نصوص أدبية

ضرغام عباس: ما وراء المطر

ضرغام عباسما وراء المطر خلف سياج الوضوح - في قلب المعجزة يتبخرُ الليلُ بحرقِ سنبلةْ و ولادةُ مائة فزاعة.

أنت تصحو، كل النوافذ معتمة- سقفٌ باكٍ والصحون الفضية تملؤها الدموع.

أنت تصحو- عيون مهرولة تحاول النفاذ عبر الظلام أن لا تدهس يدًا، رأسًا، قضيبًا أن تكون أكثر وضوحًا من كثافة الظلام.

 آه، إنه الليل المليء بالمطر في قلب الغرفة؛ غرفة صغيرة وضيقة تُغلفُ خمسة نهارات وديكًا عاطلًا.

 أُمي مثل وردةٍ تحت المطر تُقلبُ آخر ما تبقى من قربان الأمس: (المثرودة)*.

لم تنتبه لأُختيَّ الطازجة وهي تُقشر جسدها العذريّ خلسة عن الذباب للربِ أعينٌ كالذباب. بينما أبي يوقد فتيل الفجر بالدُعاء أحترقت أُختي ! اضاءة كـفوهةِ تنور، آهٍ يا نور، هل وَجَبَ أن تكوني نديمة مريم في الإنجاب لو ان الرب تأخر قليلًا، بقول (نعم). أيّ حماقة هو القربان. أوّاه - أُختاه ماذا حل بكِ الآن تحت هذا المطر الساديّ مطر النار، والشهوةِ، والدّم، فلتصمدِ: ما الأمر إلا فجرٌ يُولد وصليبٌ ينتظر ...

***

ضرغام عباس

......................

* المثرودة: اكلة عراقية شعبية، عبارة عن خبز و ماء.

في نصوص اليوم