نصوص أدبية

عادل الحنظل: دموع علىٰ خدودِ الأَقاح

دموع علىٰ خدودِ الأَقاح

عادل الحنظل

***

1- ألمشهدُ اللاحق:

يَبحثُ في نِثار التُراب

وأكوامِ الحَجَرْ

عن لعبةٍ شارَكَتْهُ المَنام

رَماها بعيداً هبوبُ القَنابل

بينَ أجداثٍ كأشرعةٍ مُمزّقَة

ليسَ في عَينيهِ أسئلةٌ عن الموتىٰ

ولا الهروبُ من أجَلٍ قَريب

فما للموتِ من مَعنىٰ

يُكدّرُعامَهُ الثاني

يَهْدِجُ بينَ شَظايا السيقان

وأطيانِ الدِماء

يَفركُ شعرَهُ الأغبَر

وينبشُ عما ضاع

ذلك الطفل الذي رأى بين رجليه

بعضَ ثديِ

ونصفَ كفّ

خدّاهُ كالأقاح

كَتَبَ الدمعُ فيهما

قصّةَ حَرْب

لا يدركُ منها سوى لعبةٍ فُقدتْ

فيسألُ عنها جَريحاً يئِن

تلكَ التي طَمَرتها الأشلاء

***

2- المشهدُ السابق:

يُحلّقُ مثل نَسرٍ جَموحْ

يمدُّ أجنحةً توارىٰ تحتها الموتْ

يمحقُ معدنُها الريح

وتهدرُ بالرُعود

يُفتّشُ عن طَرائدَ مذعورة

تلوذُ في تخومِ المدينة

ترفعُ أبصارَها فلا تَراه

فيرعبُها هَزيزٌ تمرّغَ بالخوف

تمنّىٰ لو بينَ فَخذيه

جرّة فودكا

فقد خانَ إقدامَهُ البأسُ

لمّا رأىٰ طفلاً يُداعبُ لعبةً وادعة

أزمَّ فَمَهْ

لا يرغبُ أن يَشرِقَ بالرَحمة

فهوَ رَسولُ المَمات

وحاملُ أختامِ النِهاية

فوقهُ الله

وتحتهُ العبيد

وفي يدهِ الجزاء

تعلّمَ ألّا يسألَ النارَعن الحَريق

فأغمَضَ عينيهِ ليفتحَ الجَحيم

ويكتبَ في صَحيفةِ المَهام

صيّرتُهمْ كالعهنِ المَبثوث

***

عادل الحنظل 

في نصوص اليوم