نصوص أدبية
جاسم الخالدي: عتاب مع نيروز

عبثًا يحدثُنِي عن الأحلامِ
مستبشرًا بقوادمِ الأعوامِ
*
كم كان مغمورًا بحبِّ حياتِهِ
طلقُ المحيا ذائبُ الأنسامِ
*
لكنَّه من فرطِ حبٍّ قادمٍ
ينأى عن الأنغامِ بالانغامِ
*
يشدو القصائدَ من فؤادٍ صادحٍ
ويصوغُ أغنيةً لطيرِ حمامِ
*
سمحٌ، وديعٌ، طيبٌ، ودماثةٌ
يحكي طويتَهُ فمُ الأيَّامِ
*
عقدانِ مرا، وهو طفلٌ حالمٌ
يلهو مع الأترابِ في إنعامِ
*
وثلاثةٌ أخرى انقضتْ بمحبَّةٍ
يسقي نداماهُ بشهدِ كلامِ
*
يهوى الجمالَ مُتيّماً بظلالهِ
صافي السريرةِ لا يردُّ مرامِي
*
عتبي على هذي النسائمِ قصَّرتْ
في أنْ تقي روحي من الآلامِ
*
عتبي على أيدٍ رحيماتٍ أبتْ
الَّا تكونَ رحيمةً بهمامِ
*
تركتْكَ وحدك دونَ أي فضيلةٍ
ومضيتْ مضطرًا بنارِ ضرامِ
*
حاولت أن ترجو الشفاءَ ولم يكنْ
حلمُ الشفا أبدًا بعيدَ مرامِ
*
سائلتني قبلَ المنيةِ، والدي:
ماذا وراءَ السقمِ من أسقامِ؟
*
حولي يدورُ الموتُ، كيف أردُّهُ
قدري أفارقُكم، وقلبيَ ظامي؟!
*
عندي طموحٌ كيف أقطعُ نسلَهُ
ولديَّ الفُ قصيدةٍ وكلامِ
*
وطِماحُ مَنْ غرسَ المحبةَ جاهدًا
ألَّا أغادرَ موضعي ومقامِي
*
قدْ عدتَ يا نيروزُ بعدَ غيابةٍ
لكنَّ عودَكَ لم يكنْ بسلامِ
*
راحَ الذي يُحْيِيكَ، وهو محمّلٌ
بالحبِّ والأنغامِ والأحلامِ
*
واليومَ أنِّي ذاهبٌ لأزورَهُ
لأجددَ الذكرى، بيومٍ دامِ
*
ومعي التي حملتْ ولم تبخلْ عليـ
كَ بفيضِ عاطفةٍ وحلو كلامِ
*
يا عيد نيروزٍ بمن أفجعتني
فإذا بنورِ الصبحِ محضُ ظلامِ
*
وتركتني وحدي أصارع محنتي
إنِّي على حربٍ مع الأيامِ
***
د . جاسم الخالدي