نصوص أدبية

عبد المجيد المحمود: أنتَ بريءٌ أيّها...

في المحطة قبل الأخيرة

قبل أن يندثر وجه الشمس في كف الغسق

تحلق بهم نوارس الأحلام

إلى عمق الحياة

إلى أرض بلا فزاعاتٍ

إلى نوافذ بلا حمايات

إلى شوارع تخلو من إشارات الحذر

و قبل اكتمال الانتشاء

يسقطون هكذا في المحطة الأخيرة

ليصبحوا ملحمة للبكاء

و ساحة يتبارى فيها قياصرة النفاق

*

البحر بيتٌ وليس منفى

البحر حلمٌ للوصول

لم يرتكب ذنبا ولا جريمة

لم يقل قطّ للخائفين قفوا

لا تمتطوا ظهري

البحر يتفاعل مع آلامنا

جلده يتحسس لأحزاننا

لذلك وبين الفينة والفينة

يمد ذراعه الموجيَّ إلى ظهره

يحكّه عله يغسل ما نعاني من أرق

ونحن بخبثنا البشري نظن أنه يدعونا للغرق

*

يا صديقنا الذي لطالما غنّيناك قصائد وخيالات

يا صديقنا الذي في قلبه الكبير

تنمو كائنات وكائنات

لا تبكي كطفل بريء يشعر بالذنب البريء

لا تنفعل حين يقولون عنك غادرا

أو خائنا

أو كائنا متقلب الأهواء

فهكذا هي العاهرة ترمي غيرها بدائها وتنسل

يكذبون.. يفجرون.. يزنون.. ويقتلون

ثم يصعدون أمام الشمس

يُلقون بُردَهم العذريَّ إلى السماء

لا تخف يا صديقي

لم تعد تنطلي علينا الخديعة

*

هم الآن يرفعون عليك دعوىً قضائية

أمام الضمير الإنساني

يتحدثون عن ألوان خداعك

عن الصكوك الكاذبة التي منحتها للهاربين المذنبين...

يتحدثون عن كائناتك المفترسة التي لا تعرف الرحمة...

يتجمهرون على شواطئك ليلتقطوا صور ضحاياك...

ههههه..ههههه..نعم صور ضحاياك  ويبكون...

يتباكون...

يصدِّرُونك بؤرةً للإرهاب...

فتارةً أنت القاتل الذي لا يرق قلبه لطفلة صغيرة تبحث عن جدائل الشمس

وتارة أنت الذي تؤوي إليك

من فَرُّوا بلحمِهم

من عَمى النيران

وما كان عليهم سوى الصبر

فالوطن يا سيدي يستحق التضحيات

*

لا تخف

لا تخش شيئا

سنثبت براءتك

لا عليك فلم تعد تنطلي علينا الخديعة

*

البحر( تتمة العنوان)

***

د.عبد المجيد أحمد المحمود- سوريا

 

في نصوص اليوم