورة وجود سكينة مع الجهاز السري للثورة بقيادة عبدالرحمن باشا.

ولكن يبدو أننا على أعتاب عاصفة من الجدل واللغط والتي أثارها السيناريست أحمد عاشور مؤلف فيلم "براءة ريا وسكينة" والذي يصرح بأن عنوان الفيلم جواب للحقيقة الخاصة بهما، التي لم تظهر إلا عن طريقه على حد وصفه، حيث قال إن "ريا وسكينة" بطلتان ناضلتا ضد الاحتلال البريطاني، الذي كان يحكم مصر خلال فترة العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي، وتم اتهامهما بقتل النساء ظلمًا، وأن القضية لو تم إعادتها سيتم اتخاذ حكم بالبراءة بسبب كمية التناقضات المكتوبة في الورق، وذلك حسبما ورد في وسائل الإعلام المختلفة.

العجيب في الأمر، أننا نجد أنه تم الموافقة على العمل السينمائي من قبل الرقابة، بحسب ما أكده عاشور، مشيرًا إلى أنه لم يتم حذف أية مشاهد من الفيلم، وفي ذلك السياق "البوابة نيوز" قامت بإلقاء الضوء على القضية ومدى صحة تصريحات السيناريست أحمد عاشور.

وأوضح الدسوقي، أن الملفات الخاصة بالقضية بما فيها من المستندات والدلائل بدار القضاء العالى ودار الوثائق القومية بمتحف القلعة، وهي تشير إلى حقيقة جرائم ريا وسكينة، لافتا إلى أن المشتغلين في مجال التاريخ حتى يتسنى لهم نفي حدث تاريخي أو تأكيده والبت فيه يعودون إلى الدلائل والمستندات وليس الكلام المسترسل، لافتا إلى أن ما يقال فضيحة لاسيما مع وجود المستندات الدالة على الإدانة.

وأكد الدسوقي، أن أي عمل فني من الممكن أن توافق الرقابة عليه إذا كانت هناك أدلة، وإذا لم يكن فمن الممكن اعتباره قصة غير حقيقية عمل فني "فنتازيا"، مشيرًا إلى أن من ضمن الإثباتات التي يتكلم عنها مؤيدو براءة ريا وسكينة، أن وكيل النيابة لقن "بديعة" أقوالها التي أدانت أمها وخالتها، وهو ما يعد أمرًا غير مهضوم منطقيًّا، متسائلًا: "هل ده تم ذكره في مستند وأثبته إزاى".

من جانبه يؤكد البعض أن ما يثار حول أن "ريا وسكينة" تم تشويه صورتهما، بينما هما من بريئتان من كل التهم التي وجهت ضدهما ووصلت لإعدامهما، بينما هما في الحقيقة بطلتان ناضلتا ضد الإنجليز أمر عاري عن الصحة والحقيقة، مشيرًا إلى أن تلك القضية تم غلق ملفها بالفعل من المحكمة منذ فترة طويلة من الزمن، ومن المعروف أن ريا وسكينة كانتا تتزعمان عصابة لقتل وسحل المواطنين والمواطنات داخل البدروم بعد أن يتم استدراجهم لهناك بواسطة باقي أفراد التنظيم العصابي.

ولفت البعض، إلى أن تلك القصة أثارت الجدل الواسع خلال الأربعينات، ولا يمكن تشويه القصة بهذه الصورة، ومن يقول غير ذلك عليه الذهاب أولا إلى مقر المحكمة بالإسكندرية ويسحب ورق القضية ويعيد التحقيق بها من جديد، مؤكدًا أنه ليس بالضرورة أن كل ما يعرض على شاشات السينمات أمر حقيقي، فالكثير من الأعمال السينمائية لا تمت بصلة للواقع بالفعل.

بيد أن التاريخ يومئذ لا يجد مبرر للتحريف فيه، والأحداث التاريخية، يكون لها مدلولات أخرى اقتصادية واجتماعية، فلا يجوز إزاحة السيئ لنضيف عمل يراه البعض جيد من وجهة نظرهم، لافتًا إلى أن التأويل بأن ريا وسكينة لم يكونا مجرمات بل كانتا مجاهدات ليس له أي شئ من الصحة، فهن أول سيدتين ينفذ فيهن حكم الإعدام، لما اقترفتاه من جرائم.

