نصوص أدبية
عطا يوسف منصور: حدّثتُ نفسي

بيني وبينكِ عُـمْرٌ والهوى قَـــــــــدَرُ
في ملعبي لاعـبٌ والشـوطُ مُختصرُ
*
بيني وبينَـكِ عُـمـــــرٌ لسـتُ أنكرُهُ
ككاسـرِ الموجِ عـنهُ الموجُ ينحـسرُ
*
يَـحولُ ما بيننا والحُـبُّ طـائرُهُ
ضَـلَّ الطـريقَ الى قـلـبي بـه يَـكِـرُ
*
لا أدري كم بيننا لكنّ مغمزتي
أنّ الشـبابِ مضى والـدربَ مُـنْحَـدَرُ
*
أقولُ حسبي ويبقى الشوق منطلقي
ومركبي الصبرُ والاحلامُ لي سَـفَـرُ
*
لا وازعُ العُـمْرِ يـثـنيه فـيـشْـكُمُهُ
ولا إذا انـتـابني بالـزجـرِ يـزدجـرُ
*
حُـبّي على شـرفِ الاوهامِ أنزلني
أبـقى لـهُ لـوعةً بـالـقـلبِ تَـخـتَـمِـرُ
*
يَـعطو قُطوفي ويُغريني على أملٍ
وكيفَ يُعطي الذي في طبعه أشِـرُ
*
حَـدّثتُ نفسي فقلتُ الحبُّ أنهكني
فطافَ بي طائفٌ والليلُ مُـعـتَـكِـرُ
*
فقال: قبلَكَ عُـشاقٌ قد اجترحوا
إثـمًا بقولِـهُمُ والاجـرَ قـدْ خَـسِـرُوا
*
والحُـبُّ من نِعَمِ الرحمنِ يَمنحَهُ
تلكَ القلوب التي بالخـير تَعـتَمِـرُ
*
فقلتُ ما الخيرُ في حـبٍّ أُكابِدُهُ
سَهمي العناءُ وغيري سهمُهُ الـثَـمَرُ
*
مُـذْ كان مولـدُهُ ســرًّا تَـمَلكني
حتى اسـبَـطـرّ فـماذا بعـدُ أنـتـظـرُ
*
ماذا جنيتُ وما كانتْ جـنايـتُهُ
قـلبٌ تـعـلقَ فـوق الـقـهـر يـعـتـذرُ
*
سِـرّ المحبةِ اّنّـي لـستُ أعرفهُ
في عـالم الـذرِّ قـالـوا هـكذا الخـبرُ
*
فالصابر المبتلى في بحـرِ غربتهِ
بحـرٌ يـمـوج به والـسـاكنُ الحَـجَـرُ
*
يا ألفَ ليلايَ هذي أنتِ لا عجبًا
ما جـاء مـنـكِ ومنّي ســـاقـهُ الـقــدرُ
***
الحاج عطا الحاج يوسف منصور
الدنمارك / كوبنهاجن
الجمعة في 22 نيسان 2022