نصوص أدبية

مالكة حبرشيد: على هياكل الحروف

على هياكل الحروف تموت الاسئلة

من أين تأتي الابتسامة؟

أي الدروب تسلك

لتصل إلى مدخل الشريان

حيث كريات الدم

تتزاحم.. تتغاضب

ناسية أن ثمة كائنا حولها

ينتظر دنو الهواء في خطوطها

من أين تراها تأتي ...؟

من النافذة ...؟

أو من المرآة ...؟

أظن نصيحة جدتي التاريخية

اعتقلتها في زاوية الغرفة

كيما تتخطى عمرها الوهمي

وتحب الأشياء بمنطق البراءة

دون اغتيال وجه مرسوم

على الجهة الأخرى للجدار

كان على المرآة أن تتدخل

لفك النزاع القائم

بين العطر والحقن المهدئة

بين السرير والأريكة التي

تهدهد حالها على الشرفة

في حالة انتشاء

بما تسلل إليها

من همهمات الشارع

بينما السرير ملقى

عند منتصف الغرفة

يلامس الشراشف في حنان

مترفقا بالوسادة

كمعنى محوري لما هي مدججة به

من اللامعنى .... واللاحضور

وما تترك من متسع في اللاشعور

لوأد حياد

كبر على امتداد مسافات القلق

واستسلام نما

حين تزاحمت الأضداد

وحدها الوسادة

تساعد على الاستقلال

من ضجر التوازن

واختيار العبارات المناسبة

لصبغ وجه النهار

بأبجديات تليق

بضحكات عريضة

منقوشة على الملامح

لا تسقط إلا بسقوط المعنى

أو بسباق خلف أثر النوايا

قبل أن يقتسم الجسد

بين اليمين واليسار

وتصير الكلمات جثثا بلا قبور

إلى حينها ...

مت في جلدك .. إن شئت

أو احيِ...

في يوميات الزمن الراكض

حيث العيون طعنة

في قلب الصحيفة

الكأس ضماد

لغابة تترجل الأحكام

عند فجاج الصرخة

ثم ترتمي على جليد الشمس

دون استئذان السماء

*

هي ليلة ما بعد..... السقوط

بالقلم رغبة جامحة

أن يكشف عورتي

أخاتله .... أهرب من منقاره

الذي يجيد تمزيق الجلد

لتتسع الروح ... وتبوح

وأنا أعشق الظلمة والصمت

لا أحب الارتماء تحت عتب البيوت

وتلك قواعد القص

إن أردت ركوب صهوة الأدب

اعفني من الكلام أيها المداد

المرآة اقدر مني على الحكي

هي تحفظ تفاصيل الأيام

تجاعيد العمر

وما تحوي النظرات من عتاب

من حزن مبتل بقافية الأنين

من آثار الجروح الممددة

على جسد تقلصت رقعته

بفعل =آآآآآآآآآآآه

*

كم يلزمني من مسافات

لاحتضان اللحظات المتساقطة

قد تنتابها رغبة الحياة

فتستوي أملا

في مركبة خلاص

لا تتوقف إلا في معبد الذاكرة

هناك تركت عيوني تبتهل

في محراب البداية

مت في ظلمتك أيها الليل العنيد

لا تتكئ على جدار النهار المنحني

لا تسند خيباتك

على هياكل الحروف

وتجعل صمتك فاتحة النهاية

ليتلمس الحلم يدا

تعانق الغياب

على حافة سوادك

تعزف ترنيمة رياح لا تشيخ

عل القسمات المتجهمة .. تشرق

تبدل بالجرح سلاما

بالصدى كلاما

يعانق الاحتمالات

على ضوء احتراق الشهوات

بين فجر قديم

وفجر يداعب الشقاء

بصيغة الغائب

كل ذلك لن يسقط الغرماء

المتربصين في الأفق السري

المكتظ بأشعار انتحرت

عند أبواب الرؤيا

حيث انتاب عشتار

عشقها الأول

وكانت نهاية الأسطورة

وبداية الأسئلة؟؟

***

مالكة حبرشيد

في نصوص اليوم