أشار إلى أن وراء تلك الأقاويل عمل فني أراد أحد كتاب السيناريو أن يعرضه بتلك الطريقة، والتي يمكن أن تكون رؤية فنية أو إبداعية مثل كثير من الأعمال التي تناولت قصة ريا وسكينة، لكن ذلك ليس له علاقة بالتاريخ، مؤكدًا أن وزارة الثقافة والكثير من الباحثين لديهم ملف التحقيقات في قضية «ريا وسكينة» والتي صفحاته تزيد عن 700 ورقة، ومعظم ما فيه تناوله، أيضًا، الكاتب الراحل صلاح عيسي في كتاب "رجال ريا وسكينة.. سيرة سياسية واجتماعية".

وأوضح أنه من آن لآخر يتم نشر أخبار تروج لهذه القصة، وكان لا بد أن نستشعر الخطر بعد أن تبنت الـBBC قصة ريا وسكية والتأكيد على أنهن بعيدتان عن الإجرام، بل كانتا تقتلان جنود الإنجليز، وهو ما يمكن أن يُسعد المصريين، لكن على الجانب الآخر لم يستشعر الكثير الخطر الذي وراء تلك القصة بعد أن قيل إن أكثر سيدتين إجرامًا في مصر قتلا وهم كانوا يقتلان الجنود الإنجليز المحتلين ليصبح المحتل في تلك الفترة ضحية من وجهة النظر البريطانية، رغم أن جنود الإنجليز كانوا يستغلون تلك الفترة في الاعتداء على النساء، وكانت تلك الأماكن مرتعًا لهم، وتداول تلك القصة هو إجراء لنفي هذه الصورة وتغيرها، وهو ما لم ينتبه إليه الكثير من المواطنين ممن فرحوا بتداول القصة المزيفة.

ولفت إلى أن ما يؤكد أن ريا وسكينة ورجالهم هم تشكيل عصابي لقتل السيدات وسرقة مصوغاتهن، وليس قتل الجنود الإنجليز، هو أنه لم يتم العثور على جثة رجل واحد وجميعهن سيدات، دفنوا جميعهن بطرق بدائية بداخل الأماكن التي كانوا يعيشون فيها، حيث احترفوا القتل ولجئوا إلى الاجرام بهدف السرقة.

وقد كشفت شركتا "روكيت ساينس" و"يلا يلا"، التابعة لشركة "فرونت رو" في منطقة الشرق الأوسط، عن جمع الكاتب والمخرج البريطاني تيري جورج، الحائز على جائزة الأوسكار، بالكاتبة والسيناريست مريم نعوم ليتشاركا معاً في كتابة سيناريو مسلسل " The Alexandria Killings "(جرائم الإسكندرية).

وهو العمل الذي تدور أحداثه في الإسكندرية عام 1920، عندما كانت مصر تحت الحكم البريطاني، وهو يروي القصة الحقيقية للأختين المصريتين ريا وسكينة همام، بدايةً من انحدار الشقيقتين من حي فقير بالإسكندرية، وخروجهما من براثن الفقر لتديرا بيتا للدعارة، مستهدفتين مجموعة قوية ونافذة من الضباط والمخبرين ورجال الدولة المصريين والبريطانيين، في ذروة نشاطه، حتى أصبح بيت الشقيقتين ريا وسكينة خلية من الأسرار والمعلومات الاستخباراتية المتبادلة، والمؤامرات الإجرامية المحاكة على أعلى المستويات في عالم الجريمة بالإسكندرية، والتي أسفرت عن مقتل 17 امرأة في سلسلة من جرائم اغتنام الفرص.

كما يكشف المسلسل كواليس سقوط الشقيقتين وتقديمهما للمحاكمة حتى أصبحتا أول امرأتين يُحكم عليهما بالإعدام، الأمر الذي تسبب في احتجاج اجتماعي واسع النطاق، وتفاوتت النظرة العامة للمرأتين من اعتبارهما عقلين مدبرين لجرائم نُفذت بدم بارد إلى وصفهما بالضحيتين، وسيشكل المسلسل الجزء الأول من سلسلة مختارات ترتكز على الجريمة الحقيقية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا،  كما سيجري تصوير المسلسل أساسا باللغة العربية، مع بعض الإنجليزية لتعكس الحكم البريطاني. تتناول أعمال تيري جورج السابقة الحكم الاستعماري بأشكاله المختلفة، فيما تملك المصرية مريم نعوم تميز الكثير من أعمالها بالطابع النسائي ونصيرة المرأة في الدراما المصرية.

