نصوص أدبية

عبد اللطيف رعري: البلوى في يدي

كنتُ مُحاطاً بجبلٍ من نارٍ

لمّا عدتُ من رحم المتاهة

كان لي منقار

مغمسٌ في الطين

منذ البداية ….

لا أغتاظ من تورُّم أنفي …

ولا أشكو الأنام معصية نظمي …

كانت أمّي تلعنُ وجهي

وتتمتم طولَ الظهيرة بقولٍ مبثورٍ

هي لا تكرهني

لكنَّها تحسبُ أنّ الملعقة التّي في فمي من ذهب

وأنِّي سأصيرُ كاهناً…

بعد أن اخترتُ الجبلَ

عدتُ أنشدُ تآويلي الحزينة

ألطِّخُ مقصورة الإمام

بما تبقى من وحلِ المقابرِ

أجنّ لفراغ الأقبية من ضجيج العصافير

أترعُ أبواب الدّمار في وجه أعدائي

أسحلُ بالقدر الكافي الأشرار والغزات

عصاتي تشهدُ على جرائمي

التَّمردَ

والعصيان…

لا أستبشرُ رحمة من أقنان القصور

وبين الفينة وطول نحسي،

تحترقُ بين أصابعي ومضات البحر

الأسطورة تقول:

إنِّي مخلوقاً ورقي

مهزوماً حين المطر…

والشّرط ذمَّة للغائب ومن ظهر….

قسماتُ وجهي حين يصفعني الهُزال

تشبهُ ثقب في مجرَّة تحتضرُ…

من أصلٍ خرافيّ

أضمُّ البحر بعرضه بين أنينٍ وأنين…

قالت عنِّي العرافات:

إنِّي أسرقُ زرقةَ السَّماء

أزعجُ نومة القمر..

وتُؤسَرُ العصافير في أقفاصي…

وأنا الآتي بها من عدمٍ

والمضافُ الى خمائري دمويٌّ

لذا مصابيحي باهتة

كاشفة للعيَّان غبشَ من أكون؟

عفوا الطبائع ليست وفق المشيئة….

أنا بارٌّ بالكائنِ الذي يمتلكني…

وأكياس الملح التي على ظهري

سأنثرها

لربيعٍ أكثر شراسة

من هذا الربيع

أعتذرُ فقط لليد التي استقبلتني

ولم أقبلها….

والعين التي لم تنم ليلة مخاضي

ولم أضع فوقها كحلاً حراً…

أمَّا عن هجرتي واغترابي

فالأمر سيان

عودة للجبل

او عودة لقرن الأسطورة.

***

عبد اللطيف رعري

06/03/2023

......................

عادة أحسب نفسي ثقلاً لا يُحتمل ،عنصراً غيرمرغوب فيه، بلا أهميَّة، وكأني أنا من اختار هذا القدر المشؤوم،لدرجة انّ العالم فوق رأسي يطفو.. بجانب شرذمة بشرية عافها الزمن، ولم تقو على البقاء، تتهاطل عليّ الإستفهامات كأني طبيب نفساني او فقيه حلّ ببركته ليحمي المكان…

من يستشيرني عن عملية انتحار..عن الجنّة والنار …عن الحساب والعقاب..من يقرأ لي رواية سجنه الأخيرة وسبل النجاة من أبشع الجرائم ..وهناك من اكتفى بمراقبتي وكأني وحش قادم من وراء الشمس ..الذي ينفث الأرض ..سجائر رخيصة..نتانة واتساخ خلوي ..

ما أحوجني الى حمام سيكولوجي كذالك …ليتني ما استيقظت اليوم..-

في نصوص اليوم