نصوص أدبية

سعد جاسم: ضمير الفرات

كما لو أَنني

أُحلِّقُ وحيداً

في سماواتِ

البلادِ المُقْفَلَةْ

*

كما لو أَنَّ نسراً متوحشاً

يطاردُني باللهبِ والنعيق

ناوياً إِختطافَ اجنحتي

خشيةَ أَنْ أُنافسَهُ

على كنوزِ السماءْ

*

وكما لو أَنني أمسكتُ بالثريا

ولمْ أعُدْ أَكترثُ

لكلِّ ماهو أرضيٍّ

لأنَّ الأرضَ أَصبحتْ ضيقةً

وملوّثة وليستْ حنوناً علينا

ولا رحيمةً بنا

كما لو أَننا لمْ نعدْ

نحنُ ابناؤها اليتامى

والمشردونَ وعابرو الطرقاتْ والقاراتْ

والمرميونَ كلُّ واحدٍ تحتَ نجمةٍ

وكلُّ واحدٍ غارقٌ

في بحرِ الأحلامِ

والاوهامِ والأُمنياتِ

وفخاخِ الخديعةِ

والخساراتِ والفجائعِ السودِ

مثل عباءاتِ أُمهاتِنا الممزقاتِ

من الوريدِ الى النشيجْ

ودائماً يصحْنَ بالعراقِ:

اللهُ عليكَ ياواهبَ البترولِ

والدموعِ والمطرْ

وسلاماً عليكَ

يا عينَ العسلِ والماءْ

فكُنْ مُطمئناً لأَننا

إذا أَردْتَ نُشعلُ القلوبْ

ونبذلُ الدماءْ

حتى تَظَلَّ أَنتَ

سيدَ الاشياءْ

والعارفَ بالأَسماءْ

وتبقى ناصعَ الصفاتْ

ومانحَ الحياةْ

للطيرِ والحَيَوانْ

والبشرِ الظمآنْ

وتبقى أَنتَ طيّباً

وطاهراً ...

مثلَ ضميرِ الفراتْ

***

سعد جاسم

2023-3-27

في نصوص اليوم