شهادات ومذكرات

في ذكرى وفاته: نجيب محفوظ..العائش في دهاليز الفلسفة

ربما الكثير منا شاهد الفديو الذي يظهر فيه الدكتور طه حسين وهو يستمع لاسئلة عدد من الادباء المصريين كان ابرزهم عبد الرحمن بدوي، وامين محمود العالم وعبد الرحمن الشرقاوي ونجيب محفوظ

في هذا الحوار الذي تشعبت مواضعيه، نشاهد نجيب محفوظ وهو يسأل طه حسين عن رأيه بالرواية الفلسفية.. طه حسين الذي كان مغرماً بديكارت وترجم بعضا من روايات فولتير، يجيب عن هذا السؤال من انه يشفق على الادب من غلبة الفلسفة: " فالفلسفة حب الحكمة وهذه الحكمة شديدة الغيرة، لا تحب الشراكة ولا ترضاها، ولا تسمح لعشاقها بان يصفو بودهم شيئا او احد غيرها " – طه حسين مقال بعنوان قصة فيلسوف مجلة الرسالة 1933 – ويؤكد طه حسين لنجيب محفوظ انه مع الرواية التي تقدم افكارا فلسفية تنور الناس وضد الادب  الذي يحمل افكارا متشائمة او تدعو للعبث، وكان طه حسين قبل هذا الحوار التلفزيوني قد اكد انه مهتم بالادب الوجودي، ونجده عام 1948 يكتب مقالا عن رواية " الطاعون " لألبير كامو والتي صدرت في باريس عام 1947، ويصف كامو بانه: " ليس صاحب امتياز في البيان وحده، ولكنه صاحب امتياز في التفكير ايضا، فهو اديب بادق معاني هذه الكلمة واوسعها، وهو فيلسوف بادق معاني هذه الكلمة واوسعها ايضا "، وفي عام  عام 1947 نشر طه حسين في مجلة الكاتب المصري مقالا عن كتاب سارتر ما الادب ؟ وكان الكتاب قد صدر بالفرنسية بصيغته الاولى عام 1947 وبثلاثة فصول حمل كل منها عنوان على شكل سؤال: ما معنى أن نكتب؟ لماذا الكتابة؟ وأخيراً لمن نكتب؟ ويتألف الكتاب من اجابات سارتر الفلسفية عن هذه الأسئلة، ثم اعاد سارتر طباعة كتابه هذا عام 1951 بعد اضافة فصول جديدة، ويشيد طه حسين بكتاب سارتر هذا الذي يسميه " كتاب قيم يسعى لتعزيز الروابط بين الاديب وقرائه " ويخبرنا طه حسين ان كتاب سارتر ما الادب ؟ لم تظهر له طبعة بعد، لكنه قرأه على شكل حلقات نشرت في مجلة الازمنة الحديثة التي يسميها طه حسين " العصور الحديثة "

