نصوص أدبية

فاضل ضامد: صيدُ قُبلة

فاضل ضامدسألخصُ الطريقَ برحلةٍ واحدة نحوكَ
أتركُ أشجارَ الصفصافِ تنفضُ عنها أغبرةَ الانتظار...
والوعودَ... وجميعَ الأخاديد على جذعها المسكين...
ربما تثورُ ضدنا يوماً
أو تسقطُ عفتُها.. أوراقَ عتابٍ
حتى هدوء الليل..
أنا معتادٌ أنْ أسرقَ منه سرَّهُ
.. قمره أو مصابيحَ الشوارع...
اسفلتَه البارد..
حتى دكاكينه المغلقة
نادراً ما أجدَ أحداً أستنجدُه بعلبة دخان...
فمي عطشٌ بعد احتساءِ خمرةَ الشوق...
مراتٌ عديدةٌ أجلسُ منتظراً خيباتي
على قهوةٍ .. لأراقبَ الجنودَ القادمة
من خلال لوّن الشايِّ
طعمه ليلاً يُقينا حروبَ المستقبل وأنا أكتبُ عن مكاناتِها ..
رأس ال.. جسر.. نهر .. وأخرى..
شبابُك لم يحنْ بعد.. وأنت تريد أن تصطادَ قبلة الليل.. منّةً.. أذا وصلتُ
سالماً ..ربما يكون الصيد سهلاَ..
كل هذه المسافة .. كانتْ على ساترٍ
بين رصاصةٍ .. وبين جبينِ قنديلٍ
وأنا أودعُ كتاباً كان بين يديّ قبل
صعود النشوة وكأن الاخبارَ أمامي
بلا تلفاز ..
كانَ البعوضُ يتلمّسُ مساماتي
فأحكُ وقتي المتبقي لأهربَ..
ببطانيةٍ .. وملجأ أسفل الروح
لم يهدأ دوي .. استكانِ الشاي...
الملعقةُ تخترقُ حاجزَ الغِبطةِ
والفرحُ مذبوحٌ على حوافِ الارتشافِ
قضمةٌ واحدةٌ من زجاجهِ
تسفكُ دمِ المعارك القادمة
والخطى أدواتٌ تستبيحُ الطرقَ..
لنُطربَ .. نغني.. الليلُ متسعٌ للغناءِ
ستنزلُ النجومَ قريباً
تلتمعُ في عينيّك وأنا أُقَبّلُ آخرَ دمعةٍ
على خطِ النار..
***
فاضل ضامد - العراق

في نصوص اليوم