نصوص أدبية

أمان السيد: أيتها الموسيقى

القصيدة التي ألقتها الشاعرة أمان السيد

في مهرجان الجواهري 2022 م

في مدينة سيدني – أستراليا

***

لا رائحة للأمكنة المزيفة:

المطعم الفرنسي،

الخبز أمامي برائحته المفقودة،

الأنغام،

صوت المغني الفرنسي،

وقع خطوات الراقصين،

وذراعا المغني تشبِكان خصري.

الحرمانُ يعانق حتى خشب الكراسي.

كُثرٌ من ابتسموا لأحمر شفاهي،

ليس إلاكَ يدركُ كُنه الأحمر في نزفي.

**

أيتها الموسيقى:

كلّي قدمان،

والماء يُغويني، يجرجرني يتسقّى من قدمي.

ليس لي إلاكَ في غربتي.

طرقاتُ الأسفلت الملتهبة

تصبح بردا في جوار جحيمي.

يذوب المكان،

وأغدو متخمة بالعبث، بعينين أقصيتُهما.

يَلذّ لي رفيفُ سِرب من العشاق حولي،

وأن أكون امرأة يشتهيها البحارةُ العابرون،

والعازفون على أبواب الموسيقى.

سأعرَقُ بالفلّ والياسمين

كمدينة تطوّقها الجنائن.

**

لا رائحة للأمكنة المزيفة

سينبتُ حبيبي

الذي سيكسو جلدي بالورود.

أيتها الموسيقى:

أنا من يلقّح كلّ نَفَس منك،

كلّ نغمة، كلّ انشطارة،

كل شريان، كل لمسة،

وأحبو،

أحبو كأصابع عاشق فوق جسدي.

أيتها الموسيقى:

لا رائحة للأمكنة المزيفة

في مدن لا تشبعُ من أنفاسي المبثوثة،

لا تدعُ لي وقتا

لأواصل ارتكاب آثامي.

من عينيّ، من عنقي، من بين ثدييّ،

من سرّتي

تنبتُ الأمكنة التي

تلتصقُ روائحُها بالنخاع.

أنا من أهبُ الموسيقى بهاءَها،

أنا من أهبُ الرقصَ حياتَه،

ليس لي إلاكَ في غربتي

يدركُ كنه الأحمر في شفاهي.

جسدي القيثار.

موسيقاك تعزِفني

أنغاما وطيورا خرافية.

ألا اصدحي يا بلابل.

***

أمان السيد – سيدني / أستراليا

.....................

القصيدة طقس من طقوس الديوان " النهر أنت يا حبيبي وأنا الأفعوان" للأديبة " أمان السيد". 

 

في نصوص اليوم