لم تكن الفلسفة بعيدة عن تفكير نجيب محفوظ الذي بدأ حياته الادبية بكتابة المقال الفلسفي وقد نشر له سلامة موسى في مجلته " الجديدة " اول مقال وكان بعنوان " احتضار معتقدات وتولد معتقدات "، وفيه يشير نجيب محفوظ إلى أن " المدنيات القديمة قامت على معتقدات ترسخت في وجدان شعوبها، لأنها كانت بمأمن في نفوسهم من النقد والبحث اللذين يولّدان الشك والريبة، غير أن الوضع الحالي أصابه تغير بتسليط ضوء العقل على تلك المبادئ التي قامت بها تلك المعتقدات القديمة، ولذلك فإن العصر الحالي يعاني فيه الناس من الاضطراب والتخبط الفكري والمعرفي،لأنهم يشهدون عصر احتضار وتولد معتقدات. ولذلك فالمقياس الذي علينا أن نتشبث به هو العقل والتطور العقلي، لأنه سيجعلنا نتوجه إلى الطريق الأصوب، وإذا كانت الفلسفة تطرح الأسئلة، فبإمكاننا أن نقول إن الأدب يحاول طرح إجاباتها، وتشكيل زوايا لرؤية تفاعل الشخصيات مع تلك الأسئلة، وكذلك محاولاتها للحل في المعالجة الفنية. وهو ما يقوم به الأديب ذو الخلفية الفلسفية على وجه التحديد". كان ذلك عام 1930 وكان نجيب محفوظ يبلغ من العمر انذال تسعة عشر عاما، ويتذكر في الحوار الذي اجراه معه رجاء النقاش ونشر في كتاب بعنوان " صفحات من مذكرات نجيب محفوظ " انه ارسل عام 1929 رسالة إلى سلامة موسى يبدي اعجابه بكتاباته، وكان نجيب محفوظ وقتها طالبا في الثانوية، ويقول ان صورة سلامة موسى في ذهنه في ذلك الوقت " كانت ترتبط بالعدالة الاجتماعية، والديمقراطية، والتصنيع، وحرية المراة، واهمية العلم، هذه المفردات كانت شاغل سلامة موسى الأساس ".. بعد ذلك سينشر نجيب محفوظ عام 1936 وفي مجلة " الجديدة " ايضا مقالا بعنوان " فكرة الله في الفلسفة " وفي نفس العام مقالا بعنوان " الثقافة والفن "، يقول نجيب محفوظ لانيس منصور ردا على سؤال حول اهم الاشكال الادبية التي جربها:" لقد بدأت حياتي بكتابة المقال، كتبت بصفة متواصلة بين عامي 1930- 1936 مقالات في الفلسفة والادب، ثم اهتديت الى وسيلتي التعبيرية المفضلة، وهي القصة والرواية ".

تخرج نجيب محفوظ من قسم الفلسفة كلية الاداب عام 1934، وقضى عامين في اعداد رسالة لنيل الماجستير عن مفهوم الجمال في الفلسفة الاسلامية، باشراف الشيخ مصطفى عبد الرازق، لكنه تركها لينصرف الى الرواية، ويتذكر انه عندما كان في الرابعة عشر من عمره حين قرأ "الايام" لطه حسين، كتب في كراسة مدرسية رواية أسماها " الاعوام " روى فيها قصة حياته على طريقة طه حسين، وعندما التقى بسلامة موسى اخبره انه يكتب الرواية، وقد طلب منه سلامة موسى ان يطلع على كتاباته، فعرض عليه نجيب محفوظ ثلاث روايات، لم يرض عنها سلامة موسى، فاحرقها نجيب محفوظ.. وفي كتاب "نجيب محفوظ ان حكى " يقول ليوسف القعيد انه أتلف هذه الروايات لانها فقدت قيمتها في نظره، ويضيف:" كنت ارى سلامة موسى رجلاً صادقاً، وكلامه لا يناقش، وقد قال لي: عندك موهبة، ولكن هذه الروايات الثلاث لاتصلح للنشر. كان عظيما وصريحا ".عام 1939 ينشر نجيب محفوظ روايته الاولى عبث الاقدار متسلسلة في مجلة " الجديدة " مع مقدمة بقلم سلامة موسى يبشر بولادة روائي جديد " خليق بالعناية والاعتبار "..العام 1956 حين ينشر نجيب محفوظ " بين القصرين " في كتاب، وكانت قد نشرت عام 1954 متسلسلة في مجلة الرسالة الجديدة، وهي الجزء الاول من ثلاثيته، يكتب طه حسين مقالاً في صحيفة الجمهورية المصرية يشيد بالرواية ويعتبرها:" اروع ما قرات من القصص المصري منذ ان اخذ المصريون يكتبون القصص " ثم يشير طه حسين إلى نقطة مهمة وهي علاقة الفلسفة برواية بين القصرين فيكتب:" وكل شخصية في هذه دليل واضح قاطع على ان الاستاذ نجيب محفوظ قد انتفع بما سمع في كلية الاداب من دروس الفلسفة.. لم يصبح فيلسوفا ولا مؤرخا للمذاهب الفلسفية، وانما اصبح فقيها بالنفس الانسانية بارعا في تعمقها وتحليلها، قادرا على ان يضع يد قارئه على اسرارها ودقائقها ".

