مناسبات المثقف

مناسبات المثقف

karem merza1 - أبيات من قصيدة لكاتب هذه السطور عن صحيفة (المثقف) الغرّاء تحت عنوان (وهلهلَ الشعرُ يشـدو في علا الرّتبِ...!!) - من البحر البسيط -:

 

إنَّ (المثقف) إنّ جــاشتْ عــوالمُهُ ****مـنْ زندهِ تقـدحُ الأفكارُ باللـهبِ

يا حُســـنَ بـــادرةٍ فد كرّمتْ نــــفراً***والسّبقً مكرمـــة ٌمـــنْ نابـهٍ أرِبِ !

يا كوكباً جمّـــــع الأحبابَ (ماجدُهُ)*** فما توانى، وشــمسُ اللهِ لم تغــبِ

لا يشرقُ التبـــرُ إلا مـــنْ مواطنِـــهِ **والغرسُ أطيبهُ في المرتعِ الخصـبِ !

 

 2 - مجرد تذكرة: المثقف والثقافة لغوياً:

جاء في لسان العرب:" ثَقِفَ الشَّيْءَ ثَقْفًا وَثِقَافًا وَثُقُوفَةً: حَذَقَهُ . وَرَجُلٌ ثَقْفٌ وَثَقِفٌ وَثَقُفٌ: حَاذِقٌ فَهِمٌ، وَأَتْبَعُوهُ فَقَالُوا: ثَقْفٌ لَقْفٌ . وَقَالَ أَبُو زِيَادٍ: رَجُلٌ ثَقْفٌ لَقْفٌ رَامٍ رَاوٍ . اللِّحْيَانِيُّ: رَجُلٌ ثَقْفٌ لَقْفٌ، وَثَقِفٌ لَقِفٌ، وَثَقِيفٌ لَقِيفٌ، بَيِّنُ الثَّقَافَةِ وَاللَّقَافَةِ . ابْنُ السِّكِّيتِ: رَجُلٌ ثَقْفٌ لَقْفٌ إِذَا كَانَ ضَابِطًا لِمَا يَحْوِيهِ قَائِمًا بِهِ . وَيُقَالُ: ثَقِفَ الشَّيْءَ وَهُوَ سُرْعَةُ التَّعَلُّمِ . ابْنُ دُرَيْدٍ: ثَقِفْتُ الشَّيْءَ حَذَقْتُهُ وَثَقِفْتُهُ إِذَا ظَفِرْتُ بِهِ . قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ . وَثَقُفَ الرَّجُلُ ثَقَافَةً أَيْ: صَارَ حَاذِقًا خَفِيفًا . "

 مِثْلَ ضَخُمَ، فَهُوَ ضَخْمٌ، وَمِنْهُ الْمُثَاقَفَةُ . وَثَقِفَ أَيْضًا ثَقَفًا مِثْلَ تَعِبَ تَعَبًا أَيْ: صَارَ حَاذِقًا فَطِنًا فَهُوَ ثَقِفٌ، فَفِي حَدِيثِ الْهِجْرَةِ: وَهُوَ غُلَامٌ لَقِنٌ ثَقِفٌ أَيْ: ذُو فِطْنَةٍ وَذَكَاءٍ، وَالْمُرَادُ أَنَّهُ ثَابِتُ الْمَعْرِفَةِ بِمَا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ . وَثَقِفَ الرَّجُلَ: ظَفِرَ بِهِ . وَثَقِفْتُهُ ثَقْفًا مِثَالُ بَلِعْتُهُ بَلْعًا أَيْ: صَادَفْتُهُ وَقَالَ:

فَإِمَّا تَثْقَفُونِي فَاقْتُلُونِي *** فَإِنْ أَثْقَفْ فَسَوْفَ تَرَوْنَ بَالِي

وَكَأَنَّ لَمْعَ بُرُوقِهَا *** فِي الْجَوِّ أَسْيَافُ الْمُثَاقِفْ

ث ق ف: ثَقُفَ الرجل من باب ظرف صار حاذقا خفيفا فهو ثَقْفٌ مثل ضَخُم فهو ضَخْم ومنه المُثَاقَفةُ وثَقِفَ كعضد والثِّقَافُ ما تسوى به الرماح وتثقيفُها تسويتها وثَقِفَهُ من باب فهم صادفه وخل ثِقِّيفٌ بالكسر والتشديد أي حامض جدا مثل بصل حريف

والمثقف نوعان:

 موسوعي: وهو الملمُّ بأكثر من مجالٍ ثقافيٍّ

 تخصصي: وهو المتخصص في أحد العلوم الإنسانية، كالاجتماع والسياسة مثلاً.

وأنا عندي جذر الكلمة واشتقاقاتها جاءت من تثقيف الرماح والسيوف وتعديلها وتسويتها، والثِّقَافُ ما تسوى به الرماح ... ومن ثم استعيرت الكلمة لتستعمل في مجالات تثقيف العقل والفكر والنفس والروح والعمل والمجتمع والنساء .. وأعطيت هذا البعد المعرفي للكلمة، والمصطلح المعاصر للمثقف والثقافة بمعناه الواسع دخل أمة العرب في بدايات القرن العشرين، أمّا في الغرب فقد دخلها منذ عصري التنوير، والنهضة الصناعية (منتصف القرن السادس عشر)، ولا يهمنا في هذا الإيجاز أن نشير إلى جذور مفردة الثقافة باللغات اللاتينية، فهي على أغلب الظن، معروفة لدى قراء (المثقف).

 سأواصل اجتهادي الخاص إيجازاً .... لنتذكر ما أهمية وضرورة الكلمة، أن نسمو كأفراد وعقل جمعي سموها، والله الموفق  

3 - المثقف والثقافة كما أراها، وتعريفهما اصطلاحاً حسب آخرين:

من أين لنا أن نحدد معنىً للثقافة محدوداً، ومداها في اللامنتهى؟ كلّما تخيل المرء أنّه بلغها، سخرت من قلّة إدراكه، وقالت هل من مزيد؟!!

وكلّ يدّعي وصلاً بليلى *** وليلى لا تقرّ لهم بوصلِ

عرّف الآلاف من المثقفين العرب، ومن غير العرب من أهل مشرق الدنياى حتى مغربها، وكتبت مئات الكتب عنها، وذكرت تشعباتها في مقالة سابقة لي عن (الثقافة العربية)، ومما ذكرته مقالتي السابقة، يجب أن يكون المثقفون في صدارة أصحاب القرار النافذ فعلاً وقولاً، أي في مركز السلطة السيادية، ومن كلا الجنسين بشكل تكاملي، وإلا ما معنى الثقافة، وليس لها أي تأثير فعال على المجتمع وعقله الجمعي، الثقافة سلوك وعمل وتحضر، بل هدم التراكمات التراثية السلبية.

عرّفها إنشتاين بما عرّف العرب بها الفيلسوف من قبلُ، فقال: (هي أن تعرف شيئا عن كل شيء)، وما هكذا الفيلسوف اليوم، فهو رجل له خطّه الخاص في الحياة، ومدرسته، ونهجه .. لذلك نفى المستشرق الإنكليزي الفلسفة عن أبي العلاء المعري، وقال له آراء فلسفية متناثره، فهو متفلسف، على حين أصرّ د. طه حسين على أنه فيلسوف متجزئ، وصحيفتنا (المثقف) لك فيها ما تشتهي من فاكهة وألوان، وما شاء الله من معارفٍ وأفكاٍر وأشعارٍ للإنسان ...!!

 

4 - دور مؤسسة (المثقف) سادنها وكادرها وكتّابها وفي إحياء أو تفعيل الثقافة العراقية والعربية:

الثقافة لا تتولد من فراغ، الناس بالناس، والناس أجناس، ولمّا شرع الأستاذ الإعلامي المفكر ماجد الغرباوي، لاريب كان يفقه هذه الحقائق، ويقيني ما جاءت التسمية عشوائية، أو بنت لحظتها، وإنما عقبى تجارب وتراكمات معرفية وتاريخية وإعلامية واجتماعية، دفعت الإنسان المثقف للوصول إلى المؤسسة (المثقف)، بصورة من الصور، يقول المفكر الدكتور محمد عابد الجابري في تعريف المثقف: " المثقف هو شخص يفكر، بصورة أو بأخرى، مباشرة أو لا مباشرة، انطلاقا من تفكير مثقف سابق، يستوحيه، يسير على منواله، يكرره، يعارضه، يتجاوزه .. الخ "

نعم ليس الغرض من هذه المقالة تتبع مقالات ومؤلفات وآراء واجتهادات عميد المثقف كي تتفهم مسيرتها ومسيرته، إنّ اللبيب من الإشارة يفهم، هذه مؤلفاته كلها تصرخ أنه من مدرسة التفتح الفكري الإسلامي، والتجدد الرسالي والتراثي، وبالتحديد من مدرسة رائد الإصلاح السياسي، وقد ألّف الماجد كتابا في حقّه، ألا وهو باسم الكتاب (الشيخ محمد حسين النائيني .. منظّر الحركة الدستورية)، والشيخ النائيني (1857- 1936م / 1273 - 1355م

هو صاحب الرسالة الشهيرة التي طبعت عدّة مرّات وترجمت للغات أجنبية عديدة وسمت بـ (تنبيه الأمة وتنزيه الملّة)، أقول هذا الفقيه المجدد الكبير ترجع جذور إصلاحاته إلى المجدد المصلح السيد حسن الشيرازي (توفي 1312 هـ / 1895م)، المرجع الشهير، نزيل سامراء، صاحب ثورة التنباك في إيران التي انتصرت بطرد شركات التبغ الإنكليزية، واستلم بعده زمام المرجعية (الشيخ محمد حسين ميرزة الخليلي)، والذي توفي 1904م، وانشطرت المرجعية من بعد إلى شطرين إبان وضع الدستورين التركي والإيراني، فرأى بعض المجتهدين وعلى رأسهم الملا محمد كاظم الأخوند الخراساني (توفي بظروف غامضة 1911م)، ومن تلاميذه ومساعديه الكبار الشيخ محمد حسين النائيني أن يشرط على السلطان العثماني والشاه الإيراني بأخذ رأي أعضاء مجلس النواب، فسمي هذا التيار بامشروطة، وهو أشبه بالخط اليساري في الدول الأوربية، أما الخط الثاني فهو خط اليمين - مجازاً- وكان يقوده السيد كاظم اليزدي (توفي 1917م)، وهذا الخط كان يرى على السلطان أو الشاه أن يتخذا القرارات الحاسمة لوحدهما، كي لا تتشتت كلمة الأمة، فأطلق عليهم بالمستبدة، المهم أصبح النائيني مناصراً لثورة العشرين وقائدها الشيخ محمد تقي الحائري الشيرازي ... (توفي 1338 هـ / 1920م)، ثم انشطرت المرجعية لعدة أقطاب شيخ الشريعة والشيخ مهدي الخالصي والنائيني، والسيد أبي الحسن الأصفهاني في بداياته، حتى استقرب على النائيني بعد وفاة الشيخ الخالصي وشيخ الشريع، حتى وفاة الشيخ النائيني 1936م، وانتقلت منه للسيد أبي الحسن الأصفهاني يوم عيد الأضحى 1365 هـ / تشرين ثاني 1946م ....ماذا نريد أن نقول، إن هذا الخط اليساري في الفكر الإسلامي - إن صح التعبير - المتفتح، المجدد، الإصلاحي أصبح له أنصار ومؤيدون، ومن بينهم - على أغلب ظني - الأستاذ ماجد الغرباوي، اربط كلامي هذا بتعريف الدكتور عابد الجابري للمثقف، لذلك لا نندهش، ولا نعجب أن تصبّ كلّ مؤلفات الغرباوي بهذا الاتجاه، اقرأ عناوين كتبه:

اصدر سلسلة رواد الاصلاح، ومازال رئيسا لتحريرها

  اشكاليات التجديد

  التسامح ومنابع اللاتسامح .. فرص التعايش بين الاديان والثقافات

  تحديات العنف

  الضد النوعي للاستبداد .. استفهامات حول جدوى المشروع السياسي الديني

هل رأيت ما أرى، أم أنت على ريب مما أذهب إليه، وللرجل خلفية إعلامية رزينة

إذ كان كان رئيسا لتحرير مجلة التوحيد (الاعداد: 85- 10).

 

5 - التواضع والتسامح والتفتح الفكري من سمات عميد الدار الأستاذ الغرباوي:

لا ريب من يكون من مدرسة النائيني الكبير الشهير، ومن دعاة الإصلاح يتميز بسماتهم من تواضع وتسامح وحلم، وسعة صدر، وتفتح عقل، ومن الضرورة بمكان أن ننصف الرجال، ونحن في معرض مقال، وما لي إلا أن أسجل بعض كلماته، وهو يردّ على بضعة من زملائه، وهم يعلقون على قراءاته النقدية للنص الآتي: (ميادة ابو شنب ونصها: "استِعارةٌ مَوسِميّة" .. قراءة أولية) .

 أنا لم يحصل لي شرف التعارف مع الأستاذ الغرباوي، ولكن كما يقول العرب: (الكلام صفة المتكلم)،، وكما يقول أهل الأفرنج: (الأسلوب هو الإنسان نفسه) ..

شرع الأستاذ عنوانه بقوله: (قراءة أولية) ليعطي فسحة لما عبرعن ذهنه، أو مجالاً للنقد الآخر، وقيمة عليا للنص الجوهر،

ثم ندخل باب التعليقات على النص، وهذا الباب من أروع وأهم أبواب الصحيفة الغراء، إذ يرى الكاتب أو الشاعر وجهه في مرآيا الآخرين، وعلى أغلب الأحيان تكون مساحة للتلاقي والمجاملات، والتزود بشحنات نفسية دافعة لمواصلة مشوار تقديم النص الآتي، وهذه سنّة الحياة، فالإنسان وجهة الإنسان، إلا من ينتظر النقد على صفحات أخرى، أو ممن يسعى للإجيال برؤى بعيدة المدى، فيكتب من أجل الكتابة،والله ولي التوفيق، فكم من عبقري طلمه عصره، وتلاقفته عصورٌ أخرى بالتهليل والتصفيق ...!!

 ولكن الأستاذ الغرباوي بصفته سادن المؤسسة، يقع على عاتقه عبْ التواصل مع الكتاب بين حين وآخر، طوراً بتعليق وتارة بكتابة نص نقدي لنص أصلي، كما هو الحال مع الشاعرة الإعلامية ميادة أبو شنب، لندخل باب التعلقيات، وسنأخذ عدة مقاطع منها - كأنموذجات - تعليقات آخرين، وردوده عليها، حسب ماورد متسلسلاً في الصحيفة الغراء، دون أي تصرف مني:

أ - جمعة عبدالله

 استاذنا الكبير

ندعو من الله ان يديم صومعتك الفكرية، التي تضيء لنا وهج الحقيقة في روعة الابداع الاصيل. ان هذه التحليل والتشخيص من النقد الشامل لكل جوانب قصيدة الاديبة القديرة ميادة ابو شنب، في (استعارة موسمية)، هو نتاج صومعتك الفكرية، التي بين فترة واخرى يخرج منها الدخان الابيض، بتحف الروائع الادب (قصة . شعر، نقد ادبي) ان هذا الجهد النقدي، ارتكز على كل الجوانب الادبية والفنية والشعرية واللغوية، في فك شفرة مناخ القصيدة ودلالاتها ومعطياتها والينابيع التي نهلت منها ....وكل التوفيق والصحة الى الاديبة القديرة ميادة ابو شنب

قبل 2 اعوام - 16 - 05 - 2014

رد

ماجد الغرباوي

ردا على: جمعة عبدالله

 الاخ الاستاذ جمعة عبد الله، شكرا لصبرك في قراءة المقال، وتلخيص مطالبه. تعجبني متابعاتك وتعليقاتك الواعية .. اخجلتتني اخ الكبير باطرائك وكرم اخلاقك، حتى لا ادري كيف اشكرك. رضاك عني وسام اعتز به

نعم نص الشاعرة يستحق كل هذا واكثر.......

لك مني ومن الاستاذة ميادة خالص التقدير

ماجد

قبل 2 اعوام - 18 - 05 - 2014

 

ب- سردار محمد سعيد

ها أنت أيها العزيز الصديق ماجد تبرع في النقد فضلا ً عما عرفناك به باحثا ً وشاعرا ً

تحياتي أيها الموسوعي

يبدو أن تمكن وقدرة ميادة الشعرية حفزت أكثر من عقل وحركت أكثر من شعور .

لا شك أن ميادة تتصاعد يوميا ً كأديبة مرموقة واذا هي تستحق أكثر من بحث ودراسة قيمة .

وأنت أيها الوفي تستحق أكثر من شكر وتقدير.... .

تقديري الكبير وتحياتي مرة أخرى لك وللشاعرة ميادة .

قبل 2 اعوام - 16 - 05 - 2014

رد

ماجد الغرباوي

ردا على: سردار محمد سعيد

الاخ العزيز الاستاذ سردار، شكرا لبهاء مرورك، شكرا لما تخطه اناملك، رضاك عني يسعدني وانت الاديب الكبير. نعم هذه غواية النصوص الثرية، جعلتني اغامر في عالم ليس عالمي، واحرث في ارض ليس ارضي. والشاعرة تستحق، ولك الفضل انت ممن كتب عن ابداعها وعرف به، وقد اقتدينا بك.

لك مني ومن الفاضلة ميادة خالص الود والاحترام

ماجد

قبل 2 اعوام - 18 - 05 - 2014

 

ج - ميّادة ابو شنب

أستاذي الفاضل الباحث والأديب القدير ماجد الغرباوي

قراءتك لخفايا نصي جعلتني أغبطه... بل أحسده، إذ أثار قدرتك النقدية الكامنة وأستشفّ منها ذروة الفنيّة وعمق التأويل... كنسمة زائرة من بحر صيفي وديع تزيل الرمال عن زنابق الساحل في أوج رونقها...وحدها تجرؤ على تحديد موعد لقائها مع أشعة الشمس دون أن تخدش لونها أو شذاها...

قراءتك المبهرة هي قراءة خلجات وجدانية اجتاحت سكون ليل أيهم وأوقعتني في أسر مزيج من المشاعر التي تآمرت على بقايا آمال... فكان لا بدّ من النّزال بكفاءة تصون كينونة الوعود التي تتناسل منها رغبتنا في الحياة.

كأم رؤوم يحتضن نصك الباذخ نصي الصغير... وبمحبّة عارمة يرشده إلى منهل ذاته ليكتشف أنه يملك البلسم السحري لجرحه العميق.....

محبتي واعتزازي وتقديري الكبير

قبل 2 اعوام - 16 - 05 - 2014

رد

ماجد الغرباوي

ردا على: ميّادة ابو شنب

يا لبهاء الكتابة، هذا ليس تعليقا وانما نص آخر اكثر ثراء وابداع، انه لوحة فنية يكشف عن قدرات ادبية لا يتمتع بها سوى القلة من الشعراء والشاعرات منهم انت الاستاذة الاديبة ميادة. الفضل يعود لنصك الباذخ ابداعا حتى استهوتني المغامرة.

اشرت في المقال انها مجرد وجهة نظر ورؤية انطباعية اولى ويبقى للنقاد من السيدات والسادة رايهم المحترم والنص يستحق اكثر من قراءة

اما تعليقك فيحتاج اعيد قراءته اكثر، كي ارتوى من معين جماله ودهشته

ارجو ان تصدق نبوئتك في مكامن الروح النقدية، لعلي اكتب عن نصوص اخرى تستحق ذلك

لا اعرف كيف اشكرك، فقد عجزت ابجديتي فاعذريني

خالص الود والمحبة والاحترام لزميلة العمل الشاق المبدعة ميادة

ماجد

قبل 2 اعوام - 18 - 05 - 2014

 

د - احمد الكناني

قراءة رائعة في ثنايا نص رائع ...لكما كل الود

قبل 2 اعوام - 18 - 05 - 2014

رد

ماجد الغرباوي

ردا على: احمد الكناني

القدير الاخ الصديق احمد الكناني، يكفيني فخرا ان يستدرجك المقال لقراءته. واما رضاك فهو وسام وانت الباحث الجدير. تمنياتي لك بالعافية

مني ومن الاستاذة ميادة لك خالص الاحترام

ماجد

قبل 2 اعوام - 18 - 05 - 2014

 

هـ - مصطفى المهاجر

أستاذنا الكبير ماجد الغرباوي

كم تثير دهشتي تلك الملكات التي تتكشف لنا تباعا ......!!!! ورغم يقيني بقدراتك الفكرية والبحثية، وأخيرا الشعرية والقصصية، ولكن مغامرتك النقدية الانطباعية (كما أسميتها) كانت مذهلة وفائقة العذوبة، حملتنا الى مجاهل النص الشعري الجميل لشاعرة متميزة (ميادة أبو شنب)، وغارت بنا في أعماق انفعالاته، لتقول لنا نحن الذين لا نجيد الغوص في الاعماق، انظروا الى هذا النص كم هو جميل ورائع ومليئ بالحياة والحب والسمو الانساني....!!!! شكرا لك أيها المعلم الرائع وشكرا لميادة الشاعرة الشاعرة، التي منحتنا هذه المساحة الواسعة من الجمال عبر نصها الأخاذ وعبر قراءتك العميقة....تحياتي وخالص مودتي لكما.

قبل 2 اعوام - 18 - 05 - 2014

 

ماجد الغرباوي

ردا على: مصطفى المهاجر

الاخ الاستاذ مصطفى المهاجر، شهادتك لها مذاق خاص، وانت الشاعر الكبير والاديب المبدع. شكرا لتشجيعك. اما رضاك فهو فخر ووسام اعتز به وارفعه عاليا. كنت صادقا عندما اعتبرتها قراءة اولية، لاني كنت احرث في غير ارضي، وللنقد فرسانه. ويعود الفضل في غوايتي واستدراجي للكتابة ذات النص وما تمتع به من ثراء ابداعي، وهذا يؤكد قولك ان الاستاذة الفاضلة ميادة ابو شنب شاعرة متميزة.

اسعدني جدا رضاك عن المقال، لانك اديب وتتمتع بذائقة ادبية قادرة على التشخيص والحكم بموضوعية.

لك استاذنا القدير مني ومن الاديبة ميادة جزيل الشكر والاحترام

قبل 2 اعوام - 18 - 05 -2014

كلّ التعليقات والردود عليها مبنية على الخلق والاحترام المتبادل، والمدح والثناء، وأكرر ما ذكرت في مقالة سابقة: وردّ الفضل بالفضل أفضلُ...!! لم أر معارك مجلس النواب العراقي، والتشاجر والضرب بالأيادي، وربما بالأحذية .... !! طبعاً ليست كل التعليقات وردودها في صحيفة المثقف الغراء على هذه الشاكلة، ربما معظمها، والسبب كما أرى لوجود شخصية الأستاذ الماجد بما يحمله من ودّ ولطف واحترام لأسرة تحريره، وكتاب مؤسسته، وهذه جزماً نقطة تحسب لصالحه لكي تستمر وهجة المثقف، وشعلتها النيرة، تنير درب السلكين لمصلحة الوطن والأمة ...!!

 

6 - اقتراحات:

من هنا نستطيع أن نطمئن أن أبواب الصحيفة، والمؤسسة عموماً مشرعة لقبول الرأي والرأي الآخر على قدم المساواة دون تمييز، ولا أفضلية إلا للنتاج المائز بقرّائه، وأهمية مضمونه، ومحتواه لمستقبل الأيام، ولكن مما يدهشنا، ويثير استغرابنا أن صحيفة تحمل هذا العنوان الضخم، وبعميدها المفكر المجدد،لا تحمل على صفحتها الأولى باباً كاملاً للمرأة، كما، مثلما حملت أبواب للحوارات والأدب ....والمؤسسة، وحصرها في باب الملفات، وكل ما وجدت هذين الملفين، وهذه الذكرى العاشرة : المرأة في أسر العبودية المعاصرة ومصداقية المرأة في العمل السياسي !!

والحق قضية المرأة قضية عراقية عربية عامة، والكلام موجه لجميع وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، نعم قضية المرأة هي الشغل الشاغل للفكر العربي ومثقفية، ونكاد نحن نجزم أن تأخر وطننا الحبيب، وأمتنا عموماً عن ركب الحضارة، وما هذا الهلاك المدمر للبشر والحشر والشجر، والحروب والصراعات الدامية ....، إلا لتسلط الجنس الذكوري، وعدم مشاركة المرأة بالقرارات السيادية النافذة بالشؤون السياسية والعسكرية والأمنية والتعليمية والصحية والاقتصادية والتخطيطية ... أرجو أن لا تحرف الأمور لقضايا هامشية كالتبرج ... ورعاية الأسرة ... والجنس وغيرها من الحجج المراد منها العبور على إرادة الحياة، وتوازنها الطبيعي كما أراد لها الله، المرأة لها نظرات وتوجهات ورؤى أخرى في شن الحروب والتخطيط والترتيب ورعاية الأجيال ... فهي لا ريب تحمل غريزة الأمومة، وهي أقوى الغرائز الإنسانية.

