نصوص أدبية

إسماعيل مكارم: رسالة إلى فلسطين

" قالوا: ليقمْ إسماعيلُ ويذهبْ إلى الشرق،

سَيكونُ له بيتٌ في الصّحراءْ،

فليسَ هنا بيتٌ لإسماعيلْ ".

من التراث

***

لبسوا قناعَ الحَضارةِ،

بَكوا على أمسِهمْ،

قالوا: كنا مُشردين.

أقاموا المَذابحَ،

والحَرائقَ،

وشرّدوا النساءَ،

والأطفالَ،

والشيوخَ،

وسرعانَ ما اتقنوا مهنة َ الجَلادينْ!

نادوا:

لنا هنا أرض ٌ ليسَ فيها شعبْ،

وجَعلوا من شعبنا

إسماعيلَ القرن العشرينْ.

**

خذيني إليكِ

خذيني إلى ساحاتِكِ

يا أختَ حطينْ*

لأمسحَ دموعَ الثكالى

وأقبّلَ الأولادَ

وأصافِحَ الرّجالَ الرّجالَ.

**

خذيني إلى شعبك المُقاومْ

خذيني إلى قدسكِ الطاهِرْ

خذيني إلى شبّان أريحا والخليلْ

لأحملَ شيئا من حزنكِ الكبيرْ،

لأرميَ حَجَرا

بوجه كلّ سياسيٍّ عَميلْ .

خذيني لأسهرَ مع المقاومينَ

في البيرة، في الناصرة،

بمَضافاتِ الخليلْ،

كي أصرخَ على مَسمَع ِ

كلّ جُنديّ مُغتصبٍ، دَخيلْ:

نحنُ لم نمُتْ بَعد!!

نحنُ لم نمُتْ بَعد!!

عَبثا تهيئونَ لنا القبورْ!!

نحنُ لم نمُتْ بَعد...

يا إخوتي بغزّة َ، وجنين، وبالجَليلْ.

***

بقلم إسماعيل مكارم

.........................

هوامش ومراجع:

* وقعت معركة حطين بالقرب من قرية المجاودة في فلسطين في الرابع من تموزعام!1187 بين العرب والمسلمين من جهة والصليبيين من جهة أخرى، وكان قائد هذه المعركة صلاح الدين الأيوبي الشهير، الذي حقق نصرا عظيما على الصليبيين. مع الأسف نحن في مدننا لا نحتفل بذكرى الإنتصار على أعدائنا، كم نحن بحاجة إلى تمجيد ماضينا لأجل نهضة حاضرنا.

* دونت عام!1993، وألقيت في حفلة أقامها الشبابُ الفلسطينيين بمناسبة يوم الأرض بدار الموسيقى، في مدينة كراسنودار، في روسيا الإتحادية.

 

في نصوص اليوم