صحيفة المثقف

سليم مطر: لماذا العداء للعباسيين والتقديس للصفويين؟!

سليم مطرفضل العباسيين على الاسلام وعلى الشيعة!

جميع الناقدين للحقبة العربية الاسلامية بما فيها (الحقبة العباسية في العراق) يتميزون بالجهل التام بتاريخ دول الارض. لهذا فأن أحكامهم خالية من المقارنة العقلانية مع تواريخ باقي الدول والبلدان.

تراهم يحكمون على تاريخنا العربي الاسلامي بصورة مازوخية وعنصرية وكأن تاريخ باقي البشرية تقوده الملائكة وتسوده المحبة والسلام، عدا العرب المسلمين: (الغزاة القساة أهل المجون والاسراف.. الخ)..

منذ فجر التاريخ وحتى الآن، جميع دول العالم وحتى الامارات الصغيرة، لا بد أن تعيش: العنف والسلام، الظلم والعدل، الثراء والفقر.. الخ. يكفينا معاينة أنظمة اوربا وأمريكا الحالية، منذ بضعة قرون وحتى الآن، يمتزج جانبها الحضاري الزاهي مع جانب العنف وحروب الاستعمار والابادة والعبودية، مع جانب المجون والاسراف والاستحواذ وصعود مليارديرية واحدهم تفوق ثروته ميزانية دول عدة(1).

يتوجب التذكير بالأمور التالية:

وكما وضحنا سابقاً تشترك عدة أطراف عربية ومسلمة في هذا الموقف العنصري ضد تاريخنا العربي الاسلامي: (الحداثيون، والسنّة السلفية الذين بلغ حقدهم أوجه في داعش، وكذلك الشيعة السلفية). هنا نتناول موقف (الشيعة) ضد (العصر العباسي العراقي)، إذ يختصرون قرونه الحضارية الخمسة بعبارات بكائية اضحوية: (عصر الظلام والمجون وتقتيل العلوية).

وقد بلغ الامر بقياداتهم بعد 2003 الى اعتماد سياسة التدمير البطئ لـ (بغداد)، من خلال الاهمال المتعمد، رغم ان غالبية سكانها من الشيعة، لكنها تبقى (مدينة آثمة) لمجرد إنها قد تأسست من قبل العباسيين وتحمل آثارهم!؟ وترَّكَز الاهمال والتدمير البطيء على معالم الميراث العباسي من أبنية وجوامع والاحياء القديمة والشارع الذي يحمل اسم (الرشيد)! بل بلغ التطرف الى حد تفجير تمثال مؤسسها (أبو جعفر المنصور)! ناهيك عن عمليات الشحن والتثقيف لجماهير الشيعة بالحقد على كل ما هو عباسي في العراق، مع التصعيد الجنوني لثقافة البكائيات واللطم ويا لثارات الحسين(2).. (طبعا لا ننسى أيضاً تدمير داعش السلفية السنيّة لمعالم الموصل التاريخية النهرينية والاسلامية). والغريب أنهم يتغاضون تماماً عن ذكر الحقبة المغولية والعثمانية التي سببت الكثير من الاذى لعموم العراق ومنهم الشيعة؟

فضل العصر العباسي على الاسلام وعلى التشيع، بل على العالم والحضارة الغربية الحالية!

لو عاينا تاريخ بلدان ودول الارض، لوجدنا أنها لا تختلف كثيراً في ممارسة العنف وحياة المجون والاسراف. لكن الفرق الحاسم بين دولة وأخرى يكمن في:

مدى قدرتها على تشجيع شعبها على خلق إزدهار ثقافي واقتصادي واجتماعي، وكذلك عسكري يحميها من الاعداء والغزاة.