منذ عام 1952 وحتى عام 1957 توقف نجيب محفوظ عن كتابة الرواية ، وكان لا يعرف سبب عزوفه عن هذا، منذ خمس سنوات وهو يعيش حالة من التردد، فما أن قامت ثورة 1952 حتى شعر بأن رغبة الكتابة قُتلت داخله، فالهدف الذي كان يكتب رواياته من أجله هو نقد المجتمع وتحريض الناس للوقوف بوجه الظلم، وهاهي الثورة تتحقق وستتولى تحقيق ما كان ينادي به في رواياته:"كان السؤال الذي يلح عليّ: ماجدوى الكتابة، ولما طالت فترة التوقف، أصبحت كالتائه، واستقرّ في وجداني أنني انتهيت كروائي، ولم يعد عندي ما أقدمه للناس."، ويتذكر انه قرا في تلك السنوات كتاب سارتر ما الادب ؟، وقد اعجبته طريقة سارتر في التحريض عل ان تكون الكتابة، فعلا يوميا، لمساعدة الناس على فهم الحقيقية يقول لرجاء النقاش

كان نجيب محفوظ، يشعر بأنه أمضى حياته وهو يتجه نحو نقطة يتمكن معها من كتابة رواية عن مفهومه للدين والعلم، فهو الآن في الثانية والأربعين من عمره (عام 1953) ، ويتذكر مقاله الذي كتبه عن فكرة الله في الفلسفة والذي نشره قبل اكثر من عشرين عاما ، وفيه يقول :"شعر الفلاسفة المحدثون، كغيرهم من المفكرين في أي عصر آخر، بأننا نستطيع أن نعرف القليل عن الله، لكننا لانستطيع أن نعرف عنه كل شيء، فثمة طرق نستطيع أن نعرف فيها الله وأخرى لانستطيع أن نعرفه فيها".. ولهذا سيظل سؤال الوجود يطارده فنجده في الثلاثية يسلط الضوء على إزمة الإنسان الوجودية ورؤية أبطال الرواية الى الكون، وشكوك البعض منهم تجاه المعتقدات المتداولة آنذاك:"وجَّهني سلامة موسى إلى شيئين مهمين، هما العلم والاشتراكية، ومنذ دخلا مخّي لم يخرجا منه حتى الآن".

في الجزء الثاني من الثلاثية قصر الشوق -  يرصد نجيب محفوظ القادم من الفلسفة الى الرواية، ما حصل لكمال عبد الجواد وهو يتعرف على أحدث النظريات العلمية: قبل الخروج الى صلاة الجمعة بساعة، دعا أحمد عبد الجواد، كمال الى حجرته. كان بعض أصحابه قد وجهوا نظره مساء أمس الى مقال ظهر في البلاغ الأسبوعي بقلم الأديب الناشئ (كمال عبد الجواد). ومع أنّ أحداً منهم لم يقرأ المقال إلا العنوان (أصل الإنسان) فإنهم اتخذوا منه مادة للتعليق والتهنئة وممازحة السيد.

قال بهدوء مصطنع: - لك مقال في هذه المجلة، أليس كذلك؟

رفع كمال عينيه عن المجلة، ثم قال بلهجة لم يمكنها من الإفصاح عن اضطرابه: بلى خطر لي أن أكتب موضوعاً تثبيتاً لمعلوماتي وتشجيعاً لنفسي على مواصلة الدرس.

قال السيد بهدوئه المصطنع: لاعيب في ذلك.. ماذا أردت بهذه المقالة؟ اقرأها واشرحها لي، فقد غمض عليّ مرامك.

 - إنه مقال طويل يا بابا، ألم تقرأه حضرتك؟ إنني أشرح فيه نظرية علمية.

- ماذا تقول هذه النظرية؟ لقد لفتت نظري عبارات غريبة تقول إن الإنسان سلالة حيوانية، أو شيء من هذا القبيل، أحق هذا؟.

- هذا ما تقرره هذه النظرية.

