نصوص أدبية

إباء اسماعيل: المَوتُ فعلٌ مستَمرّ

الموتُ  فعلٌ مستمرٌّ

و الحياةُ ضمائرُ اختنقتْ أجِنَّتُها

ونامتْ في خَطَرْ؟!!

فقدَتْ جيوشُ اللّيلِ

كلَّ حواسِها

هَلْ مَنْ يُعيدُ لأمِّنا

ضَوءَ البَصَرْ؟!..

والبوصِلاتُ تكسَّرَتْ

والظلمُ سادَ

يقضُّ أركانَ الشعوبِ

ويقضمُ الأرضَ القَشيبةَ

بالعَطاءِ و بالثَّمَرْ !!

**

رملٌ،

و يحفرُهُ غُرابُ البَيْنِ

كَي يستخرجَ الزيتَ المُبارَكَ

من بطونِ الأرضِ

يُشْعِلُهُ غماماً

منْ أتونِ الموتِ

يغْتالُ البَشَرْ ..

**

إنّي رأيتُ بلادَنا

نهْراً

تَهاوى في الجروحِ

ولمْ يزلْ

يرجو سَحاباً

أو مَطَرْ ...

**

أمَّا دمشْقُ،

فقد تكدَّسَ في مرابعها،

جَرادٌ أسْوَدٌ ،

رُقْمٌ مُدَرَّبَةٌ

تمدُّ حَبائلاً مسْمومةً

لتصيرَ حبْلاً من مسَدْ !..

**

الموتُ فعلٌ مستمرٌّ

و الحياةُ مَسارِحُ المَوتى

و أصداءُ الوعيدْ ..

الطَاعةُ العمْياءُ

للطّاغوتِ

في العَصْرِ الجَديدْ ..

**

الموتُ فعلٌ مستَمرٌّ

في الخَواءْ...

أشباحُهُ،

يتَعبَّدونَ ويَقْتلُونَ

ليحْصدوا الأرواحَ

أو كَي يسْتَووا

فوقَ العُروشِ البائداتِ

كَما الهَباءْ...

**

يا حلمنا العربيَّ

هَلْ في الأفْقِ

غَيمُ قصيدةٍ

هلْ من رغيفٍ

أو دواءْ ؟!!

سنُضَمِّدُ الجرحَ العميقْ...

فجروحُنا ملْءُ السَّماءْ

ودماؤنا ليست مياهاً

أو هَواءْ...

و الحِبْرُ مِثْلُ الجرحِ

ينْزفُ في الطّريقْ ...

أنفاسُهُ بشَرٌ وأحْلامٌ

ستزْهرُ

فوقَ أنقاضِ الخرائبِ

والحَريقْ !..

***

شِعر: إباء اسماعيل

...........................

* اللوحة المُرفقة للفنّان: حيدر الياسري التقطتها الشاعرة من أحد معارضه الشخصية في ميشغن.

في نصوص اليوم