صحيفة المثقف

صادق السامرائي: من قال أعلم فهو لا يعلم!!

صادق السامرائي"فقل لمن يدّعي في العلم فلسفةً .. (علمت) (عرفت) (حفظت) شيئا وغابت عنك أشياء"

أدعياء أعلم وأعرف يتكاثرون وهم من أجهل الجاهلين بما يدّعون، أيا كانت صفاتهم ومسمياتهم، وعناوينهم، فهم لا يعلمون، " وما أوتيتم من العلم إلا قليلا"، فكيف تقولون بأنكم أعلم العالمين؟

وفوق كل ذي علم عليم!!

وتجدنا أمام طوابير من الأعلمين الذين لا يخجلون من أنفسهم وربهم الذي يتظاهرون بعبادته وتقواه، ويدّعون بأنهم الأعلم وعلى مَن حولهم أن يسمع ويخنع ولا ينبس ببنت سؤال.

هذه أساليب إستعبادية إستبدادية تلغي العقل الآخر، وتمنع حرية التفكير والتدبير، وتريد من الناس أن يكونوا قطيعا راتعا في حضرة الأعلمين، المنافقين المرائين، الذين يشنون عدوانا على الدين، بإستثمارهم في عواطف ومشاعر المستضعفين من الناس الطيبين.

فكم منهم فوق منابر الخداع والتضليل والبهتان، والناس تصدق بأنهم من العارفين، ولو إمتحنتهم بجدية لتبين جهلهم العظيم.

لكنهم يفترضون الناس جهلة، وما ينطقون به روح العلم وجوهر المعرفة، ومولود من رحم الحقيقة المطلقة التي يقبضون على عنقها.

إن إلقاء صفة "الأعلم" على أي إنسان مهما بلغ من مقامات المعرفة، نوع من التبخيس لقيمة الإنسان، وتدمير للعقل وتعزيز للضلال والبهتان، خصوصا في عصرنا الفوار معرفيا، والذي فاق قدرات العقل الفردي على إستيعاب ما يتدفق من علوم ومعارف ونظريات، فالدنيا في إجتماع العقول وتفاعلها، ولا يوجد عقل واحد أدرى وأعلم، فجمع العقول أدرى من عقل واحد.

ووفقا لذلك فمن قال أعلم فهو لا يعلم، ولا يعيش في عصره، وإنما منشغل بأوهام أعلم!!

فهل لنا أن نتبصر ونتعقل، يا أمة إقرأ؟!!

 

د. صادق السامرائي 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم