نصوص أدبية

محسن عبد المعطي: نِعْمَ الصَّدِيقُ يُغِيثُنِي فِي مِحْنَتِي

بَدْرٌ تَجَلَّى كَالْبِنَاءِ الشَّاهِقِ

فَأَحَالَ فِكْرِي لِلصَّدِيقِ الصَّادِقِ

*

هُوَ بَلْسَمٌ يَأْسُو الْجِرَاحَ بِحِكْمَةٍ

وَرَوِيَّةٍ وَجَمَالِ حُبٍّ دَافِقِ

*

يَا تَوْأَمِي يَا وَرْدَةً مِعْطَاءَةً

يَا نَسْمَةً أَوْحَتْ بِفَضْلِ الْخَالِقِ

*

أَلْقَاكَ تَنْزَاحُ الْهُمُومُ وَتَخْتَفِي

وَتَخَافُ بَأْسَكَ كَالْهِزَبْرِ الصَّاعِقِ

**

يَا فَجْرَ أَيَّامِي إِذَا طَالَ الدُّجَى

أُلْفِيكَ تَبْدُو كَالضِّيَاءِ الْوَاثِقِ

*

فَأَرَى السَّعَادَةَ بَعْدَ هَمٍّ مُهْلِكٍ

وَأَرَى التَّكَيُّفَ بَعْدَ قَيْظٍ حَارِقِ

*

وَأَرَى النَّعِيمَ يَهِلُّ فِي جَنَّاتِهِ

يَبْدُو لِقَلْبِي كَالْمَلَاكِ النَّاطِقِ

*

إِنَّ الصَّدِيقَ وَفَاؤُهُ مُتَحَقِّقٌ

فِي ذَا الزَّمَانِ كَالِاخْتِرَاعِ الْخَارِقِ

**

أَغَلَى مِنَ الْمَاسِ الصَّدِيقُ وَلَا أَرَى

إِلَّاهُ عَوْناً كَالنَّخِيلِ السَّامِقِ

*

فِي النُّصْحِ أَسْمَعُهُ بِقَلْبٍ خَاشِعٍ

مُتَبَتِّلٍ قَدْ عَافَ مَكْرَ مُنَافِقِ

*

نِعْمَ الصَّدِيقُ يُغِيثُنِي فِي مِحْنَتِي

يَغْزُو بَلَائِي بِالضِّياءِ الْفَالِقِ

*

وَيَظَلُّ يَرْعَانِي حَنُوناً قَاطِعاً

دَرْبَ الْمَكَارِمِ بِالْوَفَاءِ اللَّائِقِ

**

مَا هَمَّهُ الْإِيذَاءُ يَلْحَقُهُ إِذَا

جَلَبَ الْمَنَافِعَ لِي بِقَلْبٍ خَافِقِ

*

وَأَرَاهُ يُنْصِتُ عِنْدَمَا أَحْكِي لَهُ

مَا هَمَّنِي مِثْلَ الشَّرِيفِ الْعَاتِقِ

*

يُجْلِي الْنَّوَائِبَ إِنْ يَزُرْنِي طَيْفُهَا

وَيَظَلُّ يَعْدُو كَالْجَوَادِ اللَّاحِقِ

*

إِنْ تَلْقَهُ بَيْنَ الصِّحَابِ مُطَوِّفاً

لَا تُلْفِهِ إِلَّا بِفَضْلٍ سَابِقِ

***

أ. د. محسن عبد المعطي.. شاعر مصري

في نصوص اليوم