نصوص أدبية

خالد الحلّي أزمنةٌ: حارَ بِها السؤال

كنتُ طفلاً، عندما كنتُ أراهم ساخطينْ

يلعنونَ الأمسَ واليومَ

صباحاً ومساءْ

و يُسَمّونَ الزمانْ

بزمانٍ سيّءٍ ، وَغْدٍ، رديء

وكبرتُ

جاء ناسٌ آخرونْ

يصرخونْ:

داعرٌ هذا الزمانْ

قاصرٌ ، نَذلٌ، قميء.

كلّ ما قالوا وقيلْ

مرّ في ذاكرتي قبل قليلْ

فتساءلتُ ترى ماذا نقولْ

عَنْ زمانِ اليومِ

ماذا سَيُقالْ؟

- 2 -

تسبحُ الأيّامُ في ماءِ الحياةْ

غيرَ إنّا لا نرى، ماذا ترى.

ما الذي يجري، وماذا قد جرى

ما الذي تفعلهُ حينَ ننامْ

غيمةٌ قالتْ لنا

انها ترقصُ ما بين الغيومْ

تتعرّى بغَنَجْ

دونما أيّ حرجْ

أغرقتنا الأسئلة

لِمَ لا تُخْبِرُنا أيّامُنا

ما الذي تفْعَلُهُ بين النجومْ؟

لِمَ لا تُسْمِعُنا

ماذا تغنّي للغيومْ؟

لِمَ لا تَأمنُنا؟

ولماذا يأنفونْ

أن نكونْ

قارباً يبحر في ماء الحياة

دون أن يربكَهُ مدٌّ وجزرُ

دون أن يوقفهُ نهيٌ وأمرُ؟

***

شعر: خالد الحلّي

ملبورن - أستراليا

في نصوص اليوم