نصوص أدبية

صادق السامرائي: يقظة الروح!!

يَقظةُ الروحِ ونورُ الفِكرةِ

زمنٌ بانَ بحَجْمِ اللحْظةِ

*

مَن أنا فيها وهلْ فيها أنا

يا وَجيعَ القلبِ عندَ الصَحْوةِ

*

وسَراباً بينَ طيّاتِ الرؤى

هلْ وأدْناها بتُرْبِ الغَفلةِ؟

*

دامَتِ الدنيا شِراعاً تائِهاً

يَتماهى بمَصيرِ المَوْجةِ

*

هكذا نحنُ أتينا نحْوَها

ولبثنا بخيامِ الوَمْضَةِ

*

لا تقلْ عِشنا ولكنْ إنّنا

برَحاها كجَريشِ الحَبَّةِ

*

طحَنتنا , خَبَزَتْنا نارُها

أكَلتنا بوعاءِ الآفةِ

*

مِنْ ترابٍ لترابٍ سِفْرُها

وكذا فحْوى خِتامِ القِصَةِ

*

يا أريباً قد تَسامى وارْتقى

وتَهاوى في كهوفِ الشِدّةِ

*

أمْعَنَ الفِكرُ بحالٍ أوْردَتْ

كلُّ شيئٍ لحَضيضِ النقطةِ

*

ما لنا فيها خيارٌ صائِبٌ

كمْ أصابَتْ بسلاحِ القُدْرةِ

*

ضعفاءٌ بؤساءٌ كلنا

وابْتلينا بادِّعاءِ القوةِ

*

مثلُ خلقٍ يتبارى فَوْقَها

نَجْتَنيها بمَعيلِ الكُثرةِ

*

آيةُ المَخلوقِ مَرهونٌ بها

وأسيرٌ بقيودِ الدَوْرَةِ

*

طفحَ الكَيْلُ وما كالتْ لنا

غيرَ حَيْفٍ مِنْ بَلاءِ السَطوَةِ

*

إنّها أمٌّ رَؤومٌ أرْضَعَتْ

وحشَ غَدرٍ آدميَ الطلعَةِ

*

نهْرُها الأجْيالُ دفّاقُ الهَوى

وبهِ الخَلقُ بحَجمِ القَطرةِ

*

فلماذا بصُراخٍ بَدْؤها

وخِتامٌ بظلامِ الحُفرَةِ

*

سألتْ روحٌ وطاشتْ لبّها

وتهاوَتْ كطريحِ الصَرْعَةِ

*

أيّها المَوْتُ العزومُ المُفتدى

عندكَ الآنامُ أشْهى الأكلةِ

*

كمْ طُمِرْنا برَغيبٍ لاهِبٍ

وانْتَهيْنا لرَصيْفِ الرِحْلةِ!!

***

د. صادق السامرائي

1\9\2019

في نصوص اليوم