صحيفة المثقف

نبيل عرابي: إنتظارٌ يكادُ يفقدُ صوابه

نبيل عرابي"السيرة الذاتية لعصفور أضاع طريقه إلى الشام"، هو عنوان كتاب صدر في العام 2015، لمؤلفه إلياس عشي. ويقع في 224 صفحة.

وبعيداً عن الرؤية السياسية الواضحة في المحتوى، شعرت بنفحات أدبية تلامس الذوق والفؤاد معاً:

إن أجمل حبيبة هي التي لا تأتي أبداً.. تبقى حلماً، وتموت عندما ينتهي الحلم.

يا له من فضاء رحب وواسع، يناشدكَ الدوران في فلكه. وهو يودي بك دوماً إلى نهاية منتظرة، مهما مارست الخداع مع نفسكَ.

وحين تكون الروح في حالة تواصل عبر الأثير، تبثّ على أعلى موجة شوق أعزل إلا من ملامح انتظار يكاد يفقد صوابه:

...لم تكن رسالتكَ كما كلّ الرسائل. كلّ حرفٍ منها كان عنوان قصيدة. كلّ كلمة من كلماتها كانت قصيدة.

وعند محاولة التماهي مع تفاصيل الحياة، من ازدحام الشوارع إلى سقوط الحجارة فوق الرؤوس، تكتشف كم:

...تغيّرت طبائع الناس، تغيّرت أساليبهم، تغيّرت اهتماماتهم. ابتلع المال كلّ المشاهد الصغيرة والبريئة والنبيلة، تماماً كما يبتلع الإسمنت والحديد كلّ الحدائق والبساتين.

ولكنّ الإرتقاء بمكانة هذه الحياة، مهما تلاحقت الرزايا، ومهما فاض بالحنظل كأس الظلم والظلمات يؤكد المعادلة:

يولدُ الإنسانُ لمرّة واحدة، ولكنه يموت كلما امتهنت كرامته، أو صودرت حرّيته، أو جاع.

وتبقى في ذاكرتك حفنة من حنين، ربما تحسبها مزيجاً غامضاً من الحسرة، والرغبة الدفينة بعودة عقارب الساعة إلى الوراء:

أكثر الأصدقاء وفاءً كتابٌ قديمٌ يختبىء في زاوية مكتبتك، ينتظر أن تعود إليه، وتقرأ ما دوّنته من ملاحظات على هوامشه.

إلا أن الشمس التي تُدركُ الحقائق، تخاطبُ رؤوس أهلها بخيوطٍ حارّة، ليعودوا إلى رشدهم لأنّ:

الفرق بين الثائر والمخرّب، أنّ الأوّل يغيّر العالم بعقله، والثاني يدمّره بعصاه.

 

نبيل عرابي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم