صحيفة المثقف

صادق السامرائي: بن يونس العقيلي النابغة الموصلي!!

صادق السامرائيكمال الدين بن موسى بن يونس بن محمد بن مالك العقيلي الموصلي (550 -639) هجرية، عالم الفلك والطبيعة والمنطق والحكمة، والطب والرياضيات والموسيقى، وبارع في الأدب والشعر وعلوم الدين، فكان عالما موسوعيا من مشاهير عصره.

ولد في الموصل، وقضى حياته فيها وتوفى فيها. ودرس في المدرسة النظامية في بغداد على السلماني والقزويني والشيرازي.

وكان مرجعا للمسائل والقضايا التي يصعب حلها، ويتمتع بذاكرة متميزة، وكان يجتهد في البحث عن الحقيقة والإطلاع على الكتب والحقائق بنفسه.

"برع في الحساب وقطوع المخروط وكتب في المربعات السحرية والجبر والسيمياء والكيمياء والأعداد المربعة والمسبع المنتظم والصرف والمنطق، وقد حل مسألة تتعلق بإنشاء مربع يكافئ قطعة من دائرة"،

" وإستخرج في علم الأوفاق طرقا لم يهتدِ إليها أحد"

أساتذته:

والده، السيد السلماني، والإمام يحيى بن سعدون.

تلامذته:

إبن خلكان، إبن الأثير.

مؤلفاته.

كتاب الإسطرلاب، شرح كتاب التنبيه في الفقه، كشف المشكلات وإيضاح المعضلات في تفسير القرآن، مفردات ألفاظ القانون، في الأصول، في الفلك، في المنطق، الأسرار السلطانية في النجوم، في الحكمة، عيون المنطق، دواوين شعرية.

مخترعاته:

البرمار التام وهي آلة رصد لرسم أنواع المخروطات الهندسية المعتمدة في علم الفلم.

إكتشاف قانون الرقاص قبل غاليلو

قالوا فيه:

إبن خلكان:"هذا الرجل خلقه الله تعالى عالم إمامة في فنونه، لا يقال على من إشتغل ومن شيخه، فأنه أكبر من هذا"

إبن المستوفي:"...وهو في الفقه والعلوم الإسلامية نسيج وحده، ودرس في عدة مدارس في الموصل، وتخرج عليه خلق كثير في كل فن"

المختصر في أخبار البشر: " كان يتهم في دينه لكون العلوم العقلية غالبة عليه، وكانت تعتريه غفلة لإستيلاء فكرة عليه"

يقول إبن أبي أصيبعة: "...كان كمال علامة زمانه وأوحد أوانه وقدوة العلماء وسيد الحكماء، قد أتقن الحكمة وتميز في سائر العلوم..."

وقال شاعر فيه:

أجدك إن قد جاد بعد التعبس

غزال يوصل لي وأصبح كؤنسي

وعاطيته صهباء من فيه مزجها

كرقة شعري أو كدين ابن يونس

ومن شعره:

ما كنت ممن يطيع عذالي

ولا جرى هجره على بالي

حُلتُ كما حلتَ غادرا وكما

أرخصتَ أرخصتُ قدرك الغالي

**

حتى ومتى وعدكم لي زور

مطل واف ونائل منزور

في قلبي حب حبكم مبذور

زوروا فعسى يثمر وصلا زوروا

وإبن يونس يقدم مثلا عن الموسوعية التي كان يتميز بها العلماء العرب الذين حياهم ربهم بقدرات معرفية خارقة وكأنها إلهامات أصيلة من ينابيع اليقين.

كما أنه يشير إلى معاناة العقول الثاقبة السابقة لعصرها، حيث تبلغ تفاعلاتهم العقلية ذروتها الإبداعية والإدراكية فيحسبهم الآخرون على غير ما هم عليه.

ولا يُعرف إن تم إتهامه بما ليس فيه، وإلقاء قميص التكفير عليه!!

تحية لهذا الجهبذ العلامة الخارق القدرات والمطلق الدراية والتجليات.

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم