صحيفة المثقف

علجية عيش: لنخبة المثقفة في الجزائر تنتفض

علجية عيشلأول مرة تنتفض النخبة المثقفة في الجزائر عندما التف كتاب وشعراء ومؤرخون حول نداء الأديب الجزائري الطاهر يحياوي لعقد مؤتمر وطني للثقافة الجزائرية، مؤتمرا يعالج كل أوضاعها وسلبياتها من أجل الوقوف على أسباب وسبل النهضة الثقافية، مؤتمر تحضره كل القوى الحية في البلاد لإعادة بلورة وتشكيل نهضة ثقافية جديدة فاعلة وبانية وللخروج بميثاق وطني للثقافة الجزائرية باسم الشعب الجزائري لشرقي ولا غربي، كان هذا النداء في رسالة وجهها إلى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون حتى تكون الجزائر بأدبائها ومثقفيها رواد إفريقيا إلى العالم، ونشر ثقافة التعايش السلمي والمواطنة بين الشعوب العربية والإسلامية، وقد لقي هذا النداء تجاوبا كبيرا للنخبة المثقفة من كتاب وشعراء وحتى مؤرخين ومنهم الدكتور عبد الله حمادي والشاعر محمد شايطة والدكتور عبد الحفيظ بورديم وغيرهم

وقد رسم الأديب الجزائري الطاهر يحياوي الذي خرج عن صمته الوضع الراهن للثقافة الجزائرية التي تشهد تراجعا ما جعلها تتأخر عن الركب الحضاري، كان ذلك في رسالته التي بعث بها إلى رئيس الجمهورية قال فيها أن الجزائر وهي تحاول العبور من واقعها هذا إلى واقع جديد مليء بالأحلام والطموحات وصولا إلى جزائر شامخة عزيزة ومنيعة تحتاج إلى بناء الإنسان الجزائري أولا وقبل كل شيء وبناء الإنسان الجزائري وتأهيله إلى دور ريادي كبير وعظيم لا يتم إلا عن طريق بناء ثقافة جزائرية بانية ورائدة الأمر الذي يجعل من الثقافة قوة فيصلية في دفع الجزائر نحو القمم الكبيرة والعالية ولا يتم ذلك إلا عن طرق الالتفات إلى دور الثقافة وأهميتها فهي الركن الركين لتحقيق امة قوية ومتراصة وفاعلة وبانية أمم الحضارات القوية في العالم، فالجزائر كما قال بعد قرن ونصف من الاستعمار نهضت وعرفت طريقها نحو استرجاع الجزائر بعد أن دخلت عهد النهضة الجزائرية وأصبح الجزائري يعرف من هو وأين هو ومن هو عدوه حينها فجر ثورته العالمية وحرر الجزائر والمستضعفين في الأرض وما تزال الجزائر قادرة على خوض المعامع وتحقيق الانتصارات الكبرى بفضل الوعي العميق والارتباط بمرتكزاتها العظمى.

ويضيف بالقول أن أي شعب بدون وعي ثقافي وبدون أهداف واضحة لا يمكنه أن يحقق شيئا داخل وطنه أو خارجه، وعلى حد قوله فالثقافة في الجزائر لم تنل حظها الكافي من الرعاية والاهتمام وفهم دورها الكبير داخل الوطن وخارجه السباب قد تكون مقبولة أو قد تكون مفروضة بحكم المراحل والظروف لكنه بعد الآن لم تبق هناك أعذار تجعل الجزائريين وبخاصة النخبة المثقفة تركن الثقافة إلى الهامش والبلاد بأشد الحاجة إليها، وكما قال الفيلسوف الجزائري فبناء الإنسان الجزائري وإعداده هو البناء الحقيقي للإنسان الجزائري، واستطرد قائلا: فالإنسان الجزائري شئنا أم أبينا هو الأساس الباقي والمستمر عبر الزمن والواقع الجزائري فهناك دول انهارت وزالت ولم يبق إلا الإنسان فأعاد وجودها وتشكيلها وأعلى مقامها فالإنسان هو المكسب الأساسي قبل كل شيء، والثقافة الجزائرية حسبه استطاعت أن تمثل حضور الجزائر مشرقا ومغربا وان تفتك العلامات المتميزة عبر العالم العربي والمغرب العربي رغم ما تعانيه وما يعانيه أهل الكتاب والأقلام.

ودعا الأديب الطاهر يحياوي النخبة المثقفة في الجزائر وكذا الطبقة السياسية إلى الالتفاف حول ندائه، لأن الجزائر كما أضاف الجزائر في حاجة لان ينهض كل أبنائها لتمثيلها في حركية العالم الدولية في الثقافة والرياضة والعلم والطب والدين وفي كل الرهانات الدولية لإيصال رسالة قوية للعالم كله بان الجزائر دولة تستحق احترام العالم والمجتمع الدولي وأنه علينا أن ندرك من جديد أن قدر الجزائر أن تكون دولة عظمى فتاريخها يحملها مسؤولية الدفاع عن المستضعفين والمظلومين في العالم وإفريقيا وهذه الرسالة أملاها التاريخ علينا وعلى امتنا فالجزائر هي القادرة على مواجهة الانحراف الدولي والدفاع عن المظلومين وهي ذات الرصيد التاريخي والمواقف المشرفة التي يحترمها الجميع سواء في ذلك الدول الكبرى والصغرى وهو أمر أملاه التاريخ على المنظومات الدولية من خلال دور الجزائر في مواجهة الاستعمار حيث فرضت لغة المستضعفين في المؤتمرات الدولية الكبرى وما تزال الجزائر قادرة على تلقين الدروس للدول الكبرى ذات التاريخ المحدود نعم فكل شيء يحسب حسابه

كما دعا الأديب الطاهر يحياوي رئيس الجمهورية إلى الالتفاف ثقافتنا والإعلاء من شانها تحسبا لتغيرات كبرى في العالم قد تضعنا أمام رسالة كبيرة في الوطن أو في العالم من حولنا فالجزائر ليست بعيدة تماما عن أن تصبح ضمن دول الريادة في العالم لأنه لها معتبرات كثيرة تجعلها مؤهلة أن تصبح من القياديين الكبار لهذا العالم، ولذا فقد حان الوقت الآن لتسترجع الجزائر كل قدراتها العملاقة ومنها القدرات الثقافية والتي هي مرتكز أساسي من أجل جزائر ذات رسالة إنسانية ووطنية ومن أجل بناء الإنسان الجزائري ذاك الذي يخلده التاريخ بحب وطنه والدفاع عن مقوماته والرافض للاستعمار والتسلط وهذا في حد ذاته مكسب عظيم، واختتم الأديب الجزائري الطاهر يحياوي رسالته بأن الثقافة جديرة بمؤتمر وطني لنرى بعدها كيف تصبح الجزائر هي الرقم الأول مشرقا ومغربا وان نصنع قلعة شامخة أمام الثقافة الغربية بكل ألوانها وأنواعها.

 

علجية عيش

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم