نصوص أدبية

مالكة حبرشيد: قلق.. يفسد ترتيب الحواس

وأنت تسافر بين الكلمات

طلبا لمتعة عابرة....أو قصة عاثرة

توخى الحذر

فتحتَ كل حرف قلبٌ ينزف

بين الفواصل جراحٌ لا تندمل

في جوف علامات الاستفهام

هزائمٌ...تنتفض

على ملمح النص دهشةٌ

اكبر من القصيد

من هوامش تبتلعُ لبَّ الحكاية

كيما يصابُ العابرون بوعكةِ ضمير

أو قلقٍ يفسدُ ترتيب الحواس

من أجل سهرة باذخة

أعدت سلفا لربطات عنق لماعة

لجلابيب تتنافسُ في القِصر والطول

وعطور تحمل تواقيع

الضفة الأخرى من الترف

لا تستعجل في القراءة

عل التلاوة تكون علاجا

لداء مزمن أصاب العبارات

فأصبحت عاجزة عن تبليغ الخطاب

ضمادا للغةٍ أثخنتها الجراحُ

وحروف جر.....لا تتوانى عن الجرجرة

مهما كانت المطباتُ سحيقة

ومهدئا لعلاماتِ تعجبٍ

ما عادت تقوى على الانتصاب

كم رخيصٌ جدا

أن يكون الأرق ثمنَ الهزيمة

والقلقُ نديما يجاذبك أطراف الهوان

كلما ارتفعت حرارتك

بادرك بعذرٍ يخفض حمى الخجل

بفيديو يرقيك من اضطرابات الحقيقة

وأدعيةٍ منتقاة بعناية

تبعدُ عفاريت الوقت ..ولو إلى حين

لتظل الجمجمة علبةً سوداء فارغة

همها متابعةُ الحلقات القادمة

من قصة الناس

اقتناعا بالمثل = إذا عمت هانت !

كلُّ عودٍ يابس النبرة لا يستهوينا

قد يداهمنا بنكزة ...وقد يعمينا

كلُّ كرامةٍ جفت على مقعد بالمقهى

لن تمنح اخضرارا

ولن يكون لها امتداد نحو الرصيف الآخر

حيث الانتظارُ يرتّب

وصفاتِ الزمن القادم

في قارورة نسيان يخبئها

ثم يلقيها في البحر عربونَ يأس

ما دام العلاج منعدما

والشفاء مستحيلا

فالحب لا يولد من تبغ المقاهي

ولا الكرامة تطلع من تطويحات

لا تتوقف على أبواب الملاهي

ولا الحرية تحيا في زيف الغضب

ونضالاتِ الأسماء المستعارة

على شاشة الفايسبوك

زادُ القبيلة خبزٌ معجونٌ بالدماء

ونحن نفرقعُ الخطبَ

في الدروب المغلقة للزجاج

ننشر الشعاراتِ في شوارعه

المكتظةِ بأبطال يغيّرون البروفايل

عند كل حدث ...بكلِّ جسارة

نستهزيء من عيون المخبرين

من أصدقائنا الأعداء

حلفائنا المخلصين المخادعين

هكذا يمضي النهارُ

يليه الليلُ وهو يصنّف الزهورَ

هذه حمراءُ للحب...الصفراءُ للموت

بينهما اخضرارٌ باهت ينحازُ للرمادي

حيث تفقد الحكاياتُ معانيها

بين برودة الازرار يموت الأبطال

يتوه الجمرُ عن ماواه

متّهمًا الألفية الثالثة

بإفساد الأخلاق والأطعمة

تسميم مفاجآت جميلة تحملها الأبراجُ

والحظُّ الهارب في أنفاق الوهم

ممتطيًا فرسَ الهوان

حاملا سيفَ الخيبة

وحصانُ طروادة وسط الميدان

ينتظرُ فرصةً سانحة ليحملنا جميعا

في رحلةٍ جميلة بين المآثر التاريخية

لأمجادنا الوهمية

***

 مالكة حبرشيد

 

في نصوص اليوم