نصوص أدبية

خالد الحلّي: نُجومٌ يغازلها الّليل

كانَ الجميعُ في ليالي الصيفِ يصعدونْ*

إلى سطوحِ دورِهمْ

وقبلَ نومِهِمْ

يراجع الكبارُ  ما مَرّ  بِهِمْ

وما الذي يُمكِنُ أنْ يأتي لَهُمْ

في غدِهِمْ

كان الصغارُ  يَحْلُمونْ

بأن يَعِدّوا ما يستطيعونَ من النجومْ

فيبدأ العَدُّ

ولكنْ كلَّهم بالعَدِّ يفشلونْ

فتأخذُ الظنونُ بعضَهُمْ

و بعضَهُمْ في الوهمِ يَسْبَحونْ

فيَحْسِبونَ الّليلَ كلّما

يقتربُ الفجرُ  مِنَ البُزوغْ

يغازلُ النجومْ

يُسْمِعُها همساً رقيقاً حالما

لكنّها تروغْ

تهربُ منه عندما

يستيقظُ الفجرُ

فتمضي باسمةْ

لتنفقَ النّهارَ  نائمةْ

وَهْيَ تغنِّي حالمةْ

للصحو  وقتُهُ

وللمنام وقتُهُ

وإنّني

أبُصِرُ  في النومِ الضّياءَ كلَّهُ

شعر : خالد الحلّي

ملبورن – أستراليا

***

....................

* كان من عادة العراقين في أزمنة سابقة، النوم فوق سطوح منازلهم خلال أيام الصيف بسبب الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، و عدم وجود أجهزة تبريد في حينه، ولكن  هذه العادة بدأت في الاختفاء بعد أن توفرت أجهزة التبريد، كما ساعدت على اختفائها ظاهرة الرمي العشوائي، والرغبة في بناء ملحقات أو شقق سكنية فوق سطوح البيوت.

 

في نصوص اليوم