نصوص أدبية

إسماعيل مكارم: على ضفافِك يا بردى

نصان عن الحرب الكونية ضد سورية

1- على ضفافِك يا بردى

هناكَ قربَ النهرْ

حيثُ الأرضُ تعانِقُ السّماءْ

ويَستحمّ ُ في الليلِ القمرْ

هناك قربَ المرجْ

همَسَ البنفسجُ للسرو

شاكيا  قِصَرَ عمرهْ

بينما كانَ السنديانُ يقِفُ

وقوراً شامخاً

هناكْ

علمتِني كيفَ أشتاقُ إليكِ

وأنتِ على بعدِ الصوتِ مِني .

*

لا يطيقُ البعضُ انكسارتِ الزّمانْ !

غيرَ أنّ الصّدمَة َ توقظُ  فينا

نسغ الحياة ْ

تجْبُلُ في صدورنا طباعَ التحدي.

منا من يهمّه ُجَمعُ الغنائمْ

منا من يُراقب تعاقبَ الليلِ والنهارْ

كأنّه ناسك بوذي

منا من استمرّ في تربية الحَمامِ الزّاجلْ

لكنّ هناكَ من كان له شرفُ التصدي

في ظلِّ قسوةِ السّنينْ

وعرسِ الأفاعي.

*

غَمائِمُ تسبحُ فوقَ التلْ

غمائِمُ تعبُرُ نحوَ الشرقْ

غمائِمُ لها أشكالٌ غريبة ْ

كأنها أطياف ُ حكايةٍ قديمة ْ

هذا هو البنفسجُ يستفيقْ

جميلٌ هو هذا النهارْ

جميلٌ هو هذا النورُ القادِمُ من الشرقْ

الطفلَة ُ ليست وحدها في الطريقْ.

هناكْ

على ضفافِكَ  يا  بَرَدى

تَعلمتُ كيفَ أشتاقْ

كيف أتحدّى المُحالْ

كيف أنصِبُ الغِراسْ

وأفرحُ لِطلوعِ الفجرْ

*

هناكَ

في شرقِ المُتوسّطْ

لنا يَومٌ

لنا عامٌ

ولنا القادِمُ من العُصورْ

هناكْ

في شرقِ المُتوسّطْ .

***

2- إني أعرفُ أسبابَ حزنِك

يقيناً

إني أعرفُ أسبابَ حزنِكِ

يا دمشقُ

أعرفُ لماذا لا تزوركِ الطيورُ

والحمائِمُ

في أيامِ الرّبيعِ

وفي صباحاتِ أيامِ الصّيف

*

يقيناً

أعرف يا دمشقُ

لماذا تركتِ غِراسَ الياسمين

ووضعتِ النايَ جانباً

وامتشقتِ سيفكِ الأموي

*

يقيناً

للعصفورِ من طعاميَ حصّة ْ

وفي أعماقِ فؤادي

للأوطان أناشيدٌ وقصائدْ

تردّدها الرّوحُ

من حينٍ الى حينْ

*

يقيناً

هذه الرّوحُ تعلم بالبصيرةِ

سرّ الأشياءِ

وأسبابَ الجريمة ْ

ورأت عينايَ نماذجَ

لأبطالِ "الجهادِ "

و"الحرّيّةِ "

وأصحابِ الغنيمة ْ

*

عُذراً فراتُ

عذراً منكَ يا بردى

لقد صارَ للأوباشِ

والأوغادِ

لكلّ أولئك الرّعاعِ

نهجٌ ، وحكمٌ

قولٌ ، وسلطانْ

لقد فقدتْ روحي السّكينة َ

وغادرتْ عينيّ

لحظاتُ الفرحِ، وساعاتُ الاطمِئنانْ

*

يقيناً

إني أعرفُ أسبابَ حزنِكِ

يا دمشقُ .

***

على ضفافِك يا بردى

كراسنودار- روسيا الإتحادية

4/ 06 /2014

في نصوص اليوم