ونقترح على مؤسسة المثقف الرصينة أن تفتح فقرة ضمن باب الأدب للنصوص الشعرية القديمة أو المعاصرة كحكم وأمثال أو أبيات استشهاد يلجأ إليها الباحث أو الكاتب أو القارئ أنّى احتاج إليها، وقدمت أنا إنموذجاً لمثل هذا التوّجه، وضمنته أبيات رائعة لعمالقة الشعر العربي، ودوّنت تاريخ وفاة كل شاعر، وتعمدت أن أكتب عليها (نصوص شعرية عربية من الحكم)، ورميت في باب المقالات ... إنا لله وإنا إليه راجعون، وتقدرون فتضحك الأقدارُ...!!

مبروك وألف مبروك لمؤسسة المثقف العربي بالذكرى العاشرة لولادتها الميمونة، وتُشكر كل الجهود المبذولة من قبل كتّابها وشعرائها وأسرتها، وفي المقدمة عميدها الأستاذ ماجد الغرباوي، والله الموفق لكل خير، هو مولانا ونعم النصير .

على المرء أن يسعى بمقدار جهده *** وليس عليه أن يكون موفقا

شكراً لكم والسلام .

 

كريم مرزة الأسدي   

 

للاطلاع على مشاركات ملف:

المثقف 10 سنوات عطاء زاخر

 

raed jabarkhadomجميل جداً أن نرى مؤسسات وجمعيات وصحف ومراكز فكرية وثقافية وعلمية، ترعى وتعمل على نشر الخير والمحبة والفضيلة وأشاعة التسامح والتعددية والايمان بالآخر والتواصل الانساني، من خلال ما تقوم به من نشاطات وفعاليات فكرية وثقافية وأدبية وفنية انسانية هادفة، لا يرجى من ورائها الا الايمان بقيمة الانسان وكرامته الكبرى في هذا الوجود، وتحقيق كينونته الوجودية والمعرفية، وبناء هويته الانسانية خير بناء، في ظل عالم متعدد الثقافات والهويات والافكار، وهذا ما يتضح بصورة جلية في الدور الكبيرالذي تقوم به مؤسسة  المثقف، ويتضح ذلك ايضاً من خلال المبادىء التي أستندت عليها المؤسسة في رسم سياستها الداخلية والتي اهمها:

- الايمان بالتعددية والرأي الآخر .

- الدعوة للتعايش بين الأديان والثقافات .

- تبنى قيم: التسامح، والحرية، والديمقراطية، وحقوق الانسان .

- محاربة العنف والتحريض والتكفير .

- رفض الخطاب الطائفي والأيديولوجي المحرض .

- المساهمة في تعميق لغة الحوار والتفاهم وفق الثوابت الأساسية المستمدة من تعاليم السماء وقوانين الأرض .

- العناية ب المثقف ومواقفه إزاء الأحداث و التحديات، وتعريفه بإنجازاته وأعماله ومشاريعه .

 والملاحظ ان تلك المبادىء ليست مجرد أهداف وغايات متمناة فقط، تم وضعها من قبل المؤسسين للمثقف، وهي لا تعد مبادىء حبر على ورق، وأنما عمل الجميع على تطبيقها وممارستها فعلياً، والمتابع لصحيفة  المثقف وجميع مفاصل المؤسسة وانشطتها وفعالياتها، يلمس ذلك جيداً، وهذا ما جذبني وجذب الكثير من الكتاب و المثقفين والباحثين للنشر في صحيفة  المثقف، والاطلاع على اعمالها الدائمة ومشاريعها المستمرة.

لقد تبنت مؤسسة  المثقف أهداف ومبادىء نبيلة تجمع الناس تحت فضاء الانسانية والاحترام والتقدير والمحبة والتسامح، من خلال ايمانها بـ (الآخر) ايماناً كبيراً كأيمانها بـ (الأنا) لتشكل وحدة انسانية كاملة في ظل الـ (النحن)، لتعلن وحدة الانسان والانسانية، وتؤمن بالقيمة المطلقة لهما، رغم الاختلافات والتنوعات الزمانية والمكانية والثقافية والاجتماعية والبيئية، الا ان (كينونة) الانسان والانسانية واحدة، والايمان بوجوده ووجوديته وكرامته وقيمته أمر متفق عليه، في عرف الاديان والقوانين والثقافات والفلسفة، والعمل خلاف تلك الاعراف والقوانين النبيلة والانسانية من قبل أي جماعة هي محاولة لتشويه الحياة، واجهاض جماليتها، ومسخ للوجود الانساني، وقتل للعقل البشري، الذي أنتج طوال تاريخه العريق، ابداعات وجماليات ومنجزات علمية وفكرية هائلة ورائعة، أغنت وجود الانسان وحياته على هذه الارض.

ويشهد العالم اليوم موجة ظلامية وتكفيرية ونزعة أصولية متطرفة تسعى للترويج لأفكار عدوانية نكراء، لا تمت للانسانية والقيم النبلية بصلة، من خلال الدعوة للقتل والعنف وممارسة أجندات شيطانية ذات مرامي تدميرية فاسدة تعمل على أستئصال وأبادة كل ما هو انساني وجمالي وخير في هذا العالم. ومخالفة لتلك الافكار المشوهة ومحاولة لكشف زيفها وخطئها، وايماناً منها بقيمة الحياة وجمالها والوجود الانساني وكرامته، عملت مؤسسة  المثقف على مواجهة تلك الافكار السيئة والمقيتة، بكل ما تمتلك من وسائل وغايات نبيلة، وبث كل ماهو حقاني وانساني خير بين الناس، من خلال القلم والكتاب والمحاضرة والكلمة الصادقة والفكر النير، لتنير دروب وقلوب الكثير من البشر، لترشدهم الى الطريق السليم، من خلال أضاءة الحياة والعقول، واشاعة الفكر الحر الصحيح، ودحض الفكر الظلامي المنحرف، بالمنطق والحجة والكلمة الصادقة.

ولا يمكن أن نغفل قيمة الاتصال والتواصل التي حققتها  المثقف خلال عقد من الزمن، فقد نشر في صحيفة  المثقف، الكثير من الكتاب والباحثين و المثقفين، ومن مختلف أرجاء العالم، من عرب ومسلمين وأجانب، وبذلك أستطاعت  المثقف أن تجمع جميع التنوعات والرؤى والافكار في فضائها الفكري والمعرفي والثقافي، لتؤسس ثقافة كبرى، وهدف أسمى، الا وهو التواصل الانساني، وهذا ما يشكل مطلباً مهماً وأسياسياً في أستراتيجية  المثقف وسياسته المنفتحة على الثقافات والتنوعات كافة في هذا العالم الفسيح الارجاء.

كما أستطاعت مؤسسة  المثقف أن تحقق نجاحاً وتفوقاً مرموقاً، بين المؤسسات والتجمعات، لما تقوم به من فعاليات وأنشطة ونشر وتأليف ومهرجانات وأحتفاليات ثقافية وفنية وفكرية متنوعة، جذبت الكثيرين نحوها، وهذا بحد ذاته يعد معلماً مهماً مرموقاً تؤمن به  المثقف والمؤسسين والعاملين بها، لتأسيس ثقافة عامة ومشتركة تزيد من وعي الناس وانارة فكرهم باختلاف تنوعاتهم وأفكارهم وأختصاصاتهم.

لقد تمكنت  المثقف طوال تلك المدة الفتية من عمرها، أن تحقق الكثير من النجاح، على المستوى الاعلامي والثقافي والادبي، وقد حصدت جوائز عدة ثمرة ذلك النجاح والتألق والتفوق، وهذا هو بحد ذاته دليل على مقبولية  المثقف وأنتشارها ونجاحها بين شرائح كثيرة من افراد المجتمع وتجمعاته، وهذه غاية عظمى، وهدف أسمى، نتمنى من جميع الصحف والمؤسسات والتجمعات السير على خطى  المثقف، من خلال المبادىء الانسانية العالية التي سعت  المثقف للسير عليها وتحقيقها طوال تلك السنوات، وفي الوقت نفسه نتمنى أن تكون ثقافة البناء والوعي والحياة والجمال والمحبة والتواصل، هي الثقافة السائدة في العالم اليوم، بكافة تنوعات وأختلافاته، لأن التشكل الجديد للعالم المعاصر، كونه (قرية صغيرة) قد جعل الجميع المختلف والمتعدد، يكشف عن ثقافات وأفكار متنوعة، ولا ينجح ولا يستقر من بين تلك الثقافاة والافكار بين الناس، الا ماهو انساني وحيوي وفاعل يؤدي الى استمرار الحياة ونجاحها، والايمان المطلق بكينونة الانسان وحب الانسانية وعشق الحياة وجمالها المطلق.

كما كشفت مؤسسة  المثقف عن حالة ايجابية كبرى، ألا وهي محاولة تحقيق الاتصال والتواصل الانساني بين  المثقف العربي والعالم الغربي، بما كسبته من تجارب ومعرفة قيمة عن كثب، وهي تعيش في بيئة أوربية وغربية تختلف عن البئية العربية، ولكن الهم والوجود الانساني واحد ومشترك رغم تلك الاختلافات، وتحقيق التعايش الفكري والثقافي والانساني والاجتماعي، بين ابناء البشر، وهذا ما جعل مؤسسة  المثقف تلقى ذلك الصدى الكبير بين  المثقفين والكتاب، وتحظى بأهتمام رائع، وتحقق النجاح الباهر والمشرق طوال مدة قصيرة من الزمن، وهو بحد ذاته أيضاً يشكل نقطة مركزية وجوهرية في حياة وتاريخ مؤسسة  المثقف وسياستها ومبادئها النبيلة.

 

د. رائد جبار كاظم - كاتب وأكاديمي عراقي

الجامعة المستنصرية ـ كلية الآداب ـ قسم الفلسفة

 

للاطلاع على مشاركات ملف:

المثقف 10 سنوات عطاء زاخر

 

صالح الطائيلم يشط ولم يكذب من تحدث عن الحب من أول نظرة، فأجمل العشق هو عشق أول نظرة، وأطيب أيام العمر هي تذكار النظرة..

فأنا منذ أول دفقة حبٍ شعرتُ بقلبي ينبضها؛ وهو يربط أواشج العمر بصحيفة المثقف بعد أيام من ولادتها، ولغاية هذه اللحظة؛ التي أؤمن أنها ستمتد معي إلى آخر شهقة في العمر، وربما إلى ما بعد العمر وظلام القبر، لا زلت أشعر أن الوجود في واحتها ينجي من هلاك الصحارى وغدر المفازات، فلا موت عطشا في وفرة شلالات الإدراك والوعي..

هي اللقاء الأجمل الذي أحيى في روحي مواتها القديم وفرحها الهضيم، لقاءٌ يتجددُ بنفس النكهة ونفس الرهبة ونفس الشوق.. فأنا لا زلت إلى الآن حينما أقف أمامها متهيئا للولوج إلى فناء سحرها؛ أتحسس نبض قلبي المتسارع وصوته المسموع، وأشعر وكأني ذاك المراهق الذي وقف في مواجهة حبيبته لأول مرة، ينتظر لحظة الهرب خوفا من الآتي..

منذ أول نداء وردِّهِ، شعرتُ أن ما سيربطني بهذا السناء البهي مصيرٌ كعرس النصارى لا انفصام له.. وكان فعلا كما ظننت.

هي ليست مبالغة ولا كسب ودٍ ولا مجاملة، هي الحق فيما أقول، فلا تُكذِّب قائله، وسل السائلة والواثلة وثاء الثكيل إذا هدهدتها النائلة، فليس من السهل نحر عقد ونصف من العمر بلا طائلة، هي صعقة نازلة، زلزلت أرجاؤها المقابلة، وتسامر الأصحاب وقت القائلة، يا لشوقي لتلك المقابلة! يوم كنا نبوح بودق العمر سيلا عرما ولا نخشى المقصلة..

هي ليست رغبة في الكتابة، فقد مللت كثرة ما أكتب، ولكنها بركانٌ ينفث ما في الروح من شجن، وفي العين من وسن، وفي القلب من وهن، وفي العمر من محن، ليترجم ما يعجز العلماء والحكماء عن ترجمته، يترجم فيض مشاعر لا حدود لها، لا لبدايتها ولا لنهايتها، ولا لحدودها، فصحيفة المثقف:

هي واحتنا التي كنا ولا زلنا وسنبقى نفيء إليها كلما ضغط على عقولنا العطش فننهل من شطآنها شهدا، وقطاف نور، وجني عِبرْ، بحارا من النور، وفيض مطر إذا ما أنهمر، لجين ولؤلؤ وزهر ..

هي بيتنا الذي كنا نأوي إليه كلما هاجنا الوجع وشعرنا بالخوف من غربة الزمان والمكان والناس..

هي حديقتنا التي ندخلها إذا شعرت نفوسنا بالضيق نلتمس في أرجائها عبق الحرية الخالدة ..

هي فأسنا التي كنا ولا زلنا نكسر بها أصنام الجهل ونصد بها هجمات التغول وثقافة القطيعة..

هي خزنتنا التي نمد لها أيدينا كلما شعرنا بحاجة مهما كبرت..

هي مرابع شبابنا وخزين ذكرياتنا ومجمع أهلنا وأصدقائنا وإخوتنا..

هي تاريخنا الذي كتبناه بدم أقلامنا عبر آلاف المقالات مدافا بدم قلوبنا وعصارة فكرنا فأنبتت جبالا من الوعي..

هي الاستراحة التي أزورها يوميا لا لأبحث عن أحد مقالاتي الكثيرة، بل لأرى الوجوه، وجوه إخوتي وأصدقائي القدماء فأطمئن عليهم واحدا واحدا، فأشعر أن الدنيا لا زالت بخير، ما دامت أقلامهم لا زالت عامرة بالحبر، تضوغ بالغمر، وعقولهم عامرة بالحكمة، جادة أو متهكمة..

هي أحلى أيام الوعي، ولا أحلى منها سوى أن أقبل جبين جميع من فيها، لكي أشعر أني لا زلت على قيد الحقيقة.

 

صالح الطائي

 

bahaa alden al khaqaniالاستاذ ماجد الغرباوي المحترم

الاخوة والاخوات هيئة التحرير والادارة

تحية طيبة

اتقدم لكم بالتهاني على مساعيكم لتطوير وتجديد والانطلاقة الجديدة لموقع المثقف الباهر ..

سواء أكانت رحلتنا معكم يوميا أو متقطعة، فانها رحلة عمر فيها احتفالية الثقافة والابداع، لتجارب قامات مبدعة من المثقفين وشخصيات ملهمة لنا بالتواصل مع الحياة كقيمة لابد ان نعيشها، واضاءة على أسباب وجودنا في الكون مثلما اراد لنا الله عزوجل ..

انها فرصة الاستمتاع والفرح وان كانت المأساة لا نظير لها والحزن مثاليا ..

ان صناعة الثقافة الملتزمة بحرية الرأي، هذا كل ما نحتاج له كي نعرف انفسنا ونعرف الله عزوجل ..

موقعكم ومثيلاته من المواقع، يمنحنا المزيد من الثقة بالنفس والأجيال القادمة، ومن خيارات الوعي لنهضة معاصرة فكرا ومدنيا وارثا حضاريا مستقبليا طال الزمن او قصر، كيما يكون قلمنا متفاخرا بها، ولربما لم نعشها أو نشهد أيامها الاتية ..

ولكن من خلالها نستكشف المستقبل، ومن أجلها نحفز الاطلاع والمتابعة واليها نحفز التفضيل، لأن لها بريق أمل في أفق دامس ..

هكذا ارى هذا الجهد وامثاله، رغم التحديات في كل جهة نتجهها، سواء الوطن المهجر او الوطن الام..

انها ستراتيجية القامات المبدعة المبادرة كي ما توفر الأمل وتصنع التفاءل..

هكذا استعرض معكم الرغبة بما نبحث عنه ..

بورك مسعاكم وتقبلوا تهانينا بتجديد الموقع

وكل عام وانتم بالف بخير في الذكرى القادمة تاسيس الموقع

 

اخوكم

بهاء الدين الخاقاني

 

 

 

صادق السامرائيهذه المرة الرابعة عشر التي أكتب فيها عن العيد السنوي للمثقف، ولا أدري هل هي الصدفة أم الإختيار الحصيف لمؤسسها قد أوقعني في حبائلها منذ الأسبوع الأول لإنطلاقتها، وما كنت أتصور بأنها ستتواصل بهذا الإقتدار الإبداعي والنشاط المعرفي الوهاج، الذي إجتذب أقلام الأمة وأسال سلاّف ما فيها على صفحاتها الورفاء.

فالمسافة طويلة بين بضعةٍ وعشرةِ كتّابٍ كانوا فيها وعدد كتّابها اليوم، وما كانت عليه في أول خطواتها وما بلغته من أوج وسطوع في مسيرتها المعطاء.

وما يميّزها أنها ذات رؤية واضحة، ورسالة إنسانية صادقة راسخة، ويحفّها الإصرار والتحدي والمطاولة، وعدم الكلل والإستكانة للمصدات والعاديات التي هبّت عليها في أوان ينوعها ونمائها، وما قنطت للهجمات التي تعرّضت لها، فاكتسبت مناعة ومتانة وقدرة على الصمود والبناء.

وقد قدمّت مثالا صريحا واضحا على أن في الأمة قدرات تتحقق بالإرادة الحية الفاعلة والتواصل الواثق المِقدام، الذي لا يعرف التردد والإنكسار ويمضي برؤيته متوثبا للأمام.

المثقف صحيفة تجري مع تيار العصر وتتنامى وتتجدد، وتترافد بأمواج الروائع المنثالة من أفواه أقلام تُسقى بمداد الأضواء المعرفية، وتنِث أنوارها على صفحات الأيام فتمنحها وهجا خالصا متميزا يُعلّمها مراسيل الحياة.

تحية لحاديها ولفريق العمل الجاد المجتهد الذي يسهر على إدامة نضارتها ورونقها، وما يتألق فيها من نصوص ودراسات ومقالات، فهي المنبر المُستعان به على سبر أغوار الأفكار والتطلعات الثقافية في الساحة العربية.

ودامت المثقف بتواصل متدفق وإبداع أصيل!!

 

د. صادق السامرائي

 

 

bahjat abaasلا يصحّ القولُ إنّ (المثقف) أطفأتِ الشمعة العاشرةَ من عمرها، فهي تتّقد دوماً، وهل تكون المعرفة في انطفاء؟ بل هي تواصل المسيرة في سنتها الحادية عشرة نحو الهدف الجميل النبيل في تعزيز الثقافة والمعرفة أيّةً تكون، تجتاز عقباتِ مواصلةِ السّير التي تعترضها دون مبالاة بمعاناة مؤسّسها المثابر الصّبور الأستاذ ماجد الغرباوي الذي كرّس وقته في سبيل عمله غير عابئٍ بحالته الصّحية التي تتطلّب الراحة والاستجمام في كثير من الأحوال، متحمّلاً طبائع الكتّاب والقرّاء المختلفة بما اتّسم به من خصال التسامح واحترام الآراء والمعتقدات، فهو يعرف تمام المعرفة أنْ لا شخصيْن يكونان متّفقيْن إلاّ ما ندر، وهذا لعمري يحتاج إلى صبر أيّوب بالرغم من أنَّ للصَّبر حدوداً تهون دونها الحدود! لذا حوتْ (المثقف) في كثير من الحالات آراءً لا تسوغ لكثير من القرّاء، فهي، بالرُّغم من عدم مصداقيّتها كانت بعض الآراء في الجانب الآخر المغاير المتطرّف المخدّش للشعور أو الإحساس بصورة عامّة، فهل هي حريّة النشر؟

 كما أنّ كثيراً من المقالات تحوي أغلاطاً في النحو والقواعد وركاكة في اللغة، والغريب أنّ كثيراً منها تأتي من حملة شهادات عليا، وهي ليست منتشرة في موقع  المثقف وحسبُ، بل كلّ المواقع التي أعرفها دون تمايز! فكيف (يتعلّم) القارئ، وخصوصا المبتدئ، اللغة العربيّة من هذه المقالات التي (تنغش) بهذه الأغلاط!؟ وهذا ليس انتقاداً لموقع المثقف، بل هي ظاهرة عامة في المواقع الأخرى، وليس ثمة سبيل لتجنّبها. ومع هذا تبقى  المثقف فناراً منيراً لمن يبحر في المعرفة والعلم والأدب بجهود الأستاذ الباحث ماجد الغرباوي والشاعرة الأديبة اللامعة ميّادة أبو شنب التي تبذل جهداً جبّاراً دونما كلل في إخراج صفحة الأدب بهذا الجمال الرائق ولا ننسى أسرة  المثقف الكرام الذين يبذلون جهودهم المباركة في استمرار هذا الصّرح الثقافي الجميل وبركات الكتّاب والأدباء على اختلاف مشاربهم بمساهمتهم في رفد القارئ العربيّ بما كسبوا من علم وأدب وثقافة، وهي خدمة جليلة يُحمدون ويشكرون عليها.

وتستحضرني أبيات الشاعر صفيّ الدين الحلّي في هذا الشأن، ربّما تكون وصفاً لهذا الموقع الجليل:

خلع الربيع على غصون البان

حُلَلاً، فواضلهُا على الكّثبانِ

 

ونَمَتْ فروع ُ الدوح حتّى صافحتْ

كفلَ الكثيب ذوائبُ الأغصانِ

 

وتنوّعتْ بُسطُ الرياض، فزهرُها

متباينُ الأشكال والألوانِ

 

من أبيضٍ يقَقٍ وأصفرَ فاقعٍ

أو أزرقٍ صافٍ وأحمرَ قاني

 

وكأنّما الأغصانُ سوقُ رواقصٍ

قد قُيِّدتْ بسلاسل الريحانِ

 

والطّلع في خَلب الكمام كأنّه

حُلَلٌ تَفَتّقُ عن نحور غوانِ

 

بهجت عباس

 

للاطلاع على مشاركات ملف:

المثقف 10 سنوات عطاء زاخر

 

MM80منذ إنطلاق صحيفة المثقف إعتدت أن أكتب عنها في عيدها السنوي، وهذه المرة العاشرة التي أكتب عنها، وقد نَشرتْ جميع مقالاتي بذكراها، إلا مقالة السنة الماضية "المثقف هل تثقف"، فنشرتها في صحف أخرى بعد تحريرها، وهذه الكلمات إستجابة لدعوة الأستاذ "أبو حيدر" الذي يحمل لواء المثقف بهمة رائعة.

 -1-

بعد رحلة متواصلة مع المثقف على مدى عقدٍ كامل ومنذ أسبوعها الأول، لا بد من القول وبصوت عالٍ وواثق وصادق، أن المثقف إنجاز فكري ثقافي مرموق يستحق التفاخر والتقدير، وهي تعبير صريح وشديد الوضوح عن الإرادة الحرة السامقة المشرقة ذات الإمتدادات الحضارية والإنسانية المطلقة.

فمن الكوارث السلوكية التي أزرت بأحوالنا أننا نبخس الأشياء قيمتها، ونجرّد الدور من معانيه، ولا نتباهى بإنجازات بعضنا البعض، وكعادتنا في واقعنا المرير الذي صنعناه وأسهمنا في تعبيد طرقات مراراته وتراكمات تداعياته، فأن الواحد فينا يتفاخر بإغتصاب حق الآخر وغمط دوره وإسهاماته، لكن السلوك القويم الذي يستدعي التثمين والبناء عليه،ه و علينا أن نعاصر بتجسيد هويتنا الحضارية الإنسانية، ونتشامخ ببعضنا ومع بعضنا، لكي نكون بعصرنا وبموازاة الآخرين من حولنا.

فالمثقف يقف وراءها إنسان مؤمن بالكلمة الصادقة ومتواصل بإصراره على إعلاء شأن الفكرة، وهو يمثل الإرادة الكبيرة المتحدية المثابرة التي تنتصر على المرض والمعوقات بأنواعها، ويمضي بهمة فائقة وصولة أصيلة واثقة، حاملا مشاعل التنوير المعرفي الإبداعي، اللازمة لطرد الظلام والضلال والخداع والبهتان والنكران والهذيان.

وبهذا المجهود الإيجابي نوقد شموع المحبة والأخوة والألفة الإنسانية، التي هي جوهر وجودنا الحضاري والفكري على مر العصور.

إنها المثقف البهية الطلعة السامية المنطلقات الوفية لأخلاقها ومعاييرها، والمؤمنة بدور الكلمة الطيبة وأهمية الفكرة الراجحة في بناء المجتمعات.

-2-

بدأت رحلتي مع المثقف في أسبوعها الأول، إذ كنت أكتب في مواقع وصحف عديدة، ومقالاتي وقصائدي تُنشر دون علمي في صحف أخرى، ولأول مرة تأتيني رسالة موقعة بإسم " أبو حيدر"، تخبرني بأن أحد قصائدي قد نشرت في الموقع وفيها دعوة للكتابة.

