نصوص أدبية

حمزة الشافعي: سعادة المنتش

سعادة المنتش،

بلقب يزول،

وكرسي يتداعى،

كل استقواء،

كل ظلم،

كل احساس بشدة الجدران،

أتحملني

مسؤولية لا قبل لي بها،

كان أولها عندي،

وآخرها عندك، الآن،

بعدما أعلنت الاستسلام؟

قل ما شئت،

بأفضل عبارات الاستبداد:

فأنا المستشفى،

وأنا الطبيب...

أنا الدواء،

وأنا الاسعاف...

أنا الألم،

وأنا التخدير...

أنا الانعاش،

وأنا الخزينة...

أنا الفقر،

وأنا الرفاه...

في قوانين البحار،

وفي دساتير السواحل

ومواثيق المحيطات،

يقال أن هناك غموض

حتى وسط النهار،

وأثناء اشتداد ضياء الشمس،

فحملني أي مسؤولية شئت،

أنت الرابض في قلب قبيلتي،

وأشجار لوزي  صامدة،

تدون على أوراقها

كل بنود القهر،

بخط الخريف....

وأعراف محلية،

وقعها أجدادي، تقول:

لا لا!

قد أخطأت أيها المنتش...

أخطأت ولكن غاب السند،

وهان الجمع،

وتفرق...

وهذه الجبال تنادي،

يا حفيد الأحرار انبعث

من رمادك وردد،

أناشيد العمال والعطشى...

فلا قهر يخفيك،

ولا تجبر يسقطك...

أيها المنتش بكرسي زائل،

هل استفزك صوت حق،

أشار إلى ظلم

كان من ذوي قربى؟

فيا حروفا من حرية

انفجري،

واكتبي أشعارا للغد،

لعلها تصير أعرافا،

تبيد كل بنود الجور

والطغيان...

فيا محاكم الأدب

وردهات الشعر،

افتحي أبوابك الآن،

وحاكمي هذا المنتش،

بقصائد من جرح طويل،

فيها بيان ونضال...

فيها شرط وتوكيد،

نفي ونهي،

تقديم وتأخير،

استفهام وتمني...

ففي محاكم الشعراء،

ينتصر الحرف،

وتقوى الكلمات.

يشتد الوزن،

وتتكاثف العبارات.

يقسو المعنى،

وتلين الحكايات.

يتعدد التأويل،

وتتجدد القراءات...

***

حمزة الشافعي

أفانور (تنغير-المغرب)

 

في نصوص اليوم