نصوص أدبية

فاضل ضامد: مغفرةٌ

أعشقُ شفتيكِ

حينَ تغرقان بلونِ الرمّانِ

لا مهربَ من تفريطهما

على شفتيَّ كمسودتيّن للهروبِ

من وابلِ الجفاءِ

حتى يتحفُنا الغسقُ

بلونِ البرتقالِ

نقشّرً ما تبقى من وجنتينا على مهلٍ لتمتدَّ بنا أشجارُ السدْرِ

هاتفةً بجنيِّ الثمارِ

بعدَ أكثرَ من رحيلٍ واخفاقٍ

وافقنا تماماً على وثيقةٍ عادلةٍ

بين الطرفيّن سيكونُ خصرُها المتحضرُ

وكفي المتوهجُ بغنجِ النخيلِ

شاهديّن آثميّن

على رقصةٍ هادئةٍ

واغنيةٍ بصوتينا

كأنَّ فيروزَ ترطّبُ الأجواءَ

ثم نبصمُ على جَسديّنا

احتضاناً... نوحدُ فيه كلَّ

الخلايا المشاكسة

فنُعفّرُ أرواحَنا الهائمةَ

بالمغفرةِ والتسامحِ

وتباً للعصيانِ .

**

أقفُ في حضرةِ السنابل

أرتمي على مداها الاسمرِ

وشمسِها الحنطية

أكتبُ على جداولها بشرى الحصاد لتكون البيادرُ مثل وجهكِ

تزدحم عليه الطيور

فترسمه بأروع لونٍ

وطولٍ يكتظ بظلال وارفةٍ

وضرباتِ الشمس الصفراء

فتَبرعُ الطيورُ

ترسمُ عينيك العسليتيّن

لأن كلَّ الحقول هوت على رمشيك

تغارُ السنابلُ الحائرة

تسرق ندى الماء

تطرّي جفونك

يدخلُ الضوء

يتناولُ أزميله

ينحت فماً زهرياً لاذعاً

كأن قوامه شرابٌ معتقٌ

تسكر منه فزاعاتُ الحقل

فتشدو أغنية الجنّي

ورقصة الغجر

على إيقاع المناجل .

***

فاضل ضامد - العراق

2020

في نصوص اليوم