ترددت قبل أن أرسل أول مقالة وقصيدة، وتساءلت عن كنه هذا الموقع وتمويله.

لكني حالما بدأت متوجسا وجدتني أزودها بعنوانين كل يوم، وفي البداية كنا أقل من عشرين كاتب، وكان تسلسلي في قائمة الكتاب "حادي عشر" من مجموع " سبعة عشر كاتبا" على ما أذكر.                    

أول نص نشرته في المثقف هو "نبضات الأعماق" في 15\6\2006 . وبعده "حبيب الروح" في 17\6\2006، و"أنت لي" في 19\6\2006، و"ترنيمة الإمعان" في 21\6\2006،

و" كيف للحب يكون" في 24\6\2006، و"خريرالأحزان" في 28\6\2006، و"ضياء الروح" في 29\6\2006.

ومقالات "وجوب الإختلاف" في 23\6\2006، و"الإبداع الإسلامي الجليل" في 25\6\2006

و"محنة الوطن العراقي" في 30\6\2006.

 ومضيت على هذا الحال وإحتفلنا بعيدها الأول والثاني، والثالث كان قاسيا لأن المثقف قد فقدت أرشيفها، وقد كتبت مقالة بعنوان " بعد ثلاثٍ المثقف بلا أرشيف" تألمت لضياع ذلك الأرشيف لأنه كان يحوي "1500عنوان" أو أكثر لمقالات وقصائد ودراسات كنت قد نشرتها في المثقف، لكني توجست من الفقدان قبل حصوله وإستجبت لتحذيرات الصحيفة، فعملت جاهدا لأيام لتخزينها، ونجحت قبل أن يختفي الأرشيف، على أثر هجمة إليكترونية غادرة.

-3-

وقد كتبت في ذكراها الخامسة ما يلي:

"المثقف" إسم جميل لكنه لم يكن مطروقا كعنوان لصحيفة أو موقع، وكان هذا الإختيار فعّالا ومؤثرا وجذابا. زرت الموقع وترددت في الكتابة والتواصل لأني أتلقى الكثير من الدعوات من مواقع وصحف وأنأى عن الإلتزام بالكتابة فيها لعدم وضوح رؤيتها وضعف قدرات القائمين عليها.

وعندما تصفحت موقع "المثقف" أدركت أن الإسم على مسمى، فالكلمات التي ترسم رؤيتها ذات منطلقات إنسانية وثقافية راقية، فأدركت أنها ذات مسار متميز وصريح يحوي بشائر النماء والتطور، ولهذا تجرأت على التواصل والدعم لهذا البرعم الناشئ، فليس من السهل أن تؤمن بأن بداية ما ستكون، حيث كان عدد الكُتاب في المثقف آنذاك أقل من عشرين.

فكتبت وحسبت ذلك نوع من المغامرة في صحيفة لا أعرفها ولا أعلم مَن هو صاحبها، لكن تلك المغامرة كانت ممتعة لأن الصحيفة أخذت تتطور وتكبر وتنوعت الأسماء والمواضيع فيها، حتى أصبحت مؤسسة ذات قيمة ثقافية وفكرية مؤثرة في صناعة العقل العربي المعاصر.

ترى لماذا تواصلتُ مع المثقف؟

 أولا: المنطلقات الإنسانية السامية

المثقف مشروع إنساني مؤهل للتعبير عن القدرات الإبداعية بأسلوب ثقافي متقدم على غيرها من المواقع والصحف الإليكترونية، ويتفاعل على منبرها عقول ذات قيمة فكرية وعلمية وأدبية مهمة ومتنورة.

 

 ثانيا: الإختلاف

كتبت كثيرا عن الإختلاف منذ ألفين وثلاثة في الصحف العراقية والعربية، ولم أجد صحيفة تتبنى فكرة ضرورة الإختلاف وأهميته لبناء الحياة، وقد لخصت تلك الرؤية في مقالة "وجوب الإختلاف"، وكانت صحيفة المثقف من الصحف المتميزة في التأكيد على أهمية ثقافة الإختلاف وتوظيفها الإيجابي للبناء والتقدم والرقاء. وفي هذا فأن المثقف تؤكد على رؤية حضارية معاصرة وسباقة في واقعنا العربي.

 

 ثالثا: الحرية

من خلال متابعتي اليومية لما يُنشر في المثقف، أرى أنها تتمتع بقدر كبير من الحرية، فلم تمتنع عن نشرما أرسله إليها إلا فيما قل وندر وعلى مدى السنوات الخمسة الماضية، إمتنعت عن نشر ثلاثة مقالات أو أربعة فقط.

وهذا يعني أن المثقف تمتلك مرونة واسعة وحرية تستحق التقدير والإحترام، ويبدو أن النوعية المتميزة من الكتاب الذين يساهمون في الإبداع على صفحاتها تملي على القائمين عليها هذا القدر من الحرية الفكرية في الرأي والتصور والتعبير.

 

 رابعا: السمو والرفعة

المثقف تتسامى على الحالات السلبية ولا يمكن لكاتب لا يحمل رؤية إنسانية وتفهم ثقافي معاصر أن يتواصل على صفحاتها، وأي ضيق في الرؤية والأفق تتهاوى وتنحسر. وهذا السمو الخلاق قد منح المثقف قوة معنوية وفكرية وثقافية خاصة. فلا نجد على صفحاتها تفاعلات سلبية وتصورات ضعيفة.

 

 خامسا: نوعية الكُتاب

أصبحت المثقف تضم شريحة من المثقفين المتميزين في ميادين إبداعهم، وكأنني أستطيع مقارنتها بمجلات مهمة في العقود الماضية والتي أوجدت مبدعين مهمين في الثقافة العربية. وما يميز المثقف إجتذابها للنخب الفكرية والأدبية والإبداعية الأصيلة الصادقة المحبة للمُثل والقيم الإنسانية الراقية. كما أنها إجتذبت العديد من الكتاب في الوطن الكبير وأينما كانوا.

 

 سادسا: قوة المادة المنشورة

وهذا يتفق مع النوعية المتميزة للكتاب الذين ينشرون في صحيفة المثقف، ولقدراتهم الواضحة في الدراسة والتحليل والنظر الموضوعي والعلمي الذي يهدف إلى التبصير بالحقيقة وتقديم المعلومة بأسلوب حضاري معاصر، وأكثرهم يمتلك تقنيات الكتابة وآليات التعبير عن الأفكار بالكلمات المناسبة لها.

 

 سابعا: الأرشيف

تميزت المثقف منذ بدايتها بأرشفة ما تنشره، وحسبتها ستكون مستودعا لما أرسله إليها، لكنها خسرت أرشيفها لمرتين خلال السنوات الخمسة الماضية، ونرجو أن لا تخسر أرشيفها ثالثة، لأن مشكلتنا في مجتمعاتنا أننا لا نؤرشف كما يحصل في الدول المتقدمة، والأرشفة سلوك ثقافي مهم وثمين لأنه يعطي قيمة وقوة للصحيفة، ويؤكد مسارها ودورها في الحياة الثقافية عبر مسيرتها.

 

ثامنا: رئيس التحرير

نجاح أي صحيفة يرتبط بقدرات رئيس تحريرها على الإدارة والتفاعل مع الكتاب والقائمين على صحيفته، ومن الواضح أن الأخ رئيس التحرير يتميز بقدرات ناجحة وأخلاقيات سامية وثقافة عالية أهلته لأن يكون قائدا ناجحا لهذا المشروع الثقافي الباهر. ونرجو له التوفيق والنجاح المتواصل والعطاء الأصيل.

 

 تاسعا: الرحابة

المثقف صحيفة رحبة، بمعنى أنها ليست ضيقة الأفق أم منزوية في زاوية حادة لا ترى إلا التصاغر والإنحباس في الحفر. فالمثقف صحيفة آفاق مطلقة وتفاعلات إنسانية رحبة ومتسعة كما الكون يتسع. وفي هذا تأكيد على وعيها لطبيعة العقل البشري ومعاني الإبداع الصحيح اللازم لتقوية القيم الإنسانية وتعزيز الألفة المحبة والأخوة والتسامح والسلام.

 

 عاشرا: المواصلة

تميزت المثقف بالتواصل والتحدي لأنها مشروع ثقافي متنامي، وقد مضت في طريق تأكيد الدور والفعالية برغم الصعاب وكثرة المشاريع والصحف الإليكترونية. ففي البداية لم يصدق الكثيرون بأنها ستنجح أو ستحتفل بسنتها الخامسة. وكلما أصابتها أزمة إليكترونية كنت أخشى بأنها قد وضعت أوزارها، لكنها إستطاعت أن تشق طريقها بجدارة ونجاح فائق.

 

حادي عشر: الخطاب المعاصر

المثقف خطاب ثقافي معاصر ومتفتح، فهي بستان أفكار ورؤى وتصورات إبداعية ثاقبة، حتى في تخاطب إدارتها مع الكُتاب، تقرأ معالم السلوك الخطابي المتحضر وإحترام خصوصيات الكُتاب وتثمين جهودهم ودورهم في المشروع.

 

 ثاني عشر: التحرير اليومي

تبذل المثقف جهدا ثقافيا يوميا، فهي تتواكب مع الأيام ويندر أن تنقطع عن الصدور إلا لأسباب تقنية، بعكس الكثير من الصحف التي تتعثر في صدورها وتتوقف لأيام، وهذا يعكس حسن الإدارة والتفاني في الجد والإجتهاد للوصول إلى ذروة النجاح والتألق.

 

 وهناك الكثير من العوامل الأخرى التي سيتناولها الأخوة والأخوات حتما، وبودي أن أسجل بعض الملاحظات التي ربما تكون ذات فائدة.

 أولا: التفاعل

الإبداع مسؤولية حضارية وتاريخية، وتفاعل الكتّاب مع بعضهم يكون أكثر نفعا عندما ينطلق من صلب الإبداع وحسب. فالتعليقات التي نقرؤها نتمنى أن تضيف شيئا نافعا، وتكون ذات تأثير ثقافي، كما نقرأ في صحف الدول المتقدمة.

 

ثانيا: الإلتزام بالرؤية والمنهج

من أهم أسباب نجاح المثقف إلتزامها برسالتها ورؤيتها ومنهجها، وأي خلل في هذا الإلتزام قد يؤدي إلى نتائج ليست لصالحها.

 

 ثالثا: الإنتشار

لا علم لي بمدى إنتشار الصحيفة ومقروئيتها، لكن يبدو أن الصحيفة بحاجة إلى مزيد من الجهود الضرورية لزيادة مساحة الإنتشار.

 

 رابعا: التحقيقات التأريخية

ربما يكون من النافع تناول التأريخ الحضاري لبلادنا، كأن نسلط الأضواء على مدينة تأريخية ونكتب عنها كل حسب إختصاصه وإهتمامه، فلا نقرأ موضوعات تأريخية معاصرة على صفحات المثقف إلا قليلا.

 

 وفي الختام تحية تقدير وإعتزاز بالمثقف، وتثمين لجهود القائمين على إعدادها وإخراجها بحلتها المرموقة. ومبروك لها الإحتفال بعيد ميلادها الخامس. المثقف التي صارت جزءا من يومي، وبرغم مشاغلي وضيق وقتي، أجد الفرصة لكي أكتب فيها، حتى وصفتني أحد الأخوات وكأنني لا عمل لي إلا أن أكتب وحسب!

 وثقتنا عالية بأن المثقف بمشروعها الثقافي المتوهج ستنير مساحات واسعة من العقول، وبذلك تصنع الحياة الإنسانية الحرة الرحيمة السمحاء المعطرة بالأخوة والإعتصام بالروح الإنسانية الصادقة.

 وللمثقف وأقلامها الواعية عطر المحبة وأريج الأمنيات والبهجة والسرور.

-4-

وكتبت في ذكراها الثالثة:

علاقتي بصحيفة المثقف تمتد إلى بداياتها ومنذ الأسبوع الأول لانطلاقها. وقد أعجبني إخراجها ومساحة الحرية المتوفرة على صفحاتها وأرشيفها الذي يميزها عن الكثير من الصحف الإليكترونية، ويمنحها علامة فارقة ومؤثرة في الأوساط الثقافية.

فعندما يريد الكاتب أو القارئ الرجوع إلى أي نص تراه يبحث في الأرشيف، وكلما سألني قارئ "أين أقرأ لك ما تكتب" أشير إلى أرشيف المثقف الذي أغنانا عن إنشاء الصفحات الخاصة ووفر للقارئ فرصة ثمينة لمتابعة الكاتب.

وفي الأشهر الأخيرة رأيت تعثرا متكررا في ظهور الصحيفة على شبكة الانترنيت، وفي كل مرة يختفي الأرشيف وأسماء الكتاب المشاركين، ولا أعرف لماذا لم تنتبه هيئة التحرير إلى هذا الهدف، إذ يبدو أن الصحيفة قد إستقطبت أعدادا كبيرة من الكتاب تجاوزت النصف ألف إسم، مما جعلها هدفا مهما.

وبسبب هذه التعثرات حسبت أن المثقف لن تتجاوز عامها الثالث، وأنها في حالة إضطراب قبل الرحيل، فحاولت جاهدا أن أحفظ ما تواجد من مقالات ونصوص في أرشيفي لكي لا أصاب بالحسرة والألم.

وتوقفت المثقف عن الصدور لبضعة أيام وإستفسرت عن ذلك فكان الجواب بأنها قد تعرضت لإستهداف قد يكون مقصودا أو غير مقصود، وأن أرشيفها قد ضاع أو تم تشفيره بحيث يتعسر ظهوره أو قراءته، وفي واقع الأمر أن الكثير من النصوص والمقالات أحيانا لا يمكن قراءتها.

لكن هذا الموضوع قد أثير من قبل ولا أعرف كيف لا يوجد إسناد وتخزين للأرشيف Back Up .

لقد أحرقت المثقف في عامها الثالث ما زرعته على مدى السنوات الثلاثة الماضية، وأصبحت كأي الصحف الأخرى، ولا يمكننا أن نلوم أحد، لكنها طبائعنا كما في المجالات الأخرى من الحياة، فلا نهتم بالأرشيف ولا نعير إهتماما إلا لما هو غير مهم، ويكون في عرفنا أن تأريخ العطاء الثقافي البشري عبارة عن كتابة فوق سطح الماء.

وكم يقف المرء بوقار وتقدير أما أرشيف جريدة الأهرام المصرية الذي تجاوز عمره القرن وبضعة عقود.

فلماذا نحرق أرشيف حياتنا ونستهين بعطاءاتنا؟!

تحياتي للمثقف في عيد ميلادها الثالث، وأملي أن تستعيد أرشيفها وتسند ذخيرتها الثقافية، لكي تطمئن إليها الأقلام وتستريح على صفحاتها العقول وتثرى.

 (العدد: 1073 الثلاثاء 09/06/2009)

 

-5-

المثقف أيقونة إبداعية أصيلة شعشعت على صفحاتها عقول ذات تطلعات إنسانية تسامحية حضارية سامية المعاني والتفاعلات.

وعلى مدى عقدٍ دفاقٍ بأنوار المعرفة وجواهر الرؤى، وجمان الأفكار المرموقة الخالية من جراثيم الخراب والتنافر والضياع، أتساءل...

هل أن المثقف تمكنت من تغيير الرؤية والمساهمة في صناعة الجيل القادر على بناء المستقبل الأزهى والحاضر الأفضل؟

هل تمكنت المثقف أن تحقق تفاعلا إبداعيا جماعيا يسعى لتطوير وتحليق الأفكار القادرة على إستيعاب القدرات الكامنة في الإنسان الذي تخاطبه؟

هل أنها أعطت للكلمة قيمتها ودورها وتأثيرها، وإرتقت لكي تكون معبرة عن عمل أو إنجاز؟

هل أن المثقف بجهودها الكبيرة وإنطلاقها الوثاب المتواصل قد حققت نقلة نوعية في الحياة الفكرية والثقافية؟

ما أراه أنها جمعت أبناء الأمة على صفحاتها وإستوعبت الكثير من الكتابات التي تتكرر في مواقع أخرى، مما قلل من مميزاتها التي بدأت بها وبنت عليها مسيرتها، وأتمنى أن تكون الكتابات فيها رصينة ذات معاني فكرية ومعرفية، وأن لا تنحدر إلى نشر المقالات السلبية المكتوبة بأقلام ذات غايات وتوجهات تخريبية وفئوية وتفريقية، وما تنتجه الأقلام الإنتقامية السامة التي تكتب بمداد المال والنوال.

لكي تكون رسالتها الإنسانية ساطعة ومعانيها المعرفية والثقافية ذات منهج شفاف وأصيل يُعلي المعاني الوطنية، ويؤكد الروح الإنسانية المعبَّر عنها بالمحبة والألفة والتسامح وإحترام الرأي، وتأكيد قيمة الإنسان والحياة.

أرجو أن ترسّخ المثقف أسس ومنطلقات تميزها وخصوصية رسالتها وإرادتها في تحرير الإنسان من التضليل والخداع والتجهيل.

وأملي أن تزداد المقالات والإبداعات موضوعية وعلمية وأن لا تكون مجرد كلمات نائهة على السطور، كما أرجو أن ترفض المثقف نشر المقالات التي فيها أخطاء لغوية أو التي تُكتب بلغة غير سليمة، أي أن عليها أن تحمل راية اللغة العربية وتجسد قيمتها ودورها الحضاري الإبداعي، وعليها أن تحتفل باللغة العربية كل عام، وأن تساهم في زيادة مساحة الوعي اللغوي، فالعربية هوية أمة وعنوان حضارة.

والنقد الأدبي لابد أن يكون له حضوره ضرورة معرفية، لأنه من أسس الإبداع والتطور اللازم للوصول بالعطاء إلى آفاق العالمية.

ولا أدري إن أوجدت مساحة معقولة للكتابة باللغة الإنكليزية لأن في ذلك أهمية للتعبير عن الراي بلغة يقرؤها الآخرون.

ومن الضروري أن تتجه المثقف نحو الدعوة لتكون المقالات المنشورة خاصة بها، أو يجوز لكاتبها أن ينشرها في مواقع أخرى بعد فترة محددة من الزمن، فالقليل الأصيل أبلغ أثرا وجمالا من الكثير المتداول.

ومن الواجب القول أن المثقف هي الصحيفة الوحيدة التي لم تنشر مقالة أو قصيدة ينتحل فيها كاتبها إسمي، فنباهة "أبو حيدر" أثق بها تماما وعن تجربة، فهو يعرف الكاتب من أسلوبه وآليات تفكيره ومفرداته، وهذا تأكيد على أن المقالات يتم قراءتها قبل النشر، بينما الكثير من المواقع والصحف أجدها تنشر مقالات وقصائد ينتحل كاتبها إسمي، وقد تعبت من هذه الأساليب حتى أهملتها، وفقا لقاعدة إتضاح الغث من السمين!!

 

تحية محبة وتقدير وإعتزاز للمثقف في عيد ميلادها العاشر، وهي تتباهى بإنجازات عقدٍ إبداعي فياض الأنوار والتطلعات، وتتواصل رسالتها الإنسانية التسامحية الداعية للمحبة والأخوة والسلام، والتفاعل الصادق الرحيم بين أبناء الأرض كافة، فالمثقف رسالة في صحيفة، وما أروعها من صحيفة ذات رسالة!!

 

د. صادق السامرائي

 

للاطلاع على مشاركات ملف:

المثقف 10 سنوات عطاء زاخر

 

صالح الطائيلا أحفظ بالضبط التاريخ الذي بدأت به علاقتي بصحيفة المثقف ولكنه على كل حال تاريخ قديم ربما يعود إلى بدايات افتتاح الموقع، وخلال هذا العمر الطويل ربطتني صداقات من نوع خاص مع مجموعة من المثقفين العراقيين في الداخل والمهجر والكثير من المثقفين العرب، وهي صداقات لا زال بعضها قائما ومتينا ربما لأن الأعم الأغلب من رواد المثقف كانوا من المثقفين الحقيقيين والملتزمين، والإنسان متى ما كان مثقفا حقيقيا لا تفسد وده الاختلافات والخلافات وألا ما سر العلاقة التي تربطني أنا الإسلامي بالمثقف الآخر العلماني واليساري لولا وجود تلك الآصرة الكبيرة التي جمعتنا في بوتقة الفكر والمعنى...

لا أحفظ بالضبط تاريخ أول موضوع نشرته في صحيفة المثقف ولكنه كان بادرة خير فتحت الباب لمئات المواضيع الأخرى...

لا أحفظ بالضبط تاريخ أول صداقة ربطتني بأحد الرواد في أجواء صحيفة المثقف ولكنه بالتأكيد عميق حتى أني أعتقد انه يعود إلى زمن الطفولة...

كل الذي أحفظه ان صحيفة المثقف كانت ولا زالت وستبقى البيت الثقافي الذي جمع نخبة من خيرة المثقفين ليسهموا في تنمية الوعي الجمعي العربي في زمن كثرت فيه هزائمنا وخلافاتنا وابتعادنا عن بعضنا، وكفى بصحيفة المثقف فخرا انها تحولت إلى جامعة عربية جمعتنا بإخوة وأصدقاء يسعدنا أنهم في حياتنا...

كل ذاك ببركات سادن المثقف وفلاح حقلها وساقيها وحارسها الأستاذ ماجد الغرباوي والثلة المثقفة من أعضاء مؤسسة المثقف العربي وكل المثقفين...

ألف تحية ومليون تهنئة من القلب إلى المثقف وسادنها واسرتها وروادها في عيد انطلاقتها وعقبال المائة سنة إن شاء الله ... وعذرا ـ والعذر عند كرام القوم مقبول ـ أن تهنئتي تأخرت قليلا عن موعدها ربما لأن الكبر غلبنا والنسيان تحكم بقراراتنا.

 

صالح الطائي

علجية عيششكرا للتكنولوجيا التي فتحت آفاقا كبيرة على الآخر والتواصل معه، ولولاها لما استطعنا أن نحلق بعيدا أو نقفز إلى ما وراء البحار لنصنع ذاتنا ونقول للذين مارسوا ثقافة الإقصاء "نحن هنا"، فعندما لا يجد الكاتب مساحة في جرائد بلده للكتابة إلا بشق الأنفس، من الصعب صناعة الحدث، وهذا بسبب الحصار الإعلامي المضروب على الكُتَّابِ، ليس الكتاب الصغار بل الكبار أيضا، لأنهم لا ينتمون إلى حزب معين، أو أنهم معارضون،  فكانت القطيعة الثقافية، ومن هنا كان اللجوء الإعلامي.. الإبداعي والثقافي، لقد وجد العديد من الكتاب والمثقفين في مؤسسة ملجا لهم،  حيث كمؤسسة فكرية ثقافية فتحت قلبها لكل الأقلام بمختلف جنسياتهم، رحبت بالذين يحملون بداخلهم طاقة ذهنية وفكرية وإنسانية متوقدة يحطمون بها كل التناقضات ويواجهون بها  الزيف الثقافي.

  هي تجربة مرت مع كل من تواصل مع مؤسسة المثقف برئاسة الاستاذ ماجد الغرباوي، ليس كمسؤول، وإنما كمبدع يعيش الواقع الثقافي العربي ويغوص في اعماقه،  فقد استطاعت المثقف أن تفتح آفاقا جديدة أمام كل الأقلام بمختلف جنسياتم من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب، وتحقق الإنفتاح، واستطاعت بفكرها الواسع أن تقضي على الفوارق الثقافية، فلا تفرق بين كاتب كبير وكاتب مبتدئ، بل جعلت من الصغير كبير، واحتلت مساحات جديدة في النفوس بعمق وحرية من أجل إيصال الفكرة وتوضيح الرؤية، وتنوير العقول، فكانت نافذة تطل على العالم، وهذا هو الوعي الثقافي في كل تجلياته.

شكرا للمثقف ولرئيسها الاستاذ ماجد الغرباوي.

 

علجية عيش

saleh alrazukاليوم نشعل الشمعة العاشرة للمثقف. من الواضح أن شموعنا تبكي وتذرف الدموع. لكنها نبراس نهتدي به في حقل أحزاننا.

لقد بدأت المثقف من هذه اللحظة الحاسمة من عمر العقل العربي. وهي لحظة التخلي والانكماش.

فنحن نترك الكثير من القناعات لأننا على وشك عالم له أدوات جديدة.

المثقف أصلا مشروع إلكتروني. يدخل في مضمار ثورة وانفجار المعلومات أو ما يسمى ثورة الصناعات الصغرية.

لقد بدأت مرحلة الورق بالأفول ودخلنا في فراغ إبستمولودجي جديد هو الفضاء الإلكتروني. وهذا يماثل ما حصل بدخول مطبعة غوتنبرغ.

إن ثورة المعلومات برأيي لا تقل عن ثورة النظام الشمسي لغاليلو.

وبعيدا عن هذه الفذلكة يمكن اختصار فوائد صحيفة المثقف بثلاث نقاط.

*إنها مساحة للمثاقفة. فهي تتعامل مع الثقافة كإمكانية وليس كمعطى أو دائرة منغلقة على نفسها.

ولا أشير إلى الترجمة فقط. ولكن إلى مناقشة موضوعات من منظور خلافي. وفي مقدمة ذلك مشاكل الهجرة والاغتراب. ناهيك عن مشكلة الأقليات في الداخل العربي ومعاناتها. وهذا ينسحب على الأكراد والشبك والآشوريين (هل هم السريان أم بقايا الشعوب الآرامية. أترك الإجابة لمن له علاقة). لقد أضافت المثقف لرصيدنا معلومات بغاية الأهمية عن ثقافات الهامش.

و هنا لي مداخلة بسيطة.

لم يعد للهوامش والمركز وجود فعلي. وبمنظور فلسفة ما بعد الحداثة أصبح المثقف العضوي يرتبط بكل ما من شأنه دحر اللوغو سنترية أو مركزية العقل الخاص. فتجيير الثقافة لنتاج عقلي مخصوص هو نوع من الشمولية أو بصراحة جزء من تفكير دكتاتوري فاشل انتهى أوانه.

وكل من يعود لكتاتبات جاك دريدا يفهم الناحية الدلالية للأقليات. فالحداثة كانت تعكس فكر الأقلية ولو أن الكاتب من مجتمع الأكثرية.

لقد كان جويس بحاجة لأن يهاجر من دبلن إلى باريس لينهي مشروعه الهام والشهير(عوليس).

وكذلك بالنسبة لعبدالرحمن الكواكبي، لم يكن قادرا على إنجاز مشروعه إلا بضيافة الأسرة المملوكية في مصر. وقل نفس الشيء عن جورج طرابيشي وأرملته هنرييت عبودي.

لم يكن من الممكن لهما تقديم جرد حساب مع المحافظين الجدد إلا في مدينة النور باريس.

للأسف إن كل نتاجات الداخل تعاني من الكبت والقهر والمساحات الرمادية. وهذا هو السبب المسؤول عن الحيرة والتردد وعدم الصراحة في مقارباتنا لمسائل لها علاقة بالمصير العربي.

 

الفائدة الثانية هي نهجها التنويري

فقد حملت المثقف شعار النهضة والإصلاح في وقت أصبحت فيه هذه المسائل بحاجة لمحددات.

ماذا تعني النهضة بالنسبة للمثقف العربي.

هل هي مشكلة عقلية أم أنها مشكلة في الإبداع.

بتعبير آخر.

هل نحن بحاجة لتفكيك المسلمات أم المتابعة من حيث انتهى الجيل السابق.

والجواب على هذا السؤال هو نفسه الفائدة الثالثة.

فالمثقف أتاحت الفرصة لمن ليس له منبر.

لقد تحولت صناعة النشر إلى مشكلة طبقية. وأصبح يوجد بين الكتاب طبقات. الأرستقراطيون الذين تتوفر لهم كل الامتيازات والطبقة المتوسطة التي تكافح لتجد لها مكانا.

وإن اتساع الحواجز بين الفئتين ساعد على انتشار مبدأ الاستعلاء من طرف والتجاهل واللا مبالاة من طرف آخر. إن بيروقراطية مؤسسات النشر الحكومية والأخلاق التجارية لمؤسسات النشر الخاصة لم تخنق الكاتب فقط وإنما دفعته ليكون عمالة عضلية. كأنه منتج في مجتمع تتحكم به قوانين العرض والطلب.

أتمنى للمثقف طول االعمر والتوسع بمجال نشاطاتها الإلكترونية والمطبوعة. فقد يوفر ذلك لنا شيئا من حرياتنا المفقودة.

و شكرا..

 

د. صالح الرزوق

جامعة حلب 2016

 

للاطلاع على مشاركات ملف:

المثقف 10 سنوات عطاء زاخر

 

 

ابراهيم الخزعليأهلا والف الف سهلا بالرابع عشر عام من العطاء، هذا العدد الذي هو اربعة عشر شمعة متقدة بالنور والعطاء والأبداع والقلوب التي تنبض محبة وسلاما وإخاء..

وكما ان االرابع عشر هو حرف النون في الأبجدية  العربية والذي جاء في الذكر الحكيم  في سورة القلم:

(ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ) وهذا يعني ان العدد اربعة عشر هو مبارك لأرتباطه بحرف النون المقدس الذي ذكره الله جَلَّ علاه في القرآن الكريم وربطه بالقلم، الذي هو رمز النور والعلم والمعرفة والهداية، وتبيان الحق  وأهله، ودحض الباطل وشياطينه، القلم الذي يرعاه الأخ أبا حيدر الأنسان الأستاذ الباحث والمفكر ماجد الغرباوي حفظه الله لنا وللقلم الخير وإبداعاته الخلاقة والأنامل الشريفة الكريمة التي تمسكه ...

اربعة عشر شمعة جمعتنا على المحبة والأخوة الأنسانية والأبداعية  بكل مجالاتها الأدبية والعلمية والفنية .

أربعة عشر وردة لا تَذْبُل غرسها الخيرون في حديقة المثقف المعطاءة.

فألف ألف تحية وسلام للمثقف ومنبرها الذي يشع نورا بأبداعات مثقفيها وحروفهم المتلألئة  في سماء  المحبة والعطاء.

وألف شكر لكل من له بصمة نور وابداع وخير ومحبة في حديقة المثقف الزاهية بالقلوب النابضة بالأبداع.

وألف شكر لأخينا  الباحث والمفكر الأستاذ ماجد الغرباوي على جهوده، وجهود الخيرين معه، مع باقات من الورود والزهور المعطرة بالحب .

 

 الدكتور ابراهيم الخزعلي

6/6/2020

 

 

 

khadom almosawiالمثقف بين الوعي والوعي الزائف او تزييف الوعي

تحتفل صحيفة  المثقف الالكترونية بسنتها العاشرة، وهذا له معناه الزمني والثقافي وتفسيره في التواصل والاستمرار الثقافي ودوره في المشهد الثقافي عموما. عشر سنوات ليست قليلة زمنيا ولكنها في العمر المديد حلقة او فترة قد تكون سريعة او حتى خاطفة. وفي كل الاحوال عقد مضى من العمر وما زالت الجهود ماضية للإنتاج في الابداع والتطور الثقافي والتقني والمجالات الاخرى المرتبطة بمعنى الثقافة والمثقف المبدع او المساهم والمشترك في عمليتها المتنامية، وهذا هو المؤمل والمرتجى.

مرت عشر سنوات، بكل ما لها وعليها، وبكل ما حملت او انتجت، عشر سنوات من عمر الصحيفة، اشتركت فيها اعداد غير قليلة من الاسماء الابداعية المعروفة او الشابة الواعدة، وهي باسمائها تزخر وبإبداعها تزدهر. وفي تطورها وتقدمها تتواصل وتثمر ما تستهدفه من رسالتها الثقافية ودورها وموقعها في عالم مزدحم بالكثير من كل الاصناف والمستويات. ولعلها في هذا الاحتفال تشير او تؤكد على اهمية الرسالة والعمل على حملها وأدائها والتغلب على ما يعترضها او يعرقلها. وهذا في العموم يعني عموما غالبا وفي الخصوص يريد تخصصا مقصودا، يذكر له او يشهد لبقائه وقدرته على التجاوز والتأثير في المشهد والموقف والميدان. وخلالها تمتعت بتنوع لافت وانفتاح محمود، وكأنها متبنية شعارا ليس قديما جدا، دع مئة زهرة او الفا من الزهور تتفتح وتزدهر، وهكذا كانت الصحيفة، منبرا ومساحة وفضاء لكل مريديها ومن راودها محبة ورجاء ابداعيا.

ومع كل هذا اريد الحديث عن او حول الوعي وأهميته ودور المثقف الناقد في تركيزه وإعلائه واستنطاق قدراته في تعميق الدلالة وهدف الرسالة، المعلوم والمكتوم.. وحوله وفيه تقع الوظيفة المنشودة من كل ما يحصل ويحث ويجري فينا وحولنا وما بعدنا. وما هو الوعي المقصود وماذا يعني تزييفه؟.

وأتطرق عاجلا ومساهما في الاحتفال عن ان الوعي كلمة تدل على الفهم والتفكير والموقف من الناس والبيئة التي يعيشها المبدع اساسا، ويعكسها في علاقتها الجدلية داخل نصوصه، ويدعو خلالها وعبرها لتكون منارا ومشعلا مضيئا يتقدم بها ومعها نحو افاق منشودة، تنفع الناس وتخلد منتجها. والمثقف هو الشمعة التي تحترق لتضيء دروب الاخرين، بعد ان وعاها وانعكست عليه صورها ومنعرجاتها. وفي ظل ظروف معقدة ومركبة يكون وعي المثقف مفتاحا، للتغيير او للتدمير. وهنا ما اردت الوصول اليه من ان المطلوب منه اليوم اكبر بكثير، فمساحات التغيير واسعة وما يقابلها ربما اوسع منها ايضا. فأين موقعه وموقفه؟. وفي ظل تموجات وضغوط الظروف المعتمة خصوصا ينبلج اسم المثقف ودوره وقدرته وتأثيره. وتكون مهمته واضحة مع الشعب والوطن في عملية البناء والتغيير والتجديد. حيث يختبر ذلك على محك الحراك والانتفاض والثورة، وتجسير المسافات وصولا الى الطموحات والأهداف المشروعة. وهذا الخضم عبء صعب واختبار معقد لإرادات وخيارات، يتبين فيها وعي المثقف ودوره. حيث ترسم له او يقوم هو برسم ما يتطلب او يتمكن ان يفعل ويطور ويصارع في ظل بحور التناقضات والمحبطات والهوامش القاتلة.

اهمية وعي المثقف في عملية التغيير كبيرة، حيث تظهر الصورة كاملة، ويبدو الحال مضمونا، ولكن الخطر فيه هو ما يستغله في قلب الصورة وتدويرها، والخضوع لمغريات الحاجة او ضغوط الرهبة والتسلط فيتحول وعيه الى زيف، وحينها تكون مضاره قاسية ومؤلمة. ويصبح الحال في مضمار تزييف الوعي الانساني وهدر طاقاته. اذ لا يمكن ان تكون واعيا ومدركا وفاهما وتعبر عن مكونات التخلف والجهل قصدا وعمدا او تحسبا ومنفعة، او تدفع عنها ما يقاومها وتمنع من التخلص منها بأقل ما يؤثر على الثقافة والمجتمع او على الانسان والمستقبل، بلغة ومفردات التغيير والتقدم، حتى تحسب ان ما يريد التعبير عنه امر آخر غير ما هو منغمس فيه ومتورط في الدفاع عنه. ووعي المثقف اليوم ينبغي ان يكون مع مسار التاريخ وصيروته الضرورية وليس العكس، كما هو حال مؤسسات الاعلام والدراسات والسياسات الضخمة التي تديرها مركبات التزييف للحقائق والتضليل للوقائع والتشويش للرؤى والالتفاف وراء المظاهر العابرة والكذب والدجل، النظري او العملي، في الكلمة او في الصورة، في الرأي او في تقدير الموقف. مخجل ومتعب امر من يسمون انفسهم مثقفين ومفكرين ويرتمون في احضان هذه المؤسسات ويروجون لها ويدعون ما لا حق لهم وعليهم فيها. اذ ان هذا اغتيال للعقل واغتصاب للحق وتدمير للوعي، وهو ما يحصل امامنا اليوم في واقعنا العربي خصوصا، اما خارجه فحدث ولا حرج عن استثمار الزمار وموسيقاه.

ليس الصمت على المقموع والمسكوت عنه مبررا، وليس الترويج للقامع والمستغل والمستبد له تفسير مقنع غير ما يدين صاحبه ويضعه في مصاف صنّاع الفتنة ومنتجي الخراب. وهو ما يوغل في الحروب والاقتتال ويوغر في غسيل الادمغة وانكسار القلوب.. والمناورات بالكلمات الثورية والمصطلحات المترجمة لا يغيّب المعنى المستهدف ولا يخفي الموقف الحقيقي. والقابض على الجمر له حجته في رفع صوته ونشر كلمته في تبديد تزييف الوعي ورفض الاستهانة بثقافة الشعب والأمة وتقدير المدافع عنها بدمه وضميره ومصيره. لغة الاستبداد والغلو والتطرف لغة موت وقتل وصمت مهما كانت حدتها او نبرتها ولغة الناس لغة تغيير واستنارة وتأثير مهما كانت هادئة ومعبرة. وبين الوعي والزيف مسافة، وقاطعها هو المثقف المدرك والهادي والمنارة للأجيال والثقافة والتاريخ.

اعود وأقول للصحيفة: عشر سنوات مضت وعشرات تأتي ومسارات الثقافة التقدمية بخير والمثقف الانسان هو الرائد الناقد والقادر على التواصل ومواصلة الدرب الطويل.

 

كاظم الموسوي

 

للاطلاع على مشاركات ملف:

المثقف 10 سنوات عطاء زاخر

 

صادق السامرائيتحية تقدير وإعتزاز لصحيفة المثقف برئيس تحريرها وطاقمها الإبداعي العزوم الهمام، الذي أدام مسيرتها وإطلالتها التنويرية الوهاجة.

وهذه المقالة الثالثة عشر التي أكتبها بمناسبة عيد ميلادها، وقد بدأت مشواري معها منذ الأسبوع الأول لإنطلاقها ولازلت متواصلا معها بذات الزخم.

في العقود الأخيرة من القرن العشرين كنت أكتب في المجلات العربية والأجنبية، ولكي تظهر المقالة أو النص عليك أن تنتظر لبضعة أسابيع، وكان من الحظ أن تنشر في الشهر مرة واحدة، وفي بداية الألفية الثالثة أخذت المواقع الإليكترونية تظهر، وعلمت بصدور صحيفة عراقية فبدأت الكتابة فيها ولا زلت.

وذات يوم تلقيت رسالة موقعة بإسم "أبو حيدر"، يعلمني فيها بأنه قد نشر لي، نصا منشورا في صحيفة أخرى،  في صحيفة المثقف، التي هي صحيفة المثقف العراقي في كل مكان، وفي الرسالة عنوانها، فذهبت إليها متصفحا فأعجبني شكلها، وجذبني جمال إخراج النص، فتوقفت لبرهة أتساءل مع نفسي : أنشر فيها أم لا أنشر؟، وفي ذات الوقت وصلتي رسائل تحثني على عدم النشر وتعاتبني على نشر ذلك النص فيها، كما كنت أتلقى الكثير من الدعوات من مواقع وصحف لإجراء حوارات أو للكتابة فيها، فأمتنع لعدم وضوح رؤيتها وغاياتها وضعف قدرات القائمين عليها.

لكن المثقف إسم جميل لم يكن مطروقا كعنوان لصحيفة أو موقع، وكان هذا الإختيار فعّالا ومؤثرا، وعندما تصفحتها كشَفَتْ عن رصانتها وجديّتها، فالكلمات التي ترسم رؤيتها ذات منطلقات إنسانية وثقافية راقية، فأدركت أنها ذات مسار متميز وصريح يكنز بشائر النماء والتطور، ولهذا تجرأت على التواصل والدعم لهذا البرعم الناشئ، فليس من السهل أن تؤمن بأن بداية ما ستكون بهذا الإشراق والعطاء الوبيل.

قلت  ترددت وبعد يومين من المتابعة قررت أن أنشر، وإذا بي أمضي بلا توقف وهي تنشر لي في كل يوم نص ومقالة، وفي حينها كان عدد الكتاب لا يتجاوز العشرين، وبقي لفترة هكذا، حتى أورق البرعم وتحول إلى دوحة وارفة، ومن ثم إلى مروج ثقافية إبداعية ذات شلالات عطاء لا ينضب.

وهكذا كتبت وحسبتها نوع من المغامرة في صحيفة لا أعرفها ولا أعلم مَن هو صاحبها، لكن تلك المغامرة كانت ممتعة لأن الصحيفة أخذت تتطور وتكبر وتنوعت الأسماء والمواضيع فيها، حتى أصبحت مؤسسة ذات قيمة ثقافية وفكرية مؤثرة في صناعة العقل العربي المعاصر.

 

وأول نص نشرته في المثقف هو "نبضات الأعماق" في 15\6\2006 .  وبعده "حبيب الروح" في 17\6\2006، و"أنت لي" في 19\6\2006، و"ترنيمة الإمعان" في 21\6\2006، و" كيف للحب يكون" في 24\6\2006، و"خريرالأحزان" في 28\6\2006، و"ضياء الروح" في 29\6\2006.

ومقالات "وجوب الإختلاف" في 23\6\2006، و"الإبداع الإسلامي الجليل" في 25\6\2006 ، و"محنة الوطن العراقي" في 30\6\2006.

وبعدها توالت المشاركات اليومية ما بين المقالة والدراسة والنص، وربما تجاوز ما نشرته في المثقف عدة آلاف عنوان.

 وما أحزنني وأحبطني لأكثر من مرة تعرض الصحيفة لهجمات إليكترونية أطاحت بأرشيفها، فهدّ من عزيمتي لكنني تعافيت ومضيت معها، أولها في 2009 وأصابتها هجمة أخرى بعد بضعة سنوات وشفيت منها وتواصلتْ وتواصلتُ، وأظنها تعرضت لثالثة، وأملي أنها قد إمتلكت المناعة الكافية للوقاية من كيد الهجمات الإليكترونية الساعية لإطفاء الأنوار المعرفية الإنسانية الأصيلة الصادقة.

وهذا مطلع النص الذي أحفظه مما كتبت، فلست ممن يحفظ ما يكتب، لكنه بقي راسخا لأنه أول نص نشرته صحيفة المثقف على صفحاتها الغراء، فكان أول قطرة في تربة المثقف من غيث اليراع.

الخميس 15\6\2006

وًلد الروح قُبَيْلَ الأزل

وتهادى ببراق الأبدِ

في قلوبٍ كفضاءٍ وسِعتْ

كونَ حبٍّ لجموع البشر

.............

............

مبروك لصحيفة المثقف عيد ميلادها الثري بالإبداع والتألق والسطوع، وكل عام والقائمين عليها بعافية وقدرة على التواصل المعرفي الخلاق، وأملنا أن تحمل رايتها الأجيال.

وتحية خالصة وتقدير للأستاذ ماجد الغرباوي على ما يبذله من جهد مثابر وإيمان برسالة الإنسانية السمحاء، والتنوير العقلي المعاصر الذي تتعطش إليه أمة الأنوار الكونية.

وأعتذر من الأساتذة الكرام والقراء الأعزاء لقلة تفاعلي مع التعليقات لضيق الوقت ولأسباب تقنية متنوعة.

 

د. صادق السامرائي

 

صالح الرزوقكانت المثقف بالنسبة لي خشية خلاص.

وأدين بهذا التعبير لصديقي القاص والمجدد محمود الريماوي.

أول مقال نشرته في المثقف كان عن المعنى الجمالي والفني لتصميم الأزياء. وقد ترجمته عن مجلة أمريكية أكاديمية تعنى بالعلاقة بين الاختصاص العلمي والحرفة والمجتمع.

ويجدر بي التنويه هنا أن اختصاصي الأكاديمي هو هندسة الألياف. أو بتحديد أدق تكنولوجيا الألياف.

وإذا كان العالم يهتم بالناحية التاريخية والاجتماعية للهندسة فنحن أبعد ما نكون عن ذلك.

و لا زلت أشعر بهذا النقص الفادح في مؤسساتنا العلمية.

إنها تتعامل مع المهنة وكأننا في ثكنة والطلبة والمدرسون مجرد عساكر.

وأقسى ما في هذا الاتجاه الحرمان من الابتكار. فالمنهاج أمامك. وتنحصر مهمتك بالتكرار.

واذا كان لا بد لي من تشبيه لواقع الحال أذكر رواية "حكايا المؤسسة" لجمال الغيطاني. نحن في كلية الزراعة نتعايش مع واقع بارد و عدائي. كلنا موزعون على غرفتين أو ثلاثة. وكل واحد فينا صدى لصوت من سبقه. وأي حرف أو كلمة خارج أنبوب التوصيل المعتمد عبارة عن تجديف أو مروق.

أعود للمثقف

لم أجد فرصة لنشر تلك الترجمة إلا على صفحات المثقف. وكما أذكر كانت توظف أفكار سوسير وبارت في تحديد العلاقة المحتملة بين لغة الثياب والمجتمع النوعي.

فلكل فئة نمط حياة وطريقة للتعبير واختيار الثياب جزء منها.

ففي البلاد الرطبة أنت بحاجة لثوب مضاد للبلل.

وفي البلاد الحارة أنت بحاجة لأزياء تسمح لك بالتنفس وتبادل الحرارة والتهوية.

ثم بدأت المثقف ترفدني بجو تسوده روح الانتقاء والرأي والرأي الآخر. ولم يفرض أحد رأيه.

وبالعكس.

وصلتني عدة دعوات للمشاركة بمطبوعاتها غير الدورية، عن الفن التشكيلي والشعر والإديولوجيا وسوى ذلك.

وكانت الدعوات تأتي بشكل عنوان أو اقتراح بلا أي قيود ما عدا عدم استعمال كلمات نابية أو استفزاز مذهبي وطائفي.

واليوم بعد مرور 13 عاما من عمر المثقف أجد نفسي أقرب للفكر الحر والابداع الفني مما كنت عليه سابقا.

وكذلك أنا أغنى بعدد الأصدقاء الافتراضيين والمعارف.

وكان تبادل الرأي على امتداد هذه السنوات مفيدا ومحرضا. والتحريض هنا بمعناه الإيجابي أي التشجيع.

ولا أنكر أنني مدين للمثقف بتوسيع أفق أفكاري. وبالأخص بجانب لم أكن أهتم به وهو الفكر الديني.

فقد أضافت لمعلوماتي من خلال مقالات صالح الطائي وماجد الغرباوي والدكتور الرفاعي إلخ...

وبدأت أجد من يشد أزري في مشكلة اللامفكر به أو المسكوت عنه مثل تصحيف القرآن ومشاكل الوحي والتنزيل. ومسألة الجهاد والجزية.

وحتى الآن مثل هذه المناقشات المفتوحة والمفيدة تكاد تكون محرمة في حلب.

وأنا لا أشير للرقابة الرسمية ولكن للشارع والأسرة والأصدقاء. كان ضغط هذه الدوائر أقسى من التعليمات.

وأنت بحاجة لأن تعيش بنصف شخصية حتى لا تدمر علاقاتك.

شكرا للمثقف على هذه الفرصة.

وأتمنى لها أن تستمر مع سابق علمي بالصعوبات المادية والمعنوية التي يواجهها طاقمها الصغير بإمكانياته المحدودة

 

د. صالح الرزوق

 

majed algharbawi1لمناسبة عيد الفطر، أتقدم بأجمل التهاني والتبريكات لجميع قرّائنا وكتّابنا من السيدات والسادة، كما أبارك لهم ذكرى صدور المثقف في 6 – 6 – 2006 م. نأمل في مواصلة مشروعنا معا بعد مرور (13) عاما من التواصل المثمر في مختلف مجالات الفكر والثقافة والأدب، حتى باتت المثقف أرشيفاً مهماً للباحثين والدارسين في أنحاء الوطن العربي والعالم. وساحة تلتقي عليها مختلف الاتجاهات والآراء. فالمثقف مازالت وفية بتعهداتها، والتزاماتها تجاه الرأي الآخر، وحقه في التعبير عن وجهة نظره، من أجل بلورة رؤى تخدم مشروع النهضة والخروج من حالة التخلّف والنكوص. لذا هامش الحرية يجسّد قدرة الفكر على التعايش رغم تقاطعاته، وهو ما نصبو له بعيدا عن منطق التفوق والانحياز المخل بصدقية العمل الإعلامي.

- في هذه المناسبة، بودي الإشادة بالتعليقات التي يساهم بها القارئ الكريم، ودورها في تقويم ما ينشر في المثقف، عبر مشاركات نقدية مهمة في جميع الأبواب، غير أن باب "أدب" له خصوصيته، فثمة تفاعل مستمر مع النصوص المنشورة، من خلال حقل التعيلقات، وما يطرح فيها من آراء تركت أثرا طيبا، وساهمت في تقويم الأداء الأدبي على أكثر من صعيد.

لم نفرض أية شروط علي التعليقات ماعدا الالتزام بقواعد النشر وعدم الإساءة لشخص الكاتب والمعلّق، ولم تحجب أسرة التحرير أي تعليق ما لم يكن مخلاً بشروط النشر، وفي مرات نادرة اقتضتها طبيعة السجلات، من أجل تهدئة الموقف. كما أن جميع التعليقات تصل إلى كتابها، مع (3) خيارات، تسمح لهم بالقراءة والنشر والحذف، عندما يكون التعليق مسيئا لحيثيات شخصية. وماعدا ذلك لا يحق حذف أي تعليق نقدي يتوفر على شروط النشر، مهما كان مغايرا في وجهة نظره.