إذا كان فضل (دولة النبي والخلفاء الراشدين) إنها قد نشرت الاسلام في المنطقة، فان فضل (دولة الامويين) إنها خلال أقل من قرن، أسست أولى وأعظم (امبراطورية عربية اسلامية) من حدود فرنسا حتى حدود الصين. أي (بفضل الامويين الشاميين انتشر الاسلام) وأصبح ولا زال ديناً عالمياً. بالاضافة الى فضل الامويين بجعل العربية لغة ادارية للدولة ودواوينها.

أما (فضل العباسيين العراقيين)، فيتمثل بأنه طيلة خمسة قرون تحول الاسلام من مجرد (دين) الى (حضارة عالمية كبرى) شكَّلَت الأساس الذي انبثقت منه الحضارة الغربية الحالية(3)!

صحيح إن الخلافة العباسية في بغداد، خلال أقل من قرن: (العصر العباسي الاول: 750 ـ 847 م) فقدت الامبراطورية كلها، إذ تحولت عملياً الى دولة عراقية جغرافياً وسياسياً وحضارياً، لأن باقي الأقاليم قد استقلت بدول اسلامية، من الاندلس حتى افغانستان. لكن الميزة الوحيدة الشكلية التي كان يتمتع بها (خليفة بغداد) إن إسمه يذكر في مساجد بعض الدول المستقلة، ويستلم الأموال من زعمائها لكسب وده ومنحهم الشرعية الدينية باعتباره خليفة الرسول. بفضل هذا العصر العباسي، لأسباب عديدة تتعلق بالعراقيين خصوصاً: (توفر الثروة والدولة شبه القوية والمستمرة، رغم مختلف النكسات والاضطرابات)، طيلة خمسة قرون تأسست وازدهرت أعظم حضارة عالمية في تاريخ البشرية، شكَّلَت الأساس فيما بعد لأنبثاق الحضارة الغربية الحالية: إنها (الحضارة العربية الاسلامية)، التي انتشرت في عموم عالم الاسلام في آسيا وأفريقيا وجنوب اوربا. لكن أهم وأكبر حواضرها كانت في العراق: بغداد والكوفة والبصرة والموصل.. وتقاسم خلالها المبدعون العراقيون حوالي نصف كمية الانجازات الحضارية مع باقي الشعوب الاسلامية!

هذه جردة سريعة للانجازات الكبرى التي تخص الشيعة مباشرة:

أولاًـ من أعظم الانجازات الحضارية في العصر العباسي، تأسيس (عصر التدوين) أي نقل الثقافة العربية الاسلامية الى مستوى تدوين الكتب(4). فجميع المؤلفات العربية بعد (القرآن) (بما فيها كتب الشيعة) كانت أساساً في العصر العباسي(5). فبفضلهم عرف المسلمون:

ـ (السيرة النبوية): التي دونها (ابن هشام البصري) عن (الشيخ البكائي الكوفي) عن (ابن اسحاق المديني البغدادي). بالاضافة الى ما لايحصى من كتب العربية في الرواية والحديث والادب والفلسلفة والترجمة والعلوم(6)..

ثانياً ـ بفضل العصر العباسي عرف الشيعة:

1ـ (كتاب نهج البلاغة: للأمام علي) الذي دونه في بغداد (الشريف الرضي البغدادي).

2ـ أخبار (واقعة كربلاء) التي دونها في بغداد المؤرخ الطبري، نقلاً عن (ابن مخنف).

3ـ كذلك في هذا العصر نشر (الامام جعفر الصادق) مذهبه (الجعفري)، وقام تلميذه العراقي (هشام بن الحكم الكوفي) بتدوين أولى كتب هذا المذهب: (علل التحريم) (الفرائض) (الإمامة)، وغيرها. كذلك قام (الشيخ المفيد البغدادي) بتدوين أصول الفقه وتأسيس منهج فقهي جديد. ثم تأسست أولى حوزات (مدارس) الشيعة في (الكـوفة) وأعقبتها (حوزة بغداد) التي انتهت بالاجتياح المغولي للعراق.

4 - كذلك في هذا العصر عرفت (الصحيفة السجادية) المنسوبة الى الامام السجاد(7).