وتشمل أعمال تيري جورج السابقة "هوتيل رواندا"، الذي ترشح لنيل جائزة الأوسكار، و"إن ذا نيم أوف ذا فاذر". أما فيلمَي "بين بحرين" و"واحد صفر" الذي حصد منذ عدة سنوات خمسين جائزة دولية وإقليمية لمريم نعوم، وحاز على استحسان النقاد في السينما والتلفزيون، وشكلت مساعي المؤلفة المصرية لتغيير الطريقة التي يُنظر بها إلى المرأة في وطنها مصر محفزا رئيسيا لها على مدار مسيرتها المهنية، إلى جانب العديد من حملات النشاط الاجتماعي التي أطلقتها، مما أكسبها تقدير هيئة الأمم المتحدة للمرأة في مصر في اليوم الدولي للمرأة عام 2016.

وقال تيري جورج: "أتطلع إلى التعاون مع فريق دولي بحق من المنتجين ورواة القصص الموهوبين للتحقيق في القصة الحقيقية المبهرة للشقيقتين ريا وسكينة."،وأضاف: "يسعدني بشكل خاص العمل مع الكاتبة المصرية المعروفة مريم نعوم لمعالجة موضوع ينطوي على جميع العناصر الآسرة لإحدى الجرائم الأسطورية، فيما يشمل أيضا قضايا عالمية منها التمييز على أساس الجنس والغيرة والجشع والحب المفقود. ستكون هذه رحلة شيّقة ومسلية ".

ومن جانبها، قالت السيناريست مريم نعوم: "أنا متحمسة للغاية لكوني جزءا من هذا المشروع، وأشعر بأنني محظوظة للعمل مع تيري جورج وفرونت رو، في هذه المرحلة من مسيرتي المهنية، أعتقد حقا أن دمج تجارب المخرجين القادمين من الشرق الأوسط والغرب أمر بالغ الأهمية لصناعة الأفلام، وسيسهم في تكييف القصة بالشكل الأمثل. وأنا متأكدة من أنني سأتعلم الكثير خلال هذه الرحلة."

ونختم حديثنا عن ريا وسيكنية فنقول بأنهما من أشهر الشخصيات في التاريخ المصري المعاصر الذي اختلفت الآراء حولهما، فمنهم من اعتبرهم سفاحين لم نسمع بأبشع من جرائمهم وآثامهم في بلدنا هذا، وأنهما روعا الإسكندرية ومصر كلها بجرائمهما التى استمرت على مدار عام كامل.ومنهم من اعتبرهما مناضلين لكونمها قتلوا عددا كبيرا من جنود الإنجليز.

ولكن ما أؤمن به هو أن "ريا وسكينة" كانت جرائمهما هي الأشهر فى العصر الاستعمارى البريطانى لمصر، وكانت بمثابة واحدة من أفظع الجرائم فى التاريخ، والتى سببت صدمة لمصر، وأنها ألهمت مجموعة من المنتجين والمخرجين والفنانين لتحويل قصتهما لأفلام سينمائية ومسرحيات ومسلسلات وكتب روائية، مشيرة إلى أن الشقيقتين بعصابتهما والتى قتلت ما يقرب من 20 امرأة، لا تزال تحتل شهرة عالية من بين القضايا المصرية المثيرة، لافتة إلى أن الإسكندرية التى وقعت بها جرائم العصابة الأشهر فى التاريخ كانت ذات بريق عالمى فى النصف الأول من القرن الـ20، حيث كانت مدينة النخب بالشرق الأوسط، ورمز الليبرالية والتعددية فى التاريخ الحديث لمصر، وتعتبر المدينة التى ولد فيها وعاش العديد من الكتاب والشعراء والأدباء العالميين فى ذلك الوقت.

 

د. محمود محمد علي

رئيس قسم الفلسفة وعضو مركز دراسات المستقبل – جامعة أسيوط

.....................

الهوامش

1-صلاح عيسي: حكايات من دفتر الوطن، رجال ريا وسكينة سيرة اجتماعية وسياسية، القاعرة، 2019.

2- زكريا إبراهيم: مشكلة الإنسان، مكتبة مصر بالفجالة، القاهرة، د. ت ص 94.

3-عمر طاهر: برما يقابل ريا وسكينة، القاهرة، 2012.

4-محمد عبد الوهاب: سرداب المومسات، القاهرة، 2019.

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم