شهادات ومذكرات

العالم للاسف هو أنا بورخيس

"انا لا اكتب لقلة مختارة من الناس، فهي لا تعني شيئا بالنسبة لي، ولا لذلك الكيان الافلاطوني الذي يجري تملقه والمعروف باسم (الجماهير)، انني اكتب لنفسي، لاصدقائي ولتسهيل مرور الوقت "

بورخيس

فارق خورخي لويس بورخيس الحياة قبل " 36 " عاما، في الرابع عشر من حزيران عام 1986، في جنيف التي سافر اليها عام 1985 على أمل قضاءه اجازة قصيرة إلا انه لم يعد الى بلدته بوينس آيرس، ليموت متاثرا بسرطان الكبد، تم دفنه في جنيف عن عمر يناهز السادسة والثمانين عاش فيها مثل الابطال الخياليين، وصِف بأنه مخترع الاساطير. الارجنتيني الذي خرج من عباءته جيل الواقعية السحرية، الكوبي كابريرا، والكولومبي غارثيا ماركيز، والبيروفي ماريو فارغاس يوسا، والمكسيكي كارلوس فوينتس، وقبلهم صاحب الخطوات الضائعة أليخو كاربنتيير. ولهذا نجد ان الكثير من قراء بورخيس لا يفهمون كيف تخطت جائزة نوبل كاتب يعد من رموز الادب في القرن العشرين ؟، فمكانته بين القراء تنتشر بسرعة رغم رحيله، ويعود السبب كما تقول الناقدة الارجنتينية بياتريث سارلو ان السجال دائما يدور حول اهم كاتب، ورغم اختلاف الأراء إلا ان الجميع يقولون " بورخيس وا أسفاه ".

كان بورخيس واحد من قلة من الادباء يرفض الانشغال بالجماهير، ويسخر من الشعبوية التي تدور حول بعض الادباء، لم يكن ملتزما، لكنه احتضن سلسلة من القضايا السياسية التي سببت له سمعة سيئة، فقد كره الرئيس الارجنتيني بيرون وعارض الثورة الكوبية، وأيد الحزب اليميني في الارجنتين، وقبل وسام الشرف من الدكتاتور التشيلي بينويشيه. كان بورخيس كأنه يعيش في غير زمانه يكتب:" "إن أكثر المشاكل إلحاحا في عصرنا هي التدخل التدريجي للدولة في أفعال الفرد "

يعترف انه يكره التحزب:" لم أنتمي إلى أي حزب ولا أنا ممثل أية حكومة.. أنا أؤمن بالفرد ولا أؤمن بالدولة. ربما لست أكثر من لا سلطوي مسالم وصامت يحلم باختفاء الحكومات ".

ظل بورخيس على قوائم جائزة نوبل منذ أن طُرح اسمه اول مرة في منتصف الخمسينيات، لكن التوقعات بفوزة بدأت عام 1962 في تلك السنة نافس على الجائزة بقوة ووصفه اعضاء لجنة الجائزة بأنه:" الأرجنتيني، المتفرد، المقالي ومؤلف الحِكم، دون شك هو كاتب ـ مفكر أصيل، يستحق أن يكون معروفاً بشكل أفضل" - وثائق نوبل السرية ترجمة باسم المرعبي -، ثم اصبح نيله الجائزة اقرب الى الحقيقة عام 1956 عندما تم تداول اسمه كمنافس قوي للكاتب الروسي ميخائيل شولوخوف، وكشفت وثائق الجائزة ان الاسماء الاخرى التي طرحت في ذلك العام هي اضافة الى شولوخوف وبورخيس، كل من ناباكوف ونيرودا الذي سيفوز بها عام 1971 وصامويل يبكيت الذي حصل عليها عام 1969. لكن الجائزة ستخذله هذه المرة ايضا لتذهبت الى شولوخوف عن روايته الملحمية " الدون الهادئ "، التي وصفتها لجنة نوبل آنذاك "انها بمثابة تعبير عن مرحلة تاريخية في حياة الشعب الروسي ".

