نصوص أدبية

إسماعيل مكارم: في مدينتي فاجعة

في مدينتي فاجعة

صوتي مخنوق

هنا في الأبعاد،

صوتي شبيه

بتلك الأصوات الكتيمة

تحتَ الرّكام والأنقاض.

*

دقيقة واحدة

من فعل الطبيعة،

دقيقة واحدة

ومصير أليم.

*

قولي لي

أيتها المدينة

هل ما أراه حقيقة؟

أجل يا أختاه

إنها حقيقة مُرّة،

قولي لي

إني أعيد النظر

ولا أصدّق،

نعم  في مدينتي فاجعة!!

في مدينتي

صَرخاتٌ، ورُعبٌ، وكآبة ْ،

ألم، وأملْ!!

**

صوتي مخنوق

وأنا عاجز

حتى عن الصراخ،

الحزن في مدينتي

في كل الأنحاء:

في البيوتِ

في المنازل ِ

في الشوارعْ.

**

لماذا لا يلعَبُ الأطفالُ

في الساحات؟

لماذا لا تفتحُ النوافِذ ُ

كي تعانق الشمسَ؟

يؤلمني هذا الصّمت!

يؤلمني هذا القبح!

*

أفتحُ هذي الشاشة الصغيرة

أسمعُ أصوات رجال الإنقاذ

تتلوها صرخات الأقرباء ....

نظرات نحو الحطام،

نظرات نحو البيوتِ المُهدمة،

وفي العمق ِ أحياء

بالعمق ِ أحياء.

*

إنه بؤسٌ

لم نرَ مثله من قبل

سَبَبهُ العَجزُ،

إنكَ عاجزٌ أن تفعل شيئاً

تفتدي به من تحب

تفتدي به من هم هناك!!

*

أخبار مُقلِقة

وهذي الشاشة تجرحُ الفؤادَ!

بلدي هناك يكافح،

بلدي يكافحُ بؤساً لا مثيلَ لهْ،

بلدي، الذي لم ألمسه في البعد

لكنه

بين أضلعي يغلي

منتظرا فزعة الشجعان.

*

كلمة ٌ

تتلوها كلمة ٌ،

كلمات فظيعة

تصيبني بالألم والأسى .

*

هناك

خطوات

خطوات

خطوات ...

خطواتُ رجال الإنقاذ

شبيهة بخطى الأنبياء،

الرسلُ

والأنبياء

يأتون لتأدية الرّسالة،

ها هم رجالُ الإنقاذ

جاؤوا

تحدوهمُ النخوة والمَحبّة.

*

ماذا نقول لهذي الوجوه الحَزينة

على أطراف ِ الهاوية؟

ماذا نقول لهذي الأصوات ِ المخنوقة؟

ماذا نقول للأطفال؟

ماذا نقول للنساء؟

ماذا نقول للعذارى

في العراء؟

نعم إنها الفاجعةّ!!!

*

كثيرون في سباتٍ عميق،

كثيرون رحلتْ أرواحُهم إلى جوار الخالق،

صعبٌ وقاس ٍ

صَمتُ الإحتضار،

ظلامٌ في القلبِ

والدنيا لا تزال صَباحْ،

إنه ظلامُ النهار.

*

أصواتُ الأحياء

تحت الأنقاض،

أصواتهم تناديني

تمزق الصّمتَ في المكان،

وتدعوني،

تدعو الجميع،

كأني بها تقول لنا:

هَيّا إلى العَمَل ِ....

*

إنه بؤسٌ أوجدته الطبيعة:

الزلزالُ

والثلوجُ

والرّياحُ العاتية

والبردُ القارس!

*

حصارُ أمريكا

"قانون قيصر"

لا يعرفان مَعنى الرّحمَة،

أمريكا لا يعنيها أبداً

تعب الأجسادِ،

التي تهتزّ وترتجفُ

تحتَ الأنقاض.

*

نعم

صوتي مَخنوقٌ

هنا في الأبعادْ .

***

بقلم إسماعيل مكارم

روسيا الإتحادية

في نصوص اليوم