نصوص أدبية

أحمد الحلي: شبكةُ العنكبوت

احمد الحليمفارقات

بقيت غرفةُ الفندقِ ذاتُ الرقمِ 11 ساكنةً وهامدةً لبعضِ الوقتِ، ولا يدري أحدٌ كيف اتّفقَ أن يجتمعَ فيها ثلاثةُ مَعطوبينَ في وقتٍ واحدٍ: المصباحُ وساعةُ الجدارِ وجسدُ نزيلٍ يُحتضَر .

**

كابوس

كان الصمتُ والوجومُ يخيّمانِ على المكانِ المقفرِ الذي قادتني خطاي إليهِ ، بدا لي كلُّ شيءٍ مريباً، تملّكني هاجسٌ أن ثمةَ بين هذه الخرائبِ من يصوّبُ بندقيّتَه نحو رأسي وأنه يوشكُ أن يُطلقَ رصاصةً ، تذكّرتُ أنني منذ يومينِ لم أحلق ذقني .

**

تتوجَّسُ الوردةُ

أن تمتدَّ لها يدُ عابثٍ

فتؤذيها

لكنها ، ما إن رأتكِ

حتى صارَ هاجسُها

أن تقطفيها

*

تتقدُ فوقَ رأسي

شُعلةٌ

حينَ لا تصطدمُ

خُطواتي إليكِ

بعثرة

**

شبكةُ العنكبوت

منذُ أمدٍ بعيدٍ

وهذهِ الشبكةُ المُمَوَّهةُ

منصوبةٌ فوقَ رؤوسِنا

تلتهمُ أيّامَنا بشراهةٍ

تمتدُّ خيوطُها اللزِجةُ

لأبعدِ نقطةٍ في الأفقِ

وعلى الرغمِ من أنها

موغِلةٌ في القدمِ

لكنها لم تهتريءْ

أو يتطرّق إليها الوهنُ

لم تزلْ تحتفظُ

بنضارتِها وسحرِها

على الأقلِّ بالنسبةِ للذبابِ

الذي يتساقطُ فيها بإطّرادٍ

فيُصبِحَ جزءاً

من كينونةِ

عنكبوت

** 

هايكوات

يتركُ شطراً

من فريستِهِ للصّ

الذئب

*

تتمنّى لو تتلقّفُها

يدا ساحرة

المكنسة

*

لا تنخدع بسكونِها

ستعقِبُه عاصفة

تاء التأنيث

*

بحذرٍ وتوجُّسٍ

يقتربونَ من جُثتِهِ

الأسد

*

يتباهى بأنه شجرةٌ

وأنّ ثمرتَهُ تُضيء

عمود الكهرباء

***

أحمد الحلي

 

في نصوص اليوم