الصحافة السويدية التي اطلعت على وثائق الأكاديمية السويدية عام 1965، ذكرت أن اللجنة ناقشت ايضا تقاسم الجائزة بين بين ميغل أنخل أستورياس وبورخيس، لكن الامر لم يحظ بالاجماع، فقد كانت الاكاديمية السويدية تخشى من فضيحة جديدة مثلما حدث في العام الذي سبق جائزة شولوخوف عندما رفض سارتر استلام الجائزة. واعتقد الكثيرون أن الجائزة قد مُنحت لشولوخوف على أنها "محاولة لموازنة المشاعر السيئة تجاه نوبل ".4393 بورخيس

تذهب معظم الآراء الى إن إسقاط بورخيس من حسابات الجائزة كان لأسباب سياسية، وسيعتبر العضو البارز في الاكاديمية السويدية، الشاعر والكاتب السويدي آرتر لوندكفيست: " إنّ استبعاد بورخيس من الفوز بالجائزة يجب أن يُعد من أشنع أخطاء الأكاديمية السويدية"، وهكذا انتهى المطاف بخورخي لويس بورخيس إلى ان يوضع ضمن قائمة محظورات الجائزة.

 لم يكن خورخي لويس بورخيس نموذجا للمثقف الذي تطارده الكاميرات، ليبتسم امامها، فقد ظل منعزلا، غارقا في الكتب، مخلصا لأفكاره، انتقد عدم فاعلية الدول في إدارة حياة الناس، وظل يردد انه حاول دائما خلق وعي في الإنسانية حول أهمية حماية حقوق الأقلية الأكبر على وجهه. الأرض ويعني به الفرد.

بورخيس الذي يصفه الناقد الشهير هارولد بلوم بـ " الخارق " ولد في 24 اب عام 1899 في بوينس آيرس. يقول ان ذكرياته الاولي تذهب به الى منزلهم الصغير الذي كان يمتلكه جده وسط عالم من الفقراء يصفهم باللائقون، والده كان محاميا يصفه ب" فيلسوف فوضوي "، مشغول بتدريس علم النفس، يقرأ بنهم كتب الامريكي وليام جيمس. في طفولته كان يسمع عن بطولات احد اجداده الكولونيل فرنسيسكو بورخيس والكثير من الحكايات التي تدور حول الحياة في المناطق الحدودية، وعن زعماء الهنود الحمر. ابدى اهتمام بالقراءة منذ الصغر وتَّعلم اللغات، حتى انه استطاع ان يترجم وهو في السابعة من عمره قصة اوسكار وايلد "الامير السعيد"..يتذكر ذلك اليوم الذي سمع فيه صوت والده " ينطق بكلمات لا افهمها، ولكني احسها، هذه الكلمات التي لم اكن افهمها هي لكيتس..تلك الكلمات كانت نوعا من الكشف. هكذا راح الشعر يتكشف لي " – بورخيس صنعة الشعر ترجمة صالح علماني -

