نصوص أدبية

حسين السوداني: أزهار الوقت

في غرفة الإنعاش

يسيل الوقت بين أصابعي الشاحبة

أنزف على السرير حمى وألما

وحمم بركان -كوفيد19

تتهادى على جسدي

ليل مدينة - تبليتسه - يسكب عتمته

على زجاج نوافذ المستشفى

وكلما أطبقت أشرعة أجفاني

طفق السهاد يفتح جفوني بأصابعه الحجرية

سيارات الإسعاف تنبح ككلاب سائبة

رقاص ساعة الحائط توقف عن الرقص

لا رقص بعد اليوم ولا غناء

وحده قلبي الشجاع يقرع طبوله

أعرف أن الموت حق

وأعرف أن رحلتي قصيرة

لكنني أوهم نفسي بأنني سأعمر طويلا

ربما لأن أبي عاش أكثر من قرن كأبيه

لكن الأعمار بيد الباري

والحياة والموت من هداياه

سأقول للباري شكرا على هداياك

سأقول : رباه طال إنتظاري

وذوت أزهار الوقت في غرفة إحتظاري

آه لو يطيل عمري الحبيب

آه لو يسمح لي الطبيب

لخرجت من غرفة الإنعاش

في هذا الفجر الأحمر القريب

وزرعت جنائن الوقت  قناديلا

لزرعت حدائق النور أزهار محبة

فعصافير الربيع على الأغصان تنتظرني

وعلى شرفة أزهار وقتي

سيأتي شحرور الصيف ليغرد لي

***

حسين السوداني

تبليتسه 29.5.2021

 

 

في نصوص اليوم