5 ـ كذلك دونت في العراق أولى تفاسير الشيعة لمثقفين كبار أمثال: جابر بن يزيد الجعفي الكوفي/ أبي حمزة الثمالي الكوفي/ الحسن العسكري السامرائي/ فرات بن إبراهيم الكوفي/ الشريف الرضي البغدادي/ الشيخ المفيد.. الخ

ثالثا ـ إن النهضة الحضارية في العراق العباسي قد ساهم فيها عدد لا يحصى من الشخصيات الشيعية العراقية الشهيرة، أمثال: العالم الكيميائي جابر بن حيان الكوفي (شيعي اسماعيلي). المؤرخ اليعقوبي البغدادي/ المؤرخ المسعودي البغدادي/ المؤرخ ابن الاعثم/ الراوي ابو الفرج الاصفهاني البغدادي/ العالم ابن الهيثم البصري(8)/العالم ابن وحشية النبطي/ الراوية معاوية بن عمّار الكوفي/ العلامة الشريف المرتضى البغدادي/ العلامة محمد بن همام الإسكافي البصري/ العلامة أحمد بن إدريس الأشعري/ الشاعر الحسين البغدادي ابن الحجاج/ الشاعر أبو فراس الحمداني/ الشاعر بن كميت الاسدي الكوفي/ الشاعر دعبل الخزاعي الكوفي.. الخ(9)..

رابعاـ في هذا العصر نشأت في العراق العديد من الجماعات والمذاهب الشيعية، مثل: جماعة اخوان الصفا (الفلسفية الاسماعيلية)، ومذهب الزيدية (حالياً في اليمن) / ومذهب الاسماعيلية المنشق عن الجعفرية (حالياً في سوريا واليمن والهند)، ومذهب النصيرية (علوية سوريا حالياً). بالاضافة الى مذاهب أخرى مهمة ولكن غير شيعية، مثل: الاباضية (مذهب سلطنة عمان).

الناحية السياسية ـ المذهبية، وحقيقة الظلم العباسي للشيعة!؟

كي نوفي هذا الموضوع الكبير والمعقد بعضاً من حقه، نذكر هذه الجوانب المكملة:

اولاـ إن الدولة العباسية في العراق، كما بينا دامت حوالي خمسة أضعاف مدة الدولتين الراشدية والاموية(10)، أي أكثر من خمسة قرون (750ـ 1250). ويصح اعتبارها دولة عراقية سياسياً وجغرافياً وسكانياً. فبعد قرن من تأسيسها في العراق (العصر العباسي الاول: 750 ـ 847 م)، فقدت عملياً السيطرة على باقي أنحاء العالم الاسلامي. طيلة القرون الاربعة المتبقية (847 ـ 1258 م) كان الخليفة مسيطراً فقط على العراق.

ثانيا ـ إن الحركة العباسية في الأساس لم تكن سنيّة أبداً، بل كانت (هاشمية: عباسية علوية) ونشأت سريَّة أولاً في الاردن (قرية الحميمة)، التي فيها ولد الخلفاء الاوائل: أبو العباس السفاح (السفاح تعني الكريم)، وأبو جعفر المنصور. وإن انقسام المسلمين لم يكن بين (شيعة وسنّة) بل بين (أنصار الامويين وأنصار العلويين). ثم بالتدريج تحول الى (صراع عباسي ـ علوي)، بعد أن فشل (خلفاء بغداد) بإرضاء حلفائهم (العلوية) الذين كانوا أساس ووقود الثورة في العراق والحجاز ضد الامويين. لكن الصراع لم يكن مذهبياً فكرياً، بل بقي سياسياً وحتى دموياً من خلال قمع عدة تمردات شيعية واغتيال شخصيات مهمة مثل (الامام موسى الكاظم: 799م)(11). لكن الصراع كان متقطعاً تتخلله فترات وئام حسب علاقة الخليفة بنقيب الطالبيين. لم يتحول الى صراع فكري مذهبي (سني ـ شيعي)، إلاّ بعد حوالي ثلاثة قرون (كما سنوضح).

