صحيفة المثقف
سامي عباس مهدي مفكر إعلامي وناقد بنيوي (1)
فيصل السامر والدكتور صلاح خالص والدكتور مهدي المخزومي والشهيد محمد حسين ابو العيس لكن طبيعة سامي عباس طبيعة صعبة فهو يبحث عن الكلمة واخواتها وخالاتها وعماتها ولذلك كما قال لي لم يستطع الانسجام التنظيمي مع الاحزاب التقدمية العراقية المعروفة بيد انها كان الاقرب لهذه الاحزاب بما اوتي من علاقات تاريخية ونضالية قادته الى سجون الامن العامة والمخابرات وسجن الحلة وسجن الكوت وسجن قصر النهاية وقد اغتنى سامي عباس بتجربة السجن التي جمعته مع زعماء تاريخيين واضافت اليه رؤية بعيدة في تفسير الاحداث والسياسات وفق المنطق العلمي فلم يعد معنيا بالتحليلات الجاهزة التي تروج في الشارع العراقي وقد دون تجربته في كتاب مخطوط يتسع لاربعة اجزاء والذي يحز في نفسه ان الصورالوثائقية لبثت في بغداد !
سامي عباس مهدي حسين عيسى محمد ابراهيم الياسري أبصر النور في فجر الخامس والعشرين من ديسمبر كانون اول 1941 في محلة البو شجاع في الكرادة الشرقية وكان تسلسله الثاني ضمن ثمانية اشقاء وشيقات وهم صلاح ثم سامي ثم سمير ثم سامية ثم مديحة فسميرة فصلاح فمؤيد ! امه هي السيدة الحافظة المعلمة سعدية حميد جعفر عبد الرزاق النعيمي ابنة مدينة الكوت توفيت في الاول من الشهر الاول 1990 وابوه عباس مهدي الياسري تخرج في مدرسة الحقوق محاميا وشغل عدة مناصب بينها مدير الطابو العام ثم وكيل وزارة العدلية ثم وزيرا للاقتصاد سنة 1936-1937 في حكومة ياسين الهاشمي توفي في الثالث من الشهر الثامن 1981 !
سامي عباس دخل مدرسة الاقبال الابتدائية منطقة باب الشيخ 1948 ودرس في متوسطة العرفان بالكرادة الشرقية وانجز المرحلة الاعدادية في الثانوية الشرقية في الكرادة الشرقية بعدها اختار قسم الفلسفة في كلية الآداب جامعة بغداد وتخرج فيها سنة 1965 ثم واصل مشواره مع الفلسفة منجزا اطروحته للماجستير سنة 1968 بعنوان فلسفة الحلول بين محي الدين بن عربي وباروخ سبينوزا بدرجة امتياز وقد اعد اطروحته للدكتوراه بعنوان اثر التجربة في التفكير الميتافيزيقي ولم يناقشها بسبب الاعباء السياسية التي كانت تثقل كاهله وتهدد حياته ! ونحاول ايجاز عدد من المحطات التي وسمت حياته بميسمها :
اولا دبلوم مشكلات الصحافة في العالم الثالث معهد بونن موسكو
ثانيا درس اللغة الروسية والادب الروسي في كلية اللغات جامعة بغداد 1994
ثالثا عضو عامل في نقابة الصحفيين العراقيين
وعضو اتحاد الادباء والكتاب العراقيين
وعضو منظمة الصحافة الدولية
وعضو مؤسس في المكتب التنفيذي لصحافة الاطفال في الوطن العربي
رابعا محرر في القسم المحلي بجريدة الاخبار البغدادية 1962
ومحرر شؤون الطلبة في جريدة البلاد البغدادية 1962
ومحرر في القسم الثقافي لجريدة الثورة العربية 1964-66
خامسا من مؤسسي دائرة ثقافة الاطفال 1969
سادسا مدير تحرير مجلة مجلتي والمزمار 1970- 1977
ومسؤول القسم الفني في دار الثقافة والنشر الكوردية 1978-79
سابعا الاشراف على برامج الاطفال في اذاعة بغداد 1976-1982
والخبير اللغوي على البرامج الثقافية في اذاعة بغداد 1976- 1977
ثامنا مسؤول الصفحة الاخيرة لجريدة الجمهورية 1980-1986
ومسؤول القسم الثقافي والجامعي في جريدة الجمهورية 1991
تاسعا سكرتير تحرير جريدة الجمهورية 1992 – 1997
عاشرا مدرس مادة السيناريو في معهد التدريب الاذاعي والتلفزيوني لفترة طويلة ونستذكر بعضا من طلبته الذين بات لهم شاو متميز في الحياة الثقافية والفنية مثل الدكتور شفيق مهدي والدكتور جعفر صادق محمد والاستاذ حسام الساموك والمخرج عماد بهجت والدكتور عبد الاله الصائغ والإعلامي عماد عبود والمذيع رشدي عبد الصاحب والدكتورة ليلى وجيه عبد الغني ومنفذة قسم التنسيق الاستاذة كلوديا والمخرج الاستاذ سمير حنا والإعلامية الاستاذة انعام كججي
