نصوص أدبية

أحمد الحلي: زقزقاتٌ ومواويل

اللوحةُ الأصل

احتشدَ معرضُ الفنانِ المخضرمِ السادسَ عشرَ بالزائرين ، عُرفَ عن هذا الرسّام طيلةَ تجربتِهِ الفنيةِ ولعُهُ برسمِ صورٍ لامرأةٍ واحدةٍ وهي في أوضاعٍ مختلفةٍ ، وفي أوجِ لحظةِ المشاهدةِ دخلت القاعةَ امراةٌ أربعينيةٌ ، تركَ الحاضرونَ اللوحاتِ المعلَّقةَ وتحلّقوا حولَها .

حمامةٌ

تلك الحمامةُ المطرّزةُ بعنايةٍ فوقَ الفرشةِ التي تنامينَ عليها

لو خيَّروها بين أن تُنفَخَ فيها الروحُ فتطيرُ في الأُفقِ

وبين أن تبقى مُجرَّدَ تطريزةٍ فوقَ قماشٍ لفضّلت أن تبقى كما هي .

**

سأجمعُ الزقزقاتِ

ومواويلَ العاشقين

وأنثرُها في دربِكِ

سأصطادُ قوسَ قزحٍ

وأزرعُهُ في أفقِكِ

*

أواظبُ وأجتهدُ

على أداءِ

فروضِ محبتي لكِ

كأيِّ تلميذٍ نابهٍ

يطمحُ أن يحصُلَ

على أعلى الدرجات

*

الليالي التي أفتقدُ فيها

بهجةَ رضاكِ

توفرُ فرصةً ذهبيةً

لغيلانَ غافيةٍ تحتَ سريري

لكي تستيقظ

*

يتوجّبُ عليَّ الإلمامُ

بمهاراتِ قراصنةِ البحرِ

في مقارعةِ الموجِ العاتي

حتّى أواجهَ

أنواءَكِ

***

احمد الحلي

في نصوص اليوم