رابعاـ كان من الطبيعي أن يوجد بين أنصار (الامام علي) مؤسسي مذاهب سنيّة عراقية: (الامام أبو حنيفة الكوفي، والامام ابن حنبل البغدادي، والاشعري البصري). كذلك غالبية جماعات التصوف ومثقفيهم كانت تقدس (الامام علي)(12). أما إنقسام المجتمع والدولة فكان متنوعاً بين عدة مذاهب سائدة حينذاك: (علوية، خوارج، معتزلة، مرجئة، أهل الحديث.. إلخ). بل إن الانقسام الحاد كان بين (الشيعة أنفسهم) الى حد التقاتل: جعفرية واسماعيلية (مستعلية ونزارية) وكسائية وزيدية (كما سنوضح).

خامساًـ قيادات الدولة العباسية لم تكن سنيّة ولا على مذهب واحد، بل تنوعت مذاهب الخلفاء حسب الظروف. كان مذهب الدولة يتأثر بمذهب الخليفة. في البداية كانوا أقرب الى العلوية، ثم تبنى (المأمون والمعتصم والواثق) (مذهب المعتزلة). ثم اختار (المتوكل) (مذهب الشافعية). أما آخر الخلفاء (المستعصم بالله) فكان يميل للشيعة الجعفرية، واختار وزيره من الشيعة: (مؤيد الدين الأسدي البغدادي، العلقمي)(13).

سادسا- كذلك خضعت الخلافة العباسية في بغداد خلال قرن للحكم البويهي الشيعي الزيدي (967ـ 1055 م). وقد تمتع حينها أنصار التشيع بامتيازات كثيرة. وبسبب هذا التمايز نشأت جذور الخلاف الطائفي بين الشيعة والسنّة(14). كذلك نشأت في العراق عدة دويلات شيعية: الحمدانيون في الموصل وحلب. ثم خلفهم العقيليون. كذلك نشأت الحركة الاسماعيلية التي نجحت بتأسيس امبراطوريتها الفاطمية في (المغرب ومصر والشام والحجاز)، بالاضافة الى دويلات اسماعيلية في البحرين واليمن.

إن العداء العباسي للعلويين ظل لزمن طويل محدوداً وعائلياً، مرتبطاً بالمنافسة بين (العائلة العباسية) و(العائلة العلوية) حول حق الخلافة. ولم يتحول الى عداء فعلي (سياسي وعقائدي) إلاّ بعد قيام (الدولة الفاطمية الشيعية الاسماعيلية) في المغرب ثم مصر والشام (909 ـ 1171). بسبب خوف العباسيين من النفوذ الاسماعيلي المصري الذي كسب الكثير من شيعة العراق، بل بلغ الخطر الى درجة حدوث انقلاب فاطمي في بغداد وهرب الخليفة العباسي(15). فمن طرائف التاريخ إن التهمة الاولى التي كانت قد وجهت لشيعة العراق، ليست (العمالة لأيران)، بل (العمالة لمصر)(16)!

تجارب الدول الشيعية

ان تاريخ البشرية يؤكد بان جميع التقولات عن المدينة الفاضلة ودولة السلف الصالح والارض الموعودة والامام المنتظر، مجرد أحلام وتمنيات لم نجد لها حتى الآن أي دليل أو أثر.

هذه الحتمية التاريخية طبعاً تنطبق على دول الشيعة، وقبل أن نذهب بعيداً الى التاريخ، لنعاين تجربة حكم الطائفيين والميليشيات أي دمار وعار نشرت في بلادنا منذ 2003 وحتى الآن.

أما التاريخ، لنتذكر (الدول الشيعية) مثل: (البويهية) في ايران والعراق، و(الفاطمية) في مصر (والمغرب والشام)، التي ما اختلفت عن دولة العباسيين في مجونهم وظلمهم بينهم وضد خصومهم. يكفي القول إن هاتين الدولتين انتهتا بسبب الصراعات الداخلية بين الاسرة الحاكمة(17).

