مثلَ نسمةٍ تتهادى
يرفعُ طرفَهُ
يلقي السلامَ
فتجفلُ الطيورُ:
لا سلام
إلّا في الأضغاثِ
*
يسيرُ مع نفسِه
لا يبالي
إن أمسكَ ظلَّه
أو صار وظلَّه شبحينِ
*
واقفٌ عند البوابةِ الأخيرةِ
ينتظرُ التحليقَ
نظرَ إلى أعلى النافذةِ
تذكّر ذلك الطائرَ
الذي حلّق ولم يعدْ
*
بعد عامٍ ونيف من الدمعِ
تذكّر أن عينَهُ
صارت قربةً مثقوبةً
وأن الماءَ لا يكفّ
عن الإنهطالِ
*
كلما تذكّر فتاتَهُ الأولى
وجد أمامَهُ
صورةَ المرأة التي تتشحُ بالسوادِ
وفوق رأسهِ راية الفقدِ
*
في كلّ عامٍ
يقفُ الحسينُ وحيدًا
يلتفتُ
فلا يجد خلفَهُ
إلآ بقايا كفّ
وراية
*
سألت مجنونًا؛
لماذا لا تجيدُ البكاءَ
قال غاضبًا:
لأني بكيتُ
ما يكفي
***
د. جاسم الخالدي
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها.
العدد: 5811 المصادف: 2022-08-03 02:19:45
للتواصل: almothaqaf@almothaqaf.com