احد عشر كتب المسرحية المشهورة صباح الخير ايتها السعادة 1979
اثنا عشر صدرت له قصة الطريق الجديد للاطفال 1975 برسوم الفنان عمار سلمان
وصدرت له مجموعة شعرية بعنوان الانحسار وغربة العيون 1961
ثلاثة عشر خبير في المركز الصحفي والاعلامي في عمان 1997- 2000
اربعة عشر قد نشر العديد من البحوث المختصة في الصحف والمجلات العراقية والعربية نذكر منها :
الايقاع الموسيقي في الشعر العربي
نظرية المعرفة
الواقعية والخيال في فكر الاطفال
الثقافة العربية المعاصرة الى اين ؟
خمسة عشر انجز في الغربة روايتين لم تنشرا بعد وهما جنة الشيطان ثم الحياة السرية للمواطن واو
حوارات مطولة
الحديث عن تجربة الاستاذ سامي مهدي الياسري ونضع لقب الياسري تمييزا له عن الشاعر سامي مهدي حتى لاتضاف صفحات الواحد الى الثاني ! الحديث عن هذه التجربة الغنية يستدعي حلقات متصلة وساعات متواصلة وجهود مضنية حتى تكتمل الصورة فمن عيوبه انه لايكترث لارشيفه الشخصي ويعتد منجزه الابداعي والاعلامي والاكاديمي امرا اعتياديا لايهم القاريء وهذا يعني انه غادر العراق دون ان يحمل معه شيئا من اعماله المطبوعة والبومه الذي يشكل اشارات مهمة لعلاقات سامي مهدي بكبار المثقفين والاعلاميين ! وكنت وما ازال موقنا ان لدى هذا الانسان العصامي الانطوائي اشياء مهمة كثيرة بل ومهمة جدا ! فذاكرته وهو يحبو سريعا نحو السبعين ذاكرة حديدة تسعفه باستحضار معلومات رقمية وعلمية حين يحاضر او ينشر او يتحدث ! ويكفي القول ان سامي مهدي مافتيء يؤسس الى مشروع معلوماتي يحفظ تاريخ المسرح والسينما والموسيقا والغناء في ارشيف متداول عراقيا وعربيا وعالميا لذلك فليس ثمة ما يهمه من عرض الدنيا سوى حلمه العصي برؤية انسان يعتد الفن والثقافة مثابة الماء والهواء فلن تجده يتحدث عن امر عائلي او محلي او مايتصل بالصداقات فاحب الاحاديث الى نفسه هي الاحاديث المتصلة بتجربته الغنية التي اهرق عمره وضوء عينيه من اجلها !ياوطني معذرة اذا صارحتك وقلت لك انك الوطن الوحيد في الدنيا الذي لايتفقد ابناءه المبدعين الذين التفت اليهم البعيد قبل القريب ! يا سامي عباس متى غادرت العراق ويقول لي بعد ان يطفيء سجارته العشرين سنة1997 وكانت المحطة الاولى عمان وعملت فيها في الصحافة والاعلام وفي هذه السنة جمعتني السانحة الجميلة باصدقاء لاتمحوهم الذاكرة وكنا نسهر الليالي متصافحين او مختلفين نعم سنة 1997 التقيت باحبائي الاستاذ الكبير عبد الوهاب البياتي والشاعر الكبير حسب الشيخ جعفر والدكتور علي عباس علوان والفنان الكبير حمودي الحارثي والفنان اسعد محمد علي والناقد المعروف محمد الجزائري والدكتور عبد الاله الصائغ والدكتور خالد السلطاني والدكتور ريكان ابراهيم والدكتور محمد رضا مبارك والدكتور محمد يونس والروائي والمقالي جاسم المطير والقاص الرائع علي السوداني والشاعر المتألق هادي الحسيني والشاعر المهم نصيف الناصري والنحات اياد صادق كانت لقاءاتي بهؤلاء الاعلام من اصدقائي تخفف عني كثيرا عناء مغادرة الوطن دون ان استعد مسبقا لهذه المغادرة
والى الجزء الثاني نلتقيكم على المودة
ايميل صاحب الترجمة سامي عباس مهدي
عبد الاله الصائغ
مشيغن المحروسة
السابع عشر من جنوري 2010
............................ الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1290 الاثنين 18/01/2010)