نصوص أدبية

يحيى السماوي: حين أضعتُ الطريق الى بانكستاون

الـصـبـحُ فـي سـيـدنـي طـويـلٌ

كـانـتـظـارِ قـصـيـدةٍ عـذراءَ

تـأبـى أنْ تـطِـلَّ عـلى

الـورَقْ

*

ومـسـاءُ سـيـدنـي روضـةٌ ضـوئـيـةٌ

أزهـارُهـا غـسَـقٌ

بـحـبـلِ الـضـوءِ شُــدَّ الـى الـشـفـقْ

*

وأنـا الـغـريـبُ الـسـومـريُّ

مُـفـتِّـشًــا عـنـي أحَـدِّقُ فـي الـوجـوهِ

لـعـلَّ وجـهـًا سـومـريَّـا

يـسـتـضـيءُ الـسـنـدبـادُ بـهِ

يـمـدُّ إلـيـهِ صـوتًـا مـن لِـسـانِ الـضـادِ

يُـنـجـي الـسـنـدبـادَ الـضـائـعَ الـحـيـرانَ مـن شـبـحِ

الـغـرَقْ

*

الـوقـتُ مـصـلـوبٌ

وشـمـسُ الإنـتـظـارِ بـلا ألـقْ

*

سـأعـودُ ـ قـال الـسـومـريُّ الـمُـسـرِفُ / الـمُـتَـزَهِّـدُ

الـطـفـلُ / الـفـتـى

الـشـيـخُ الـمُـخَـضَّـبُ بـالـتـبـتُّـلُ

والـمُـضَـرَّجُ بـالـنَـزَقْ

*

سـأعـودُ ـ قـالَ ـ الـى مـتـاهـةِ غـرفـتـي

فـلـربَّـمـا

سـتـطِـلُّ مـن تـحـتِ الـجـفـونِ الـمُـغـمـضـاتِ

إلـهـةُ الأمـطـارِ " إيـنـانـا "

لِـتُـطـفـئَ غـابـةَ الـنـيـرانِ فـي جـسـدي الـمُـفـخَّـخِ بـالـشـبَـقْ

*

وتـؤمُّ بـيْ فـوقَ الـسـريـرِ

صـلاةَ " حـلاّجٍ " بـمـاءِ لـظـى تـهـيُّـمِـهِ

احـتـرَقْ

*

وتـصـبُّ لـيْ كـأسًـا مـن الـقـبـلاتِ ..

تُـطـعِـمـنـي رغـيـفًــا مـن طـحـيـنِ أُنـوثـةٍ

فـهـيَ الـوديـعـةُ كـالـحـامـةِ والـرقـيـقـةُ كـالـفـراشـةِ

أو أرقْ

*

مُـتـعـكِّـزًا ظـلّـي مـشـيـتُ ..

عـبـرتُ جـسـرًا ..

جـزتُ سـاحـاتٍ وأرصـفـةً

أضَـعـتُ الـدربَ .. أيـنَ أنـا ؟

سـأرجـعُ قـلـتُ فـي نـفـسـي

ولـكـنـي نـسـيـتُ اسْـمَ الـذي أودعـتُ فـيـهِ حـقـيـبـتـي

ودواءَ وحـشِ الـسُّـكّرِيِّ

وشـاحـنَ الـتـلـفـونِ ..

أثـقَـلـنـي الـرَّهَـقْ

*

قـدمـايَ مُـتـعـبـتـانِ

تـشـتـكـيـانِ وخـزَ تـنـمُّـلٍ

والـدربُ نـحـوَ الـفـنـدقِ اسـتـعـصـى عـلـيَّ

فـمـنْ يُـعـيـدُ الـى مـراعـي الـقـوسِ

ظـبـيَ الـسـهـمِ غـافـلَ مُـقـلـةَ الـراعـي الـمُـكـبَّـلِ بـالـمـتـاهـةِ

فـانـطـلـقْ

*

نـحـو الـبـعـيـدةِ

بُـعـدَ قـلـبـي عـن يـديَّ

وقـربَ شـمـسٍ والـنـجـومِ

عـن الـحَـدَقْ

*

وَعَـدَتْ بـثـوبٍ مـن حـريـرِ الـعـشـبِ

يـسـتـرُ عُـريَ صـحـرائـي

وتـغـسـلُ مُـقـلـتيَّ مـن الأرقْ

*

وتـهـشُّ عـن غـزلانِ رأسـي فـي مــفـازةِ غـربـتـي

ذئـبَ الـقـلـقْ

*

فـأنـا اصـطـبـاحـي فـي الـمـسـاءِ ..

وفـي الـصـبـاحِ الـمُـغـتَـبَـقْ

*

لأعـودَ طـفـلاً ضـاحـكَ الأحـداقِ

دُمـيـتُـهُ الـغـسَـقْ

........

............

...............

مُـسـتـهـزئـًا مـن سـوءِ ذاكـرةٍ

يُـقـهـقِـهُ فـي قـرارتِـهِ الـغـريـبُ الـسـومـريُّ

فـقـد تـذكَّـرَ

أنَّ فـي مـفـتـاحِ غـرفـتِـهِ الـذي فـي جـيـبِـهِ

عـنـوانَ فـنـدقِـهِ وخـارطـةَ الـطـريـقِ الـى الـمـكـانْ

*

مُـتَـعَـثِّـرًا بِـظـلالِ خـطـوتِـهِ

يـسـيـرُ الـسـومـريُّ الانَ نـحـو سـريـرِهِ

فـي نُـزْلِ " بانـكـسـتـاونْ "

*** 

يحيى السماوي

21/3/2023

.......................................

(*) بانكستاون : اسم الفندق الذي نزل فيه كاتب النص الأسبوع الماضي ويقع في ضاحية بانكستاون في سيدني .

في نصوص اليوم