نصوص أدبية

عبد الرؤوف بوفتح: احتفال البربري

أنا.. من جيلٍ يتَـداوى بالأعشاب

وروائح البخور، والتمائم،

والحان الدراويش

وصدى القِباب

وبكل دعاء دُسّ في رأس امّي

عن ابيها، عن جدّها،،عن قبائل الأًعراب..

عن "الصحيحين"..

بريشه وحشيشه

وعن ظهر قلب.

جِـيل البرد، والهمّ، وكثرة الوهم، وخردة الوحدة، ومراثي النكبة والنّكسة، والفجوة والجَفْوة والخديعة.. واليُتْمِ والجوع..

وثورات الجراد.

جيل يأكل ثم يتنهّـد..

يضحك، يغني وفي قلبه..

طَمْي أحزان البَرْبر

يحلم طول العمر

كالمجنون بالشمس والتراب..

ثم ينهض مذعورا مرتابا

وعند وسادته كل صباح

يلم الريش المنتوف من اجنحة القلب.

ــ فدعيني سيّدتي أتسوّل في هذا المَعْنى..

أنتِ ملح شفاهي، و رائحة الغَابِ

انت خَلْطة سكرتي

كُوكْتال هذا العذاب..!!

- دعيني..

أصُبّ الزّيت على النار

أكونُ أنا الريح.

يا كُــلّ حرائقي الخضراء،

يا رَأس الفِـتْـنة، تاج الرِدّة..

يا مَنْ حرّض الشّـيعَة والسُنّة ضدّي

أيْقظ فِـيّ سُيوف الخوارج

وأَفْــتَى بِـما أفْـتى...

ـ أنتِ : حَلال دمي، حَرير شَنْقي،

منذ ولادتــي..

من زمن الغُراب،

وحتى الصّحابة

حتّى مُعاوية..

وحتّى كافور،،، غَرْناطة،،

وحتى إلِــحَاد الفراشة...

ثُـــمّ حتّى،،، وحتّــى...

ــ أنتِ الدّمعة، والضحكة، والوردة، والجمرة، والسبّابَةُ والإبهام ْ..

أنتِ نصّ مَدْسوسٌ في رأسي،

رَغْـوة عِــنب، ونَـقيعُ التفّاحْ..

.... يا قَدحي المُرْ..

رَشْفتي الأشهى

وعشبة "زنّوبيا ".. !!

***

- عبد الرؤوف بوفتح / تونس.

في نصوص اليوم