كانت والدته من اصول إنكليزية. ظل يعتقد أن أسلاف والدته محاربون يقاتلون من أجل الحق. في المنزل كانت الأسرة تتحدث الإنكليزية. لم يكن له اصدقاء غير مكتبة والده التي كانت تضم مئات المجلدات، التي تتكون في الغالب من كتب الفلسفة وعلم النفس والادب الانكليزي.. ويتذكر كيف كان يرافق والده الى المكتبة الوطنية، هناك يمضي ساعات وهو يقلب صفحات الموسوعة البريطانية، يعثر على اسماء شوبنهاور ونيتشه او يقرأ اشعار والت ويتمان الذي شغف به، وقرر ان يكتب الشعر مثله، بل قال لوالده انه يريد ان يصبح الشاعر الاول في الارجنتين.لكنه سيكتشف فيما بعد انه لن يصبح وايتمان اللغة الاسبانية،يكتب هارولد بلوم ان طموحات بورخس الشاعر اجهضها بابلو نيرودا، في الوقت الذي لم يستطع فيه نيرودا منافسة بورخيس في النثر القصصي والنقدي، ويذكر بلوم ان العلاقة بين بورخيس ونيرودا كانت متشابكة، فقد هاجم بورخيس حصول نيرودا على جائزة نوبل عام 1971 قائلا: " ما كان ينبغي أن تمنح لنيرودا، وإن كنت أوقن تمام اليقين بأنه ليس من العدل محاسبة الكاتب على أفكاره السياسية "، كان بورخيس يعيب على نيرودا موقفه من رئيس الارجنتين خوان بيرون وعدم مهاجمته له مثلما كتب عن رؤساء امريكا اللاتينية:" أنا أعتبر ممواقفه انتهازية، كتب عن طغاة أمريكا الجنوبية، وضد الولايات المتحدة. ولم ينطق بكلمة واحدة ضد بيرون. عندما كان من المفترض أن يكتب بأعلى صوته،، لم يكن لديه أي شيء ليقول ضد بيرون. وكان متزوجا من سيدة أرجنتينية، وكان يعلم أن العديد من أصدقائه في السجن. لكنه لم يقل أي كلمة ضد بيرون ". إلا ان بورخيس نفسه اعترض على منح الاديب الغواتيمالي ميغل أنخل أستورياس جائزة نوبل عام 1967 قائلا:" إن نيرودا يستحقها أكثر من الذي نالها، ولا مجال للجدال في ذلك ".في المقابل كان رأي نيرودا ببورخيس يحمل نوعا من التعاطف فقد اعتبر كتاباته تشريف للغة الاسبانية، واضاف انه كاتب عظيم، لكنه عاب عليه انه " يفكر مثل ديناصور لا علاقة له بتفكيري. إنه لا يفهم ما يحدث في العالم الحديث ويعتقد أنني لا أفهم أيضا وبالتالي نحن متفقان ".- مساء عادي في بوينيس آيرس ترجمة عابد اسماعيل -.

في الخامسة عشر من عمره تنتقل عائلته الى جنيف، كان والده يبحث عن علاج لبصره الضعيف، وهي حالة وراثية نقلها إلى ابنه. مع اندلاع الحرب العالمي الاولى وجدت العائلة نفسها محاصرة في سويسرا. في جنيف تفرغ الصبي خورخي لويس لقراءة الادب الفرنسي والالماني واداب امريكا اللاتينية، يكتشف الفيلسوف الالماني ارثر شوبنهاور فيقرر ان يتعلم الالمانية من اجل قراءة كتبه، عندما زار الروائي ماريو بارغاس يوسا بيت بورخيس، فوجئ بأن مكتبته لا تتضمن الكتب التي ألفها أو التي كتبها عنه النقاد، وكان رده " من أنا حتى أكون إلى جانب شوبنهاور؟!". تعود العائلة الى الارجنتين عام 1921، اصبح الابن واثقا من نفسه، بان مهنته الوحيدة هي الكتابة

يبدأ حياته الادبية عام 1923 بنشر قصائد ومقالات سريالية في المجلات الأدبية. بحلول منتصف الثلاثينيات، بدأ في استكشاف الأسئلة الوجودية والخيال. لقد عمل بأسلوب وصفه ميشانيل مار في كتابه " فهود في المعبد " – ترجمة احمد فاروق - بأنه نوع من انواع السحر " مقتضبا في اسلوبه ويعيش على هذا الاقتضاب "،  

توفي والده 1938، وفي نفس العام يصاب بجروح خطيرة في رأسه، فقد كان يعاني من ضعف في البصر، انزلق على درج، فسقط واصيب في راسه اصابة خطيرة، ظل في غيبوبة لمدة اسبوعين، انتابته خلالها كوابيس، وبعد شفاءه اخذ يشك في قواه العقلية، ولكي يطمئن على نفسه حاول ان يكتب، وكانت النتيجة قصة بعنوان " بيير مينار، مؤلف الكيشوت " يفترض فيها بورخيس أن مينار كاتب من عصرنا يقرر إعادة كتابة "دون كيخوته" لـ سيرفانتيس من جديد من دون أن يغير فيها حرفاً واحداً وأن يكتبها في عصرنا ولكن باللغة الإسبانية القديمة. تبدأ مكانته الادبية بالرسوخ مع نشر مجموعته القصصية الاولى " حديقة الطرق المتشعبة " – ترجمها الى العربية عبد السلام باشا -.