بل هنالك مثال يتعلق مباشرة بالشيعة الجعفرية:(الدولة الصفوية والدولة القاجارية) اللتان حكمتا ايران(18) بالسيف والاثراء. كلنا نعرف كيف أن الصفويين بفضل حملات القمع والابادة حولوا ايران خلال بضعة سنوات من 80% سنيّة الى 80% شيعية!!؟؟ أما بذخهم ومجونهم وقصورهم العجيبة فلا زال شيعة ايران يفتخرون بها، متناسين بذلك أحكامهم (الانسانية والطهرانية) التي يطبقونها ضد الامويين وضد العباسيين العراقيين!

يمكن أيضاً مطالعة هذه الدراسة مع الصور والخرائط في موقعنا: https://urlz.fr/h5Rk

المصادر:

(1)ـ عن جرائم الغرب الاوربي والامريكي، ابحث عن بعض العناوين:

ـ تاريخ الاستعمار/ تاريخ الاستعباد الاوربي لافريقيا/ تاريخ ابادة الهنود الحمر/ ضحايا الحرب العالمية الاولي ثم الثانية/ ضحايا حرب فيتنام.. الخ

(2)ـ عن الحقد الطائفي ضد العباسين، طالع:

ـ تحمل إرث العباسيين.. أبنية بغداد الأثرية تسير نحو الاندثار.

ـ ابحث في ويكيبيديا: تمثال أبي جعفر المنصور

ـ دعوات لتحطيم تمثال الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور في بغداد

ـ كذلك طالع مقال عن تدمير التماثيل من قبل الميليشيات وداعش:

شواخص العراق الفنية والتاريخية.. من المنصور إلى أبي تمام

ـ طالع يوتيوب بعنوان: حديقه القصر العباسي في بغداد اهمال الاثار العراقيه

(3) ـ عن تأثير الحضارة العربية الاسلامية على حضارة اوربا، ابحث عن:

ـ كتاب: فضل الاسلام على الحضارة الغربية/ مونتجمرى امين وات

ـ مقال : التأثير الإسلامي على أوروبا خلال العصور الوسطى

ـ مقال: فضل الحضاره إلإسلاميه على النهضة الأوربية

(4)ـ ورد في تاريخ الخلفاء للسيوطي ص416:

(قال الذهبي: في سنة (ثلاث وأربعين ومائة 143 هـ):(أي بعد عشرة اعوام على قيام الدولة العباسية)، شرع علماء الإسلام في هذا العصر في تدوين الحديث والفقه والتفسير، فصنف ابن جريج بمكة، ومالك الموطأ بالمدينة، والأوزاعي بالشام، وابن أبي عروبة وحماد بن سلمة وغيرهما بالبصرة ومعمر باليمن، وسفيان الثوري بالكوفة، وصنف ابن إسحاق في المغازي، وصنف أبو حنيفة رحمه الله الفقه والرأي، ثم بعد يسير صنف هشيم والليث وابن لهيعة ثم ابن المبارك وأبو يوسف وابن وهب. وكثر تدوين العلم وتبويبه، ودونت كتب العربية واللغة والتاريخ وأيام الناس. وقبل هذا العصر كان الناس يتكلمون من حفظهم أو يروون العلم من صحف صحيحة غير مرتبة)

(5)ـ من الامثلة المعروفة عن عدم وجود نصوص مؤكدة قبل الفترة العباسية، (كتاب الملوك وأخبار الماضين) الذي يقال ان (الخليفة معاوية) قد ادلى به الى مؤرخ يماني اسمه (عبيد بن شرية). لكن ليس هناك من قرأ الكتاب او شاهده. بل حتى المؤلف غير مؤكد الوجود. راجع دارسة دراسة جادة ومختصرة في ويكيبيديا بعنوان: عبيد بن شرية

(6)ـ لو عاينا جميع الكتب الحالية عن تاريخ الدولتين الراشدية والاموية فإن مصادرها من الفترة العباسية، بالاعتماد على مصادر أقدم سمعية أو بعضها قيل انها مكتوبة لكنها لم يعثر عليها.