علا صوت السيد وهو يتساءل في انزعاج:

- وآدم أبو البشر الذي خلقه الله من طين ونفخ فيه من روحه، ماذا تقول عنه هذه النظرية العلمية؟!

قال بصوت خافت: دارون صاحب هذه النظرية لم يتكلم عن سيدنا آدم.

هتف الرجل غاضباً

- لقد كفر داروين ووقع في حبائل الشيطان، إذا كان أصل الإنسان قرداً أو أي حيوان آخر، ألم يكن آدم أباً للبشر؟

يكرّر نجيب محفوظ في معظم رواياته علاقته مع العلم والفلسفة. وقد كان يؤمن أن الفكر الفلسفي وحده يستطيع النفاذ والنظر الى مشكلة الألوهية والخلق، فهو يرى أنّ العلم هو الصورة الوحيدة للمعرفة البشرية،، وكان يرفض اعتبار اللاهوت أو الفلسفة الميتافيزيقية ميادين للمعرفة، فالعالم الذي يصفه العلم هو العالم الوحيد الموجود، وهو يرى أن مسائل الدين والأخلاق يجب أن تخضع لمعايير العلم.. يتذكر نجيب محفوظ أنه نشر عام 1933 مقالاً عن عالم الاجتماع والفيلسوف الفرنسي أوغست كونت الذي أيقن في السنوات الأخيرة من حياته أن فلسفته تنطوي على أسس لعقيدة جديدة للبشرية وأنها هي وحدها الملائمة في نظره لعقل البشر في عصر علمي، فالأديان التقليدية تقتضي قبول معتقدات لاهوتيّة غير علميّة. لكنّ المؤسف أن كونت في السنوات الأخيرة من حياته أصيب بعلّة ذهنية اعتقد فيها أنه يبشّر بديانة جديدة، ولم يكتف بالدعوة الى عقيدته الجديدة، وإنما اتجه الى وضع طقوس خاصة لها.

هل الرواية الفلسفية مجرد ثرثرة..سيجيب طه حسين: نعم انها ثرثرة ان لم تطرح موضوعا انسانيا..في العام 1966 ينشر نجيب محفوظ روايته " ثرثرة فوق النيل" وسنجد الابطال يتلفظون بعبارات العبث والتمرد والوجودية، حتى ان بعض ابطال الرواية يتهكمون على الفلسفة الوجودية التي يصفونها بانها تبيح كل شيء.. لا شيء يستحق الاهتمام هكذا يؤكد ابطال ثرثرة فوق النيل، فنجدهم يجربون حياة العدم الذي هو المحور المسيطر على حياتنا، كما يؤكد نجيب محفوظ في ثرثرة فوق النيل.

عام 1951 شعر نجيب محفوظ أنه أمضى حياته وهو يتجه نحو نقطة يتمكن معها من كتابة رواية عن حياته الشخصية، فهو الآن في الاربعين من عمره– ولد نجيب محفوظ في 11 ايلول عام 1911 - ، ومرت سنوات على وفاة والده عبد العزيز إبراهيم، ويخبر جمال الغيطاني في كتاب "المجالس المحفوظية: "انه فوجئ برد فعله أزاء رحيل الأب الذي كان كتلة لا يمكن اختراقها. لم يبكِ أو يُشلّ، بل خاف وشعر برغبة في الكتابة عن رجل ترك أثراً كبيرا في حياته ". حين بدأ كتابة قصر الشوق  كان في الاربعين، وتذكر ان والده كان يعيش أجمل سني حياته في هذه السن. أخذت الرواية عاما كاملا من حياته وانتهت بكتاب يبلغ حجمه ثلاثة أضعاف روايته العادية. رفض الناشر طبعها بسبب كبر حجمها، أكثر من ألف صفحة، احتفظ بها يوسف السباعي في درج مكتبه كان ينوي نشرها في مجلة الاثنين، لكن الثورة قامت عام 1952، فيتم نشرها متسلسلة في مجلة الرسالة الجديدة، وكان نجاحها مشجعا لدار النشر ان تطبعها بعد ان اقترح الناشر تقسيمها الى ثلاثة اجزاء حسب الفترات التاريخية "بين القصرين، قصر الشوق، السكرية"، وإذا تأملنا رؤيته للحياة والموت والاقدار  فى أصداء السيرة الذاتية التي كتبها في أواخر حياته نستطيع أن نلمس تعلقه وشغفه بالفلسفة ، حتى لو كانت تسبب الثرثرة في الرواية كما قال له طه حسين ، فقد كان للفلسفة ة مفعول السحر في نفسه، وفي نفوس شخصياته، وقد تعلق قلب نجيب محفوظ بالفلسفة ورآها دوماً معين له في رصده بالافكار  وهذا ما يتردد على لسان كمال عبد الجواد في الثلاثية:" ان في نفسي افكارا تحتاج الى تأمل حتى تنضج ".

