نصوص أدبية

إسماعيل مكارم: نورُ الهدى

هذه المقطوعة من الشعر في محبة الله

محاكاة لشعر المتصوفة

***

يا هندُ ليسَ من العشاقِ إنصافٌ

إنْ لاحَ في زمن الكتمانِ إيضاحُ

*

لا فوزَ للناسِ إن أبيحَ سرّهُمو

سرُّ الحبيبِ لكل الناسِ فضّاحُ

*

لا شكرَ لي بمناجاةِ الحبيبِ هُنا

فالله نورٌ وفي نور الهُدى راحٌ

*

إني لأعلمُ أنّ العفوَ مقبولٌ

فالحقُ دوما لمن يرجوهُ سَمّاحُ

*

إني دعوتكَ لا جاها ولا طمَعا

ربّ البريّةِ طهرُ النفسِ مِصباحُ

*

إني نهلتُ من العلومِ مِكيالاً

وما عرفتُ بأن الصبرَ مِفتاحٌ

*

إني سَعيتُ إلى دُنيايَ منهمِكاً

وقد ظننتُ بأنّ العُمرَ أفراحُ

*

يا من يُسرُّ لذاك الجاهِ مُبتهجاً

سرُّ الوجودِ صَفاءُ الرّوحِ صَدّاحُ

*

عشرونَ عاماً بدارِ غربتي وحدي

طالَ الطّريقُ، متى يا قلبُ ترتاحُ؟

*

أنا المسافرُ أهلُ الشام أحبابي

ففي دمي عنبٌ حلوٌ وتفاحُ

*

أهلَ الكرامةِ نهديكم مَحبتنا

حبُّ الكرامِ لأهل الجودِ لمّاحُ

***

لولا الحبيبُ لما بكت مُعذبة

ولا تندّت لأهل العِشقِ أقداحُ

*

لولا المَحبّة ُما طارت حَماماتٌ

ولا بَدتْ عندَ أهلِ الخيرِ أرباحُ

*

أخا المُروءَةِ، في الأبعادِ مازلنا

في البُعدِ تسودّ أو تبيضّ أرواحُ

*

دنيا العِبادِ تكللتْ بأعلام

فكن حكيما كما في اليمّ مَلاّحُ

***

بقلم الدكتور إسماعيل مكارم

كتبت حسب البحر البسيط .

كراسنودار – روسيا الاتحادية، كانون الثاني 2008

...................

وجهة نظر

قد يبدو للبعض أن من كان علمانيا في نظرته لحل قضايا المجتمع وقيادته فهو بالضرورة رجل ملحد، وبعيد عن الإيمان . أرى في ذلك شبهة وغلطة في فهم سلوك المثقف، ومسألة علم الإجتماع، وقضايا المجتمع، إذ أنّ العلمانيّ هو الذي لا يصدق ولا يؤمن بقدرة رجال الدين والمشايخ، قدرتهم على حل قضايا المجتمع وإدارة شؤون البلاد في زماننا المعاصر، في بلداننا العربية، إنّ تجربة حكم الإخوان في مصر وتونس وغيرها من الدول العربية أثبتت صحة ذلك، ولكن العلمانية لاتحرم العلمانيّ من حقه في الإيمان والعلاقة بالخالق. قولنا هذا ينطبق على القول المأثور- ما هو للخالق نتركه للخالق وما هو لقيصر يبقى لقيصر. ولكن كلامنا هذا أبدا لا يعني أنه في زمن التحرر الوطني علينا أن نحرم المشايخ ورجال الدين وجماهير واسعة، نحرم كل هذه الشريحة في المجتمع من حق المشاركة في حركة التحرر الوطني، إذ أن زمن التحرر الوطني يتطلب من كافة شرائح المجتمع النهوض والمشاركة الفعالة، بل الإنتفاضة ضد العدو الغاشم الذي يهدد بقاء المجتمع، وسلامة مواطنيه، وكرامتهم، ودينهم، ومعتقداتهم، ومقدساتهم.

ولكن لا العلمانية ولا مفهوم العمل الإسلامي، ولا مفهوم التحرر الوطني، لا هذا ولا ذاك ولا أي أمر آخر لا يسمح لنا بالتدخل بالشؤون الداخلية للدول المجاورة، التي يجمعنا بها الدين الحنيف تحت هذه الحجة أو تلك، إذ أننا بذلك نكون لا نخدم قضايانا الوطنية، وهناك مفهوم في القانون الدولي – هو مفهوم السياسة الداخلية لهذا البلد أو ذاك، وهذه السياسة هي جزء من السيادة.

في نصوص اليوم