ـ كذلك تدوين الاحاديث النبوية، حيث ظهرت كتب المسانيد، وكتب الصحاح، واستفاد مؤلفوا هذه الموسوعات من كتب الحديث التي ألفت من قبل؛ ككتب مالك، والأوزاعي، وحمّاد بن سلمة، وتنوّعت تلك الموسوعات في أسلوب كتابتها وتصنيفها وترتيبها، وعُرف منها: صحيح البخاري الذي صنّفه الإمام البخاري، وصحيح مسلم الذي صنّفه الإمام مسلم.

(7)ـ هنالك اتفاق ان الصحيفة السجادية قد بدأها شفاهيا الامام السجاد ثم تعاقب عليها ورثته بالاضافة والتعديل لأجيال عدة. وهذا كان امل أمراً طبيعيا يحصل لكثير من النصوص الشفاهية. حتى استقر امرها مدونة في العصر العباسي. طالع:

introduction, translated with an; Chittick, annotation by William C. (2000).

The perfect book of Imam Zaynul-A'abideen A'li Ibnul-Husayn as-Sajjad : as'-S'ah'eefatul-kaamilatus-sajjaadeeyah = aṣ-Ṣaḥīfa al-kāmila as-saǧǧādīya (1. ed.). Qum: Ansariyan Publ

(8)ـ جاء في (إخبار العلماء بأخبار الحكماء للقفطي أن (ابن الهيثم) لجأ إلى الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله الذي دعاه إلى مصر لتنظيم فيضانات النيل/ وتوفي في القاهرة في 1021، وفيها ألف كتابه الأشهر المناظر.

(9)ـ عن دور الشخصيات الشيعية، طالع:

ـ أثر التشيع على الروايات التاريخية في القرن الأول الهجري/عبد العزيز محمد ولي

ـ أوائل المتصوفة وعلاقتهم بالتشيع/ موسوعة الدرر السنية

ـ الرواة المتهمون بالتشيع/ د. عبد الرحمن بن مشاري الحمود

(10)ــ حكم الخلفاء الراشدين 29 عاماً، (632 ـ 661م). أما (الدولة الأموية) استمرَّت 91 عاماً (41 ــ 132 هـ / 662 ــ 750 م).

(11)ـ اندلع الصراع المسلح بين العباسيين والعلويين فى ثورة محمد النفس الزكية سنة 145 هـ ثم ثورة الحسين بن على: (موقعة فخ) سنة 169 هـ . ثم فرار العلوي ادريس الى المغرب وقيام دولة الادارسة (788 – م 974)، والتي ادت فيما بعد لقيام الدولة الفاطمية (909 – 1171).

(12)ـ نقل الشعراني عن أحد المتصوفين: إن علي بن أبي طالب رضي الله عنه رفع كما رفع عيسى عليه السلام، وسينزل كما ينزل عيسى عليه السلام – ثم يقول الشعراني: قلت: وبذلك قال سيدي علي الخواص رضي الله عنه فسمعته يقول:

إن نوحا عليه السلام أبقى من السفينة لوحا على اسم علي بن أبي طالب رضي الله عنه يرفع عليه إلى السماء فلم يزل محفوظا في صيانة القدرة حتى رفع علي بن أبي طالب رضي الله عنه .

ـ (طبقات الشعراني) (2/44).

