نصوص أدبية
من وحي العقل و الجنون (8) / آسيا رحاحليه
2-
تكسّرت المزهرية ..
فتيتّمت الأزهار..
مرّة أخرى .
3-
الأصحّاء يتخاطفون الحياة..
المرضى..يكتفون بالمشاهدة .
4-
العشق...موجة مجنونة..
لا يهمّها إلا أن تصل..
و لو متكسّرة .
4-
الإنتظار...طريقة الوقت في الإنتقام منا .
5-
الشوق ..أن ترى الأرض كوكبا مهجورا..
لا ماء فيه و لا هواء..
حين يقف المدى بينك و بين من تحب . .
6-
الوهم ..سنبلة ذهبية تطرق خجلا ..
لاعتقادها أنّ الشمس تغازل عينيها ..
بينما الشمس تتطلّع في لهفة و حب
لشجرة سروٍ...هناك .
7-
كان قدري أن أولد بتلك الإعاقة ..
سعة الخيال .
8-
بعد أن وصلت اكتشفت أنّ الحروف سقطت مني في الطريق..
لكني تنفّست الصّعداء حين وجدت في قاع جعبتي حرفين وحيدين..
أستطيع بهما أن أغزو العالم : حاء و باء !
9-
هناك ابتسامة صفراء , و أخرى بلهاء..
هناك ابتسامة خجولة , و أخرى صريحة ..
و هناك ابتسامة لا تملك أمامها
سوى أن ترمي باستقالتك في وجه الأحزان .
10-
الوسطية مطلوبة في كل شيء
إلا في الحب ..
فإما أن يغرقك التيار
أو تظل واقفا عند الشاطيء
محاذرا أن يلمس رذاذ الماء
شعرة في رأسك .
11-
أريد أن أموت بطريقة راقية..
كما تموت زهرة بين طيّات كتاب .
12-
هطلت عليها التهم...
من كل حدبٍ و صوب...
مثل حجارة من سجّيل :
فاجرة ،منحلّة ، بل كافرة !
و في المساء غادر الجميع المعرض
حاملين ، خلسة ، روايتها
لكي يقرأوها تحت جنح النّفاق !
13-
في الصباح حين توهّج قلبه بحبّها همس لها :
أحضانك كوكبي ، أنفاسك رئتي ،لا تبعديني
فأنا رجل لا يؤمن بغير النور في عينيك ، و لقاؤنا حتمية عشقية
مثل حتمية الطبيعة في حدوث الزلازل و الأعاصير.
في المساء.. حين خسوف الحب قال لها:
لا تلوميني..لقاؤنا ليس بيدي..
و أنا رجل يؤمن بالقضاء و القدر !
14-
عندما قدّموا له الزّائر الجديد على أنّه الربيع ...
حدّق الربيع فيه ملّيا ..ثم بصق ..و مضى .
15-
في غرّة كلٍ عام جديد ينتابني الإحساس بأنّي منفصلة عن الزمن...
أنا أقف هنا ...و هو يقف هناك .
16-
ما أقسى الإحساس بأنّ قلبك
أضحى شجرة هرِمة لا تصلح سوى ..
حطبا للنار .
17-
ما أرقى الروح مقارنة بالجسد..
هو يدفن في الثرى مع الديدان..
و هي ترتقي إلى الثريا .
18-
ما سمعت أبدا أنّ مجنونا عيّر مجنونا آخر بالجنون .
19-
حين نكتب نلوّن العالم بلون أحلامنا..
و نراه بأعيننا ..
و هي رؤية نعتقد أنها
الأصحّ و الأجمل و الأصدق.
20-
الأرقام مدهشة..
لكن الحروف...
مدهشة و خلاّقة .
21-
الغياب تساؤل القلب عن معنى الحضور ..
الوقت جسدٌ تلدغه عقارب الساعات .
النهارات واجهة خلفية ..للحلم .
22-
العزلة و الكتابة ..
هل يسيران في خطّين متوازيين ؟؟
23-
أجمل من الحب ذكراه..
كالوردة..
أجمل منها..عطرها .
24-
كلّما أنهيت كتابة قصة
فرحت و انتشيت..
مثل فارس حقّق فتحاً..
أو... طفل جائع عثر على حبّة حلوى
في جيب سرواله المرقّع !
25-
شكرا لك يا الله ..
لأنّنا حزانى ..
خلقتَ لنا الأبجدية .
26-
الكراسي تعرف كم نحن بلهاء..
تدّعي الصمت و الخشوع و الإستكانة
و الوفاء و الطيبة و التضحية
حين نكون فيها ..
و حين نمضي ..
تنفجر ضاحكة من..غبائنا .
27-
الزمان هويّتنا ...
و نحن هويّة المكان .
28-
كل الطرق تؤدي إلى القلوب ...
إذا كان زادك الصدق .
آسيا رحاحليه
............................
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :1998الأربعاء 11 / 01 / 2012)