مع بداية تلاشي بصره في أوائل الثلاثينيات من عمره، بدأ بورخيس حياة مهنية جديدة كمحاضر بعدها تم انتخابه رئيسا لجمعية الكتاب في الارجنتين وعمل استاذا للادب الانكليزي والامريكي، واصل نشر قصصه القصيرة،

في عام 1955 أصبح مديرا للمكتبة الوطنية الأرجنتينية. بحلول أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، أصبح أعمى تماما.

عام 1964 نشر مجموعته الشعرية " في مديح العتمة " – ترجمة ابراهيم الخطيب، وفي هذه القصائد يتقصى الظلام... الظلام على اعتباره محاولة لإعادة التشكيل أو القبض على اللون ضمن اشتراطه هو، وكما يراه ضمن نطاق عين مخيلته، لا كما يراه أصحاء البصر، في حوار معه يقول:" آخر ما رأيته هو الاصفر، لأن اول لونين اختفيا كانا الاسود والاحمر. يحسب الناس العميان يعيشون في العتمة. لا. إن اول ما يفقدونه هو الاسود.أتوق كثيرا الى الاحمر والاسود، وأود لو أرى القرمزي. ابي ايضا اصابه العمى، وجدتي الانكليزية ماتت عمياء، ووالد جدي مات اعمى. اعرف انني الجيل الرابع من العميان. كنت اعرف ما ينتظرني " – بورخيس في عالم آخر ترجمة احمد شافعي -

في عام 1956 تمنحه الجامعة الدكتوراة الفخرية الأولى من بين العديد من درجات الدكتوراه الفخرية، وفي العام التالي حصل على الجائزة الوطنية للآداب. من 1956 إلى 1970، شغل منصب أستاذ الأدب في جامعة بوينس آيرس، منحته الملكة إليزابيث الثانية لقب فارس في عام 1964. في عام 1967 ألقى محاضرات في جامعة هارفارد..

مع تدهور بصره، اعتمد بورخيس بشكل متزايد على مساعدة والدته. عندما لم يعد قادرا على القراءة والكتابة، لم يتعلم أبدا القراءة بطريقة برايل:" للاسف كان هذا سيغير حياتي كلها، لكني كبرت على هذا، شاخت يداي ".أصبحت والدته، التي كان دائما قريببة منه سكرتيرته الشخصية.

حصل على جائزة ميغيل دي سيرفانتس، بالإضافة إلى وسام جوقة الشرف الفرنسي وجائزة دايموند كونيكس للفنون الأدبية كأهم كاتب في العقد الأخير في بلاده.

عام 1967، يتزوج من الأرملة إلسا أستيت ميلان. كانت والدته البالغة من العمر آنذاك 90 عاما تخشى ان تموت وتتركه وحيدا، أرادت أن تجد شخصا يعتني بابنها. استمر الزواج ثلاث سنوات، بعدها تم الانفصال ليعود ثانية الى العيش مع والدته حتى وفاتها عن عمر يناهز 99 عامًا.

في نيسان من عام 1986 وقبل وفاته بثمانية اشهر تزوج سكرتيرته ماريا كوداما، وهي امرأة أرجنتينية، وفي تصريح غريب اعلن نفسه ملحدا: "كونك ملحد يعني أن كل الأشياء ممكنة، حتى الله، حتى الثالوث الأقدس. هذا العالم غريب جدا لدرجة أن أي شيء قد يحدث، أو قد لا يحدث".

كان بورخيس يعتبر النزعة القومية من أشد آفات العصر، وذلك ردا على ماريو بارغاس يوسا الذي قال في سؤاله له إن القومية تعد من الأمور التي يصعب اجتثاثها، حيث اوضح بورخيس أن النزعة القومية يمكن أن تغذيها التيارات اليمينية أو اليسارية، وأن كل حرب هي جريمة مهما كانت مسوغاتها، وعن أفضل النظم السياسية بالنسبة له، قال بورخيس ليوسا "أنا فوضوي قديم وأعتقد أن الدولة شرّ، لكنها في الوقت الراهن شرّ لا بد منه. إذا كنت دكتاتورا، فسوف أستقيل من منصبي وأعود إلى أدبي المتواضع للغاية، لأنه ليس لدي أي حل أقدمه. أنا حائر ومحبط مثل جميع مواطني بلدي".- ماريو فارغاس يوسا وحكاية نصف قرن مع بورخيس ترجمة احمد الزبيدي -. وعن تصوره للسياسة، ظل يصف السياسة بانها شكل "من أشكال الازعاج".

في كتابات بورخيس تحتشد، هوية الانا، الزمن، خلاصة الواقع الغامضة، معنى الوجود والحرية والصدفة والموت، وهو يعترف بأن كتاباته " عبث غير مسؤول لشخص خجول لم يكن قد تجرأ على كتابة القصص ". ومن المهم الاشارة الى ان غرض بورخيس في قصصه بعيد تماما عن أية تعليمية، فهو لا يزعم اقناع القارئ بأي من المذاهب، بل ان قصصه كما تصفها بياتريت سارلو بانها: " شواهد نصية تعمل كمؤشرات خارجية لروح مستغرقة في العبث والمحاكاة الساخرة " – بورخيس كاتب على الحافة ترجمة خليل كلفت -.وهو شغوف دائما باثارة القارئ كي يشرع في البحث بنفسه متسلحا بمفاتيح غامضة وغير كافية، يدعو هذا القارئ الى التملص من همومه اليومية والغوص في عالم عجائبي يحرك مشاعره.إن قصص بورخيس تنقلنا الى مملكة من الاحلام والسحر ليس للزمن فيها أي ثقل، حيث يمكن للوعي ان يتصنع انه تحرر من ضغط المكون الزمني للواقع وللتاريخ. وفي كل كتاباته يفتح امام القارئ ابوابا تساعده على رصد عميق لمعنى الحياة، ويكشف للحظات عن اوجه مجهولة او حتى عبثية للانسان والكون الذي يحيق بنا داخل متاهة لافكاك منها.

الكاتب الذي وصف الكون بالمكتبة، واعترف انه تخيل الجنة على شكل مكتبة، كانت مكتبته بالنسبه لزواره مخيبة للامال، كان الجميع يتوقعون مكانا مكسوا بالكتب، يردد على زواره مقولة شوبنهاور " ان كثيرين يخلطون بين شراء كتاب وشراء مضمون الكتاب "، وعندما سأله يوسا لماذا لا يسكن في بيت اكثر اتساعا: "اننا في بوينس آيرس لا نهوى التفاخر ". وفي حوار معه قال: " اود لو اكون خفيا، لا اذهب مطلقا الى حفلات او اجتماعات من أي نوع، مقابلة الناس الذين لا استطيع رؤية وجوههم. أمر رهيب".

يكتب هارولد بلوم:" إن بورخيس من اصحاب الرؤى المتشككة حتى عندما تقبل تحذيره، سوف يتوارى الواقع الحقيقي من كل شيء بسهولة. لقد صور لنا بورخيس بشكل مجمل ميلاً عاما، وأشبع حنينا اساسيا فيما يخص السؤال: لماذا نقرأ ".

احب بورخيس الفلسفة وظل يتساءل ما هو الزمن ؟ انه النهر الذي ينفلت مني " لكني أنا النهر " والزمن نمر يفترسه " لكني أنا النمر "، انه النار التي تلتهمه " لكني أنا النار "، والخلاصة للمفاجأة هي ان " العالم للاسف – حقا – للاسف هو أنا بورخيس ".

***

علي حسين – كاتب

رئيس تحرير صحيفة المدى البغدادية

في المثقف اليوم