وينسب هذا القول الى المتصوف الرومي: مـــــنذ كــانت صورة تركيب العالم كان عليّ/ منذ نقشت الأرض وكان الزمان كان عليّ

(13)ـ حسب المؤرخين فأن التشيع طيلة قرون كان مذهبا مسالما، ولم يصبح خطرا على الدولة الا بعد ظهور الحركة الاسماعية وتحولها الى حركة سرية تمردية (باطنية) في القرن التاسع م، زمن الخليفة (المأمون ثم المعتصم) على يد كل من (حمدان بن قرمط، وعبد الله بن ميمون القداح) في سجن في بغداد:

راجع (التبصير) للأسفرائني. كذلك (الفرق بين الفرق) للبغدادي (ص:28 و82 و296) .

(14)ـ من الوسائل الخبيثة التي قام بها البويهيون لتقسيم العراقيين واثارة الحساسيات بين الشيعة والسنّة، انهم قرروا تنظيم احتفالات الشيعة في بغداد بمناسبتي الغدير وعاشوراء، باحتفالات شعبية ورسمية وتعطيل الأسواق وتمويل المواكب الرسمية. وأن يلبس النساء المسوح من الشعر، وأن يخرجن في الأسواق حاسرات عن وجوههن، ناشرات شعورهن، يلطمن وجوههن. وفي يوم الغدير، أمروا بإظهار الزينة في بغداد، وفتح الأسواق بالليل كما في الأعياد، وأن تضرب الدبادب والبوقات، وأن تشعل النيران في أبواب الأمراء وعند الشُرَط، فرحا بعيد الغدير – غدير خم – فكان وقتًا عجيبًا مشهودًا، وبدعة شنيعة ظاهرة منكرة”: ـ الذهبي في كتابه (تاريخ الإسلام) (26/6)

(15) ـ وقد بلغ هذا الخطر إلى درجة أن أحد أعوان الفاطميين (البساسيري: وهو مملوك تركي) سيطر على (بغداد) نفسها لمدة عام (1058)، وذكر اسم الخليفة الفاطمي في مساجدها بدلاً من اسم الخليفة العباسي. لكن السلطان السلجوقي (طغرل بك) استطاع القضاء عليه. لهذا التف أهل السنَّة حول السلاجقة الترك الذين أتوا كمدافعين عن الإسلام السني إزاء الخطر الفاطمي الشيعي. وقد بلغ الأمر بالقيادات الشيعية العراقية، أنهم اضطروا إلى توقيع بيان باسم علماء بغداد لصالح الخليفة يتهم (الفاطميين) بالكفر وزيف انتمائهم إلى سلالة الرسول وابنته فاطمة:

ـ الشيعة في مصر ــ صالح الورداني ص26.

(16)ـ يصح القول ان تأسيس (المذهب السنّي) بمعناه العقائدي المتميز عن (التشيع) قد تم في ظل هذا الخوف من الغزو المصري الفاطمي. يقول الذهبي في حوادث سنة 420هـ: «وفي شعبان جُمع العلماء والقضاة في دار الخلافة، وقرئ عليهم كتاب طويل عمله القادر بالله، يتضمن الوعظ، وتفصيل مذهب السنة، والطعن على المعتزلة، وفيه أخبار كثيرة في ذلك».

ـ المنتظم 15/ 280 ــ 282 و15/ 197، تاريخ الإسلام 28/ 286، البداية 12/ 26 و12/ 4.

ـ عن الاعتقاد القادري: (انظر شرح العقيدة للإمام السنوسي ت: 895 هـ).

(17)ـ ابحثت عن مقال: ما هي نهاية البويهيين؟/ سقوط الدولة الفاطمية

(18)ـ عن الدولة الصفوية، ابحث مثلا عن مقالات ويوتيوبات عديدة بعنوان:

ـ جرائم اسماعيل الصفوي/ الدولة القاجارية

وهذا فيديو عن التبرك بقبر الجزار اسماعيل الصفوي في ايران:

https://www.youtube.com/watch?v=4Mg9It3wVCg&ab_channel=%D8%A7%D8%B1%D8%AF%D9%88%D8%BA%D8%A7%D9%86%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D9%88%D9%84%D9%8A

 

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم