نصوص أدبية

إسماعيل مكارم: أنزلوا الرّايات

نصٌ عن  بيروت المنكوبة تحت عنوان:

حذار ِ من الصَّهاينَةِ الجُدُدْ

***

حذار من الصَّهاينةِ الجُدُدْ

أنزلوا الرّايات ِ

أنزلوها

واغسِلوها

بدمُوع ِ القاصِراتْ

بدموع ِ الأمّهاتْ

مَن يُنقذ ُ الأحياءَ

في نكبةِ بيروتَ:

(الميناءُ، والحريقُ، وألسنة ُ اللهبْ)

مَن يُصَلي على أرواح ِ الأمواتْ؟

مَن يَمسحُ الدّموعَ عن وجوهِ نساء ِ بيروتَ؟ مَن؟

مَن يُعيد للأطفال

بُيوتهم المُدمّرَة؟

مَن يُعيدُ لهُمُ الإبتِسامَه؟

**

نكبة بيروتَ تذكّرنا  بعام ما بعدَ الأربعين

تعيدُ الى الذاكرة تلك السّنين العِجافْ

تعيدُ صورَ كفرقاسم.

لحَظاتٌ...

وأحاطتْ بنا ألسنة ُ اللّهَبِ

والدّمارُ، والقهْرُ، والضّياعُ، وفقدانُ الأحِبّة...

ليهنأ أولادُ الغولْ

لتهنأ البومَة

ليهنأ أحفادُ أبي لهَبٍ.

**

ثكالى  بيروتَ

نِساءُ بيروتَ

يبكينَ في الليل ِ

يَتضرعن إلى الخالقْ

يُضمِدْنَ الجراحْ.

**

أفعى الحَريقِ ِ

طالت شوارعَكِ يا بيروتُ

ضربَتْ فيكِ

الخمائِلَ

والحَدائِقَ

والأشجارَ

والحَجَرْ.

آهٍ.. يا بيروتُ

لا يَنفعُ الندَمُ.

باعوكِ يا بيروتُ !

بالدّينار، والدّولار

ورَنين ِ الذهَبْ

قدّموك للتنين ِ ضَحيّة !

باعوا الجَمال َ في عَينيك الجَميلتين

باعوا زرْقة َ البَحر في الصّباح

باعوا لياليكِ الجَميلهْ

باعوا الكحلَ في عيون ِ العَذارى.

**

خزّنوا الحِقدَ في الميناء

خزّنوا أدواتِ المَوتِ أطنانا !!!

ماذا نقولُ .. يا بيروتُ ؟

والحزنُ يُخيّم ُ

في المنازلِ .. في الحاراتِ

وفي عيون القديساتْ.

من  كانَ يُفكر.. يا بيروتُ !

أنّ الذئابَ... سَتعتدي على سِتّ البيتْ !!

من كانَ يُفكّرْ !!

**

الإفرنجُ، وأحفادُ يهوذا،

، والعثمانيون الجُد دْ   والأعرابْ

دفعوا الأجْرَة سَلفا

إلى أحفادِ أبي لهبْ.

لا ينفعُ الندَمُ يا بيروتُ

لا ينفعُ الندَمُ !

لمْلِمِي جراحَك يا أختاه

وحذار .. حذار

من الصّهاينة الجُدُدْ !

حذار يا بيروتُ

من الصّهاينةِ الجُدُدْ !!

**

إلهَ الشرّ، والتشريد ِ، والتخريب ِ، والتكفير!

منكَ التقتيلُ، والعُنفُ، والحِصارُ.

ومنّنا فقدانُ الأحِبّةِ، والعَوَزُ، والعريّ، والجُوعُ

لكنْ يا عدوّ الشمس ِ!

والله

لن نركعَ

لن نسْتَسْلِمَ

لن نتعَبَ.

" من الآلام ِ تولدُ القيامَة ُ "

فلتغضَبْ.

إلهَ الشرّ !

إنّ الله والانسان على العَهد ِ.

سَمعتُ صوتَ الجُدودِ ينادينا:

تخيّروا أيها الأحفادُ:

طريقَ العِزّ، تسَيِّجُه ُ

جَثامينُ الأبطال ِ رفاقا على الدربِ

طريقَ الذ ّلِّ مَفتوحٌ في كلِّ الأوقات

مُكللا بالخُنوعْ ...

ولكنْ ...

إرادة ُ الإنسان ِ

مهما طالَ المُحال

لا تنسى، لا تهزَمُ، ولا تقهَرْ *.

**

حذار.. يا بيروتُ !

من الصّهاينَة الجُدُدْ !

حذار..

من سَماسِرَةِ المَوتْ !.

***

بقلم إسماعيل مكارم

.......................

* كتبت في نهاية شهر آب 2020

* الافعالُ الثلاثة هنا مبنية للمجهول (بضم التاء).

* قيل الكثير عن باخرة الأمونيوم، التي فرغت حمولتها في مستودعات مرفأ بيروت، هذه الحمولة، التي انفجرت في أحد مستودعات المرفأ  يوم الرابع من آب عام 2020 وأدت إلى كارثة، حيث راح عدد كبير من الناس الأبرياء ضحايا هذا  الإنفجار. هذه الحمولة جاءت لصالح قوى الإرهاب التي كانت تقتل، وتدمر في سورية، والعراق، كل ذلك بإيعاز وتعليمات من قبل الغرف السوداء في العواصم الغربية، وجهات خاصة في الإقليم. هذا إستنتاج سياسي، مبني على عدة أمور..مثل هذه الباخرة ينطبق على قصة الباخرة التي كانت قادمة من أحد مرافئ ليبيا محملة بالسلاح إلى أحد مرافي لبنان، باخرة (لطف الله 2)، واكتشفت وانفضح أمرها، أما السلاح فكان طريقه نحو عرسال ومن هناك إلى الأراضي السورية، أي من أجل تسليح قوى الإرهاب - أدوات الغرب. من يريد أن يقرأ قصة باخرة (لطف الله 2 ) فليقرأ عنها في النت....إذا كانت قوى الإرهاب قد استعملت هذا النوع من الأسمدة لصنع العبوات الناسفة، وإذا كانت في لبنان قوى تدعم قطعان الإرهاب يصبح واضحا لصالح من وصلت هذه الباخرة إلى مرفأ بيروت منذ سنين قبل إنفجارها.

 

في نصوص اليوم