نصوص أدبية

عبد المجيد المحمود: داء اللحى

دويُّ هائل يهز العاصمة

- هو ذاك الملتحي.

مصرع عشرة أطفال في انفجار حافلة مدرسية

- هو ذات الملتحي.

اختطاف ثلاث نساء في ظروف غامضة

- إنه الملتحي.

انهيار بناية كبيرة في إحدى الضواحي

- دون أدنى شك هو ذات الملتحي.

انفجار كوكب سيّار بالقرب من القمر

- لعنة الله على ذلك الملتحي.

منذ سنين، وقبل أن تقع كل تلك الحوادث يصلي ويقرأ ويبتهل الملتحي إلى الله أن يخرج من السجن، بعد أن دخله بتهمة الإساءة للمنظر العام للبلد، حين كان يلملم ما في الحاويات ليطعم أبناءه الجياع.

يمر الآن بالقرب من الحاويات، يرمقها بنظرة المشتاق، كأجراس الكنائس يهزّ بكاءُ أطفالِه رأسَه، يتغلغل في شرايينه كذلك التيار الكهربائي الذي خبره جيدا هناك.

**

يحمل السكين..يقربها من عنقه...يريد أن ينفكَّ من أسرِه...

يبدأ بجزّ لحيته، وهو يدعو الله أن يفك أسر تلك القلوب وتلك العيون التي لا تزال- وهي خرساء- تقذفه بسيول من التهم.

***

أقصوصة

د.عبد المجيد أحمد المحمود- سوريا

 

 

في نصوص اليوم