نصوص أدبية

أحمد الحلي: صفاتٌ وأضداد

يلذُّ لكَ الجلوسُ

على ضفَّةِ نهرِ المعنى

مصطحباً صنّارتَكَ

ترى وجهَكَ

في مرآةِ الماءِ

شاحباً بعضَ الشيءِ

تؤطِّرُهُ غيمة

تُحاورُهُ بأسىً

ثمّ يصمتُ كلاكما

فتعلمَ أنّ الخيطَ

قد علقت به

سمكة

**

حُلُمٌ وأملٌ يغفوان

في وجدانِ البذرةِ

يُداعبانِ كينونتَها

وهي لم تنبُت بعدُ

ترى نفسَها في مرآةِ النهرِ

شجرةً يافعةً

تتبرعمُ أغصانُها وتتشابكُ

في كلّ اتّجاهٍ

تُباهي الشجرةَ المجاورةَ

بعددِ أعشاشِ الطيورِ

وتوفّرُ ظلّاً لعاشقينِ

ومتعبين

**

تراكمت خساراتُ المقامرِ

خسارةً في إثرِ خسارةٍ

كان وجهُهُ مكفهراً

وبدا قانطاً وهو يلعبُ

ورقتَهُ الأخيرةَ

التي كان يعوّلُ عليها كثيراً

سادَ التوترُ والتوجّسُ لبرهةٍ من الوقتِ

بين المتحلّقين حولَ الطاولةِ

أحسَّ بطعنةٍ خيّبت آمالَهُ

حينَ علمَ أن ورقتَهُ

هي الرابحة .

**

على مائدتي

تجلِسُ أضدادُ الصفاتِ

مع بعضٍ:

الأسى والحزنُ

في مواجهةِ

الفرحِ والبهجةِ

يبتدئون جلستَهم

بتبادلِ أنخابِ المودّةِ

ثم يتشاجرونَ ويختصمون

إلا أن الغلَبةَ

كما في كلّ مرةٍ

للفئةِ الأولى

***

أحمد الحلي

 

 

في نصوص اليوم