نصوص أدبية

صادق السامرائي: ذروة الأعلى!!

بَلَغنا ذُرْوَةَ الأعْلى فَتُهْنا

ومِنْ عَلياءِ سامِقَةٍ هَوَيْنا

ومِنْ عَجَبٍ إلى عَجَبٍ خُطانا

كأنّا فــــي مَواضِعِنا احْتَرَقْنا

على أكْتافِ واعِدَةٍ بأمْرٍ

تَوَثَّبَ غاشِمٌ وبهِ اهْتَديْنا

وعِشْنا فَوْقَ آثِمَةٍ وأخْرى

تُبادِلُنا مآسيَنا بكُنّا

وفي بَرَحٍ تَنامى مُنْطَوانا

وما شَفِيَتْ مواجِعُنا فَخُرْنا

نَلوبُ بها كمَطْعونٍ بسَهْمٍ

ومَلدوغٍ بأنْيابِ انْتَهَيْنا

خَطايانا بسامِيَةٍ تَبَدَّتْ

لنا دِيْنٌ وفي دِيْنٍ سُجِرْنا

تَنابَزَ جَمْعُها والقَوْلُ فَصْلٌ

تُؤَوِّلُهُ النَواهِيُ كيْفَ شِئْنا

فلا دينٌ سيَبْقى عضْدَ دِيْنٍ

وكلُّ شَديْدةٍ فيها رَتَعْنا

نَوازعُها بِما نَظرَتْ تَشظّتْ

بأحْزابٍ بلا دِيْنٍ سَقَطنا

نُحاربُ بَعْضَنا والكُلُ يُرْدى

كأنّا في سَذاجَتِنا انْغَمَسْنا

أ مِنْ نورٍ إلى نارٍ سَعَيْنا

فأيْنَ عُقولُنا ولِمَ انْطَلَقْنا؟

أباليسٌ تُخاطِبُنا ببُهْتٍ

وتَضْليلٍ وما عَنها ابْتَعَدْنا

نفوسُ السوءِ جُمْجُمُها مُسيئٌ

تُقاهِرُ عالِماً وبها انْعَضَلْنا

وعَنْ عَرَبٍ وأعْرابٍ وغَيْرٍ

تحدَّثَ باقلٌ والجَمْعُ يَضْنى

بِضاعَتُهمْ إذا حَقّتْ رُعاعٌ

عواطفهم مُبرمَجَةٌ  لتَفنى

هيَ الدُنيا ومَذْهَبُها اتْجارٌ

بمَخلوقٍ بخالقهِ تَعنّى

فمِنْ أزلٍ إلى أبَدٍ هَواها

مَصيرُ مَسيرِها يَسْعى لأدْنى

عَلائمُ نهْجِها غيْبٌ بغَيْبٍ

فما كَشَفتْ خَلائقُها المُكنى

هو الغيْبُ الذي فينا تَنامى

فأرْعَبَنا الرَحيلُ وما عَرَفْنا

تُعللنا رَغائِبُنا بوَهمٍ

ويأكُلنا ترابٌ فابْتَليْنا

سَماواتٌ وأكوانٌ وجُرْمٌ

وآياتٌ تُحاورُنا بدُمْنا

وما بَرِحَ اللبيبُ بها شقياً

ومَرْهوناً بعاديةِ ارْتَأيْنا

سراباتٌ منَ الأفكارِ تتْرى

تُقيِّدنا بداهيَةٍ فكِدْنا

مَعاقلها مُشنّأة ببُغْضٍ

ومِنْ غَفَلٍ بأحْقادٍ رُجِمْنا

تطايَرَ شرّها والبؤسُ يَطْغى

وكذّابٌ على صِدْقٍ تجَنّى

ضلالٌ أبْعدَ الحَقَ المُزكى

بواهيةٍ أصابَتْ ما وَرِثنا

فكمْ لبثتْ مُدَنّسةً بأفكٍ

تُغَفِّلُ أمّةً نُحِرَتْ بقُلنا

وما وَصَلتْ مَساعِيُها لحَدٍّ

ولا فَرِحَتْ بما جَلبتْ عَليْنا

أ يُنشبُ شرُّها في صَدْرِ خيْرٍ

وتُدْحى كلُّ ساميةٍ بخُنّا

تَواصى جُرْحُ حاديَةٍ بآهٍ

فأشْقى قلبَ مَسْرورٍ تَمَنّى

***

د-صادق السامرائي

7\2\22

في نصوص اليوم