وبهذا توفرنا على ثروة كبيرة من الآراء النقدية المقوّمة للكتابات الفكرية والثقافية والأدبية. ومافتئت المثقف تشجع على التعليقات غير أن نسبة من كتابنا ينأون بأنفسهم عن المشاركة، فنخسر وجهات نظر قد تكون مهمة ومفيدة. نأمل في نشاط نقدي أوسع. فنحن أصحاب مشروع ولنا أهدافنا المعلنة. ونسعى لتقديم كل ما يعززها.

- وأما على صعيد المؤسسة فقد استطعنا إصدار 8 كتب خلال هذا العام. ومازال الحوار المفتوح مستمرا منذ عامين، قد يواصل النشر في عامه الثالث لوجود أسئلة مازالت تنتظر الأجوبة، وفي هذه المناسبة أشكر كل من ساهم فيه، من خلال أسئلته التي حرضتني على فعل  الكتابة. وأشكر من تابعه وساهم في النقاش الدائر حول موضوعاته.

شكر وتقدير

أتقدم بجزيل الشكر والاحترام لجميع القراءّ، وجميع الكتّاب من السيدات والسادة... بجهودكم جميعا تواصل المثقف صدورها اليومي، ومن خلال كتاباتكم القيّمة تسعى لتحقيق ما تصبو له.

وأما بالنسبة لأسرة التحرير ومن يتعاون مع المثقف بجهده وعمله التطوعي: 

- بدءا أشكر الشاعرة والإعلامية الأستاذة القديرة ميادة أبو شنب التي ما برحت تواصل حضورها رغم كثرة التزاماتها الحياتية. فلها جميل الشكر والاحترام لكل ما تبذله وتسعى لتقديمه. 

كما أشكر كل من يساهم معنا في رفد المثقف من خلال أبوابها المختلفة: 

- د. آيات حبة، في باب ثقافة صحية. 

- الأستاذ حمودي الكناني والشاعرتان ياسمينة حسيبي وضحى حداد في باب مدارات حوارية. 

- الأستاذ خليل ابراهيم الحلي، والأستاذة سارة الدبوني في باب أوركسترا. 

- الأستاذ جمعة عبد الله المشرف على التعليقات. إضافة لمتابعاته المستمرة وحرصه على ما ينشر في المثقف. 

كما أشكر: 

- د. صالح الرزوق لتعاونه معنا في أكثر من مجال وباستمرار 

- د. أحلام بهجت الخالدي. 

- الأستاذ المهندس حيدر البغدادي وجهوده التقنية المتواصلة بلا انقطاع، من أجل سلامة المثقف وتحصينها ضد الاختراقات. 

- كما أكرر شكري لجميع دور النشر التي تعاونت معنا هذا العام وأخص بالذكر: دار العارف ودار ليندا، ودار أمل الجديدة التي أبدت نشاطا كبيرا خلال معارض الكتاب العربية سنة 2017 – 2018م. 

أتمنى للجميع مزيدا من العطاء، ومزيدا من التعاون لنواصل معا مشروعنا المشترك. وأشكر من أعماقي كل من يتعاون معنا وهم كثيرون، وأعتذر عن كل خطأ أو تجاوز غير مقصود. وأؤكد ليس لنا موقف من أحد، نحن صحيفة حرة، ومدار النشر يدور مدار ضوابطها والمبادئ التي أعلنت عنها مؤسستنا. وما توفيقي الا بالله .

  

950 المثقف13

 ماجد الغرباوي - رئيس التحرير

   6 – 6 – 2019م.

 

 

mohamad benjelali الله، ثمَّ باسْم الشِّعر، ثمَّ باسْم النثر .. أفْتحُ لُغتي .. كما أفْتح قارورةَ عطْرٍ باريسيٍّ ذبَّاح ..

أفْتحُ أبْجَديَّتي .. كما تفْتح الوردةُ نفْسَها لاحتضان الأنوف .. لالتقاط ذبْذبات النحل البعيدة .. لاستدْراج احتمالات العسَل العديدة ...

أفْتحُني .. كما تَفْتحُ الفاتحةُ كتابَ الله ..

لأكتُبَ بكلِّ قوَّةٍ وفُتوَّةٍ .. بعضَ كلمات الشُّكر، والعرفان، والتبْجيل .. إلى مُثقَّفِنا، ومُثقِّفِنا (المثقف) البَجيل.

**

أحاول، في هذا المقام الجليل، أن أكون الكريم الذي (مَلَكْتَهُ)؛ الذي أكْرَمَه (المثقف) الكريم، فملَكَه كما يمْلك الربُّ عبْدَه، .فإن فاتَني فضْلٌ من أفْضاله، فأرجو أن يُلْتمَس لي عُذْرٌ واحدٌ؛ هو عذْر النسيان الإنسانيِّ .. ليس إلاَّ.

**

صحيفةُ المثقف نشيطةٌ، تبارَك الله، كالنحلة العاملة في ممْلكة الفكر، والإبداع، والمحبَّة الإنسانيَّة. لمْ تلْبث تفْتح ذراعيها، شبابيكَها، أبوابَها .. لكلِّ من يحْمل في كفِّه قلَمَيْن: قلَمَ جَمالٍ، وقلَم حُرِّية.

وأظنُّني واحداً من هؤلاء، والحمد لله .. لذلكَ؛

أشْهَد أنَّ (المثقف) لمْ يبْخلْ عليَّ يوماً بنشْر حَرْفٍ من أحْرُفي المكْبوتة، وقصائدي المخنوقةِ المرْكومة في درْج مكتبي على أفْضيَته البيضاءَ النورانيَّة ...

قبْل (المثقف)، لمْ يكن هناك في حياتي مَساحةٌ مُتحضِّرةٌ .. متَمَدِّنةٌ .. معاصِرةٌ تصْلُح لنشْر هواجسي المرْعبة، وأحاسيسي القاطعة ...

أشْهَد أنَّ بفضْل (المثقف) تجلَّيْتُ شاعراً كاد يختنِق بشِعْرِه، وكادتْ كرَيَّاتُ الشِّعر تنْشَفُ في عروقه، وكاد دمُه يتكلَّس، ويتحوَّل إلى ماءٍ هَرْهارٍ يسيل من حنفيَّةٍ صدِئة ...

لا زلتُ أذْكرُ أولى كلماتي في أوَّل رسالةٍ أسْريْتُ بها إلى (المثقف) الغالي في السَّابع من شهر نيسان (أبْريل) عام 2014م:

(أنَى لي أن أسُلَّ نفسي من بُؤرة التوحيد الأكاديميّ .. لألِج عوالِم الشِّعر الهَرْمَسيَّة ...

أنَى لي أن أتْرُك خلْفي شفافةَ التقرير .. لبعض الوقت طمَعاً في هسْهَسَة الإيحاء، ورغيفِ الجماليات الفذّ ...).

أشْهَد أنَّ أفْضال (المثقف) عليَّ كأفْضال الشَّمس على اخضرار النباتات، واحمرارِ الأزهار، واكتضاض الحدائق العامَّة بالعصافير، والأطفال ...

فقَدْ أنطقني حبيبيَ (المثقف) الشِّعرَ الذي لمْ أكُ أتوقَّع .. فأخْرجَ من فمي كريسْتالاً، وزبَرْجداً، وماساً، وحجَراً كريماً .. ومن جَوْفي ناراً باردةً، وغضباً جَميلا ...

أشْهَد أنَّ (المثقف) كان لي جسْراً نَبَويّاً .. عانقْتُ من خلالِه كوْكبةً ذهَبيَّةً من الشُّعراء، والأدباء، والعُلَماء، والقرَّاء ... فكانتْ أصابعُهم، في أكثر المرَّات، جزءاً من أصابعي، وتوشَّحتْ، بحقٍّ، بَصْمَتي في كتابة الشِّعر برؤاهم النقديَّةِ، والإبداعيَّة الراجحة.

فلْيسْمَح ليَ (المثقف) هاهُنا بمُصافحة: الشَّاعر الكبير يَحيى السَّماوي، والمقاميِّ الراقي زاحم جهاد مطر، والناقد العميق جمعة عبد الله، وسيِّدةِ الحرف الباسل فاطمة بولعراس، والشَّاعر المفْلق جَمال مصطفى، والشَّاعر القدير حسن البصام، وطاغورِ العرب سردار محمَّد سعيد ... وغيرِهم من اللذين لم أذكُرْ أسماءهم لا لشيءٍ، سوى لضيق المقام.

أشْهَد أنَّ (المثقف) منحَني حواراً خرافيّاً حول قصيدتي (إمام) المغمورةِ، المقهورةِ منذ عشرة أعوام ..

حواراً أشْبَهَ ما يكون بالمتاهات الأسطوريَّة التي لا تفْضي إلاَّ إلى كنْز الحقيقة .. إلى الآفاق السماويَّة المُعقَّمة ...

حواراً خصيباً كغيمة .. دار بيْني، وبيْن الشَّاعرةِ الأديبةِ الفنَّانةِ الرَّقيقة، الأختِ الصَّديقة: ميَّادة أبو شنب؛ فكان منها السُّؤالُ واحةَ ليلٍ، وكان منِّي الجوابُ قمَرَ إضاءة ...

أشْهَد أنَّ (المثقف) كان ماهراً، واحترافيّاً في التعاطي مع مَرَضي المزْمن؛ داءِ (الشُّعَّريِّ)، أعني داءَ الضغط البلاغيِّ الذي أعاني منه مذ عرفتُ الشِّعرَ إنْ على ورَق القراءة، أو على ورَق الكتابة ..

كان ماهراً .. إذ طالما حافظ – عكْسَ أطبَّاء السُّكَّريِّ – على نسبة السُّكَّر عاليةً في دم قصائدي. وإنِّي لأجزم قاطعاً أنَّ أيَّ شاعرٍ أصيلٍ .. يرفض أن تنخفض نسْبة السُّكَّر (أو ترتفعَ نسْبةُ المُلوحة) في دمِ قصائدهِ دهْرَ الداهرين!

**

آهٍ أيُّها (المثقف) الكبير ..

آهٍ يا ماجد العرْباويَّ الكبير ..

بأيِّ لغةٍ أشْكركَ؟ وبأيِّ عبارةٍ مسْكوكةٍ أهْنِئكَ في ذكرى ميلادكَ العاشرة؟

هل تسْمح لي بأن أسْتعير لسانَ سيِّدي المتنبِّي، لأتْلوَ على مسْمعيْكَ الكريميْن هذا البيتَ الشِّعريَّ الشَّريف، احتفاءً بكَ، وبتألُّق (مُثقَّفكَ) الأشْرَف:

ما لَنا في الندى عليْكَ اختيارٌ        كلُّ ما يَمْنَحُ الشَّريفُ شَريفُ

 

مُحمَّد عدلان بن جيلالي

محبَّتي وتقديري

وهران في 01/ 06/ 2016

 

للاطلاع على مشاركات ملف:

المثقف 10 سنوات عطاء زاخر

 

 

وداد فرحانليس هنالك أي اختلاف في تعريف المثقف بين أهل اللغة، إلا ما جاء فيما نسبه مجمع اللغة العربية الى (الثقافي) بأنه: "كل ما فيه استنارةٌ للذهن، وتهذيبٌ للذوق، وتنميةٌ لملَكة النقد والحُكْم لدى الفرد والمجتمع" وبهذا لايناقض التعريف العام الذي ذهب الى اشتقاق الكلمة من "ثقف" التي تدل على الحذق، وسرعة الفهم، والفطنة، والذكاء، وسرعة التعلم، وتسوية المعوج من الأشياء، والظفَر بالشيء.

من فهم كهذا، أجد أن استعارة الاسم أو الصفة وإطلاقها على مؤسسة ثقافية مهمة، تفسر الترابط الوثيق بين المثقف والثقافة، كمجال فعل واشعاع تأثير ما بين المثقف الانسان، المثقف المؤسسة والثقافة المترابطة بالفكر والعقل، ومشروع الظفر بالأسبقية في الاسم والاشعاع الفكري التنويري.

لن أضيف على ما كتبه النخبة عن المنجز الفكري والثقافي للزميل الباحث الاديب ماجد الغرباوي، مؤسس صحيفة المثقف ومؤسسته الثقافية، سوى أنه بهذا المنبر استطاع اختزال الحواجز والحدود الطبيعية، وشذب الأهداف باتجاه تحقيق الهدف المنشود الغائب عن الساحة العامة، من خلال إضاءة الفضاءات للفكر العربي، بعيدا عن التمنطق بأسلحة الفكر اليتيمة اللامرتبطة بالعقل الإنساني السليم.

على مدى اثني عشر عاما من التواصل الفعال برفع أشرعة الإبحار في عالم الفكر والثقافة، استطاع "المثقف" أن يجذب اليه المثقفين الموسوعيين والتخصصيين، حملتهم سفينة الابداع التنويري باتجاه تعزيز البنية الفكرية، وتحديد الهوية الثقافية التي تلزم المثقف، وتؤهله لحمل النظرة الشمولية، وتجاوز العوائق للفصل ما بين التحضر والتطور، وما بين تهذيب اللغة وإشعاعات الفكر وتأثيره.

لقد كان "المثقف" مشروعا، همه بلوغ النظام الإنساني العقلاني، من خلال شحذ الأفكار لتأسيس محركات قوى ثقافية، تجاذبت اليه المفاهيم الضرورية في هوية المثقفين المحمولين في سفينة إبداعه.

لمؤسس هذا الحراك الثقافي، وباني سفينة إبداعه التي لجأ اليها المثقف العربي، أتقدم باسمي ونيابة عن أسرة تحرير صحيفة بانوراما، بالتهنئة والمباركة في عيد مشروعكم الواعي "المثقف" الثاني عشر، مع الامنيات لكم باتساع رقعة الضوء الفكري ونجاح فاعليته.

 

وداد فرحان – سيدني

رئيسة تحرير صحيفة بانوراما

 

 

zahem jehadلكل انسان خياراته في الحياة وبما تنسجم وتتطابق اوعلى الاقل تتقارب مع افكاره وميوله واتجاهاته الفكرية وتطلعاته، ومن هذا المنطلق وبعد سنين من التعامل قررت اختيار المثقف لا كمؤسسة اوصحيفة اوموقع انشر فيها حروفي المتواضعة بل وجدتها رسالة وطنية وانسانية تسير وفق الخط الذي رسمته لحياتي وتتوافق مع المبادئ التي اؤمن بها كانسان اقول فيها ما اريد القول واقرا فيها ما اتمنى ان اقرأ ولكن ضمن الضوابط الاخلاقية والمهنية للكلمة . واجد نفسي في روض غناء زاخر بانواع الورود والزهور بالوان واشكال مختلفة ترعاها انامل بستاني خبير وتزرع فيها يوميا الجديد من كل بقاع العالم .

المثقف صارت لي واحة لتبادل المعرفة والفكر والحب، وبئرا ابث فيها همومي، واجد فيها مرتعا لاحلامي، وركنا اجالس فيها احبتي اخوان الصفا وخلان الوفا واتبادل معهم الافكار والاراء والمعلومات والهموم المشتركة واناقش معهم القضايا الفكرية والتاريخية والعلمية وجميع الاغراض في الجانب المعرفي بكل محبة وود وصفاء قلب وضمير وهنا تكمن سر رسالة المثقف .

وللتاكيد على ما قلته وجوابا لسؤال قد يطرح نفسه عن مميزات رسالة المثقف ومواصفاتها التي جعلتني ان اقول ما قلته لا بد لي من التطرق الى هذه المميزات ولوبصورة مختصرة، الا وهي:

 

1 . انسانية الانتماء:

   تاتي المثقف في مقدمة المؤسسات الثقافية التي تركز في كل مواضيعها على الخط الانساني ومبادئ حقوق الانسان والايمان بالتعددية والتسامح الديني والثقافي واحترامى بالراي والراي الاخر المختلف واعتباره شريكا حقيقيا في الحياة اوفي الوطن وهذا ينطبق تماما مع قول علي بن ابي طالب (اما اخ لك في الدين اونظير لك في الخلق) .  

                 

2. الاعتدال:

كل من يدخل المثقف يجد كل حروفها ومن مختلف الانتمائات تخاطب العقول بلطف وسلاسة بعيدة عن الميول والاتجاهات التي تدعوالى التهديد والوعيد اوالتطرف اوالتحزب لجهة ما على حساب جهة اخرى وبلغة المنطق والعقل والاقناع بالدليل الواضح والبرهان المبين .

 

3 .الحرفية:

بعد تجربة حافلة لمدة اكثرعشر سنوات نجد اليوم ان المثقف تمتاز في طرح المواضيع والافكار بصورة مهنية اكثر من السنوات السابقة مستفيدة من خبراتها الواسعة في مجال الحرف والاعلام وهي سائرة مع اي تطوير تقني في عالم يتطور بسرعة هائلة .

 

4 . التنوع:

اي متتبع للمواقع الاخرى سوف لن يجد هذا الكم الهائل من الابواب الثقافية والادبية والفنية المتنوعة والاخبار المتنوعة والحوارات الفكرية والمقالات والنصوص الشعرية على مختلف انواعها ونصوص السرد والقراءات والترجمات وغيرها وعرض ما انتجه الفكر الانساني في مجال الادب والثقافة والفنون الاخرى .

 

5 . التنويرية:

الرسالة مؤمنة بنشر الفكر التنويري لتنوير العقول وهي مدركة تماما بانه لا يمكن تغيير الواقع الا بتغيير الفكر السائد الذي جعل من الانسان بالرغم من هذا التطور العلمي ان يعود الى الوراء وخاصة في بلداننا العربية وان يكون اسيرا لرغبات المقدس المزيف من امير اوشيخ اودكتاتور او ان يكون عبدا للالة اولصاحبها في البلدان الغربية. ومن خلال متابعتي الشخصية فقد وجدت بان معظم الادباء والكتاب والشعراء الذين يكتبون في المثقف يحملون افكارا تنويرية مثل فولتير ورفاقه املين ان يحدث التغيير الجذري ولو بعد حين المهم ان يحدثوا تغييرا في عقول الناس وان يساعدوهم في طريقة اوطرائق التفكير لديهم وان يحرروهم من الهواجس والمخاوف التي تربوا عليها من خلال رفض الافكار المغلوطة والبالية السائدة في المجتمع .

 

6 . الابتكار:

منذ اليوم الاول من تاسيسها وضعت الصحيفة نصب رفعت شعار الابتكار والتجديد والتطوير والمتتبع لمسيرتها سوف يجد ذلك واضحا بصورة لا تقبل الشك، والجميل هنا ان الادارة الواعية لا تخطو مثل هذه الخطوات الا بعد التشاور مع كتابها وقرائها، واحيانا يتم ذلك باقتراح من احد الكتاب اوالقراء وبعد مناقشة الامر يتم اتخاذ القرار وعلى سبيل المثال لا الحصر تم الاقتراح من بعض الاحبة بفتح باب خاص لقصائد الهايكو في حقل النصوص وبعد مناقشة الامر تم ذلك والجميع يتفق معي بان فتح هذا الباب فتح افاقا واسعة لمجموعة من الشعراء بنشر قصائدهم وشجع كتابا اخرين على الولوج في عالم هذا الوليد الجديد في المثقف كما كان اسهاما كبيرا يحسب للمثقف بايجاد افاقا واسعة لقصائد الهايكو وتعريف القراء وخاصة في العراق الذي لم تُعرف فيه قصائد الهايكو الا بشكل قليل عكس الحال في البدان العربية وبالذات في سوريا ولبنان والاردن ومصر وغيرها، وشخصيا اشعر بالفخر لاكتشافي كاتبا متواضعا للهايكومن قبل المثقف من خلال نقادها كتابها الافاضل .

 

7. تميز كتابها:

تتميز صحيفة المثقف بكتابها المتميزين والمعروفين كاسماء معروفة في عالم الثقافة والاداب والفنون، وهذا ما جعلها في مقدمة الصحف الاخرى واكثرها رصانة وجماهيرية، ومن جانب اخر فقد عرف الجمهور عن طريق المثقف على كتاب وشعراء من العيار الثقيل لم يكونوا معروفين سابقا لكونهم يعيشون خارج العراق ومن الظلم والاجحاف ان لا يكونوا معروفين في بلدهم اوفي البلدان العربية .

 

8 . غير متملقة:

الملاحظ ان اغلب المواقع الصحفية تتملق لاسباب مختلفة لجهات معينة من باب التسول والارتزاق اولاغراض اخرى،

وهناك كثير من المواقع كانت مصدر احترام ولكنها بمجرد ان عرف جمهورها بانها باعت نفسها لجهة معينة اورضخت  لغيرها عزف الجمهور عنها، والشئ الذي ابقى المثقف عالية شامخة صامدة هواحترام نفسها وكلمتها من بين الاشياء الاخرى .

 

9 . هيئة تحرير كفوءة:

من الانصاف ان نقول ان هيئة تحرير المثقف تتميز بقابليات وامكانيات مدهشة والاجمل انها تعمل خلف الستار بصمت وتتفاعل بانسيابية وسهولة وبلطافة وروح مهنية وانسانية وشخصيا لمست ذلك كما لمسه الاخرون من الاحبة .

 

10. الاهتمام بالاقلام الشابة:

تتميز صحيفة المثقف باهتمامها الكبير بالاقلام الشابة غي المعروفة ونشر نتاجاتهم تشجيعا لهم، وبقدر بعض الانتقادات التي كانت تاتي من البعض بان المثقف تنشر نصوصا ومقالات لاشخاص غير معروفين كانت هذه الانتقادات تختفي بعد نشر نصوص قوية وذات مستوى عالي لنفس الكتاب الشباب بعد فترة من الزمن نتيجة للتشجيع والتوجيه والاستفادة من ملاحظات الكبار في حقل التعليقات .

 

11. الجرأة والشجاعة:

ما دام النص متكاملا فانه سيجد مكانه المناسب في المثقف ويتم نشره دون خوف اووجل، هذا الموقف الواضح جعل الكثير من الادباء والكتاب والشعراء ان يتخذوا ملاذا لهم ومنطلقا لكلماتهم بعد وجدوا ابواب النشر موصدة امامهم في مواقع اخرى نتيجة لخوف هذه المواقع من رجل الشرطة اومحبة اوارضاء لشخوص اوحهات على حساب الكلمة الشريفة التي تحمل هموم الوطن والانسان .

 

12. التمسك بالمبادئ الوطنية والقيم العليا:

اي قارئ يدخل المثقف يشعر بانه وجد ضالته فيها، ووجد ما كان يبحث عنه، همومه والامه واحلامه وطموحاته، وهذا ما جعل المثقف تستقطب كتابا وقراء من جميع الدول العربية ومن الذين يعيشون في دول العالم الاخرى، اما في العراق فان اسم المثقف يعني اسما اكثر مما نتصور، وهذا ما يجعلنا نعتز بها ونفتخر .

واخيرا فان هذا لا يعني ان المثقف وصلت الى مرحلة الكمال وان عملها لا يكتنفه بعض السلبيات والهفوات ابدا لان الذي لا يعمل لا يغلط ولا يسهوفقط ولكني كتبت هذه المقالة على عجالة وارتايت من الاحبة الاخرين الاشارة الى السلبيات والمقترحات الخاصة للتطوير وعدم طرح المشاكل اوالمعاضل بدون حلول مقترحة وسلام على المثقف وعلى قرائها وكتابها وهيئة تحريرها وراعيها والقائمين على امرها .

والله من وراء القصد

 

زاحم جهاد مطر

للاطلاع على مشاركات ملف:

المثقف 10 سنوات عطاء زاخر

 

صادق السامرائيهذا المقال الثاني عشر الذي أكتبه في ذكرى تأسيس "المثقف"، فقد واكبتها منذ أسبوعها الأول، عندما كان كتّابها عشرة وبضعة أسماء، ومثلما ترددتُ في الكتابة فيها في حينها ترددتُ في كتابة هذا المقال، لكني شعرت بالمسؤولية والواجب أن أكتب، لأن "المثقف" قد ترجمت فضائل سلوكية ذات قيمة حضارية خلاصتها التحدي والتواصل والإصرار والتفاؤل والتسامح والإعمار النفسي والعقلي للإنسان.

وقد تتفق معي أخي ماجد على أن تجربتي مع المثقف تكاد تكون فريدة ومتميزة، وتذكر في سنواتها الأولى كنت أنشر كل يوم نص ومقالة حتى تجاوز الأرشيف بضعة آلاف محقته لمرات متكررة الهجمات الإليكترونية العدوانية الغادرة على صحيفة ذات تطلعات إنسانية رائدة طيبة.

وأكتب اليوم مباركا للمثقف عامها الثاني عشر وهي تتوثب بإرادة فكرية ومعرفية ساطعة في آفاق الوجود العربي والإنساني، فما كنت أتصور ذلك البرعم الواعد أن يتحول إلى دوحة تنويرية ومروج إبداعية تجتذب إليها أقلاما مغردة، تصدح بأفكارها الشجية على صفحات "المثقف" وهي ذات قيمة تثقيفية وإحيائية في حياة الناس.

فالمثقف تتحدى بشخص مؤسسها الذي ينطلق بها رغم المواجهات والمكابدات على مستويات متعددة، لكنه مضى على سكة التكون والتطور والنماء والرقاء، وكأنه يحمل رسالة يعيش فيها وتورق فيه، وهذا التحدي من السلوكيات الغائبة أو المغيّبة في مجتمعاتنا بآليات التثبيط والتسفيه والتقليل من قيمة الدور والتأثير.

أما المواصلة فهي قيمة سلوكية لا نعرفها ونتحاشاها، لطبيعة ما فينا من الحاجة الفورية لإشباع الرغبات الآنية دون التطلع إلى ما هو أغنى وأرسخ وأروع، وقد تواصلت المثقف في محيط صاخب عارم الأمواج والأعاصير والعواصف الإنهاكية والتدميرية، لكنها تدرعت بالإيمان الحاسم على التأكد والتجسد والديمومة السمحاء.

وأذكر قبل سبعة سنوات أو يزيد أخذت رأي الأخ ماجد الغرباوي في تفكيري بالتوقف عن الكتابة، فكان جوابه " أن لكل كاتب قراء فلا تبخس ما تكتب"، فتواصلت، ولهذا كتبت اليوم تعبيرا عن التواصل!!

والمثقف تعبر عن الإصرار البديع، ففي كل يوم تطلق عددا جديدا تعلن فيه إصرارها على المنازلة وشق طريقها وتعبيده بالقدرات الإبداعية، التي لا بد أن تنحت صخر الوجود البشري وتحيله إلى موجودات ذات دور إنساني ومشروع حياة أجمل.

وما تبديه المثقف من تنامي وإرتقاء إخراجي وإصدارات وتفاعلات أصيلة، ليرسم لوحة تفاؤل وأمل، وإيمانٍ بأن الأمة تكنز طاقات حضارية فياضة عامرة بما يزيد الأيام روعة وبهاءً، ويملأ النفوس عزيمة ويمدها بقدرات التوثب والعطاء اللائق بجوهرها الخلاق.

ولا جديد عن فحوى رسالة المثقف التسامحية التي تنادي بها وتحملها شعارا تعبيريا عن الإدراك الإنساني المطلق الذي تدعو إليه قيم الأمة، وترفعه رسالتها التي شعشعت منذ فجر التأريخ، وتألقت كوكبا دريا في سماوات الوجود الأرضي منذ أن تحقق نداء " إقرأ"!!

وخلاصة ما تقوم به المثقف بأقلامها المتواكبة وعطاءاتها المتوافدة، أنها تساهم بالبناء النفسي والعقلي والفكري، أي أنها ترمم الخراب العميم الذي أصاب النفس والعقل في مجتمعاتنا، بل أنها تسعى جاهدةً لإعادة الروح إلى الأمة التي نامت أو تحنّطت، وماتت نفسيا، وفي رسالة المثقف شفاء لأمة عليها أن تكون!!

وهكذا بعد أن أزمعت الإحجام عن الكتابة والإكتفاء ببعض كلمات تهنئة، كتبتُ بمداد التواصل والتحدي والأمل بعصر عربي سعيد!!

وإن المثقف لقدوة لأجيالٍ ذات إقدامٍ واعدٍ ولود!!

وكل عام والمثقف وأقلامها المنورة بسؤدد وإبداعٍ أثير!!

 

د. صادق السامرائي

 

najib talalتحية عـشق لكل الفعاليات الصادقة بروح المقاومة النبيلة، وتحية محبة صادقة بدماء العطاء المتوهج لكل الطاقات الخلاقة والمبدعة، بين دروب وأزقة الظلمة، لكي تنار وتضاء تلك الأزقة والدروب والمنعرجات، ضد من يسعى جاهـدا قطع التيار ليظل الظلام والظلمة والظلم مستبدا، أويطلق خراطيم المياه، ليضفي شعلة الشموع المستنيرة، وأضواء الفوانيس المشعـة بنورها، حتى لا يكون نور على نور، ولكن بإرادة وعزيمة كل الفعاليات فلن ينفع قطع التيار أو إرسال المياه من الخراطيم، ولا أدل على ذلك صمود العديد من الصحف الثقافية والفكرية، من بينها صحيفة -  المثقف- ولكن:

أعتقد بأن عشر سنوات من العطاء، يفرض ألا تفتح الصفحة باب التقييم والمحاسبة، بل للاحتفاء بعقدها وتتويج مجهودات رجالاتها الذين يعملون وراء الزجاج والحواسب، والتعريف بهم، لأننا لا نعرف عن ظروفهم وهمومهم أي شيء؟

والمثير يبدو أن عــقـدا، مــر كلـمح البصـر على تأسيس صحيفة - المثقف - ولكن إذا قمنا بتقييم عقلاني، حسب ما ورد من مقترحات التي يحق لنا الحديث حولها. فالمجال الإعلامي/ الإبداعي/ الثقافي/ في الوطن العربي، يعاني ما يعانيه من إكراهات وإحباطات وصراعات متنوعة الأشكال والاتجاهات، وبالتالي فصحيفة -  المثقف - ليست بمعزل عن كل هـذا، وإن كانت تصدر أو مقرها [سيدني/ أستراليا] فهي كيان وكينونة وتسيير عربي، وبالتالي أول مـا عانته الصحيفة، حسب متابعتي لها منذ نشأتها، أنهـا كانت تصارع نشأتها وإثبات ذاتيتها بين الانغـلاق والانـفتاح. الانغلاق الذي تساهـم فيه عـدة عوامل - سيكولوعربية - ومن الصـعب التخلص منها، بحكم ترسخها وانـغـراسها اجـتماعيا وسياسيا وتربويا في اللاشعور والتركيب الذهني العربي، والتي تساهم في الانغلاق على الذات، بشكل فظيع لا نحسـه إلا بعـد فـترة، وهـذا ما يفسـر الانـشقـاق والانشقـاق العـربي، وهـنا نعني الأفـراد/ المواطنين/ فمن باب المجاملة، ندلي بأننا إخوة أشقاء، نشترك في كل شيء، أي شيء؟ وأساسا فالمذاهـب الدينية فرقت كل شيء، وحولت الطائفية لطوائف، ناهينا عن العصبية القبلية التي ابتلينا بـهـا، وتشدد فيها الحكام وما قيل عنهم - زعماء- فكل هـذا يتفاعل شئنا أم أبينا في ذهنيتنا العربية، مما يسيطر عامل الانغلاق بقوته، الذي يقابله الانفتاح الذي يفرضه الفضاء والمحيط -الأسترالي- الذي يختلف عنا فكريا وثقافيا وسلوكيا، وفي سياق الحيرة بين الانغلاق والانفتاح في ظلِّ هذا العالمِ المتداخلِ،عالم كونني (كوني) مفتوح إلى حد الاستباحة والاختراق السهل، بحيث كيف يمكن الحفاظ على الهوية الثقافية العربية، في ظل الانفتاح؟ هـل بالانغلاق؟ يستحيل في عوالم تفرض واقعها ووقائعها وأحـداثها ومتغيراتها علينا، طبعا - المرء-  المثقف/ المفكر/ ليس آلة مستباحة ليتحكم فيها من يحرك عوالم الانفتاح، ولكن طبيعة التطور تذكي أن نتطور !!

أن نتطور رغم أنفنا، نتيجة الاكتشافات العلمية والتقنية والتكنولوجيا بدرجة كبيرة وبشكل مرعب، فرض ثورة في البحث وأدواته ومجالاته، وبناء على هـذا من يتذكر ميثاق الشرف الذي سطرته أثناء ظهورها-  المثقف- ستكون شمعة لا تنطفئ، يجتمع حولها  المثقفين في فضاء واحد، مهما اختلفت مواقفهم و إيديولوجياتهم وجنسياتهم وأفكارهم، وبالتالي فالصحيفة تاهت بين الانغلاق / الانفتاح، رغم تسطير ذاك الميثاق، فالمراوحة انعكست على الصحيفة في البداية، فكان الحضور- عراقيا- بامتياز ثقافيا وفـكريا، وهـذا حق مشروع، ولا خلاف حـوله، والذي أعطى هذا الحضور بمعزل عن الانفتاح، فطاقمها الأول لم يمارس سلطة الدعاية، عبـر الوسائط التي كانت متاحة آنذاك، وتفاعل  المثقفين - العـراقيين - المهاجرين رغبة أوقسـرا عبر الصحيفة، كمنبر للتعبير السياسي ولا نجامل إن أكدنا حتى على المذهبي. لكن بـعد ثلاث سنوات ونيف، أمست الأقلام والفعاليات في العديد من البقاع تخترق الصحيفة، بمواضيع متميزة، ومثيرة للجدل، ولاسيما أنها ظلت صامدة، بخلاف العديد من المواقع الثقافية والفكرية، التي أغلقت صفحاتها لأسباب متعددة، بعضها معلوم كالتي حذفت عن قصـد وبتعمد من لائحة وصبيب - سرفر- أو التي تم تدميرها بالكامل عبر القرصنة والقراصنة، وجزء منها مجهول لحـد الآن، ولكن بين ما هو معلوم ومجهول، فالصحيفة كانت سيكون مصيرها كمصير معاصريها من الصحف/ المواقع، لأنها توقفت بعض الوقت، ربما كان ذاك التوقف مراجعة أو محاسبة، لكن عادت بتصور بديل أبرزها فصل المهام(ك) المحرر الفني/ الثقافي/ السياسي/.../ وهنا لا مجال للتوضيح أكثر، بل ما يمكن توضيحه، هو بروز مفهوم - الانفتاح - الذي يعبر عن هويته بشكل غير مباشر، وذلك عبر المحاور والمقترحات وإبداء الرأي، والتي تتبلور كتواصل عملي وجدي بين طاقم الصحيفة وفعاليتها ومثقفيها، مما تجسدت حقيقة جسور التواصل، دونما دوغمائية أو تشنج، مما نستشف في السنوات الأخيرة، تمظهر المحبة والتسامح، وتلافي التعصب الإيديولوجي والعرقي، من خلال العديد من المواضيع ذات أفكار وتصورات صادمة ومزعجة، ولكن مقبولة في سياق ما آمـنت به الصحيفة، إضافة أن حضور المرأة كفاعـل أساسي وقوي في فضاء -  المثقف- وأعتقد بأن حضورها يوازي تقريبا حضور الفاعلين في الصحيفة، بحيث حاولت أن أقوم بهذا الإحصاء، لكن اعترضتني بعض الأسماء هل هي ذكر أم أنثى؟ فرغم رجوعي لبعض أرشيفها، لم أجد الصورة [الشخصية] التي ستزيل هـذا اللبس، مثال : ميرا جميل/ زمان الصائغ/ سامان داؤد/ العامرية سعد الله/ جهاد سمير ألشمري/ صباح العزاوي/ ..../ وإن كان هـذا الموضوع من اختصاص الطاقم المسير للصحيفة. ولكن حضور المرأة في -  المثقف- له نكهته الخاصة، ولاسيما أنها لامست مواضيع تبدو حساسة (ك) ظاهرة الكتابة الايروسية عند المرأة، وهنا يبرز الجانب الانفتاحي المنتج وليس المستلب، الذي استطاعت صحيفة -  المثقف- أن تحققه، ربما بناء على تجارب سابقة أو ربما هندسة المسؤول عنها، ولكن هـذا لا يمنع أن نشير بأن هنالك بعض التقصير يمكن لرئاسة الصحيفة، أن تعيد النظر فيه، ولاسيما أنني أدرك سعة الصدر واتساع الفكر القابل لما هو نقدي، من لدن الصديق والأستاذ: ماجد الغرباوي:

1) في حق العديد من الرموز الثقافية، العربية وخاصة العراقية للتعريف بها وما قدمته من عطاءات فكرية وإبداعية، ولا داعي لذكر الأسماء لكثرتها.

2) إعادة النظر في باب الأدب، لأنه تارة موضوع متميز أدبيا، منشور في روافد، ممكن أن نتفق، بأن المرسل لم يرسل مادته إلى صفحة الأدب، ولكن ما دور رئاسة التحرير؟ أليس ضبط مثل هاته الفهوات، وتوزيع الأدوار التي تخدم البعد الثقافي والإبداعي، وجدليا يخدم الصحيفة.

3) خلق تبويب مستقل للمسرح، باعتبار أن مواضيع مسرحية منشورة مع مقالات،

4) لا محيد من أن يعاد النظر في التبويب، ومحاولة ضبط كل ما يمكن أن يخلق نشازا للصحيفة.

5) في تقديري بأن المواضيع المنشورة، لابد أن تظل مثبته مدة48 ساعة، لكي تحقق فسحة القراءة للقارئ، صحيح أن كثرة المواد تفرض الاستبدال على مدار ما هو كائن من منتوج، ولكن الرؤية ليست صائبة

5) لا محيد من تخصيص كل سنة تقييما علميا لما قدمته الصحيفة، مع الاشتغال الجدي على الإحصاءات، ليس الهدف من ورائها إبراز الكمية، بل النوعية. لكي تكـون حجية وبرهانا أمام أي مزايدات وادعاءات

وهـذا ليس بالهين والصعب على الصحيفة التي يحق لها أن تفتخر بما قدمته للساحة العربية والعالمية من إنتاجات متميزة ونيرة، وأسماء وازنـة لها صولتها وقدراتها في العطاء والإنتاج

وألف تحية لطاقم الصحيفة، ولكل الفعاليات المنتجة والتي تحمل هموم القضايا الإنسانية، التي كل واحد منا يعبر عنها ويصرخ بها من خلال اهتمامه وقرائحــه، فطوبى للجميع من المملكة المغربية إلى كل بقاع العالم، وصولا إلى : سيدني/ أستراليا.

 

 

للاطلاع على مشاركات ملف:

المثقف 10 سنوات عطاء زاخر

 

majed algharbawi3مر على تأسيس المثقف 12 عاما، واجهت خلالها مختلف التحديات، غير أنها واصلت طريقها بعزم وثبات، وحققت نجاحات مهمة حتى غدت موقعا مميزا، وأصبحت مساحة تلتقي عليها كل الاتجاهات الفكرية والثقافية والسياسية، بفضل حياديتها، واستقلالها، وسياسة النشر التي تؤمن بالتعددية والرأي الآخر، وتدعو للتعايش بين الاديان والثقافات، وتتبنى قيم: التسامح، والحرية، والديمقراطية، وحقوق الانسان. فكان انطلاق صحيفة المثقف في 6/6/2006م، إيذاناً، بمشروع جديد، ينفتح على أفاق معرفية وثقافية واسعة من أجل نهضة حضارية. وقد تأكد مشروعها بعد تأسيس مؤسسة المثقف التي تبنت مشاريع خدمت الثقافة والمثقف، من خلال التعريف بمنجزاته وأعماله، والتواصل معه عبر مجموعة نشاطات أخرى.

وكان وراء هذا النجاح نخبة من الكتّاب تبنوا مشروع المثقف ورفدوها بعطائهم الفكري والثقافي والأدبي والسياسي، وأسرة تحرير تتابع العمل بتواصل مخلص، دؤوب. وهذا لا يعني أن المثقف مثالية في كل شيء، فثمة ملاحظات ينبغي تداركها، والعمل على تطوير الموقع باستمرار. إن مشكلة المشاريع الشخصية لم ينج منها المثقف، فهو مشروع شخصي، لا ينتمي لأية جهة، متقوم بذاته، وهذه هي ضريبة الاستقلال، تواضع في إمكانياته المادية التي تعيق طموحاتنا، ويبقى الأمل معقودا على جهودنا، وقوة إيماننا بمشروعنا الحضاري، المهم أن نؤكد حضورنا، ونقول الحقيقة.

ستسعى المثقف إلى إعادة النظر في سياسة النشر، بما ينسجم مع توجهها الفكري والثقافي، فكثير من المقالات خاصة السياسية باتت خارج اهتمامنا. ونطمح لترشيق النشر في جميع الأبواب، وستكون أولوية النشر للمشاركات الخاصة بالمثقف، وذات الأهمية المعرفية. كما ستكون لباب نصوص سياسته في النشر. فقد أثرى هذا الباب كثيرا بفعل المداخلات النقدية التي ساهمت في رقيه، ونأمل مشاركة الجميع، وعدم الاكتفاء بالنشر. وسيأخذ القسم الأدبي بكافة الملاحظات لتحديد الموقف من النصوص المنشورة.

شكر وتقدير

أتوجه بجزيل الشكر لجميع كتّابنا وقرّائنا وأسرة التحرير من السيدات والسادة. بكم جميعا تنهض المثقف في مشروعها، وأنتم رصيدها وهي تواصل دربها، خاصة الأقلام التي التحقت بنا هذا العام فأثرت صفحات المثقف بمنجزها وعطائها وإبداعاتها، لهم عميق شكري واحترامي.

كما أشكر كل من شارك في الحوار المفتوح الذي أجرته المثقف معي لمناسبة مرور عشر سنوات على تأسيسها، والذي امتد لعام وما زالت هناك حلقات تنتظر النشر. كان الحوار رحلة فكرية، ساهمت الأسئلة في إثرائه وتنوعه. ولم يكن متوقعا أن يمتد كل هذا الوقت لولا أسئلته التي تحرض على فعل الكتابة.

بدءا أشكر الشاعرة والإعلامية ميادة أبو شنب التي ما برحت تواصل حضورها رغم كثرة إلتزاماتها الحياتية. فلها جميل الشكر والاحترام.

كما أشكر كل من يساهم معنا في رفد المثقف من خلال أبوابها المختلفة:

- د. آيات حبة، في باب ثقافة صحية.

- الأستاذ حمودي الكناني والشاعران ياسمينة حسيبي وضحى حداد في باب مدارات حوارية.

- الأستاذ خليل ابراهيم الحلي، والأستاذة سارة الدبوني في باب أوركسترا.

- الأستاذ جمعة عبد الله المشرف على التعليقات.

كما أشكر:

- د. صالح الرزوق لتعاونه معنا في أكثر من مجال وباستمرار

- د. أحلام بهجت الخالدي.

- الأستاذة رجاء محمد زروقي – المشرفة على صفحة فيسبوك المثقف، تمنياتي لها بالشفاء العاجل، فقد طال غيابها.

- الأستاذ المهندس حيدر البغدادي وجهوده التقنية المتواصلة بلا انقطاع، من أجل سلامة المثقف وتحصينها ضد الاختراقات.

- كما أكرر شكري لجميع دور النشر التي تعاونت معنا هذا العام وأخص بالذكر: دار العارف ودار ليندا، ودار أمل الجديدة التي أبدت نشاطا كبيرا خلال معارض الكتاب العربية سنة 2017 – 2018م.

أتمنى للجميع مزيدا من العطاء، ومزيدا من التعاون لنواصل معا مشروعنا المشترك. وأشكر من أعماقي كل من يتعاون معنا وهم كثيرون، وأعتذر عن كل خطأ أو تجاوز غير مقصود. وأأكد ليس لنا موقف من أحد، نحن صحيفة حرة، ومدار النشر يدور مدار ضوابها والمبادئ التي أعلنت عنها مؤسستنا. وما توفيقي الا بالله

 

ماجد الغرباوي - رئيس التحرير

6 – 6 – 2018م.

133 almothaqaf12

 

ibrahim abrashتعرفت على صحيفة ومؤسسة المثقف بعد عامين تقريبا من انطلاقتهما، وقد لفت انتباهي عنوان الموقع . فأن تجعل صحيفة ومؤسسة (المثقف) عنوانا لها في هذا الزمن العبثي الذي تعلو فيه أصوات المدافع وأزيز الطائرات، وتنتشر الايديولوجيات والأنظمة المغلقة التي تناصب الفكر والثقافة العداء، فهذه إما مغامرة كبيرة مصيرها الفشل، أو أن العنوان مجرد شكليات أو شعار مخادع لاستقطاب القراء لتمرير سياسة ما أو أيديولوجية ما .

 لكن مع مرور الوقت وبعد أن تابعتها يوما بيوم وبعد أن بدأت أكتب فيها بشكل مستمر دون رفض أي مقال أو بحث أو التحفظ على فكرة هنا أو هناك تأكدت أن صحيفة المثقف هي بالفعل صحيفة كل المثقفين العرب وغير العرب وهذا ما أهلها لأن تُصنف من بين أهم الصحف والمواقع الناطقة بالعربية وأن تنال جوائز تستحقها بجدارة .

لم ألمس يوما أنها صحيفة عراقية مع أن الهم العراقي كان حاضرا بقوة من خلال مساهمات الكتاب، بل وجدت فيها صحيفة كل الناطقين بالعربية والمؤمنين بحرية الرأي والفكر والمدافعين عن القيم الإنسانية . العراقي يشعر بأنها صحيفة عراقية تمثل كل مكونات الشعب العراقي، والفلسطيني يشعر بأنها صحيفة فلسطينية حيث تتابع الهم الفلسطيني وتدافع عن قيم الحق والعدل في القضية الفلسطينية، وكذا الأمر بالنسبة لكل الكُتاب والمثقفين من كل الدول، وبغض النظر عن انتماءاتهم السياسية والأيديولوجية .

صحيفة المثقف تمنحنا الأمل بأن الخير في أمتنا وشعوبنا، وأن صوت العقل والفكر الحر وثقافة الحوار والاعتراف بالآخر سينتصران على ثقافة الموت والدمار والإقصاء .

نقول للقائمين على صحيفة ومؤسسة المثقف في الذكرى العاشرة للانطلاقة، شكرا لكم على جهودكم المباركة والف مبروك ونحو مزيد من التقدم والازدهار .

 

أ. د. إبراهيم أبراش

 

للاطلاع على مشاركات ملف:

المثقف 10 سنوات عطاء زاخر

 

mohamad alhusayniفي عالم صارت فيه الصحافة تجارة والكتابة رتابه فأختلط فيه الحابل بالنابل والمظهر بالجوهر والغش بالنزاهة والكذب مع الصدق، عالم تتحرك فيه الكلمة في مزادات علنية ويمتلك فيه أصحاب الشأن والنفوذ والمال والسلطة زمام أمور السلطة الرابعة من مؤسسات ثقافية وصحافة. في هذا العالم فقد  المثقف ثقته بالكثير مما يقرأ ويسمع لأن الكاتب، وفي كثير من الأحيان، صار يكتب وقد يكون غير مؤمن بما يكتبه لأنه لا يتطابق مع مفاهيم الصدق والعدالة وبعيد عن كنه الحقيقة ولكنه مكلّف بما يكتب وحسب سياقات نفعية مصلحية أو إنتمائية!.

لا يعترض المراقب للوضع بأن يكون الكاتب منتميا الى حزب أو تيار أو عقيدة أو فكر شرط أن ينصف في كتاباته ولا تأخذه النعرات والمصالح الى سياقات المفاهيم المنحرفة والبعيدة عن جوهر الحقيقة والواقع. لا يجعل الخطأ صوابا فيبرر ما لا يبرره المنطق ويدافع عمّن لا دفاع عنه من الشؤون والأحداث أو يمتدح من لا يستحق المديح ويكيل الذم والإنتقاد الى من هم ليسوا أهلا لذلك ! هكذا كاتب يفقد مصداقيته أمام التأريخ وأمام الناس سواء كان عاجلا أم آجلا. كم هو جميل لو أنتقد الكاتب المتحزب حزبه في كتاباته وبين مواقع الخطأ والخلل وكم هومفرح لو نشرت صحيفة نقدا أو إنتقادا لسياسة ما في الحزب الذي تمثله وتنتمي اليه. فمتى صار إنتقاد النفس أو نقدها رذيلة في عالم كثرت فيه الرذائل !؟ فكم من صحيفة في عصرنا هذا تقرأها وتحس من خلال ما تقرأ تجردها عن النزعات والنزوات والإنتماءات!؟ صحيفة تتجرد عن المنافع والمصالح وتسخر نفسها لنقل الخبر اليقين والكلمة المستقيمة والثقافة الحرة السليمة؟ كم من صحيفة لا يقف خلفها كيان يرسم مسيرتها حسب الأهواء والمزاجات والإرادات!؟.

دور الكاتب في مجتمعه أكبر بكثير من دور الطبيب، لأن الطبيب يتعامل مع علل الجسد إلاّ أن الكاتب يناجي العقل والفكر وخطأ الطبيب في التشخيص قد يعود بالضرر على مريض أو أكثر بقليل ولكن ضرر الكاتب في خيبة تشخيصه وتحليله تنال من سلامة الفكر في المجتمع. فما أتعس المجتمع  الذي تغزوه العلل الفكرية وتطارحه الأوهام والضلالات .. الكاتب الحر هو كالحاكم العادل، يعالج الأمور وهو متجرد عن عواطفه الشخصية وولاءاته وإراداته، ينطق بلسان الصدق والحق حتى ولو كان على نفسه أو على نهجه ومعتقداته. الكاتب النزيه يتوقف عند مواقع الخلل ويشخصها في مجتمعه ويطرح الحلول دون مجاملة أو خوف أو تردد، كي يؤدي أمانته بأحسن وجه فيرضي الضمير ويرضي الذات قبل كل شيء.

في مثل هذا الخضم المتلاطم بأمواج الأهواء والإرادات المتناقضة يكون مصير الكاتب المعتدل السوي في نهجه ورؤاه الغرق والإختناق، لأن الأمواج العاتية لا ترحم إلاّ من خف وزنه وتطاير مع الرذاذ... فكم من كاتب نزيه نطق بلسان الصدق والصراحة فجرفته الأمواج  وأبعدته بل نفته الى حيث لا يقدر أن يعود... وكم من صحيفة حرة نطقت بالحق فصادرتها الأيادي المتسلطة طوعا أو كرها لأن العيون الرمداء لا تحب النظر في وهج الشمس !.

أن خنق الكلمة الحق وموت الفكر الصحيح صار غاية ومرام لدى القوى الخفية التي لا تريد للمجتمعات أن تنهض وتقوم، بل أن ثقافات طارئة ودخيلة مهذبة ومعدّة من أجل الهدم والفناء جاءتنا من حيث ندري ولا ندري، فزحفت إلينا وأستشرت فينا بل وجدت في هوّة الجهل الذي نعيش عاملا مساعدا ووسطا ملائما لأغراضها ومساعيها. ومهما يكن من أمر ومهما تصاعدت الصيحات الضالة فهيهات أن تدوم الصولة وتطول الرحلة ما دام هناك أصوات معارضة حرة تأبى وتتحدى.... أصوات نزيهة ترفض الذل والخنوع مهما أشتدت الزحمة ومهما طال الزمن، أصوات لا تريد أن تختفي ثم تموت.... فما دام هناك إرادات تأبى التراجع وتأبى الإنكسار، إرادات ترفض  المساومة في الحق وفي الصواب! فلا خوف ولا خشية على مستقبل الكلمة وظهور الحقيقة. هذه الأصوات الحرة وأن قلّ عددها لكنها أثرت بثقلها وفعلها ونهجها فأصبحت نورا في ظلمة الأفكار وملاذا للمثقف الذي أتعبه النفاق وآلمته الضلالة. هذه الأصوات تكتب التأريخ بنهجها ومصداقيتها وقيمها السامية.....

صحيفة "المثقف"  التي تحرق سنتها العاشرة هي أنموذجا رائعا وشاهدا حيّا عمّا نقول، فهي نابضة في حرفيتها ونهجها وحياديتها وإنبعاثها. فقد كان لها، وبالرغم من حداثة عمرها، صولة محمودة ومشهودة في كل الميادين: السياسية والإجتماعية والثقافية. هذه الصحيفة قد واكبتها  شخصيّا منذ ولادتها ومنذ فجر التأسيس فوجدتها صحيفة شامخة الآفاق عميقة الرؤى رصينة الفحوى صادقة المضمون، لا تجامل على حساب الموضوعية والإختصاص ولا تساوم في الحقيقة والصواب، فتفيد من يجنيها وتؤنس من ينهل منها حتى أصبحت بجدارة صحيفة حضارية تواكب العصر في طروحاتها ومنهجها فما أحوجنا لها ولأمثالها من الصحف في عالم يملأه الضباب !

 

د. محمد مسلم الحسيني - بروكسل

 

للاطلاع على مشاركات ملف:

المثقف 10 سنوات عطاء زاخر

 

وديع شامخأطفأت مؤسسة المثقف 12 شمعة من عمرها المديد وهي تواصل مشروعها التنويري الفكري والجمالي في حقول المعرفة الانسانية والابداع، سنوات تمضي و"المثقف" تتواصل بكل محبة لاشاعة الفكر الجدلي والبحث الجدي عن مواطن الخلاف والتعبير الحرية في مناقشة المحظور والمسكوت عنه .

لقد أخلص المثقف والباحث ماجد الغرباوي لمشروع الاسئلة العصية وأقام خيمة حوارية لا تكتنفها المقدسات ولا المحرمات، خيمة للفكر الحر تحتضن قيما انسانية فاعلة وآفاقا صحية أمام حومة السعار الطائفي الديني لتغييب الهوية العراقية ازاء هويات جزئية .

الصالون الثقافي في منتدى الجامعيين العراقي الاسترالي يشاطر المثقف ربيعه ويتمنى له دوام الخضرة والعافية الفكرية والابداعية

qassim salihyفي الصباح .. ومع فنجان قهوته .. اتصفح (المثقف). في وسطها (46) موضوعا،  وعلى الجانبين عشرون أخرى متنوعة كتنوع الورود في حديقة .. (فلسفة، سياسة، اجتماع، سيكولوجيا، أدب، شعر، فن، مسرح، تشكيل، حوارات،  اصدارات .. .).  وكما لكل وردة عطرها الخاص، فأن لكل موضوع منها عطره الخاص ايضا .. والفرق بينهما أن عطر الورد ينعش الروح وينتهي بلحظته فيما عطر الكلمة ينعش العقل ويوقظ خلايا كانت فيه نائمة.

عجبي كيف استطاع منسق هذه (الحديقة الفكرية) ان يخرجها بهذ التنوع الذي يغريك على التنقل بين عطور كلماتها!، وان يحافظ على ديمومة روعتها!!

تهنئة من القلب وتحية اكبار واجلال وامتنان للصديق العزيز ماجد الغرباوي الذي جعل من صحيفة المثقف خزانة عقول نخبة .. تفتح بابها كل صباح لكل محب .. على اسمها!

 

أ.د.قاسم حسين صالح

مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية

للاطلاع على مشاركات ملف:

المثقف 10 سنوات عطاء زاخر

 

قصي الشيخ عسكرلا ابالغ حين أقول أني نشرت في العديد من المحلات والصحف العربية وكانت معظمها تدعي حرية الرأي والفكر وتضع لوحات تثبت ان ما ينشر فيها من آراء لا يعبر الا عن رأي أصحابها ولا دخل للمجلة او الصحيفة فيه لكن الواقع شيء والسلوك شيء اخر اما ما وجدته في المثقف فهو مختلف تماما انها حقا تلتزم بالحرية التي أعلنت انها من حق الكاتب فلا شطب من النص ولا تعديل فيه ولا تشويه.

من ناحية اخرى ان لا تانف ان تنشر للكبير والصغير فهي ساحة ثقافية واسعة اي يدعي موهبة يمكنه ان ينشر فيها من قيد سوى الالتزام باخلاق المهنة بعيدا عن التهجم الفردي والتشهير الشخصي الذي تلجأ اليه صحف كثيرة لكي تلفت الأنظار اليها وتجتذب بهذه الطريقة بعض القرّاء .

ولو تصفحنا أبواب الصفحة تلك لربنا انها تركت حرية الاختيار للكاتب نفسه فهناك من يريد ان يضع نفسه في باب البحث او التسجيل او الفن او الدراسة والنقد او الندوة والسجال قد تساعد الكاتب احيانا في وضع نتاجه في الحقل المعين لكن من دون تدخل في ماهية النص وهذا يتطلب جهدا ومتابعة كبيرين.

لذلك وجدنا كثيرا من الكتاب الذين اغلقت في وجوههم أبواب المؤسسات الأدبية والثقافية في اوطانهم ينشرون في المثقف التي لولاها لضاع كثير من العمل الإبداعي حيث ان الوضع في بلداننا العربية بخاصة الساحة الأدبية مرهون باعتبارات سياسية وطائفية وعنصرية تلك الاعتبارات انعكست اثارها على المؤسسات الحكومية والأهلية فضاق كثيرا من المثقفين والاُدباء ذرعا بتلك الظروف فوجدوا في المثقف ضالتهم ومأواهم الذي يردونه من دون قيد او شرط.

لن اطيل على القاريء الكريم ففي هذه المناسبة السعيدة التي سبقت عيد الفطر المبارك أودان أشير الىشيء يخص الأدب والنصوص الأدبية. وهو ان هناك في التعقيبات على النصوص المنشورة من قبل القرّاء والاُدباء نصوصا واراء نقدية رائعة لو جمعها وتفرغ لها أديب ودرسها تحت باب المساجلات لقدم لنا دراسة مميزة عن هذا الأدب الظريف.

وهذا بعض مما قدمته المثقف

تحية من القلب وألف الف مبارك للاستاذ ابي حيدر ولأسرة المثقف

 

د. قُصي الشيخ عسكر – روائي وشاعر / بريطانيا

 

 

hatef  janabiعشر سنوات من عمر "المثقف" الصوت الثقافي والإعلامي الصافي المتميز وسط عديد من الأصوات المنثورة في فضاء الورق والانترنت. عشر سنوات مقابل عشرات السنين من عمر صاحبها المثقف الرصين والباحث والإنسان الراقي الأستاذ (ماجد الغرباوي)، في الكدّ البحثي والإعلامي. عشر سنوات من الحفاظ على الحسّ الوطني والصفاء الإنساني. عشر سنوات من المبادرات الخلاقة على صعيد تكريم واحتضان ورعاية المثقفين والمبدعين من الشعراء والفنانين والكتاب والنقاد والإعلاميين، ونشر نتاجاتهم وأخبارهم. عشر سنوات من مسيرة العمل المثابر، والعمل المشترك  بين "المثقف" وكتابه ومتابعيه. إنها لمهمة صعبة للغاية لكنها ناجحة.

 تحية إلى هذا المنبر الثقافي الحر الرصين، وإلى مؤسسه والعاملين فيه وقرّائه.

 

هاتف جنابي

 

للاطلاع على مشاركات ملف:

المثقف 10 سنوات عطاء زاخر

 

صالح الرزوقمع اندلاع الأزمات وزيادة درجة الثقافة تتوسع الصحافة أفقيا لتغطي مساحة كبيرة من الرأي العام. وهذا معروف منذ الربع الأول من القرن العشرين حينما ظهرت أمهات الصحف في المنطقة كالعرفان في لبنان والحديث والضاد في حلب والطالب العربي والنواعير في دمشق وحماة.

ومن يقلب صفحات تلك المطبوعات سيفاجئه الجرأة في الطرح والتبويب ثم التفسير. حتى أن العدد الأول من الطالب العربي كانت فيه مواد لطه حسين وعيسى الناعوري وأمينة السعيد وفؤاد الشايب. ويمكن أن تقول إن السلة كاملة الدسم، وتتصدرها صورة لرئيس الجمهورية يومذاك وهو شكري القوتلي، وحوله لفيف من “أدباء العروبة” كما ورد تحت الصورة.

ومن بين أهم القضايا التي حازت على نصيب الأسد، في تلك الدوريات المبكرة، ظاهرة جبران والحداثة في أساليب التعبير. وقد تكررت نفس الظاهرة مع اندلاع الحرب الأهلية في لبنان. فالنار التي بدلت وجه مدينة بيروت ومحتواها هي نفسها التي ولدت منها صحف هامة مثل الجيل والسفير وفكر...

وكانت كلها تحاول أن تصهر معدن المواطن العربي في بوتقة نضالية وتحررية. ولكن للأسف ليس هذا هو حال أزمات هذه المرحلة. فهي تهدم ولا تبني. لقد خسرنا في المرحلة الأخيرة السفير "صوت من لا صوت له". ودخلت الحياة مرحلة السبات. وهناك مجموعة من المطبوعات الوطنية التي تحتضر في غرف الإنعاش. وبضوء هذه الحقيقة تأتي صحيفة المثقف بشكل فرصة نادرة للتنفس. فهي تعوض جزءا من هذه الخسارة، وتضيف إليها نقطتين هامتين.

- الأولى خاصة بالمثقف نفسها. وهي ما تقدمه في محور الإصلاح والتنوير. فمن أولى مهام هذه المطبوعة الإلكترونية ترقية مشاكل الحداثة من تجديد مشروط إلى ترميم تجديدي. بمعنى أنها عملت وفق مبدأ فلسفة تحرير الحداثة من نفسها. فكل حادث يصبح بالتقادم جزءا من التقاليد. وهذا يضاعف من ضرورة إزاحة الغبار المتراكم عليها وحقنها بمنشطات تعيدها للمسار الطبيعي مع دورة الحياة والطبيعة. وكما ورد في كتاب ماجد الغرباوي عن رهانات السلطة: إن الإسلام الحركي مسؤول مسؤولية مباشرة عن انكفاء الإيمان والعقيدة على الدين*. بمعنى أنه لأسباب سياسية تحول من دين إلى وعاء من "الإجراءات والعلاقات"*. ويدخل في هذا المضمار الجدل الدؤوب بين كتاب المثقف حول معنى الاستعمار والشراكة بين الدول، ومتى يكون الشريك مستبدا ومحتلا ومتى يكون قوة تحرير ومؤازرة. وأعتقد أن ما نشرته المثقف عن أشكال التدخل الأجنبي بدعاوى مختلفة في الشؤون المحلية يصلح ليكون مادة للدراسة، فما كان يعرف باسم انتداب وحماية عاد إلينا باسم مساندة وتدريب وتفتيش وما شابه ذلك. ولا يخفى على أحد أن القوة الناعمة للاستعمار المعاصر بدأت تتغلغل في حياتنا شئنا أم أبينا.

- النقطة الثانية وهي رفد الكتابة بأسماء جديدة. وهذا يعني فيما يعنيه إحياء الأساليب وليس الانقلاب عليها. ففي (إبداعات) فتحت المثقف بابها لألوان جديدة من المقامات، والشعر النثري الذي لا يخلو من لمسات لوتريامون. ومثل هذا التقاطب، لا يغني معرفتنا بالماضي وبدايات الحداثة، ولكنه يخلق فرصة لنوع من الصوت وصداه. وبالأخص أن المقامة المعاصرة ليست ناقدة جوهريا، ولكنها تحاول أن تلعب باللغة، وأن تحول المشاعر لنوع من الأفكار السائلة liquid thinking. وهذا هو ما تفعله القصيدة النثرية الجديدة. إنها تفجر قالب القصيدة ومحتوياتها في آن واحد. أما باب (دراسات) فهو مثل غربال نعيمة، يبدأ من الشك ليصل لشيء يشبه اليقين.

أتمنى للمثقف دوام العطاء، وأن تكون شموعها الحزينة جزءا من رصيد صحافتنا التي تكافح من أجل البقاء بمقدار ما تكافح لمقارعة الحقيقة بالحقيقة.

وشكرا.

 

د. صالح الرزوق – أديب وناقد ومترجم سوري

...............

*انظر الكتاب الذي اشترك في تبويبه ماجد الغرباوي وطارق الكناني، و صدر عن دار الأمل الجديدة بدمشق عام 2017 بعنوان: رهانات السلطة في العراق: حوار في إيديولوجيا التوظيف السياسي.

 

 

hashem mosawiكثير من الزملاء والأصدقاء، ممن كانوا في الصف الأول من   المثقفين، ذائعي الشهرة ويمتلكون شهية جارفة للكتابة والنشر، وبفعل تراكمات من الإحباط والشعور بوطأة القبح الذي إعترى واقعنا مؤخرا، أصبحوا لا يريدون تصديق أن ديمومة التواصل في تقديم الإبداعات المتنوعة ونشرها قادرة عل إنجاز عمل جيد ومنتج . أعترف بأني كنت واحدا منهم .

قبل عشر سنوات تصدت صحيفة المثقف منذ تأسيسها الى محاربة اليأس والتفاهة والقبح والإنحطاط القيمي الذي إعترى واقعنا المؤسف، فإستقطبت خيرة الكتاب والأدباء والعلماء والفنانين في فسيفسفاء متناغم عالي الجمال ..أشرك المتلقين من القراءة بحلاوة سبك الدلالات التي تختفي وراء كل نص منشور.. وجدت نفسي آنذاك متحمسا للمشاركة فيما أملك من قدرات متواضعة، متلذذا بما أطلع عليه من قطوف في مجالات متنوعة كالموسيقى والرسم والشعر والأدب بمضمونه الشامل والمسرح ومجالات التخطيط والإقتصاد والتاريخ والجغرافية والطب والهندسة بفروعها المتنوعة، والثورات التقنية المعاصرة . بسرعة ملفتة للنظر إلتفت النخبة الخيرة من كل أطراف مساحة الوطن العربي ومن خارجه لتساهم في إبداع تعايش وتجاور بين البشر والمعتقدات، وقاد هذا التوجه الى الإنفناح في مقابل الإنغلاق .. وفي محاولة لفهم الأخرين، ثم التفاهم معهم في مقابل الخصومة . ومن هنا تأتي الدلالة على النضج الحضاري الحقيقي الذي تبنته الصحيفة بالإنفتاح الإيجابي، حيث كان كل ماينشر على صفحات هذا الموقع قابل للمناقشة والتفاهم والتقارب وظل الإختلاف سمة إيجابية فاعلة لدى كتاب وقراء هذه الصحيفة .. وبذلك إجتمعوا كلهم في صعيد واحد، وهم يرسمون الى إنموذج من الحياة دال على الرقي الحضاري والمستوى الذي يستحقه الإنسان (الخليفة على الأرض) .

وبحق أجزم بأنني اليوم،عندما أتصفح ما ينشر بهذه الصحيفة أفكر أحيانا بأنها لا تنتمي الى واقعنا المتقهقر، بل تتعداه بعيدا، لترسم غدا أفضل لهذه الأمة التي تأخرت حاليا عن مجاراة الدول المتحضرة .، بسبب ما إكتنفها من أزمات .

تحية خالصة للعاملين في هذه الصحيفة الغراء ولكتابها ولقرائها الموجهين لبوصلة مسيرتها.

 

د. هاشم عبود الموسوي

 

للاطلاع على مشاركات ملف:

المثقف 10 سنوات عطاء زاخر

 

حمودي الكنانيبمناسبة ذكرى تأسيس المثقف بستاننا ذي الاشجار المثمرة الوارفة الظلال وزرعه المتنوع اتقدم لمؤسسه المثقف وصاحبها المفكر التنويري ماجد الغرباوي والى اسرة التحرير وكتاب وكاتبات وشعراء وشاعرات ولكل من اسهم في ديمومة خضرة هذا البستان بأحر التهاني وارق الاماني ليبقى يوم 6/6 من كل عام علامة مضيئة تسر الناظر وتشرح الخاطر، وإن كانت الظروف قد حتمت علي الانقطاع عن بستاني المفضل لكنه يبقى يحتل مكانا شاسعا في قلبي وفي عقلي لأنني اجد فيه ما يجعلني اشعر بالراحة وإشباع سؤلي بما يرضي من اجابات عبر المقالات والبحوث والأدب بكل اجناسه ومختلف اتجاهاته..

يبقى المثقف دارا لحرية الفكر، ابوابه مشرعة للجميع لقد تميز هذا العام عما سبقه بالحوار المفتوح مع السيد ماجد الغرباوي الذي تناول فيه كثيرا من جوانب فكرية سكت عنها معظم المهتمين بالدين والعقيدة وكانت طروحاته مبنية على تحليلات واسس علمية لا يجانبها الصواب وهذا ناتج عن سعة اطلاعه وعن استنباطه لما بين السطور ولما تعبر عنه الكلمة ومصداق قولها وقائلها وهذا ما جعل الحوار المفتوح محطة مهمة ورافد من روافد المعرفة للمكتبة العربية بما يلزم من فكر تنويري واماطة اللثام عن كثير مما التبس من مفاهيم ومدسوسات واباطيل ..

دعائي لمؤسسه السيد الغرباوي بالصحة والعافية وراحة البال والعمر المديد وكل عام والمثقف وجميع مريديه ومحبيه بألف الف خير .

 

حمودي الكناني – أديب وكاتب

hamodi alkenaniتحتفل الشعوب بيوم تأسيس اوطانها. وتحتفل المنظمات والاتحادات وغيرها في كل انحاء العالم بيوم تأسيسها، وتعتبره عيدا لها فتعم الافراح وتتلقى التهاني من كل المحبين والمعجبين والموالين والمنضوين تحت لوائها.

 ونحن الذين فتحت لنا المثقف صفحاتها وضمتنا الى صدرها لا يسعنا الا ان نقدم ازكى ايات التباريك والتهاني وباقات المحبة الى مؤسس ورئيس هذه الصحيفة الغراء بذكرى تأسيسها في السادس من حزيران الاديب المائز والكاتب ذي الفكر النير والذهنية الثاقبة الاخ الاستاذ ماجد الغرباوي، ومن خلاله ايضا الى كل الكتاب والشعراء والباحثين والساردين والفنانين رجالا ونساء الذين رفدوا ويرفدون المثقف صحيفتنا الجميلة بما تجود به اقلامهم وكل عام والمثقف متألقة ومؤسسها بعافية وصحة وسؤدد والى مزيد من الانجازات على درب الحرف الهادف والقيم الاصيلة.

 

حمودي الكناني

6 – 6 – 2017 م

 

 

 

saleh altaeiبمناسبة مرور عشر سنوات على انطلاق صحيفتنا وبيتنا الافتراضي (صحيفة المثقف) أزف أجمل التهاني والتبريكات إلى الأخ ماجد الغرباوي وأسرة صحيفة المثقف وجميع كتابها وروادها وأصدقائها، متمنيا لها ولهم عمرا مديدا عامرا بالعطاء شامخا بالبناء مفعما بالثراء.

طويلة هي العلاقة التي تربطني بصحيفة المثقف، فهي تعود إلى الأيام الأولى التي تعلمت فيها استخدام الانترنيت، وعلى يديها تفتحت مواهبي في النشر الالكتروني، وذلك من خلال مزاملة ومجايلة النخبة التي كانت تكتب فيها.

لم تكن الكتابة في صحيفة المثقف مجرد عمل روتيني تنقطع علاقة الكاتب به بمجرد أن تُنشر المادة، بل كانت تبتدئ بشكل فعلي منذ اللحظة التي تظهر فيها المادة على صفحة العدد، حين تتناولها النخبة بين ليِّن متسامح، أو محب مجامل، أو متشدد منفعل، وتقوم بتفحصها وتفكيكها، ومن ثم التفاعل معها غالبا بمهنية لا تجد لها نظيرا في المواقع الأخرى.

هذا التفاعل بالذات هو ما أطلقت عليه في عدة مقالات كتبتها اسم (فن المداخلة)، ومن هنا كان التفاعل مع الموضوع يترجم على أرض الواقع أفكارا ورؤى ونقدا وتقويما وتأييدا واعتراضا وربما عدوانية شرسة أيضا.

لم تكن إدارة الصحيفة ممثلة بسادنها الأستاذ ماجد الغرباوي تتدخل لتوجيه المداخلات إلى جهة ما، ولم تكن تعترض على مداخلة ما حتى لو كانت تخالف نهج الصحيفة ولكنها لا تمس الذوق العام، كانت الإدارة ترصد وتراقب سير واتجاه المداخلات والتفاعل مع الموضوع، وتقيس درجة سخونتها، وحينما كانت الأمور تتأزم أو تكاد تصل إلى درجة القطيعة، وهذا ما حدث كثيرا سواء مع زملاء أو مع قراء خارجيين، يثيرهم الموضوع، فيتفاعلون معه بحماس، وربما بعصبية تصل في بعض مفاصلها إلى التطاول، كان الأستاذ الغرباوي حكما دوليا، يقف على الخط متحفزا، ليشهر إما كارتا أصفر بحذف المداخلة المخالفة لمقاييس الآداب العامة، أو يشهر الكارت الأحمر، فيوقف المداخلات على الموضوع، ويعتذر عن نشر أي مداخلة جديدة.

أما استمرار التفاعل مع المادة فقد كان أحيانا يمتد إلى أسابيع بحيث ترفع المادة من مكانها لتأخذ حيزا في منطقة اسميناها (البقعة الساخنة)، أتذكر أن الأستاذ الغرباوي فتحها باقتراح مني، وفي هذه البقعة لبث أحد مواضيعي مدة طويلة، جمعتُ المداخلات عليه فبلغت (104) صفحات (A4)، وهذا يعطيكم صورة عن حجم ونوعية التفاعل اليومي مع ما كان ينشر في الصحيفة.

إن للمداخلة في صحيفة المثقف لذة حقيقية تُشعرك بالرضا عن نفسك حتى ولو لم تكن في صالحك، لأنك تشعر حينها أنك نجحت في إثارة شخص ما، فأرضيته أو أغضبته، وتتناسب درجة رضاك مع تصاعد عدد المتداخلين المُثارين أو المنتشين.

ومنذ سنتين أو أكثر، بعد أن رحلت وجوه، وحلت وجوه، وتبدلت وجوه، بت أفتقد تلك الألفة الحميمية التي كنت أشعر بها وأنا أرد على المداخلات، لسببين:

الأول: قلة عدد أو فقدان المتداخلين، حيث يقتصر عدد المتداخلين على مواضيعي مثلا على الأخ الدكتور صالح الرزوق والأخ الأستاذ جمعة عبد الله، وفي أحسن الأحوال لا يتجاوز عدد المتداخلين الخمسة أشخاص بعضهم لا أعرفه أساسا، وبعضهم الآخر من أصدقائنا القدامى.

الثاني: أن هناك طبقة متشددة أفرزها الخلاف الفكري والعقدي في المجتمع العراقي، بدأت تتداخل مستخدمة كلمات نابية سوقية قذرة، تستفز المرء أحيانا، وتكاد تجره إلى منازلة لا تليق به.

أما أجمل ما قام به الأخ الغرباوي فهو آلية إرسال المداخلة إلى الطرف المعني ليقرأها قبل النشر، فإن وافق عليها يتم نشرها وإلا فتحجب ولا يعلم بها أحد.

والأجمل من كل هذا أن تكرار المداخلات والتفاعل معها خلق بيننا نوعا من الألفة والمحبة الصادقة، تحول إلى صداقة متينة، فعن طريق صحيفة المثقف وعن طريق المداخلات، كسبنا عددا كبيرا من الأصدقاء النبلاء العمالقة الذين زينوا حياتنا بالجمال في زمن عز فيه الجمال....

أما قمة الجمال فتتمثل ببقاء صحيفة المثقف زاهية شابة فتية بتقادم الأيام ومرور السنين، وهو أمل يستفز فينا رغبة الدعاء لندعو لها ولسادنها بشباب دائم وصحة دائمة.

 

صالح الطائي

 

للاطلاع على مشاركات ملف:

المثقف 10 سنوات عطاء زاخر

 

سردار محمد سعيدهذه المثقف لا ريب فيها، بستان الثقافة والأدب، من ثمرأشجاره ونخيله طعمنا، ومن ثر عيونه غرفنا، ورقيق مائة رشفنا، ومن شفيف هوائه شممنا .

يا أمنّا التي أرضعتنا لبنها، وأحاطتنا بالرعاية والعناية، ونحن أولادها إن فرقتنا السياسة العرجاء والطائفية الفلجاءوالأثنية الشوهاء جمعتنا علماً وفناً وأدباً.

فلك في يومك تهنئتي بعمق الكون، ولأخي الباحث الجليل ماجد الغرباوي وللسيدة الوفيّة ميادة ابو شنب دعائي بالمزيد من التفوق والإستمرارية والمثابرة .

يا زملائي في المثقف كونوا أبطالاً فالمثقف ليست بحاجة إلى (عرضحالجية) بل إلى كتّاب وشعراء وأدباء من الطراز الأول مبتعدين عن اللغو الفارغ والسباب والشتيمة ولتدم المثقف بخير وسؤدد.

 

سردار محمد سعيد - روائي وشاعر / الهند

سارة فالح الدبونيان تثبت صحيفةٌ ما أنها صحيفة مهنية وجادة ومتزنة وملتزمة، وانها استطاعت أن تنال احترام وثقة المواطن على جميعِ الاصعدة، وأن تزوده بالمعرفة في كل جوانب حياته المعاصرة، معتمدة في ذلك على أهم عناصر النجاح وهي المصداقية في طرح قضايا وهموم الوطن.. هذا هو بحق الامر الصعب..!

واليوم وبعد اثني عشر عاماً من العمل الجاد برئاسة رئيس التحرير الاستاذ الكبير ماجد الغرباوي العاملُ دوماً على أن تكون الصحيفة متفوقة من كافة النواحي تؤدي رسالتها بكل حيادية وموضوعية ومهنية ونزاهة. بلغت الصحيفة اوج عظمتها حتى بات الوسط الادبي والرسمي ينحني احتراماً لها وينتظر كل جديد وفاعل من الصحيفة، وأيضا معرفة وجهة نظرها في القضايا العامةِ المطروحة

ومن باب الوفاء، لا بد لنا ان نتقدم بكل الشكر والتقدير والثناء لكل العاملين في هذا الصرح الادبي الشامخ وعلى رأسهم الاستاذ الاديب ماجد الغرباوي المحترم وكل زملائنا من الكتابِ والادباء من اسرة تحرير المثقف العاملين ليلاً ونهاراً بهدف انجاح هذي الصحيفة التي اثبتت مكانتها منذ عامها الاول وحتى اللحظة، خصوصاً وان العمل الصحفي الناجح أصبح أكثر صعوبة في ظل التنافس الكبير بين وسائل الاعلام في عصر العولمة والمعرفة وتكنولوجيا الاتصال والمعلومات حيث البقاء سيكون للأفضل..!

كل عام والمثقف بألف خير..

كل عام والاستاذ الاديب الفاضل ماجد الغرباوي بألف خير..

وسنة سعيدة خيرة على كل أسرة المثقف متمنين لها كل التوفيق والنجاح..

 

سارة فالح الدبوني – كاتبة واديبة / العراق

 

 

safaa alhindiجميعنا او أغلبنا كتَبَ ويكتب في الكثير من المواقع والصحف الالكترونية.. لكن شخصيا وبكل صراحة وجدت المثقف دون غيرها من الصحف لها طعمها وذوقها الثقافي الخاص، وكان للمثقّف ولراعي المثقف الأثَر والفضل في تغذيتي فكريّا وروحيّا، حتى أني لشعوري الدائم بإرتباط وثيق بيني وبينها يشدّني إليها ولإعتزازي وإفتخاري بأستاذي الباحث القدير ماجد الغرباوي كنت قد قررت في وقت سابق ان أعاف غيرها من الصحف وحصرت ما أكتب في المثقف وصحيفتَين غيرها. وأيضا لإعتزازي بها كثيرا ما دعَوت وما أزال أدعو المعارف والأصدقاء إليها. للكتابة والإطلاع أو قراءة أو مشاركة المقالات والمواضيع أو التعليق بين أقسام المثقف. حتى أن العديد من الأصدقاء ظنّوا أن ملكيّة (المثقف) تعود لي.

فصحيفة المثقف ليست موقعا او صحيفة عادية قد يمرّ بها الباحث مرور الكرام كما يمرّ بغيرها في العادة، وإنما هي ولا أُبالغ لو قلت، منهل ثقافي جامع للمعارف والعلوم "الفكرية والعلمية والأدبية" وغيرها، و أقل ما يُقال فيها أنها معلمَ "إنجاز ثقافي" عراقي عربي. يستمد قوّته ونجاحه من الحيادية والنزاهة والإيمان بأخلاقية: الإستجابة، قبول وإستيعاب وإعتراف بالآخر، وأيضا الشعور الوجداني والثقافي والحضاري بضرورة الإنفتاح على كل الرؤى والثقافات والأفكار.. حتى المخالفة والجدليّة منها. وتتجلّى هذه الأخلاقية (حسب قراءتنا ورؤيتنا وتجربتنا) من خلال إعتقاد كادر تحرير الصحيفة بالثوابت والقيم الإنسانية التي في حقيقتها تُعد من منابع وأُسس مفاهيم الأُلفة وثقافة التسامح التي تدعو الى نبذ التشنّج والتطرّف والعجرفة والإستئثار بكل أشكاله، وهو بالتالي تطبيق حي لرسالتها: رسالة قبل ان تكون مؤسسة او صحيفة، رسالة طموحة نحو غد يستمد مقوماته الحضارية من خلال ثقافة ترتكز إلى مبادئ حقوق الانسان، وتؤمن بالتعددية، والتسامح الديني والثقافي، مع الاعتراف بالآخر المختلف شريكا حقيقيا لنا في الحياة.

شخصيا أعتقد أن هذه الرؤية أو الرسالة النبيلة التي صارت "هدف المثقف المستقبلي" إنما هي إنعكاسة طبيعية لثقافة ومنهج وأخلاقية رسالة المؤسِّس والمباديء التي آمن بها قبل أن تتجسّد وتكون هدفا لآخَرَ (للمثقّف) أُريد له السعة والشمولية والنمو والإستمرار على أرض الواقع. وهذا لعمري قمّة السمو الأخلاقي والرسالي. فالمثقف هنا ليست إنطباع وحسب بل وجسّدت بين صفحاتها مجمـوعة المعارف والثقافات الإنسـانية والحضارية، التأريخية والمعاصرة، بألوانها وإختلافها، التي إكتسـبها الإنسان وأثّرَت في تفكيره وفهمه للأشياء، وثقافته وسلوكه وأخلاقه، وعلاقته بالله وبالمجتمع والحياة.

ولا بد أن نذكر هنا نقطة مهمّة دائما ما تعاطتها وتتعاطى بها أغلب المواقع والصحف الألكترونية فضلا عن باقي القنوات الإعلامية الأخرى، وهي (الصحافة الصفراء)، ويجب أن نعترف أن هذه الصفة الذميمة ليست من سياسة المثقف ولا في منهجها وأخلاقها ولا يمكن لنا بحال أن نعتبر المثقف مثلها مثل أي رسالة إعلامية أخرى. برغم أن منها النافع المفيد ومنها الضار الخبيث، فمن الصحف من يُجسّد هوية الأمة وثقافتها ويخدم قيمها وعقيدتها ومبادئها وهذا ما لمسناه لمس اليد في المثقف، ومنها ما يُعرف بالصحافة الصفراء التي تهتم بنشر الأكاذيب وأخبار الجريمة والإباحية والتطرّف والعنف دونما نظر لخطورة تأثيرها على وجدان الأمة ونفسيّة الجماهير. وهي بالتالي تعتمد على أقلام كُتّابها ومحرريها بالدرجة الأولى، ذاك القلم الذي إرتقى به أقوام، وسبق أعلام، وفاز كرام، وبه أهتدى ضال، وتاب مُذنب، وندم مسرفٌ على نفسه، وكم بالقلم حدث نقيض، وجرى ضد؛ فهبط فئام، وتخلف أقزام، وخسر لئام، وكم ظلَّ بالقلم من شريف، وزلَّ من عفيف.

 

بعض الآراء في الإعلام المهني:

يصف الرئيس الأمريكي السابق (جيفرسون) الصحافة بأنها أداة لتنوير عقل الإنسان٬ ولتقدّمه ككائن عاقل أخلاقي واجتماعي. ويقول (أدولف. س. أوكس)٬ ناشر جريدة نيوورك تايمز: "إن الصحافة مهنة لا تستميلها الصداقات٬ ولا يرهبها الأعداء٬ وهي لا تطلب معروفا، ولا تقبل إمتنانا.. إنها مهنة تتغاضى عن العاطفة٬ والتحيز٬ والتعصّب إلى أبعد الحدود، فهي مكرّسة للصالح العام٬ ولفضح الألاعيب والإنحرافات٬ والقصور في الشؤون العامة٬ وتتعامل بروح العدل والإنصاف٬ مع أصحاب الآراء المعارضة٬ مهنة شعارها (ليكن هناك نور). وفي الثمانينات من القرن الماضي تنبأ المفكر الأمريكي "ألفين توفلر" في كتابه (الموجة الثالثة) بأن العالم وتاريخ الإنسانية سينتقل من المرحلة الصناعية (الموجة الثانية)، بعد المرحلة الزراعية (الموجة الأولى)، إلى المرحلة المعرفية (الموجة الثالثة)، والتي ستعرف تحكم المعرفة والمعلومات في بنيات الاقتصاد العالمي والسياسة العالمية.

فهل تضطلع صحافتنا بدورها المعرفي الرائع الذي وكلت به، ورسالتها الثقافية السامية الملقاة على عاتقها، ودورها التنويري وتشكيل الرأي العام.. أم أنها باتت - في مجملها- لا تجيد غير الطبل والزمر وتضخيم الإنجازات وغضّ الطرف عن الإخفاقات. وهل تمتلك صحافتنا اليوم الجرأة على نقد الذات وتقديم الحلول بدلا من الإنخراط في طوفان الضجيج الإعلامي الذي لا يسمن ولا يغني من جوع. وهل لصحافتنا المعاصرة الرغبة في مواكبة تكنولوجيا الإعلام التي أضحت قاسما مشتركا بين جميع الأنشطة الإنسانية، السياسية منها والصناعية والإقتصادية والعسكرية والثقافية وحتى الترفيهية؟، هذا ما نرجوه من إعلامنا العراقي والعربي.

أخيرا، أتمنّى للمثقّف - مؤسسة وصحيفة- دوام الإستمرارية والمزيد من التألّق والإزدهار، ولكادر وكُتّاب المثقف التسديد والتوفيق.

 

صفاء الهندي

 

للاطلاع على مشاركات ملف:

المثقف 10 سنوات عطاء زاخر

 

rajaa mohamadzarukiحتى نحسن التصالح معنا .. نكتب

حتى نحسن التعايش معنا .. نكتب

حتى نحسن الظن بالأنا .. نكتب

ولأننا نكتب حبانا مؤسس ورئيس مؤسسة المثقف العربي التنويري ماجد الغرباوي "بصحيفة المثقف" لنكتب ..

هل سيسعفني زبرجد وياسمين وسنمار الحرف .. هل ستنجدني خزامى وأكاليل عبير اللغة وهل سيجيء هذا الخطاب مموسقا على وقع قواميس جلنار بسمات الماء وضحكات شهقات الندى ..ربما ..

ربما تطل من بين أصابعي بعض الأكاليل أو بعض الرياحين أو قبضة من ياسمين تكتبني صدًى إلى ما بعد الصدى ربما ..

ربما إلتقيتكم بأحضاني وردا أو بصدري جرحا أو بحرفي وجعا أو محملة وجها لا كالذي بمرايا البحر والوطن والقصيد وإيقاع هبوب الماء إلى الماء .. ربما ..

ربما جئتكم أحثّ الحرف على أحابيل  الكلام وربما أتيتكم أحرّض الفرح على آمد المدى .. ولأننا إلتقينا وتجمعنا وتلاقينا وتهادينا ودنوْنا من قطوف الوطن من خيوط المطر ومنا تدانينا ودخلنا تحت يافطة واحدة وخيمة واحدة وهالة واحدة يسمونها "صحيفة المثقف" ..

صحيفة المثقف بقائدها الكفء المحترم المناضل "ماجد الغرباوي" والذي يستحق كل الربيع والإشادة والتثمين لمنجزاته الخلاقة والرائدة في مسايرة ودفع قاطرة الأدب والثقافة والإعلام والإبداع والتحليق بها في سموات العالمية والإنتشار ..

التنويري المحترم "ماجد الغرباوي" والمناضل لأجل مشروع إصلاحي إنساني حضاري  تجاوزت قطوفه ما يزيد عن الخمسة والعشرين عملا مطبوعا تأليفا وتحقيقا وكذلك ترجمة نذكر منها على سبيل الياسمين : مدارات عقائدية ساخنة .. حوار في مُنحنيات الأسطرة واللاّمعقول الديني .. حاوره: طارق الكناني " - إشكاليات التجديد ، طبعة 3 - رهانات السلطة في العراق.. حوار في أيديولوجيا التوظيف السياسي.. حاوره طارق الكناني - إخفاقات الوعي الديني.. حوار في تداعيات النكوص الحضاري / حاوره: سلام البهية السماوي - جدلية السياسة والوعي.. قراءة في تداعيات السلطة والحكم في العراق - الحركات الاسلامية .. قراءة نقدية في تجليات الوعي - القرآن والمرأة .. حوار في اشكاليات التشريع " حاورته: د. ماجدة غضبان " الشيخ محمد حسين النائيني .. منظّر الحركة الدستورية  -  الضد النوعي للاستبداد .. استفهامات حول جدوى المشروع السياسي الديني - تحديات العنف -  التسامح ومنابع اللاتسامح .. فرص التعايش بين الأديان والثقافات  ...

هي قطاف أفانين مختلفة ألوانها لذة للناهلين .. ومنها المنجز الثر والملاذ الأغر موقع "صحيفة المثقف" التي لها كل مفاتيح القلوب والأبواب والقارات والمحيطات تدخل بيوتنا وأفكارنا وأحوالنا فتحرك الفضول فينا فنكتب .. تحرك الفصول فينا فنزهر.. تحرك الكتابة فينا فنبحر.. تحرك الحياة فينا فنطرب ..  وبهذه المناسبة ولهذه المناسبة أتقدم إلى كل رواد وكتاب وأحباب "صحيفة المثقف" والطاقم الساهر على فسحة الحرية بصحيفة المثقف وجنود الخفاء الذين يساهمون في مسايرة إزهار شرفات صباحات المثقف بأسمى وأرقى وأنقى وأصدق آيات التهاني والتبريكات راجية من الله جل وعلا أن يعيد علينا أعياد صحيفة المثقف أفراحا مديدة ومسرات عديدة .. وعنادل وبلابل الثقافة والأدب والتنوير في أتم العنفوان والربيع والوطن ..

مع تحيات الأمينة على خزائن الحرف والنحن والوطن أختكم في الله الشاعرة التونسية

 

 رجاء محمد زروقي ..

 6 – 6 – 2017م

 ..............................

للاطلاع

 

 

almothaqafnewspaperقامت المثقف لمناسبة مرور عشر سنوات على تأسيسها باعداد ملف خاص، شارك فيه نخبة من الكتاب والأدباء، من خلال مختلف المقالات والنصوص التي تناولوا فيها مسيرة المثقف، على جميع المستوياته، وتقييم أدائها، ونشاطها نقديا، ولأهمية الملف تم نشره ضمن بابا ملفات المثقف.

 

للاطلاع على الملف كاملا

ملف: المثقف 10 سنوات عطاء زاخر

 

 

zayd alheliالصدق مفتاح الوصول الى القلب والعقل، والصحافة التي تحظى باحترام ومحبة القراء، لا بد ان تكون صنوا للصدق .. واذا كان القارئ يعذر موقعه الالكتروني او صحيفته مرة او مرتين في مادة فاقد للمصداقية او في مقالة نقدية غير دقيقة، فأنه لا يعذرها بتاتاً في المرة الثالثة، ان كذبت عليه، فتراه يصدها ولا يطيق حتى النظر الى عناوينها.. بل يزدري كتابها ومحرريها !

وما قلته ليس جديداً، غير ان ما تمر به الصحافة العراقية حاليا، لاسيما المواقع الالكترونية، من عدم ثقة القارئ،  يبدو (وفق نظرية المؤامرة) هو نتيجة لمخطط يرمي إلى فقدان المصداقية بين القارئ والمواقع الاكترونية !

إما من هم وراء هذا "المخطط " الخطير .. فقد باتوا تحت شعاع الشمس رغم تسترهم ببرقع الوهم، أما الخاسرون فهم ثلاثة اطراف: الموقع الاعلامي، والقارئ .. والتاريخ !

لكني، لاحظت ان الزملاء في هيئة تحرير  "المثقف" ادركوا هذا الواقع، وعرفوا ان مفتاح الوصول الى قلب المتلقي، هو "الحرية " .. وتأكد لهم انه لا يمكن للكاتب الاديب أن ينمو ويؤتي ثماره المبدعة  إلا في جو من الحرية .. ولا قيمة لموقع ثقافي، دون حرية، والاديب الصادق لا يستطيع أن يتنفس إلا في فضاء نقي، خال من الانانية واحتكار الافكار.

والكاتب الاديب، الحق، هو من يدعو الى المرونة في طرح الأفكار، لان ذلك يؤدي الى التفاهم والتسامح والتعاطف بين الناس.. ومحال أن يدعوا الى المرونة في (الضمير)، لأنه يدرك إن ذلك يؤدي الى الخبث واللؤم والوصولية !!.

وعندما يعود المرء الى دفتر ذكرياته ويستعيد شريط حياته ويتعايش مع اللحظات المضطربة، القلقة القائمة على رغائب القلب، المتعطش الهائم وجنون الجنوح، المتقد في الجسد المتجه الى الشيخوخة، فإنه يجد العجب من حال الدنيا وتقلباتها !!

ومن منطلق متابعتي لـ (المثقف) كصحيفة الكترونية رائدة، قارئاً وكاتباً اقول إن هيئة تحرير "المثقف" وعلى رأسها ربانها المجتهد الاستاذ ماجد الغرباوي (ابا حيدر)  سعت  أن لا يكون كاتبها  منضويا  تحت رؤى سوداء، ونفس مريضة .. فالصحافة الادبية في موقع (المثقف) اجدها  مثل اية ناحية من نواحي النشاط الإنساني، هي تعبير حياتي .. والحياة متطورة .. والتطور نزعة صاعدة، متقدمة، متسعة، متسارعة دوما، لا تقف عند حلقة او حدود ولا تحجز انطلاقها قيود او سدود..

في الذكرى العاشرة لـ (المثقف) ازجي التحية لكادرها وعميدها وكتابها .. وكل عام وهم بخير وسؤدد .

 

زيد الحلي

 

للاطلاع على مشاركات ملف:

المثقف 10 سنوات عطاء زاخر

  

علجية عيشتحتفل المثقف بعامها الثاني عشر، ويشرفنا أن نشاركها هذا الاحتفال، وهذا من باب الاعتراف بالجميل، ولا نخفي أن "المثقف" مذ وقعنا على عنوانها، فتحت لنا بابا لصناعة الوجود وبناء الذات الثقافية، في ظرف صعب جدا، يعيش فيه العالم حالة من الاضطراب والقلق والإحباط، جعل الخطاب الثقافي العربي يتراجع نوعا ما وبخطوات كبيرة..، كانت صحيفة المثقف صوتٌ لمن لا صوت له، حيث قرّبت المسافات ورسمت للمثقف العربي طريقا واسعا للسير فيه باطمئنان وثقة في النفس، اكتشفنا من خلالها الواقع الحقيقي للمجتمع العربي ونخبته، فكان لابد وأن نشق هذه الطريق ونخرج من حالة الـ: "حيص بيص"، ومواجهة مظاهر الإستبداد التي تمارسها أنظمتنا العربية، والتصدي بالقلم للظلم والاحتكار في كل مستوياته وبالخصوص الاحتكار الإعلامي الذي نعانيه، وكل مظاهر التعسف التي نراها في بعض دعاتنا الذين يرون في عملية التنوير جريمة، ثم سياسة التطبيع مع الكيان الصهيوني التي تمارسها بعض الأنظمة العربية وتحالفها المحوري، والذي يمثل مرحلة خطيرة في التاريخ العربي..

نحن بدورنا نرى أن المشوار ما زال طويلا، لابد أن تسلكه المثقف وطاقمها ومن يتواصلون معها، وأن عملا كبيرا لابد من تأديته في الدفاع عن العقلانية والتنوير، وتحقيق هذا الهدف يكمن في تطوير الحوار وتوسيعه مع كافة شرائح المجتمع، وبيان الحد بين الوعي الزائف والوعي الحقيقي بالواقع العربي، والتوجه إلأى مثقفي الأمة وكتلة الإنتلجنسيا فيها، من اجل صياغة آليات عمل تعيد فيه مشروع النهضة، وتاسيس منظومة ثورية تتماشى وعصر التكنولوجية وتكون ندا للند مع ثورة العولمة.

أخيرا أقول: شرف لي طبعا أن أكون من بين أصدقاء المثقف، وقد زادني شرف أكثر التكريم الذي حظيت به منذ سنتين في الحصول على درع المثقف لسنة 2016 .

 

علجية عيش – كاتبة وصحفية / الجزائر

 

 

alaa allamiهذه مجموعة خواطر وانطباعات أقدمها كشهادة شخصية في الذكرى العاشرة  لانطلاق نشاط صفحة "المثقف" بصفتي أحد الكتاب الذين يواضبون على النشر على صفحاتها منذ فترة طويلة نسبيا..

أبدأ بتقديم التهنئة الصادقة والقلبية بهذه المناسبة إلى الأستاذ رئيس تحرير الصفحة ودار النشر الرديفة لها الصديق ماجد الغرباوي ومن معه من الزملاء والزميلات في هيئة تحريرها وإلى جميع الكتاب والكاتبات والمتابعين والمتابعات متمنيا للجميع دوام العطاء والتوفيق على درب خدمة الثقافة العراقية الوطنية والإنسانية. واسمحوا لي بتسجيل التالي:

- صفحة المثقف من الصفحات الثقافية النادرة التي تولي اهتماما كبيرا لما ينشره الكتاب والباحثون فيها، وأيضا لردود الأفعال والتعقيبات والاستفسارات التي ترد عليها من القراء، ويجري ذلك بأسلوب تقني مؤمن جيدا، يحترم حرية وقرار الكاتب في نشر التعقيبات على مقالته من عدمه. وهذا بحد ذاته أسلوب راقٍ في التعامل وتوسيع حرية الرأي بعيدا عن المهاترات والابتذال والسطحية وشخصنة النقاش.

- التفاعل وردود الأفعال الواردة من قبل القراء والمتابعين للصفحة تؤكد حيويتها وأهمية ما تنشره غالبا، وهذه  نقطة مهمة تسجلها الصفحة لمصلحتها وتشي بانتشار يتوسع باستمرار لها على الشبكة العنكبوتية .

- التنوع والمستوى الطيب عموما لنصوص التي تنشر على صفحة المثقف يلاحظ بوضوح ويمكن أن يتأكد المتصفح لمواد وعناوين المواد المنشورة من هذه الحقيقة بنظرة بسيطة على أرشيفها وهذا يعني امتزاج التنوع والتعديدية الفكرية والمضمونية في المنتج الذي تقدمه الصفحة.

- أختم بتكرار تمنياتي الطيبة والتهاني الصادقة للجميع .. دمتم بخير ومن أهل الخير في خدمة الثقافة العراقية الوطنية الديموقراطية ذات المنحى والمضامين الإنسانية .

 

علاء اللامي - كاتب وباحث

للاطلاع على مشاركات ملف:

المثقف 10 سنوات عطاء زاخر

 

الصفحة 1 من 7

في المثقف اليوم