انه يواجه نفسه على صفحات الرواية: ماذا يروم من الحياة ؟ ثم نراه يجيب من خلال مقال يكتبه:" أن اعيش حرا " ثم نراه يتساءل عن الغاية وراء ربط الحياة بالمنفعة، فهو يعتقد ان أي سبب منفعي يهيمن على الحياة لا بد ان يجعل من ايامها عذاب.

في نيسان من العام 1959 يعود نجيب محفوظ للكتابة بعد توقف دام اكثر من خمس سنوات، كانت صحيفة الأهرام قد قدمت له عرضا مغريا بنشر إحدى رواياته متسلسلة على صفحات الجريدة، ويذكر نجيب محفوظ أنه أعطى الرواية إلى مدير تحرير الصحيفة حمدي الجمال الذي قرأها وأعجب بها ودفعها للنشر، ويبدو أن مدير التحرير لم ينتبه الى الموضوع الرئيس الذي تناقشه الرواية، حيث اعتبرها رواية عادية تدور أحداثها في إحدى الحارات المصرية.

في اولاد حارتنا يرصد نجيب محفوظ  قصة الكون من خلال حارة مصرية، حيث يستدعي نجيب محفوظ العالم منذ بدء الخليقة وظهور الخلافات الأولى بين قابيل وهابيل، مروراً بخروج آدم من الجنة وبداية الآلام والصراعات التي ارتبطت بأحفاده منذ خروج أبيهم من الجنة وحتى الآن. كما تستدعي الرواية قصص الأنبياء المختلفة وأدوارهم في تحقيق العدل الإنساني ضد الفتوات الذين استحكموا في عباد الله الغلابة، وأذاقوهم ويلات القمع والقهر والمهانة. لقد نقل محفوظ قصة الكون منذ بدء الخليقة، بمحاكاة تسجيلية دقيقة ورائعة وجذابة إلى حارته التي استطاع باقتدار كالتب كبير أن يمسك بادق تفاصيلها ويحرك شخوصها كيفما يريد.

يقول تجيب محفوظ لرجاء النقاش إنه:"يريد الكشف عن الهدف الأساسي للبشرية، وهو البحث عن سر الكون".

يكتب محمود امين العالم:" ان ادب نجيب محفوظ هو ارفع صورة بلغها الادب الفلسفي في تراثنا الادبي المعاصر، وإذا كان توفيق الحكيم هو فيلسوف الادب في فترة ما بين الحربين، فان نجيب محفوظ فيلسوفه في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وهو فيلسوفنا بوجه خاص خلال السنوات الاخيرة ".

في الكتاب الذي اصدره ابراهيم عبد العزيز بعنوان " ليالي نجيب محفوظ في شبرد " سنشاهد نجيب محفوظ وهو يتحاور مع اصحابه حول الفلسفة الاغريقية وسقراط وافلاطون والرواقيين وديكارت وبرغسون، وكيف يعود الروائي الشهير الى مزح السؤال الفلسفي الحديث حول الانسان باسئلة فلسفية طرحت عبر الازمنة.

***

علي حسين - كاتب

رئيس تحرير صحيفة المدى البغدادية

.................

* الصورة مع الفنانة شادية اثناء تصوير فيلم زقاق المدق

 

في المثقف اليوم